ليبيا مائة عام من المسرح"1908م- 2008 م"أو هكذا تكلم المسرحيون -2-74- نوري عبدالدائم
**************************************
حول مهرجان فرقة الأمل ..
بقلم / سليمان سالم كشلاف
قدمت "فرقة الأمل"خلال الأسبوع الماضى ثلاث فقرات مسرحية "تراب النصر"تأليف وإخراج الأزهر أبوبكر
احميد.اسكتش"عيادة المجانين"تأليف وإخراج عبدالكريم عبدالهادى ثم وصلة غنائية من المطربين أحمد سامي وسلام
قدري،ويهمني هنا أن أقتصر في حديثي على المسرحية..فالمسرحية من ناحية التأليف تبدو لي ساذجة جداً في فكرتها
حتى لكأنها تمثيلية من التمثيليات التي يقدمها طلبة المدارس في حفلاتهم،حكاية المسرحية أن الإيطاليين قتلوا أم
ولد اسمه حسين وجرحوه..وعندما يكبر يصمم على الانتقام والدفاع عن وطنه،ثم يقع في يد الإيطاليين فيعذبونه
ليخبرهم عن مكان السلاح.
سذاجة..منتهى السذاجة،المؤلف لم يحاول أن يبحث عن فكرة جيدة يصوغها عملاً درامياً جيداً..إنه يلجأ إلى ما يلجأ
إليه-كما سبق وقلت-طلبة المدارس،فهذه الفكرة تقدم من مدرستين أو ثلاث مدارس كل سنة. تختلف طريقة التقديم من
مدرسة إلى أخرى..وفرقة الأمل بكل إمكاناتها وبكل المساعدات التي تحصلت عليها لم تستطع تقديم عمل جيد يمكن أن
يحسب ضمن قائمة أعمالها الفنية.فالعيوب في المسرحية-إن أطلقنا عليها تجاوزا مسرحية-كثيرة،في المشهد
الأول..الجنديان الإيطاليان يعلمان أن المكان الذي جلسا يشربان فيه الخمر فيه مجموعة من المجاهدين،ومع ذلك
يشربان الخمر،ثم يطلقان النار على الطفل،ثم على أمه،كيف يجمع المؤلف هذين النقيضين؟..لا أدري..المشهد الثاني
ليس فيه حسنة واحدة.فهو مجال خطابي واسع للمجاهدين كما قدمتهم المسرحية،لولا قليل من التمثيل من عثمان
وعبدالكريم عبدالهادي لما كان للمشهد معنى.فالغرض من هذا المشهد أنه يريد أن يرينا الطفل حسين وقد أصبح
رجلاً،تم تكليفه بالمهمة الخطيرة..وفي المشهد الثالث..لا أدري من أين استقى المؤلف معلوماته تلك التي تحكى عن
الرجل الذي شرب من جردل الماء الذي سيشرب منه حصان الجندي الإيطالي لأن الجندي أمره بذلك،ثم مافعله معه حتى
التقط "المسحة"وقتله.
أي شكل مهين قدمته لنا هذه المسرحية للإنسان الليبي،يحتمل الإهانة والضرب..و..و..لأن جندياً إيطالياً هو الذي فعل
معه ذلك،ولأنه خائف من مسدسه،هل هذه قصة كفاح أم نموذج زائف للإنسان الليبي؟
في نفس المشهد نرى استهانة القائد الأعلى للجنود الإيطاليين بعمله فإنه يترك مهمة تنفيذ الإعدام في عدد من الآلاف
ليحضر حفلة خطبة ابنته،هل يتصور الإنسان هذا الاستهتار وهذه الاستهانة من رجل عسكري بمهام وظيفته التي عليها
يتوقف انتصار بلاده أو هزيمتها.
في نفس المشهد أيضاً يظهر لنا حسين أسيراً عند الإيطاليين يجري تعذيبه ليعترف لهم بمخبأ السلاح..كيف عرفوا أنه
يهرب سلاحاً،يجوز أنهم قبضوا عليه ولديه بعض الأسلحة ولكن مسألة الاعتراف شيء آخر،وبالرغم من أن حسيناً يعرف
نذالة الإيطاليين وعدم وفائهم بالوعد فكيف رضي أن يعترف لهم بمكان السلاح لقاء عدم تنفيذ حكم الإعدام في الأسرى
الموجودين،ثم في النهاية لماذا حاول الهرب قبل أن يموت وعرض حياة أولئك الآلاف من الأسرى للموت،إذا فرضنا أن
الضابط الإيطالي صادق في وعده بآلا ينفذ الحكم في الأسرى؟.
وفي المشهد الرابع يقدم لنا المؤلف ليبياً ظهر في المشهد السابق على انه "جاسوس"للإيطاليين،قدمه لنا المؤلف
على أنه أحد المجاهدين..أما كيف تمكن هذا المجاهد من خداع الإيطاليين وإيهامهم بأنه يعمل لحسابهم فذلك هو
الذي لا أعلم عنه شيئاً..
والإخراج أحسن من التمثيل..
فالإخراج يتميز بأن هناك لقطتين جميلتين،المشهد الأول من بدايته حتى إطلاق النار على الطفل والأم..ثم قفلة
النهاية للمسرحية.
ومن مساوئ الإخراج إظهار الراوي للزجل،كان المفروض أن يكتفي بإظهار الصوت ليترك حرية للمشاهد لإطلاق خياله في
تصور ما حدث وما سيحدث،خلاف أن الراوي كما قدم جلب الملل والرتابة للمتفرج،كما أن هناك في تسجيل الصوت في
المشهد الرابع للراوي اختلافا في الإلقاء..ولا أدري كيف فات ذلك على مخرج المسرحية..
في المشاهد الأول والثالث والرابع كان الجنود الإيطاليون ينطقون العربية الفصحى كأحسن ما يكون..لا أدري كيف
يمكن للإيطاليين النطق بتلك العربية والليبية السليمة إذا كان الإيطاليون الذين يعيشون بيننا حتى الآن لايعرف
تسعة وتسعون في المئة منهم كلمة واحدة من العربية..
وفي المشهد الرابع قبل أن يقتل حسين والجاسوس الجندي والعريف المرافق له،كان الثلاثة،العريف والجندي والجاسوس
يداً واحدة ثم اختفى العريف بالجندي خارج المسرح لماذا؟..لا أدري.طبعاً هي حجة لكي يعرف الجاسوس حسين بأنه
مجاهد مثله ويعطيه مسدساً ثم يساعده على الهرب،إلى جانب ذلك لا أتصور كيف يمكن للضابط أن يرسل عريفاً وجندياً مع
الأسير لكي يريهما مكان السلاح وهو يعلم أنه ربما يساعدهم بعض المجاهدين خصوصاً أن المنطقة الذاهبين إليها
مليئة بالمجاهدين،كما قال الجندي..
والمنظر في المسرحية لم يكن يعطي أي إحساس بأي معنى ولعل الذي رسمه كان يسبح في خيالات أخرى،ثم كيف يستخدم
منظرا واحدا في مشهدين دون أي تغيير مع أن هنالك فاصلاً زمنياً مقداره-15 أو 20سنة..
أما في التمثيل فقد لمع محمد محمود وعبدالله هويدي والطفل ناجي عتيقة.
ليبيا مائة عام من المسرح"1908م- 2008 م"أو هكذا تكلم المسرحيون -2-74- نوري عبدالدائم
**************************************
حول مهرجان فرقة الأمل ..
بقلم / سليمان سالم كشلاف
قدمت "فرقة الأمل"خلال الأسبوع الماضى ثلاث فقرات مسرحية "تراب النصر"تأليف وإخراج الأزهر أبوبكر
احميد.اسكتش"عيادة المجانين"تأليف وإخراج عبدالكريم عبدالهادى ثم وصلة غنائية من المطربين أحمد سامي وسلام
قدري،ويهمني هنا أن أقتصر في حديثي على المسرحية..فالمسرحية من ناحية التأليف تبدو لي ساذجة جداً في فكرتها
حتى لكأنها تمثيلية من التمثيليات التي يقدمها طلبة المدارس في حفلاتهم،حكاية المسرحية أن الإيطاليين قتلوا أم
ولد اسمه حسين وجرحوه..وعندما يكبر يصمم على الانتقام والدفاع عن وطنه،ثم يقع في يد الإيطاليين فيعذبونه
ليخبرهم عن مكان السلاح.
سذاجة..منتهى السذاجة،المؤلف لم يحاول أن يبحث عن فكرة جيدة يصوغها عملاً درامياً جيداً..إنه يلجأ إلى ما يلجأ
إليه-كما سبق وقلت-طلبة المدارس،فهذه الفكرة تقدم من مدرستين أو ثلاث مدارس كل سنة. تختلف طريقة التقديم من
مدرسة إلى أخرى..وفرقة الأمل بكل إمكاناتها وبكل المساعدات التي تحصلت عليها لم تستطع تقديم عمل جيد يمكن أن
يحسب ضمن قائمة أعمالها الفنية.فالعيوب في المسرحية-إن أطلقنا عليها تجاوزا مسرحية-كثيرة،في المشهد
الأول..الجنديان الإيطاليان يعلمان أن المكان الذي جلسا يشربان فيه الخمر فيه مجموعة من المجاهدين،ومع ذلك
يشربان الخمر،ثم يطلقان النار على الطفل،ثم على أمه،كيف يجمع المؤلف هذين النقيضين؟..لا أدري..المشهد الثاني
ليس فيه حسنة واحدة.فهو مجال خطابي واسع للمجاهدين كما قدمتهم المسرحية،لولا قليل من التمثيل من عثمان
وعبدالكريم عبدالهادي لما كان للمشهد معنى.فالغرض من هذا المشهد أنه يريد أن يرينا الطفل حسين وقد أصبح
رجلاً،تم تكليفه بالمهمة الخطيرة..وفي المشهد الثالث..لا أدري من أين استقى المؤلف معلوماته تلك التي تحكى عن
الرجل الذي شرب من جردل الماء الذي سيشرب منه حصان الجندي الإيطالي لأن الجندي أمره بذلك،ثم مافعله معه حتى
التقط "المسحة"وقتله.
أي شكل مهين قدمته لنا هذه المسرحية للإنسان الليبي،يحتمل الإهانة والضرب..و..و..لأن جندياً إيطالياً هو الذي فعل
معه ذلك،ولأنه خائف من مسدسه،هل هذه قصة كفاح أم نموذج زائف للإنسان الليبي؟
في نفس المشهد نرى استهانة القائد الأعلى للجنود الإيطاليين بعمله فإنه يترك مهمة تنفيذ الإعدام في عدد من الآلاف
ليحضر حفلة خطبة ابنته،هل يتصور الإنسان هذا الاستهتار وهذه الاستهانة من رجل عسكري بمهام وظيفته التي عليها
يتوقف انتصار بلاده أو هزيمتها.
في نفس المشهد أيضاً يظهر لنا حسين أسيراً عند الإيطاليين يجري تعذيبه ليعترف لهم بمخبأ السلاح..كيف عرفوا أنه
يهرب سلاحاً،يجوز أنهم قبضوا عليه ولديه بعض الأسلحة ولكن مسألة الاعتراف شيء آخر،وبالرغم من أن حسيناً يعرف
نذالة الإيطاليين وعدم وفائهم بالوعد فكيف رضي أن يعترف لهم بمكان السلاح لقاء عدم تنفيذ حكم الإعدام في الأسرى
الموجودين،ثم في النهاية لماذا حاول الهرب قبل أن يموت وعرض حياة أولئك الآلاف من الأسرى للموت،إذا فرضنا أن
الضابط الإيطالي صادق في وعده بآلا ينفذ الحكم في الأسرى؟.
وفي المشهد الرابع يقدم لنا المؤلف ليبياً ظهر في المشهد السابق على انه "جاسوس"للإيطاليين،قدمه لنا المؤلف
على أنه أحد المجاهدين..أما كيف تمكن هذا المجاهد من خداع الإيطاليين وإيهامهم بأنه يعمل لحسابهم فذلك هو
الذي لا أعلم عنه شيئاً..
والإخراج أحسن من التمثيل..
فالإخراج يتميز بأن هناك لقطتين جميلتين،المشهد الأول من بدايته حتى إطلاق النار على الطفل والأم..ثم قفلة
النهاية للمسرحية.
ومن مساوئ الإخراج إظهار الراوي للزجل،كان المفروض أن يكتفي بإظهار الصوت ليترك حرية للمشاهد لإطلاق خياله في
تصور ما حدث وما سيحدث،خلاف أن الراوي كما قدم جلب الملل والرتابة للمتفرج،كما أن هناك في تسجيل الصوت في
المشهد الرابع للراوي اختلافا في الإلقاء..ولا أدري كيف فات ذلك على مخرج المسرحية..
في المشاهد الأول والثالث والرابع كان الجنود الإيطاليون ينطقون العربية الفصحى كأحسن ما يكون..لا أدري كيف
يمكن للإيطاليين النطق بتلك العربية والليبية السليمة إذا كان الإيطاليون الذين يعيشون بيننا حتى الآن لايعرف
تسعة وتسعون في المئة منهم كلمة واحدة من العربية..
وفي المشهد الرابع قبل أن يقتل حسين والجاسوس الجندي والعريف المرافق له،كان الثلاثة،العريف والجندي والجاسوس
يداً واحدة ثم اختفى العريف بالجندي خارج المسرح لماذا؟..لا أدري.طبعاً هي حجة لكي يعرف الجاسوس حسين بأنه
مجاهد مثله ويعطيه مسدساً ثم يساعده على الهرب،إلى جانب ذلك لا أتصور كيف يمكن للضابط أن يرسل عريفاً وجندياً مع
الأسير لكي يريهما مكان السلاح وهو يعلم أنه ربما يساعدهم بعض المجاهدين خصوصاً أن المنطقة الذاهبين إليها
مليئة بالمجاهدين،كما قال الجندي..
والمنظر في المسرحية لم يكن يعطي أي إحساس بأي معنى ولعل الذي رسمه كان يسبح في خيالات أخرى،ثم كيف يستخدم
منظرا واحدا في مشهدين دون أي تغيير مع أن هنالك فاصلاً زمنياً مقداره-15 أو 20سنة..
أما في التمثيل فقد لمع محمد محمود وعبدالله هويدي والطفل ناجي عتيقة.