في ذكرى رحيل الرائد التشكيلي السوري حزقيال طوروس - قراءة نقدية : عبود سلمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ذكرى رحيل الرائد التشكيلي السوري حزقيال طوروس - قراءة نقدية : عبود سلمان


    حزقيال طوروس
    الفنان التشكيلي السوري الراحل وفنان طبيعة حلب الشهباء .
    قراءة نقدية : عبود سلمان العلي العبيد / سوريا

    حين خرجت ثورة اللون . من معاطف الانطباعيين والواقعيين . بحدس قيم الأحلام الإنسانية . صار للفن معنى فريد . وأصبح في روح فن المجتمع الإنساني . انهار من الضوء . و الالق . في محكمة روح المعنى واللون . والفن . والإنسان . ولهذا اختار الفنان التشكيلي الرائد حزقيال طوروس . دوره بعناية فائقة . عندما حوله محله الساعاتي في مدينة حلب الشهباء . إلى متحف لعرض لوحاته التزينية الانقية . ليكون في دكانه ( محترف ) إبداعاته التصويرية . حيث كان يعمل مصلحا للساعات . في حلب . ولأنه فنان فطري وتلقائي بروح الدهشة الأولى . جاءت ممارسته للرسم الزيتي كهاو . ورسم من خلالها ملامح البيئة السورية . في أحياء حلب القديمة . وريفها البديع. حيث استفاد في ممارساته الفنية . الإبداعية . التشكيلية . التصويرية . وبأسلوب انطباعي . قد يميل إلى روح الرومانسية . وبألوان محدودة . مستخدم الألوان الكثيفة . والألوان الكثيفة . التي يتناوب في استعمالها مابين الفرشاة والسكين . حيث كان يصور الحي الشعبي الحلبي . الحي القديم . والمناظر الطبيعية والريف الحلبي . عبر سنين تجربته الطويلة . و كما يقول حوله المؤرخ التشكيلي الحلبي . طاهر البني . في كتابه ( الفن التشكيلي في حلب ) . كانت إعماله تلقي الاهتمام الواسع . من شتى أطياف الأوساط الحلبية المختلفة . وهي التي أقبلت على اقتنائها لتزيين البيوت الحلبية . التي تمتاز بطابع خاص . في معمار الإنسان والمكان . حيث رسم جماليات الواقع . بروح بساطة الموضوع . وجماليات روح البساطة . حيث حيث كان الفنان المصور . المعجون بالأمل . والطبيعة .وقيمة الإنسان والأرض . وذلك الخيط المتين . في عشقه الدافئ الذي يلفهما . بروح الزمان والمكان . وهو الذي قضى عمره . يتأمل الأرض والإنسان معا. ورسم الأرض حيث الإنسان . وبدون رتوش . وزخارف . قال كلمته الجمالية . في مسيرة الإبداع الفني . الذي أتقن تنهيدات الشجر والسحر . وبالنظر . سكب روح التلقائية والصدق . في عالم واسع من لأمتناه . قد يشكل في أبعاده . أفاق ترانيم . ألحانه التصويرية الفنية . التشكيلية . في لوحته . حيث الروابي والشوق . واللون والشمس . و المساءات . والتناغمات الحسية للطبيعة . وقداسة فضاءاته الواقعية . التي تتناغم بها . كل تدرجات اللون . في رسمه بتكون قوة الحياة . والحب . والفن . في عالمه الفني . الذي رسمه بنمط جمالي موازي . وقائم بسموات سديم . حيث حقول المناخات الإبداعية . مقاربة تشكيلية بصرية . في روح المشهد التصويري الجمالي . الذي به حرث جمالي . لعمق روح المشهد . حيث ميزة لوحته . أنها أسلوب شخصيته الحرة . التي بها يريد تمجيد روح سحر الطبيعة . ومنه يعيد رائحة اللون الصافي . بروح التلقائية . والجماليات المتجلية في واقع وظروف المكنوز المرصود به . حيث ينهل في أوقات معينة . روح الجمال الطبيعي . والبسيط . مع روحانية تعامله مع اللون . ومنه تأتي وهج اضاءاته المشعة . بخاصية الأشياء . وحساسية روح الطبيعة . كي تتكثف حساسية استيعاب الفنان . في عمق جمالياته . وفنياته . ومعالجاته . ومنها حدة تفاعله . مع درجات ألوانه . ولهذا يفسر روح الواضح من شؤون الطبيعة . في ألوانه . كي يقول . أن عبق الحقول والضوء . ورائحة ندى الشجر . والتراب . هي من روح ضفاف الروح . جين لا يبقى للواقعية . غير الضفاف الأخرى . ومنها تأتي سمات إبداعه . ورياديته . في روح الحركة الفنية التشكيلية السورية . في حلب . ولأنه محاولة تجسيد حياة وتجربة . تأتي أهمية حياته الفنية الغنية . حيث رسم وعمل ودرس . وأنتج الفن . وخضب هموم مجتمعه وجمالياته . في آفاق أخرى . ليكون هو الأنموذج الواقعي . في طموحاته الجمالية . والإنسانية . والمهنية . عنوان حب وحياة . ولون مرهف . في وجدانه الحي المشتاق إلى ضرورة إنسانية الفن . في طبيعة الأنساق الجمالية للإنسان والطبيعة . حيث النمو ألحسي الوطني . في وجدانه . ضرورة إنسانية واجتماعية . وجمالية . ولهذا سطر اسمه في سجل الخالدين . والمبدعين في اشراقات طموحات الحركة الفنية . التشكيلية الحلبية والسورية . فصار من شواهد أساطير يوميات مدينة حلب الشهباء . واسم خالد في سجل الخالدين . لأبناء حلب المبدعين . في زمن من ساهموا في ترسيخ قيم القيم الإبداعية الفنية . في حياتها . ليكون رائد من روادها المبدعين . وهو الذي عاش حياته الغنية بالإبداع والعمل والإنتاج والمشاركة الحقيقة . في عالم لازال يحدد معنى الأشياء وقيمتها . عبر الشكل والمعنى . ولازال يجد في حضورها . اثر خالد . ومساهمة جادة إلى جانب حركة الحركة الثقافية العامة . والفكرية . عبر خصوصيته الإنسانية الكونية . العالمية . حيث بلورت طاقاته الخلاقة . قيمة حماسة الفن الجميل . في روح الزمن النقي . للفن . ولان الروح العصامية . في داخله . هطلت انفجاره الجمالية . في وعيه الجمالي . فقد اختار إن يعي واقعه الجمالي . ويرسمه ببصيرة الحالم . ولكنه الواقعي المتأمل بجماليات شتى . ولهذا فتح أبواب حسه المرهف في جماليات لوحاته . لتتسلل في كثافة ألوانه روح الواقعية الرومانسية . والتصويرية التعبيرية . التي تتبدى في الخط واللون والإشارة والملمس . ومع أهمية كل هذا الالتحام بينه وبين الموضوع . في وجوده الإنساني والإبداعي . جاءت تراكماته اللونية التصويرية الطبيعية الدسمة . مفتاح روح الاستكشافية لواقعه محيطه . في بيئته الجمالية . حيث ينهل من مكامن بؤر الضوء . وقيمة ألوان الشمس المستيقظة . مع بيوت الطين والقبب الريفية . في ريف قرى حلب . ومزارع العدس والحنطة والشعير . وفلاحي الكدح في سمات إبداعهم اليومي المعاش . في قسمات وجودهم . حيث للرسم عنده مذاق الأرض الخصبة . وروح الروابي الضائعة . في تنهيدات سحر المطر . عندما يهبط ناعم . وقاسيا . ومرات عديدة . لا يهطل المطر على الفقراء . الحالمين . وهنا يحتار الفنان . كيف يرسم . ولماذا يرسم . ومن هنا عقدة الفنان الساعي إلى تأمل روح الأرض والإنسان . ولهذا تنشأ الركيزة الأولى في محاولة بحثه الجمالي . والإنساني . وحوارية روحه . بالوجع والجمال والأمل . حيث يتوهج الفنان والإنسان . ونتوهج به . في واقع غني بالجمال . والغني أيضا بالتناقض في آن واحد . ولهذا تكمن المهمة الملحة للفنان . في تصوير وقائعه . بتباشير ملونة . ووهج روحه المتحركة . لطبيعة جمالياته التي ترفض رتابة الحياة . وشكل الأيام المتكررة . في روح الماديات والأساسيات لتأمين العيش والمبررات . حيث حمى الركض في كل الجهات . في روح امتيازاتنا اللاهثة . لأوجه الحياة . حيث الصدأ والرماد . والفوضى والعجالة والارتجال . والواقع المأزوم بكافة الامتيازات الجمالية . ومنها تأتي حياة الكائن البشري . الذي يريد أن يسترد محطاته المغلوبة على أمره . بسبل جماليات عشق الفنان . المصور . للغة الواقع . وأنفاسه وروحه . ماضي من خلالها . بجماليات منسية . أو تكاد أن تكون نسي منسيا . ولهذا يستحضر الفنان أدواته . وروحه . ليؤكد على القادم السعيد . وكل ما يسكنه المجهول . ومن هنا تكمن قيمة الفنان .المصور . الإنسان . حزقيال طوروس . الذي يعتبر من أوائل الفنانين التلقائيين السوريين في حلب . الذين رسموا حركة واقعية جماليات المنظر الطبيعي . بأسلوبيته الخاصة . التي اجتمعت بها . كل فنون الحركة الإبداعية . في روح فناني الواقعية الشاعرية . الانطباعية . في عمق تاريخ حركتنا الفنية التشكيلية السورية . حيث شكل هؤلاء الواقعيين الثقل الواضح في حياتنا التشكيلية الفنية . لا يمكن تجاوزهم . أو إلغاءهم . أو تهميشهم . أو نسيانهم . ولهذا أصحبت حدائق الفنان الطبيعي حزقيال طوروس . في رسم موضوعاته التي تنوعت مابين المنظر الطبيعي والطبيعة والقرى والبيوت الريفية في حلب . فاصلة إبداعية وجمالية . وهامش من التعبير الحر . في طريقة موضوعاته الحياتية والطبيعية العادية . حيث أعطى للوحة موقع الأشياء . وصلابة الترابط الطبيعي . في عناصره . ورسم في حركة عناصره المؤلفة . روح المشاهد بحركتها . وغنائية ألوانها . وبضربات فرشاته ورصانة تكويناته المتماسكة . في طغيان أجواءه اللونية الرصينة . ذات الدسامة اللونية . بروح الحياة المتوهجة . المشحونة برسالة الفن والسلام . وقيمة قدسية الروح . حيث الحياة للجميع . والذاكرة والمكان . والتاريخ والإنسان . ومابين حدود القيم البصرية والطبيعية . حقيقة أنسام عالم شديد الحساسية والألوان . ولهذا حقق حزقيال طوروس . في ترجماته السيكولوجية النفسانية اللونية . معرفة سر ألوان التاريخ . في الأرض والإنسان . وسر اختلافهم وثقافاتهم . وأهميتهم . في روح الحياة المتتالية والصور الجمالية التي تمنح الحياة للجميع . حيث لا تموت الحياة . حيث الفن رسالة حب ومشاعر . ورسالة قبول المكان والزمان . في شكل روح الاحترام المتبادل . في قيمة الضوء والحركة . والإنسان والتعبير . ومع روح التلاحم والامتدادات وأصالة الرؤى . والمضامين . يأتي الفن طائعا . في تحقيق الذات المبدعة . في كوامن إنسانيتنا . في انتظار طقس عنوان الدهشة . لأيامنا المشتاقة . إلى صحة الروح والمجد والإنسان . ولهذا كان الوعي الجمالي عند ( حزقيال طوروس ) اثر حضاري . وفكر واقعي تخيلي . وتشكيلي جمالي حسي إدراكي . في غنائية حلمه الإنساني . الذي أراد له ان يكون شاهد عصره . في سياق جماليات الوصف الجمالي . في سبيل تقويم مفهوم الجميل . والجليل . وذاك الارتباط العضوي . بطبيعة الحياة . ومنها جاءت تجربته الفنية الزاخرة بالصور الجمالية . حيث جمال موقف الفنان . وفهم الفنان للحياة . في طريقة إحساسه بها . كذلك مشاعر أبعاده الجمالية . في مجال روح التعبير الفني . والخيال . في قسمات واقعه الحسي . حيث التعبير النفسي والخيالي. وطريقة تجسيد الطبيعة . في روح التجسيد الإبداعي الجمالي . وهو الذي برهنت قدرته المدهشة بالفن . على روحانية الحياة والطبيعة الكونية . حيث جسدها بالصيغ والصور والإشكال والتراكيب . وظواهر جمالياتها الطبيعية . ومنها رسم مفاهيم لوحته الجمالية الشاملة . حين استدرك علاقات الإنسان مع المجتمع والعالم . فرسم لوحته . بروح التأثيرات الروحية . وعمق المفاهيم الجمالية . لشكل العلاقة الجمالية . الطبيعية . في مجاله الفني والمادي والروحي . حيث أبدع في مناظره . في غنائية التجريد الانطباعي والإدراك الشامل . لروح استخلاص المفاهيم الجمالية الشاملة . فجاءت صدقيه الفنان الذي يؤمن بالجمال . في عناصر الجمال الكامنة في وجوده . ومحيطه الموجود به . فالجبل . والبحر . والنهر . والشجرة . والسماء والأرض . والمساء . والإنسان . هو الحس ألانتمائي . في ميزة فن الأرض . ووعي روح المدركات الحسية . عندما يسكن الفن بجمال . صخب الموانئ . واحتراق السفن . في روح العاشق الارمني . حيث الرقص والموسيقى . وتأصيل فن الرقص الإنساني . في روح عذابات القلب المذبوح . وذكريات وسائط نقل الأسطورة الارمنية . حيث الفرسان كقسمات الزنبق . في عرس الأفق . وحجم مزمار الأغاني . في هواء قربة النفخ . بلسمه عمر النزيف . وبحة التقاسيم والموشحات والقدود الحلبية . القوقازية . وغليظو الشوارب . يعزفون على انواع غامضة . من الم الترحال والسفر بلك . وكنبضة العرق . الوادعة في الجراح المالحة . تسرح ألوان الأساطير الطبيعية . كي ترجع المارد الأسطوري . حزقيال طوروس . في روح الميثولوجية الإنسانية في لظى سحر عذابات الشرق والغرب . إلى ذات المنشأ الإنساني . بالمكان . والى تلك المسحة الإبداعية . لفضاء ( ارمينيا ) ذات المقامات الإنسانية الحزينة . حيث منبت ارض الجود . حين يشتد الحنين في الفنان وإسفاره اللونية و الإبداعية . والحياتية . إلى عنفوان اخضرار عتمة الأيام . وهو المراقب الأكثر دأبا . والأكثر حساسية . في رسم عنوان المساءات الرهيبة . كي تعزف الأوديسة . أنماطها الإنسانية الأساسية . وكي تغني الأميرات . على سفوح جبال لوحة الفنان الأسطوري . الحلبي . الراحل . في فنون أحجية الأقدار . غصب عنه . كما رجل ( بول غراغيسيان ) وقبله رحلوا آخرون ( يوسف أرمن ) . أنها المقاربة التشكيلية . نفسها . حيث رقصة القلب العاشق . كغجري أدمن سماع صوت الطنبورة . في أباريق النشيد . والليل الخافت . والأصدقاء الذين يتخاطفون نشرة الهواء الطلق . في روح نشرة الطقس . حيث مهرجان الألوان . وترياق القلب الجميل . وجدار حدائق الضوء . في أفعاله التي تهتف انه صديق اللحظات النادرة . في ملبس عمر الالق والنشاط . والجمال الخفي . لحشرجات ترفض الموت . طالما قوس الرحمن . أوكسجين لوحة الفنان . الذي غاب عنا بخلجات العصب ورعشة الحدس . وجلس وحيدا وفريدا ونادرا . ألان إمامنا وكأنه شاشة روح الشعور . في اللون المنثور . لساقية عمر الضوء بنا . حزقيال طوروس لم يكن الحالم الوحيد في رسم الأحلام التي لا تذهب أبدا . بل كان روح جسد الجمال . في عمر من يستوحي من وجه الأرض . ووجعها . كي يستشرف الحلم الإنساني . في لوحة خالدة . لا يسلع بها الإنسان . وكأنه بضاعة رخيصة . انه فنان القيم الجمالية الإنسانية النبيلة . حينما كان يكافح الأزمنة . بحلم إبداعي لا يموت . وقد برهن انه بحق روح الإنسان المكافح من اجل الإنسان والجمال والحلم . وهو المسكون بروح الحالة المرتسمة في الأعين والتعبيرات الجمالية الطبيعية . كي يرسم الفرح الآتي بروح البساطة والعفوية . و التدرجات اللونية . ذات البداهة الجمالية . في الأسلوب والتقنية . حيث العتمة انعتاق . والشمس والريح . سيمفونية الحلم والخلاص . في شرفات الحلم . والإبداع والأصالة . لتجاعيد اللون والمسافة. حيث جاءت لوحاته انعكاس لحياته والبيئة التي نشأ فيها . وقد عطر المكان لوحته . في علاقة تبادلية مندمجة . فيها من طقوس الرسم الجميل الكثير. ومن عذوبة الألوان . توازنات كل روح التراكيب . ببراءة حلم الإنسان والخيال . والافتنان . في مرآة كل مرايا البساطة والإيمان . والسحر والجمال . وهو الذي ولد في حلب عام 1915م . وشارك في معظم المعارض الجماعية . وأقام العديد من المعارض الخاصة في حلب . وتوفي في مطلع الثمانيات . وكان له الدور البارز في ريادة الحركة الفنية في حلب وسوريا . من خلال تدريسه لمادة الفنون . وتشجيع المواهب الفنية لدى طلبة المدارس والهواة . مع زملاء له . كفتحي محمد . و طالب اليازجي . و فاتح المدرس . و وهبي الحريري . و غالب سالم . و منيب النقشبندي . و علي رضا معين . و نوبار صباغ . و زاره كابلان . و عدنان ميسر . و الفريد بخاش . و روبير جيه جيان . و ارمناك ميسريان . و دورا التونيان . و جاكلين حمصي . و منيرة مراد أبو ريشة . و ايفا رباط . و رزق الله سالم . و جاك وردة . و إسماعيل حسني . وسامي برهان . ونبيه وسلمان قطاية وسعود غنايمي . و لؤي كيالي . و رولان خوري . و ليلى جانجي . و آخرون .
    *****************************
    قراءة نقدية: عبود سلمان / كندا

  • #2

    تعليق


    • #3

      وقد كتب حول الفنان حزقيال طوروس (محمود مكي ) بتاريخ ( الخميس 24-12-2009م ) فالفنان الراحل حزقيال طوروس ... رائد المناظر الخلابة في الفن السوري . حيث في ذكرى رحيل الفنان الكبير ( حزقيال طوروس) الخامسة والعشرون ، أحاول التأكيد على أثره الكبير على الحركة التشكيلية السورية ، وخاصة في مدينة حلب ، ومدى أهميته كفنان رائد في الرسم بأداة سكين الرسم المعروفة لتلك المناظر الطبيعية أثناء رحلاته لممارسة هوايته الصيد ... الفنان الراحل ( حزقيال طوروس ) واحد من أهم الفنانين الذين استطاعوا أن يتعلموا الرسم من خلال تجربته الذاتية ، ثم اخذ علوم وثقافة الفن التشكيلي من الفنان الرائد ( محمد غالب سالم ) الذي كان أستاذا لعدد كبير من فناني مدينة حلب ، وقد دفع الفنان طوروس بقوة إلى متابعة الرسم ، وقدمه إلى الوسط الفني ، فكان تلميذا نشيطا عرف كيف يستفيد من خبرة أستاذه الكبير ( غالب سالم ) ، فقدم أعمالا فنية غنية بألوان طبيعة بلده التي أحبها كثيرا ، وقد تأثر كثيرا بالطبيعة الحية بسبب هوايته بالصيد ، وقد زار عددا كثيرا من مناطق طبيعة بلادنا الجميلة سورية ، وكانت المناظر الطبيعية أستاذه الأول ، فعمل على رسم بعض هذه المناظر الطبيعية الذي زارها أثناء الصيد بأسلوبه التسجيلي الواقعي ، وبرز كفنان مبدع بالرسم بواسطة سكين الرسم المعروفة ، حتى انه يعتبر فيها رائدا على مستوى القطر في الحركة التشكيلية السورية . الفنان المرحوم ( حزقيال طوروس ) أحب الرسم كثيرا وكان هاجسه الكبير في حياته ... حتى درجة العشق ، وأعطى للحركة التشكيلية السورية روافد فنية رائعة من فنه الرفيع ، وتجربته المميزة التي تأثر بها عددا من الفنانين الشباب فيما بعد ... ولد الفنان (حزقيال طوروس ) في مدينة (خربوط) تركيا عام /1912/ ، وانتقل إلى مدينة حلب مع أسرته في عام /1916/ ، وتعلم في مدارس حلب، وتتلمذ على يد الفنان الرائد ( محمد غالب سالم)، وبدأ الرسم في عام /1932/ . لقد أحب الصيد ومارسه بكثرة في أرجاء الطبيعة ، ونتيجة حبه الكبير للطبيعة الخلابة ، كانت أكثر مواضيعه الفنية مستمدة من هذه الطبيعة والآثار والحارات العتيقة ، وأول أعماله ( قلعة حلب ) في عام /1936/ ، وأول معارضه الفردية كانت في واجهة دكانه الذي يعمل فيها تصليح الساعات ، عام /1943/ ، ومعرضه الثاني في صالة نادي ( السعد ) بحلب ، قدم فيه أكثر من (54) لوحة باعها جميعا للمغتربين العرب والأجانب . في عام /1961/ بدأ يشارك في المعارض الرسمية ، وقد شارك مع الفنان ( فاتح المدرس ) بمعرض في صالة نادي اللواء عام /1954/ ، وبعض معارضه الشخصية ( 1953 اللاذقية -1960 دمشق - 1963 القامشلي - 1974 - 1975حلب ) وكان معرضه الأخير في صالة تشرين بحلب عام /1977/ ، نال الفنان طوروس عدة جوائز تقديرية في حياته الفنية . تتميز تجربة الفنان الراحل ( حزقيال طوروس ) الفنية منذ بدايتها بتفردها باستعمال سكين الرسم في إنتاج لوحاته ، وأظهر فيها قدرته الكبيرة على محاكاة الطبيعة وألوانها العديدة ، وثقته في أداء الشكل من الواقع المرئي ، وأكثر ألوانه ذات طبيعة حارة لأنها مستمدة من طبيعة بلادنا وشمسها استمد مواضيعه من الطبيعة الحية والحارات القديمة والآثار ... وقد رسم في حياته أكثر من (1500) لوحة كرّس أكثرها للطبيعة حتى انه يعتبر من رسامي الطبيعة الأول في الحركة التشكيلية السورية . أسلوبه الفني بأعماله يتراوح بين التسجيلية ، والواقعية ، والانطباعية ، يعمل فيها بضربات ريشة متزنة بمسارها ، وتأخذ مكانها المناسب في اللوحة بكل ثقة وإتقان وبراعة في الأداء الفني ، وضمن مفاهيم الفن الكلاسيكية والأكاديمية ، وإنتاجه الفني غزير ، ورسم في حياته كثيرا حتى أن الرسم نال من صحته في آخر حياته ، نتيجة ضعف كبير في بصره ، فتوفي في مدينة حلب في /5/2/1984/ ... وقد أقامت صالة تشرين للفنون بحلب معرض استرجاعي كبير لأعماله الفنية في ذكرى وفاته عام /1999/ .‏ وكتب عن الفنان بعنوان (( وجوه لها تاريخ .. حزقيال طوروس (1915 ـ 1984 )) لا أدري إن كان بعض من يدرس أو يدرس في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق يعرفون او يتذكرون فنانا وصف ذات يوم بأنه «شيخ التشكيليين السوريين» فنان لم نعثر على الكثير من المعلومات حوله وعنه مع أنه ظل طوال عمره يرسم «بريشته» الخاصة و«العفوية» ونال عددا من الجوائز في وقت لم يكن فيه فن الرسم يتسع ثقافة وفكرا في الاوساط الجماهيرية وربما لايزال حتى الآن لخصوصية هذا «الفن» وما يتسم به من مقومات وأسس قلما من يعرفها وهو بشكل اساسي يعتمد أولا على الموهبة ومن ثم على الأسس العلمية في الوقت الحاضر. .هذا الفنان التشكيلي الذي لم تسلط الاضواء عليه وعلى اعماله يعد من أوائل فناني سورية في العصر الحديث هو الفنان «حزقيال طوروس» المولود في بلدة «خربوط» في محافظة حلب وقد أمضى حياته عاملا بتصليح الساعات في حلب إلى أن التقى مع الفنان «غالب سالم» وأقنعه بالعمل مدرسا للرسم في مدارسها وكان قد بقي لفترة طويلة المدرس الوحيد لهذه المادة مع ندرة مدرسيها والاهتمام بها.. لم يدرس طوروس الفن دراسة أكاديمية ومن أين له هذا؟ هو الذي اكتفى بموهبته وفطرته وحبه للرسم وقد حسم أمره في ممارسته بمفرده عام 1936 وإذا ما ساعد الفنان الخريج الأكاديمي الأول للرسم غالب سالم فإن طوروس يعترف بذلك قائلا: «إنني أدين بالكثير لغالب سالم لأنه أول من أخبرني بأن ما اصنعه هو فن بالمعنى الدقيق للكلمة» ومنذ ذلك العام بدأ طوروس واسمه وفنه ولوحاته يوجدون في الساحة الفنية داخل القطر وخارجه..وإذا لم يكن أكاديميا في فنه فإن الطبيعة كانت دائما أولا وأخيرا معلمته الأولى وعشقه الأبدي لريشته كان كل ما يوجد فيها مصدر ابداع له ومن اللافت للنظر في سيرة هذا الفنان انه لم يرسم طوال حياته إلا الطبيعة ومنها وإذا ما دخلنا في توصيف فنه اكاديميا فإن الا نطباعية هي السائدة في رسمه وقد قيل عنه انه يرسم بريشة سريعة ومتحررة من أي قيد.. وقدم شاعرية من نوع خاص في حساسيته شعرا أقرب للحديث منه الى العمودي...» كما انه استخدم التصوير الضوئي في فنه وخلال رسمه للوحة من قبيل المساعدة على انجاز ما يريد وقد علل استخدامه للكاميرا في الرسم قائلا: «إنني اعتمد على آلة التصوير وذلك بالطبع يعود لعدم تقبل الشعب لموقف الفنان في رسمه المباشر للأحياء والشوارع القديمة..»..إن أول معرض شخصي أقامه الفنان يرجع الى عام 1953 حين اقامه في نادي «السعد» بحلب وقد بيعت آنذاك جميع اللوحات المعروضة وهي (50) لوحة وقد سجل بذلك سبقا فنيا في مجال الرسم في وقت لم يكن معروفا بعد وتوالت معارضه الشخصية في حلب ومن ثم دمشق أول معرض له في الأخيرة كان عام 1960 أقامه في صالة الفن الحديث وقد أقام أكثر من خمسين معرضا شخصيا داخل القطر وخارجه ونال أكثر من جائزة لعل أهمها الجائزة الأولى في عام 1963 ـ والثانية عام 1964 ـ في حلب والتي كان يقدمها آنذاك مهرجان القطن فيها. . كان طوروس عاشقا للطبيعة في رسمه وقد رسم نحو عشرين ألف لوحة على مدى نصف قرن من مسيرته الفنية وقيل انه يضاهي الفنان «فاتح ا لمدرس» في قدرته على اللعب بالألوان وكانت له فلسفته الخاصة في رسمه للطبيعة واستخدامه للألوان.. وبعد كل هذه المسيرة الفنية الطويلة والعدد الضخم من اللوحات والمعارض فإن الفنان في نهاية المطاف يرحل وحيدا دون ان يشعر به أحد وهوالذي لم تكن تهمه الأضواء والاحتفالات.. كان الرسم هاجسه فقط حتى وإن كان على حساب شهرته وتسويق فنه.. رحل وحيدا وودعه فقط عشرون رجلا كانوا في جنازته.. وهذه الأسطر هي لفتة نحو اسم فنان كان من أوائل فناني سورية في مجال الرسم. ‏ . وكتب (إبراهيم داود ) في جريدة الجماهير الحلبية . (( أفعال الفنان التي تعلم الناس الحس بالجمال . عندما يذكر أمامي الفنان الراحل حزقيال طوروس تعود ذاكرتي الى بداية السبعينيات في موقف لا يغيب عن ذهني حيث وقفت ذات مرة وصديقي المرحوم صالح النقشي أمام محل الساعاتي في حي العزيزية شارع كنيسة اللاتين لرؤية اللوحات الزيتية في واجهة ذلك المحل . للفنان الراحل حزقيال طوروس فوقف أمامنا رجل ليقول لنا: هل أعجبتكما هذه اللوحات؟ فقلنا له إنها جميلة ولكن سعر اللوحة (200) ل. س ، وليس معنا سوى (50) ل. س فأخذها وأعاد لنا عشر ليرات بعد أن لف لنا لوحتان جميلتين وهو مبتسم ليشعرنا بأن الفنان الذي يعلم الناس بأفعاله الحس المرهف والجمال .‏ حيث ولد الفنان (حزقيال طوروس ) في مدينة (خربوط ) تركيا عام /1912/ ، وانتقل إلى مدينة حلب مع أهله في عام /1916/ ، وتعلم في مدارس حلب ، تتلمذ على يد الفنان الرائد محمد غالب سالم الذي رعاه ودفعه إلى متابعة الرسم ، وقدمه إلى الوسط الفني ، فكان تلميذا نشيطا عرف كيف يستفيد من خبرة أستاذه فقدم أعمالا غنية بالألوان الزيتية ، وقد تأثر كثيرا بالطبيعة بسبب زيارته عددا كبيرا من مناطق طبيعة بلاده الجميلة، وعمل على رسمها بأسلوب واقعي وبواسطة سكين الرسم حتى أنه يعتبر رائدا فيها في الحركة التشكيلية السورية .‏ ولقد أحب الصيد ومارسه بكثرة في الطبيعة ، ونتيجة حبه الكبير للطبيعة الخلابة ، كانت أكثر مواضيعه الفنية مستمدة من الطبيعة والآثار والحارات العتيقة ، وأول أعماله ( قلعة حلب ) في عام /1936/ ، وأول معارضه الفردية في واجهة دكانه ( الساعاتي ) عام /1943/ ومعرضه الثاني في صالة نادي السعد بحلب . وكان من معاضدي الجمعية الفنية التي أسسها في حلب في مطلع خمسينيات القرن الماضي , الدكتور روبيرت جبه جيان , والمهندس الفنان زاره كابلان , و التي أسست أكاديمية فنية خاصة في حلب , حملت اسم أكاديمية صاريان .‏ وفي عام /1961/ بدأ يشارك في المعارض الرسمية ونال العديد من الجوائز التقديرية في حياته الفنية ، وقد شارك مع الفنان الراحل فاتح المدرس بمعرض في صالة نادي اللواء عام /1954/ ، وقد أقام عدة معارض فردية , بدءاً من عام 1953 في اللاذقية -1960 في دمشق – 1963 في القامشلي – 1974 – 1975في حلب ) وكان معرضه الأخير في صالة تشرين بحلب عام /1977/ ، اعتمدت تجربته في أعماله الفنية على صيغة توائم بين نوع الواقعية والانطباعية وقدر من الرومانسية, وتضمنت موضوعاتها ,إضافة إلى المناظر الطبيعية , حارات حلب القديمة , والبيوت المقببة في ريفها متفرداً باستعمال سكين الرسم في إنتاج لوحاته ، وقدرته الكبيرة على محاكاتها وألوانها العديدة ، وثقته في أداء الشكل من الواقع المرئي وأكثر ألوانه حارة لأنها من طبيعة بلادنا المشمسة .‏ وأسلوبه الفني الذي يتراوح كما ذكرنا بين الواقعية التسجيلية والانطباعية ، يعمل بضربات ريشة متزنة تأخذ مكانها في اللوحة بكل ثقة وإتقان وبراعة في الأداء الفني ، ضمن مفاهيم الفن الكلاسيكية والأكاديمية ، وكان إنتاجه الفني غزيراً ، ورسم في حياته كثيراً حتى أتعب صحته الرسم ، نتيجة ضعف كبير في بصره ، فتوفي في مدينة حلب في /5/2/1984/ .
      قراءة نقدية: (محمود مكي ) بتاريخ ( الخميس 24-12-2009م )

      تعليق

      يعمل...
      X