يقول:عزالدين المهدي..إلى متى سوف نخجل من قول الحقيقة.- حوار / أسماء بن سعيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يقول:عزالدين المهدي..إلى متى سوف نخجل من قول الحقيقة.- حوار / أسماء بن سعيد

    ​​​​​​​​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح"1908م- 2008م"أوهكذا تكلم المسرحيون -2-20- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************​

    عزالدين المهدي...
    " حرص المسرحيين وجديتهم كان وراء استمرار الفن حياً يتنفس... لماذا نكذب على أنفسنا ونقول مائة سنة مسرح
    إلى متى نخجل من قول الحقيقة ؟ . "
    .
    حوار / أسماء بن سعيد

    قد يأسرك بدماثته وحديثه الذي لايخلو من الشجن لما وصل له حال الفن الآن.. نجح في تقديم سلسلة من الأعمال
    المسرحية الكوميدية في الثمانينيات من القرن الماضي... فهو من كان وراء «زفاف عبلة» ليقدم بعدها «غناوي علم
    في لندن» ويجد مكان لحبيبته "حد الزين فوق برج إيفل" لأنه يحترم نفسه وجمهوره فلم يرض بما وصلت إليه قاعات
    العرض انتقل إلى «التجريب»ليتجول رفقة «السيد جمجمة» وكلاب وأجراس وكذلك «الحلاج» وغيرهم من الاعمال بين
    المهرجانات العربية... التي استمتع بها وأضافت له الكثير على حد قوله.
    يحزنه عدم وجود نص ليبي حقيقي يقدم واقعنا بكل جرأة وشفافيةويرفض التعامل الرسمي مع المسرح على إنه (لقيط)
    في رصيده للمرئية عمل واحد يطمح إلى تكراره بمجرد وجود جهة منتجة أسس مؤخراً في مدينة البيضاء فرقة «الغد
    للمسرح والدراما» التي كانت باكورة أعمالها أوبريت حكاوي الجبل الأخضر وتحيا دولة الحقراء.
    يؤسفه جداً تقديم عروض يتيمة بمجرد إنتهاء المهرجانات الوطنية ويقدم مقترحاً يضمن للمؤسسات التابعة للدولة
    التخلص من عبء الفنانين وفي المقابل يتخلص الفنانون من البيروقراطية..
    وعن المنتج المنفذ والانتقال إلى الأنتاج الخاص والمشاركات الداخلية والخارجية ورأيه في لجان التحكيم ومتى يجد
    الفنان الليبي احترامه ومئوية المسرح الليبي وغيرها من المواضيع فكان لنا معه هذا الحوار.
    أويا / من هو عزالدين المهدي ؟!
    - فنان ليبي.. مسرحي ولا أجيد إلا لعبة المسرح فهو كل شئ في حياتي.
    أويا... كانت لك تجربة مميزة في إخراج عددٍ من المسرحيات الكوميدية .. فماذا تقول عن هذه التجربة؟
    - خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي قمت بإخراج سلسلة من المسرحيات الكوميدية مثل «غناوي علم في لندن» -
    «حد الزين فوق برج إيفل»- زفاف عبلة- ومجموعة أخرى وهذه الفترة اعتبرها من وجهة نظري الفترة الذهبية في عمر
    المسرح الليبي فجميع الإمكانات كانت مسخرة لتقديم عمل كوميدي ذي مضمون راق ومتكامل سواء من حيث الديكور و«
    الاكسسوار» أم غيرها من الضروريات والأساسيات في تلك الفترة فكان هناك تفاعل شبه كامل بين المسرح والجمهور..
    لكن للأسف بعد تلك القفزة والوثبة جاءت فترة إهمال شبه كامل للمسرح وخاصة للأعمال الكوميدية التي تحتاج في
    العادة إلى مصاريف وخاصة إن معظم مرتاديها من العائلات وهم بالطبع يحتاجون إلى أماكن جلوس لائقة كأبسط الأشياء
    وهكذا حال المسارح فلم تعد هناك قاعات عرض أو صالات ولاتكييف ولا أي شيء يشعرك بوجود مسرح ولم نجد بالتالي
    أمامنا الاستمرار في هذا المجال الذي نعشقه ونحترمه أن فانصرفنا إلى «التراجيدي» و «التجريبي» .. للاستمرار
    ليس أكثر.
    أويا.. من وجهة نظرك كفنان وعاشق للمسرح.. ما الأساب الحقيقية التي كانت وراء هذا التراجع المخيف.
    - بكل صراحة إن رفع مؤسسات الدولة والتي لها علاقة مباشرة عن هذا الجنس الفني وكأنه «لقيط» لفترة طويلة من
    الزمن يعد أهم أسباب هذا التراجع ولكن حرص المسرحيين وجديتهم كان وراء استمرار الفن حياً يتنفس.
    أويا.. إنتقلت من الكوميديا إلى التجريب في العديد من الأعمال.. فكيف تقيم هذه النقلة ؟!!
    - التجريب بصراحة لم يقدم «للفرجة» بالنسبة للجميع لكنه كان فرصة لمشاركتنا في المهرجانات الخارجية التي
    استمتعنا بها بكل صراحة... ونحن عندما نقدم عملاً للفرجة أو للجمهور لابد أن يجدنا الجميع في أحسن حال ونقدم
    شيئاً هادفاً وذا مضمون لأننا نحترم أنفسنا ونحترم جمهورنا ولهذا لابد أن نقدم لهم ما يليق بهم... وعلى فكرة حتى
    الاعمال الكوميدية التي قدمناها في فترة سابقة لم تخل من الملامح التجريبية من حيث الديكورات الحرة المتحركة
    والإضاءة والاستعراض وتطورت الحالة لدرجة أننا استطعنا تأسيس مهرجان تجريبي في مدينة «البيضاء» واستمر لثلاث
    دورات وأصبحنا شبه متخصصين في هذا الجانب بالإضافة للمهرجانات التي شاركنا فيها سواء في الوطن العربي أم
    أوروبا والتي كان معظمها في التجريب ونظراً لوجود عدة قنوات محلية فضائية وأرضية تخصص أحد أيام الاسبوع لعرض
    مسرحي فقد ساعد هذا كثيراً في التعريف بالمسرح المحلي وأيضا وجود عدة مهرجانات داخلية مثل مهرجان النهر
    الصناعي الذي استمر لمدة سنة أعطى فرصة كبيرة للمسرحيين في تقديم أعمال ولكنه للأسف غاب، وبعدها جاء المهرجان
    الوطني الرابع والخامس وتوقف ثم عاد فهذه (العدم استمرارية) تؤثرسلباً على الفنان والمتلقي وتخلق حالة من عدم
    التواصل... ومع هذا فإن النقلة إلى التجريب مرحلة أرى أنها مميزة جداً.
    أويا.. عندما تكلمت عن المسرح التجريبي قلت بأنك استمتعت به فرصة للمشاركة الخارجية!! فهل نفهم من هذا أنك
    ألغيت الجمهور وكل همك أصبح المشاركة الخارجية فقط؟!!.
    * أنا لا أستطيع أن ألغي الجمهور فهو كل حياتي وأنا لا أكون لولا جمهوري وحتى عندما انتقلت إلى "التجريب" كان
    لي جمهور من النخبة.
    أويا.. إذاً وكأنك تود القول بأنك اتجهت إلى المشاركة الخارجية احتراماً لجمهورك وليس هروباً؟!!
    بالفعل هذه حقيقة فأنا لم أهرب من الجمهور ولا يستطيع أي فنان أن يعمل بدون جمهور وهنا أريد التأكيد على أن
    الجمهور الليبي واعٍ ومتذوق لكل ما يعرض ويقدم وفعلاً هناك جمهور للتجريبي.. ولكنه ليس بنفس الكم الذي يجب
    ويفضل الكوميديا والأعمال الخفيفة وعندما نقول إن التجريبي مسرح "نخبة" فلا نقصد بها الإهانة أو التقليل من
    باقي الأعمال والدليل أنه لدي حنين جارف للأعمال الكوميدية والتعامل المباشر مع الجمهور وفعلاً بدأت أفكر في
    تقديم عمل كوميدي جميل وبحضور جماهيري كبير والكوميديا التي أتحدث عنها ليس المقدمة لمجرد الضحك والاضحاك
    ولكنها كوميديا الموقف والمعبرة عن الدلالات في المسرح والموسيقى وهي ليست للإسفاف وللضحك ولكن يقدم فيها الضحك
    للموقف والمتعة.. وهذا ما نبحث عنه لو وجدنا نصاً حقيقياً يتطرق لهذه النقطة المهمة.
    أويا.. هناك تضارب غريب بين كلامك عن عدم وجود نصوص جيدة وكلام مخرجين آخرين من حيث الزخم في النصوص
    الجيدة؟!!
    من وجهة نظري النص الكوميدي يطبق على خشبة المسرح وبصراحة معظم النصوص الليبية الكوميدية لا تكون مكتوبة إلا
    على خمسة ورقات والمخرج والممثلين هم من يصنعون من هذه اللعبة وقد يصيبون أو يخيبون وهذا متروك للصدفة ولو
    حاولنا تتبع هذا المسمى بالنص المقدم فهل نجده يتدرج في ميكانيكيته المسرح وهو البداية والوسط والنهاية
    والمشكلة والحل أي بمعنى عناصر الفعل الدرامي في المسرح سواء كانت كوميديا أو تراجيديا وأرجح وأقول إنها
    تخضع في الغالب لضربة حظ فلو كان هناك ممثل أو اثنان متفوقان ولديهم الموهبة فبإمكانهم الرفع من النص وإضافة
    بعض الكلمات والجمل قد تكون من الشارع ويقولون بأنهم قدموا عملاً كوميدياً أو مسرحياً!!
    ومع هذا فهناك كتابة روحية متفق عليها فنستطيع تأليف مجموعة من سبعة إلى تسعة فنانين ونأخذ موضوعاً مثل غلاء
    المعيشة ونبدأ من الصفر ونناقش أسبابها وطرق علاجها وهذا المعروف بالنص الارتجالي أو النص الركحي وهذه ورشة
    معملية يعمل عليها مجموعة من الفنانين ومن النادر جداً أن نراها الآن.. ولكن لوجود نص ليبي قيم وحقيقي يجب أن
    تكون لدينا الجرأة للطرق على مفاتيح المشاكل الحقيقية في مجتمعنا الذي كان في فترة ما طيباً وفطرياًً ويحب
    بعضه البعض أما الآن فنجده تغيّر فهناك وبكل صراحة وجرأة الكذب والنفاق والحقد.. ولهذا يجب أن يكون هناك نص
    جريء يدق على هذه الأبواب ويفتح النوافذ المغلقة للجميع.
    أويا.. من وجهة نظرك ممن تكون المبادرة؟!!
    تكون المبادرة من الفنان الحقيقي الذي يحمل هم مجتمعه ويجب أن نكون واقعيين ألا نكذب على أنفسنا ونعمل على
    إظهار السلبيات ونحاول ومعالجتها حتى نحد منها ولنصل للقضاء عليها تماماً.
    أويا.. ومتى يتواجد هذا الفنان الجريء والحقيقي؟!!
    هو موجود لو استثنينا المتطفلين على الفن.. وللأمانة حالياً لم يبق إلا القليل من المهمومين الحقيقيين بالفن
    ولهذا أتمنى عند إقامة أي مهرجان أن يتوجهوا إلى الفنان الحقيقي وأذكر عند إقامة المهرجان (التجريبي الأول)
    اقترحنا أن لا نتوجه لفرق للمشاركة بل إلى ؛مخرجين متميزين وكل واحد ونعلمه بأنه مدعو للمشاركة وله حرية
    اختيار الممثلين أو الفرقة فنحن لا نتعامل مع مدير فرقة بل نتعامل مع مخرج وهذه النقطة تسببت في التعريف
    بكثير من المخرجين الشباب المميزين مثل خالد نجم- وليد العبد- محمد الصادق الذين أصبحوا اليوم من الأسماء
    المهمة في الإخراج المسرحي وقبل المهرجان التجريبي الأول كان هناك مهرجان الشتاء عام 1992ف.. في وقت تراجعت
    فيه حركة الثقافة على صعيد تأسيس وتبني المهرجانات ثم اطلاق اسم (الفرقة التنويرية) على فرقتنا من قبل
    الكثيرين والبعض قال بأننا ذكرناها (بديناصور) لأننا عملنا على تنظيف أرضيات المسرح ونفض الغبار عن دور العرض
    والحيلولة دون التوقف.. ولهذا فالمسائل الحقيقية تكمن في وضوح الخطاب الذي نشتغل عليه وهذا ما يجب تطبيقه
    حتى على الدراما في التلفزيون والتطرق لمشاكل مجتمعنا الحقيقية حتى نضمن لها النجاح.. وهذا الدور منوط أكثر
    بالمسرح لأنه وسيلة اتصال مباشرة بين المتلقي وهو (الجمهور) وبين الفنان (الممثل).
    أويا.. "حسناء والغريب" هو العمل الوحيد في رصيدك للإذاعة المرئية.. فلماذا لم تحاول تكرار هذه التجربة؟!!
    متى توفر الإنتاج سواء من إذاعات الجماهيرية أو إحدى القنوات الفضائية المحلية الليبية أو الشبابية فأكيد
    أنني سأكرر هذه التجربة التي خضتها عام 2002 ف وقد لا يخفى على الكثير أن العمل المسرحي يحتاج إلى وقت طويل
    قد يصل إلى أربعة أشهر مما يعني شبه تفرغ بالكامل وأيضاً أحب التأكيد مرة أخرى على أهمية وجود نص حقيقي من
    داخل مجتمعنا.. كما أقول إن المخرج موجود وكذلك الممثل ولكن النص الجرئ والواقعي والحقيقي هو الغائب.
    أويا.. إذاً هذه السهرة التلفزيونية لم تكن مجرد تجربة وذهبت في حال سبيلها؟!
    على الاطلاق وللعلم وبرغم صعوبة الاجتهاد الفني إلا أن التلفزيون يظل أسهل بكثير من المسرح من حيث اختصار الزمن
    والمردود المادي والانتشار بالنسبة للفنان ولكن للمسرح متعته بإمكانية التجديد في كل عرض وإضافة مشهد أو حذف
    مشهد آخر بعكس التلفزيون أو المرئية فما يصور ويعرض لا نستطيع تغييره فيما بعد.
    أويا.. تصديقاً على هذا الكلام شاركت بعمل (تحيا دولة الحقراء) وهو خارج التقييم في المهرجان الوطني الحادي
    عشر وبعدها شاركت بنفس العمل في أيام سبها الثقافية بتغيير كبير بين العرض الأول والثاني.. فهل كان التغيير
    في صالح العمل؟!
    العمل هذا يحتاج لعروض مستمرة لكي يتطور وكل عرض يختلف عما سبقه وأنا أتوقع أنه بعد ستة عروض من الآن
    ستشاهدين عملاً مغايراً تماماً لما شاهدت في السابق لأن هذا النوع من الأعمال وهو المسرح السياسي صعب في التعامل
    ولا يصدق أي أحد أن نقوم بإخراج أعمال أدبية سياسية بلغة مسرحية بعيدة عن الهتاف والخطاب المباشر واللغة
    الجسدية هي أداة التعبير عن الحقراء منذ الخليقة وحتى الآن.
    أويا.. منتصف عام 2008 ف قدمت "أوبريت" حكاوى الجبل الأخضر.. فماذا تقول عن هذا العمل؟!!
    هذا الأوبريت تستطعين القول بأنه امتداد لـ(تحيا دولة الحقراء) من الناحية الإخراجية فهي سلسلة ذهنية لأننا
    عادة ما نتغنى عن الجبل والصحراء والبحر والسماء ولكن في هذا (الأوبريت) الجبل هو من تحدث عن نفسه وهو ما
    شهده من تعاقب الحضارات والحروب والمعارك وجهاد الآباء والأجداد إلى يومنا هذا فالجبل هنا يتحدث في مجموعة من
    الصور الغنائية الراقصة وعلى فكرة هذا العمل كان من إنتاج نادي الأخضر بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسه
    ومن هنا نجد أن وجود منتج ممول أتاح الفرصة لتقديم هذا العمل الاستعراضي الضخم.. وبكل صراحة بالرغم من أن
    رصيدي المسرحي قارب سبعة وعشرين عملاً إلا أنني سعيد جداً بهذه التجربة التي اعتبرها مميزة لنا كفريق وباكورة
    إنتاج لمسرح وليد وهي فرقة الغد للمسرح والدراما في مدينة البيضاء
    * أويا/ هذا الاوبريت كان بمناسبة خاصة ولكنك تحكي عنه بشغفٍ شديد .. ألا يشجعك هذا العمل على اخراج أوبريت
    مشابه يعرض لعدة مرات وللجميع ؟!
    * هذه الفكرة واردة متى توفرت الامكانات التي تؤثر في أي عمل .
    * أويا/ إلى متى يظل الفنان معتمداً على المؤسسات التابعة للدولة في الإنتاج خاصة وأنك خضت تجربة الانتاج الخاص
    ؟
    * بكل أمانة هذا سؤال جميل واتفق معك ولكن يجب أن نقول شيئاً حقيقياً وواقعياً وهو عدم وجود المنتج الفني كما
    هو موجود حتى في الد ول المجاورة والخوف من خوض تجربة الإنتاج الخاص بالنسبة للأفراد فلا يوجد إلى الآن شركة
    إنتاج واحدة خاصة تمول العمل بالكامل ونحن لدينا ( فوبيا) من خوض هذه التجربة فنجد الكثير يتساءلون هل ندفع
    مالي على انتاج عمل ليبي قد لا ينجح ؟ مع العلم أن بعض التجارب حدثت ولم تكسب فحتى نجد المنتج الفني الخاص (
    الغير الخائف) ليس أمامنا إلا الاعتماد على مؤسسات الدول ..، وعلى فكرة سبب نجاح الدراما السورية في السنوات
    الأخيرة راجع إلى إنهم خاضوا تجربة الإنتاج الخاص ووجداو أنها لعبة ناجحة ودخلوا بالتالي عالم المنافسة مع
    المنتجين الخليجيين ونحن فعلاً نحتاج إلى منتجين ليبيين يخوضون هذه التجربة .
    * أويا/ طالما العروض المسرحية ( بالذات) شبه مجانية ولا يوجد بها شباك تذاكر فهل تعتقد أن هناك منتجاً يستطيع
    المغامرة في الإنتاج المسرحي؟!
    * لا يستطيع أي منتج خوض تجربة الإنتاج الخاص في ظل غياب المردود المادي أو شباك التذاكر .. ولكن أريد قول شيء
    آخر وهو عن المهرجان الوطني الحادي عشر للمسرح الذي أقيم مؤخراً في مدينتي سوسة وشحات لو نظرنا للمبالغ التي
    صُرفت وقيمة الجوائز وحفل التكريم بالإضافة للمبالغ التي أعطيت للضيوف العرب وهذا شيء لا يحدث إلا عندنا ..،
    المهم أننا دخلنا في لعبة المهرجان واختيارنا لخمس أو عشر فرق للمشاركة فهذا يعنى أن الأعمال متميزة فلماذا لا
    نأخذ هذه الأموال ونوزعها على هذه الفرق المتميزة ويكون حفل الختام هو بداية الاستعداد للدورة القادمة وتصرف
    المبالغ في تقديم كل فرقة لعروضها في أكثر من منطقة بالمبلغ الذي تحصلت عليه .
    * أويا / هل تعني بهذا الكلام أن العرض يموت أو ينتهى بمجرد إنتهاء المهرجان ؟
    * صحيح وهذا تماماً ما قصدته فمعظم العروض أصبحت يتيمة ولا تعرض الا مرة واحدة فقط وهي عرضها أثناء المهرجان
    فقط ولكن لو وزعنا عليها المبالغ كما أسلفت الذكر لضمنا ان تقدم هذه الفرقة عرضها في أكثر من مكان حتى لا
    يضيع مجهود الفرقة من جهة ونضمن انتشار الثقافة المسرحية في كافة المناطق من جهة أخرى .. ولهذا يجب الاهتمام
    بالفرق الناضجة وبالتالي هذه الفرق عندما تقدم عروضها يكون بمقابل وهذه الأرباح يمكن للفرقة أن تستعد بها
    لعرض مسرحي جديد أو انتاج سهرة تلفزيونية وفي هذه الحالة تضمن المؤسسات التابعة للدولة التخلص من عبء
    الفنان ونحن نتخلص من ( البيروقراطية) المفروضة علينا ولو انتهجنا هذا النهج فأنا متأكد أن بعد سنوات قليلة
    سنجد مسرحاً حقيقياً.
    * أويا/ منذ المهرجان الوطني الرابع للمسرح وحتى الحادي عشر كنت متواجداً ولم تتغيب عن المشاركة .. هل هذا
    بسبب الطموح لنيل الجوائز؟
    * نظراً لضعف أداء لجان التحكيم فقد هجرت المشاركة ضمن المسابقة الرسمية وأكتفي بالمشاركة على هامش المهرجان
    وأذكر إنني في أحد المهرجانات شاركت بعمل بعنوان (كلاب وأجراس) أعتمدت في رؤيتي الاخراجية على لعبة الضوء
    والظل وعندما بعثت مشاركتي إلى مهرجان القاهرة التجريبي تم إختيارنا من عشرين دولة ضمن المسابقة الرسمية
    وبالصدفة كان عنوان الدورة الضوء والظل والصراخ وهذا بدون ان تكون لنا دراية مسبقة بالعناون الرئيسى للدورة
    وهذا يعني بأننا نشتغل بوعي عالمي لما نقدمه ولا نعمل بالصدفة.
    * أويا/ شاركت في عدة مهرجانات خارجية .. فهل لك ان تحدثنا عن هذه المشاركات وما الذي أضافته لك ؟
    * شاركنا بمسرحية ( السيد جمجمة) في المسرح العربي الرابع في بغداد وأيضاً شاركنا بنفس المسرحية في مهرجان
    المسرح بتونس، شاركنا بمسرحية فرحان في مهرجان القاهرة التجريبي وكذلك مسرحية كلاب وأجراس في نفس المهرجان
    ومسرحية الحلاج - رجل من الصحراء في المغرب ... وبصراحة كل مشاركة أضافت لي شيئاً معيناً فمثلاً مهرجان القاهرة
    التجريبي في دوراته الأولى كان مستوى الفرق المشاركة راقٍ جداً فتخيلي أنك سوف تشاهدين عرضاً من ارمينيا وآخر
    من الكاميرون وعرضاً استرالياً وغيره ياباني وهندى وقطري فهذا يعني ان مسرح العالم كله بين يديك في عشرة أيام
    ونستفيد من كل مشاركة من حيث الاطلاع على أسلوب جديد وتقنية جديدة ولكن للأسف مهرجان القاهرة التجريبي في
    السنوات الأخيرة لم يعد في المستوى الأول ربما لأنه كما قال وزير الثقافة المصري فاروق حسنى ( عجز) لأنه استمر
    لمدة عشرين عاماً ..، ونتمنى لو نشاهد مهرجاناً ليبياً على مستوى البحر المتوسط مثل أسبانيا- إيطاليا- قبرص
    بالإضافة للدول العربية فنحن لابد ان نمد ايدينا لجيراننا حتى نعرفهم على ثقافتنا وتراثنا من خلال المسرح
    والموسيقى والفن .
    * أويا/ تعاونت مع الكاتبة المغربية بديعة الراضي في مسرحية رجل من الصحراء .. الم تفكر في التعاون مع كتاب
    آخرين غير ليبيين ؟
    * بديعة الراضى اعتقد أن باكورة انتاجها المسرحي ( رجل من الصحراء) وفيما بعد قدمت لي عملاً بعنوان ( شبيهى)
    وأنا أنتظر الفرصة لتنفيذها.
    *أويا/ متى يجد الفنان الليبي احترامه؟
    * الفنان الليبي الحقيقي وليس المزيف يجد احترامه متى توفرت له الحياة الكريمة واحترام فنه وأماكن العرض
    المحترمة التي تعيدله ثقته بنفسه ومتى كان له مردود مادي مستقل من خلال عمله فلا يعد محتاج لأين كان .. الفنان
    الليبي محترم وغير مزيف وكل ما يحتاج إليه هو البنية التحتية وبعد ذلك نطلب منه انتاجاً وأيضاً عندما
    نوفر قاعات العرض والمسارح والمراسم في كل منطقة ويتم حينها تقدير الفنان واحترام جهده وعطائه .
    * أويا/ حالياً نحتفل بمئوية المسرح الليبي .. ماذا تقول عن هذه الاحتفالية؟!
    * كل سنة والجميع بخير.. مع العلم أن المسرح الليبي يحتاج لمائة سنة آخرى حتى يكون هناك مسرح حقيقي فهذه
    المائه سنة لم تكن متواصلة فعمر المسرح الليبي الحقيقي لم يتجاوز الخمسة وعشرين سنة فلماذا نكذب على أنفسنا
    ونقول مائة سنة مسرح إلى متى نخجل من قول الحقيقة ؟ .
يعمل...
X