تويت
"حرب العشر دقائق" مسرحية عراقية تناقش مفهوم الشهادة
الخميس 2022/08/25
رسالة للتخلي عن الخوف من السلطة
عمّان - بعد أن عرضت العام الماضي على خشبة مسرح الرشيد في بغداد، قُدمت مسرحية “حرب العشر دقائق” أمام الجمهور الأردني ضمن فعاليات مهرجان “عشيات طقوس المسرحية الدولية” في دورته الثامنة عشرة التي استمرت إلى غاية الأربعاء الرابع ةالعشرين من أغسطس الجاري.
ويناقش العرض المسرحي العراقي، وهو من إخراج إبراهيم حنون وتأليف علي عبدالنبي الزيدي، قيم الشهادة في ظل الراهن العربي، الذي جعل أغلب الدول العربية في مرمى الحروب والنزاعات والأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين وتوقع منهم العشرات وربما المئات من الشهداء، وتحول حياة ذويهم إلى نوع من السمسرة مع السلطات للتربح المالي.
والمسرحية التي شارك فيها تمثيلا الفنانون العراقيون: آسيا كمال، وقحطان زغير، وأحمد شرجي، ومهند علي، تناولت في بنائها الخارجي ثلاث شخصيات، أحدها سائق سيارة أجرة يقل ابن شهيد وأرملة شهيد في طريقهما لاستكمال معاملات لصرف مبالغ مالية ومستحقات لذوي الشهداء، حيث يدور حوار تجري خلاله معاينة قصص كل من الشخصيات الثلاث فيما الشخصية الرابعة تظهر لاحقا في المشاهد المتتالية وتعبّر عن الشهيد الذي لم يستشهد وإنما كان مسجونا وما يتلو ذلك من مفارقات تكشف عن ترجيح المكاسب المادية على قيمة الشهيد والشهادة.
العرض طرح العديد من الأفكار أبرزها الاغتراب والاستلاب واختلال موازين القيم والمبادئ داخل النفس البشريةوالعرض المسرحي في بنائه العميق، طرح العديد من الأفكار أبرزها الاغتراب والاستلاب واختلال موازين القيم والمبادئ داخل النفس البشرية.
كما تناول مفاهيم الشهادة وتساؤلات تشمل في أيّ معركة ومرحلة ومع أيّ طرف سقط ذلك الشخص شهيدا، ومن يحدد أن هذا الشخص المتوفى شهيد وذاك قتيل، كما طرح فكرة تسليع مفهوم الشهادة وإخضاعه لمكتسبات مالية ومعايير النظم والحروب السياسية فيما يغيب مفهوم الوطن وقيمته وأهمية التضحية من أجله عن هذه المعايير.
ويوضح مخرج المسرحية إبراهيم حنون أن هذا العرض من إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح، وتدور أحداثه في العراق، وتحديدا في السنوات الأخيرة وما شابها من أحداثه سياسية واجتماعية كبيرة، وهو رسالة للناس للتخلي عن خوفهم من السلطة والأنظمة السياسية ودعوة للالتفاف حول الوطن والتعاون بين أفراد شعبه ليبدأ حياة جديدة، تشبه تلك التي يحظى بها أيّ بلد مستقر في العالم.
و“حرب العشر دقائق” هو واحد من نصوص الكاتب المسرحي العراقي علي عبدالنبي الزيدي التي تمزج السياسي بالفني، وتعتمد على كوميديا الموقف، وتولد من رحم الوجع العراقي لتكون صورة عن وجع عربي مشترك. وهو نص كتبه الزيدي نهاية عام 2019 وترشح ضمن خمسة نصوص لجائزة الدوحة للكتابة الدرامية.
ويشير الكاتب إلى أن العمل يهتم بواحدة من كبرى المشكلات الاجتماعية التي سببتها سلطة السياسة ما بعد غزو العراق في العام 2003، وراحت تهدم بنية العلاقات الاجتماعية في الواقع العراقي، و”أجدها من القضايا المسكوت عنها بسبب حساسيتها”.
ويذكر أن مهرجان “عشيات طقوس” في الدورة الخامسة عشرة استهل عروضه بالمسرحية الليبية “المركب”. ومن بين المسرحيات المشاركة نجد “منطق الطير” للمخرج التونسي نوفل عزازة إلى جانب مسرحيات “آه كرميلا” لأشرف علي من مصر، و”المركب” لشرح البال عبدالهادي من ليبيا، و”حتى إشعار آخر” لجمال الغيلان من البحرين، و”الكتابة بالألوان” لفلاديمير بوخوركيز من المكسيك، و”ليلة مقتل العنكبوت” لفراس الريموني من الأردن.
ويشتمل المهرجان كذلك على ندوات نقدية وورشة صناعة أدوات المسرح والموسيقى من المواد البسيطة.