مصطفى رعدون
الشاعر هشام الجمل
بعد مرور الوقت الكافي ، وأنا في الإمارات العربية المتحدة ، والتزامي بالعمل لفترة زمنية في مكتب بلودان للرسم والخط الواقع قرب دوار بلدية الشارقة ، في أسفل بناية الجريوي ،
تذكرت صديقي الشاعر الكبير هشام الجمل ، الذي يعمل في إمارة رأس الخيمة ، وهو شاعر سوري قدير ، من مدينة كفرنبودة ، في منطقة الغاب ، من محافظة حماة ،
( 2012-1950 ) ،
والذي استخدم الصحف منبرا لشعره ، وأفكاره ، وقد شارك في مهرجانات شعرية حيث حاز على المرتبة الأولى في مهرجان الشعراء الشباب في حلب عام ( 1970 )
وقد وصف بلدته كفرنبودة في أحد دواوينه وصفا جميلا ، حيث تعلق قلبه بها في غربته ،
فقد عمل في دولة الإمارات العربية المتحدة ،
في إمارة رأس الخيمة منذ عام ( 1991 )
لديه العديد من الدواوين منها :
في حقلنا فأر ،
زمان ودخان ،
واق ،،،واق
وطني على ظهري
وجوه من قريتي ،،
أفامية ،،
غول جدتي
قصائد حب ملونة ،،
وقد توقفت مسيرة عطائه بوفاته في :
( 2012- 12 - 3 )
حيث خسرت كفرنبودة والمنطقة علما من أعلامها وقلبا ينبض بالحب ، ومشعلا يحمل هموم بلده وشعبه ،،،،
كان الوقت عصرا عندما كنت في مكتب الشارقة أتابع بعض الأعمال في العام 1993،،
وكان عندي مرهف رشيد ضيفا،،
تذكرت صديقي الشاعر هشام
فإتصلت به بالهاتف وسلمت عليه ، وتحدثنا عن ظروفنا ،،،
كان اليوم خميسا ، وفي الغد عطلة رسمية ،،
فدعاني إلى الغداء عنده في رأس الخيمة ، وشوقني بأن الششبرك والسمبوسك هما أكلتا الغد عندهم ،
وكنت لم أره منذ سنوات ، فاستسمحته بأن أصطحب ضيفي معي فوافق ،
في صباح الجمعة كنانقف على مفرق الشارع المؤدي من عجمان إلى رأس الخيمة ،
ومرت تكسي فاخرة بجانبنا ، حيث وقفت بعد قليل ،
وعادت الينا رجوعا ،
وفتح السائق شباك سيارته
علينا وسلم ، وقال الى أين ؟
بادرته : الى رأس الخيمة ،
فقال : تفضلا ،،
وركبنا معه ،،،وتسامرنا طوال الطريق ،،،
إلى محطة وقود في راس الخيمة ،
فنزلنا وشكرناه ،
وقمنا بالإتصال بصديقنا الأستاذ هشام ، وأعلمناه بوصولنا الى المحطة ،،
فقال لي : إبقيا في مكانكما ريثما يأتي أخي إبراهيم إليكما ،،
وفي لحظات كان إبراهيم عندنا ، وأخذنا إلى منزل الصديق الشاعر ،،
كان لقاءا حافلا ،،وأمضينا نهارا من أيام العمر ،
وبالإضافة إلى كرمه وطيبته ، وحسن إستقباله
فقد جال بنا عصرا في أنحاء رأس الخيمة ، وهو يحكي لنا عن كل شاردة وواردة هناك ،
وفي المساء ، وقف بنا في مكان من الشارع العائد إلى عجمان ،،
وبعد برهة وجدنا من ينقلنا معه الى هناك ،
رحم الله صديقي المحترم الشاعر هشام الجمل ،
ورحم الأيام الجميلة
التي تمر ولا تعود ،،،
مصطفى رعدون
مصطفى رعدون
- خالد السلمو
رحمه الله