Yousef Hamoudah - يوسف حمودة
٢٨ أغسطس، الساعة ٣:٢٧ م ·
فلسطين الجميلة:
يافا عروس البحر الابيض المتوسط "مدينة البرتقال"
تعتبر مدينة يافا واحدة من أكثر المدن الساحلية جمالاً في جميع أنحاء العالم، كما أن موقعها الاستراتيجي المُطِل على شاطئ البحر جعل منها مطمعاً للغُزاة منذ قديم الأزل، وبالحديث عن اسمها فإن مسماها الأول كان "يافث" نسبة إلى ابن سيدنا نوح عليه السلام، وقد تغيَّر الاسم مع تعدد الثقافات والغُزاة الذين احتلوا مدينة يافا على مر العصور، حتى وصلت إلى اسم يافا بمسماه الحالي، وقد تعدَّدت الأقاويل حول سبب التسمية منذ زمن بعيد، ولكن الأرجح أن اسم يافا كان من عهد الكنعانيين الذين عاشوا في فلسطين قبل أكثر من 5 آلاف سنة، وهُم مَن قاموا بتسمية يافا بهذا الاسم.
وتعتبر يافا من أقدم وأهم مدن فلسطين التاريخية تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط - وتبعد عن القدس حوالي 55 كيلومتر إلى الغرب، كانت لفترة طويلة تحتل مكانة هامة بين المدن الفلسطينية الكبرى من حيث المساحة وعدد السكان والموقع الإستراتيجي وكانت مركزا للحضارة والثقافة والرياضة، حتى تاريخ وقوع النكبة عام 1948، وتهجير معظم أهلها العرب.
أسس الكنعانيون المدينة في الألف الرابع قبل الميلاد، وكانت منذ ذلك التاريخ مركزا تجاريا هاما للمنطقة، حيث بدأ ساحل فلسطين في تلك الفترة يشهد وجود السكان الذين بدت لهم رابية يافا موقعا جذّابًا، فازدهرت المدينة عبر العصور القديمة، كما كان في عهد الفراعنة الذين احتلوها وعهد الحكم الآشوري والبابلي والفارسي قبل الميلاد، وكانت صِلتها مع الحضارة اليونانية وثيقة، ثم دخلت في حكم الرومان والبيزنطيين وكان سكانها من أوائل من اعتنق المسيحية، ومن أهم الأحداث التي شهدتها المدينة نزول النبي يونس شواطئها في القرن الثامن قبل الميلاد ليركب منها سفينة قاصداً ترشيش، ولما دخل الفتح الإسلامي إلى فلسطين فتح عمرو بن العاص يافا في نفس عام دخول عمر بن الخطاب القدس، وظلّت يافا تحتل هذه المكانة الهامة بين مدن فلسطين، وبقيت مركزا تجاريا رئيسيا ومرفأ لبيت المقدس ومرسى للحجاج، وفي الفترة العثمانية، وتحديدا عام 1885، تأسس في يافا أول مجلس بلدي، وفي العام ١٩٤٨ سقطت يافا بيد الاحتلال الصهيوني بجانب مدن فلسطينية كثيرة فيما عرف بنكبة فلسطين .
فلسطين حرة