لماذا علينا قراءة المعلقات العربية الآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا علينا قراءة المعلقات العربية الآن

    لماذا علينا قراءة المعلقات العربية الآن




    محمد الحمامصي




    الصحراء قصيدة خالدة (لوحة للفنان أنور سونيا)


    قوة الشعر الحقيقية ليست في شكله أو آنيته بل في قدرته على الصمود في الزمن، وتحويل يوميات الشعراء والأزمان السابقة إلى لحظات أسطورية خالدة، وهذا تماما ما نشعر به مثلا حين نقرأ المعلقات العشر، التي خلدت ملامح مندثرة من الصحراء العربية، لتحولها إلى أساطير حية.


    تعد المعلقات العشر من روائع الأدب العربي والعالمي، والجذور الخالدة لإبداع الشعر العربي، حيث تتواشج وتتشابك فروعها مع الكتابة الإبداعية العربية حتى اليوم، حاضرة في الشعر والأدب العربيين في العصور اللاحقة. مادة أصيلة بقيت قرونا شاهدة على سليقة وملكة الإنسان اللغوية وقدرته على تطويعها وتشكيلها والتعبير عن ذاته من خلالها.
    وضمن سعي مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” -مبادرة أرامكو السعودية- للبحث عن أفضل إبداعات الثقافات العالمية وجذور الإبداع العالمي والعربي، يقدم “إثراء” كتاب “المعلقات العشر لجيل الألفية باللغتين العربية والإسبانية” بالتعاون مع مجلة القافلة الصادرة عن أرامكو، وذلك احتفاء بالقيم الإنسانية والجمالية والفلسفية الغزيرة التي تفيض بها، وتوظيفا لمكنونات ودلالات هذه القصائد لإلهام عقول أبناء الجيل المعاصر ووجدانه، وفتحا لآفاقهم نحو أفكار وأشكال جديدة من التعبير والفهم الثقافي.
    ترجمة معاصرة



    ​النصوص التي تشكل محتوى هذا الكتاب هي عبارة عن رؤية وترجمة معاصرة للمعلقات وبلغة حديثة دون إخلال بشعريتها



    يحاول الكتاب عرض جماليات اللغة العربية الخالدة، فيما يشبه النافذة المطلة على ثقافة الجزيرة العربية وتاريخها وحياة إنسانها منذ آلاف السنين.
    وأشرف على الكتاب وقدم له الروائي والمترجم عبدالهادي سعدون والمترجمون والمستعربون ماريا لويسا برييتو، وسلفادور بينيا، واغناثيو غوتيريث تيران، وبيدرو فيرير، ونويمي فييرو، مع فريق كبير من المستشارين من الجانب العربي والإسباني من بينهم بندر الحربي والشاعر عبدالوهاب العريض والشعراء الإسبان خوسي مانويل لوثيا وخوسي ساريا وثيليا الفاريث.
    ويؤكد عبدالهادي سعدون أن النصوص التي تشكل محتوى هذا الكتاب هي عبارة عن رؤية وترجمة معاصرة للمعلقات وبلغة حديثة تناسب العصر دون إخلال بالشعرية والموضوعية والروح الداخلية للقصيدة نفسها. وعلى الرغم من صعوبة ترجمة نتاج كلاسيكي إلى لغة القرن الحادي والعشرين دون أن تفقد رونقها وحيويتها وقوتها، تم تجاوز ذلك من خلال الاستعانة بمترجمين مهمين متمكنين وخبراء لهم باع طويل مع الترجمة كأستاذة لمادة الأدب واللغة العربية في أهم الجامعات والمراكز الأكاديمية الإسبانية.
    ويضيف “بخبرة وتخصص ومعرفة هؤلاء المترجمين والباحثين قد مهد لنا الطريق نحو طبعة إسبانية حديثة تحافظ على محتوى وجمالية القصائد الكلاسيكية كما عرفها العرب قبل قرون طويلة وكما نعرفها اليوم قراءة وتمتعا في عصرنا الحالي”.
    ويتابع سعدون “المعلقات، القصائد الكلاسيكية هدف الكتاب والترجمة هنا، هي من أشهر ما كتب العرب في تاريخهم الشعري وسميت بالمعلقات لأنها مثل العقود النفيسة التي تعلق بالأذهان. ويقال إن هذه القصائد كانت تكتب بماء الذهب وتعلق على أستار الكعبة قبل مجيء الإسلام. وإن كنا لا نحتفظ بوثائق تثبت ذلك، إلا أن الحقيقة هي أثرها الكبير في ذهنية العربي آنذاك وأهميتها ما جعلها خالدة عبر التاريخ”.
    ويواصل قوله “كما أن العرب نقادا ومؤرخين قد أطلقوا عليها عبر التاريخ تسميات متعددة إضافة إلى التسمية الشائعة بـ’المعلقات’ والتي من بينها: العشر الطوال، الجاهليات، المطولات الشعرية، أو السموط أي القلائد التي تعلق على جيد المرأة للزينة والتفاخر وأيضا سميت بالمذهبات، ربما لكتابتها بالذهب أو بماء الذهب كان سبب التسمية، تقديرا واعتبارا لها ولأهميتها لدى العرب. وأيا كان السبب فقد بقيت القصائد عالقة ليس في ذاكرة الشعوب العربية، بل في روحهم ودواخلهم كمرجع أساسي لفهم خصوصيتهم الشعرية والتاريخية والاجتماعية”.


    الشعر الحقيقي قادر على تثبيت نفسه في الزمن الشعري فيسهل تركيبه في غرفة المعيشة رغم أنه من أزمنة بعيدة



    ويوضح أن القصائد تناولت من المواضيع ما يتطلب من الباحث القارئ آلاف الصفحات لدراستها والتعليق عليها، ولعل أهمها هو الوصف الذي يشكل الحجر الأساس في شعرية ما قبل الإسلام، كما عليه العديد من النقاط المشتركة مثل العلاقات اليومية للفرد مع ما يحيطه من بشر وحيوانات وطبيعة وما يتبعها من ظواهر متنوعة. ويمكننا الانتباه لأغراض الحكمة والأمثلة التي تزخر بها أبيات القصائد. وهي في الوقت نفسه مرتبطة بمعادلات اجتماعية معينة مثل المديح والفخر والهجاء والشجاعة والحياة والموت والوحدة والتأمل والمجابهة، وغير ذلك.
    كما علينا، وفق سعدون، أن ندرك عبر تلك القصائد كل الصفات البارزة والخفية في شخصية الشاعر وعلاقته بالبيئة والمجتمع وانعكاسات ذلك عليه كفرد في عالم شاسع. ومن الضروري كذلك التنبه للغنائية والحسية العالية التي تطبع القصائد بطابعها وميزانها، دون نسيان غرائبية العديد من المفردات في قاموس المعلقات وامتلائها بالاستعارات المعتادة أو المتفردة. أما الطبيعة المحيطة بكل رموزها ومسمياتها وشخوصها فهي بارزة في كل قصيدة إن لم نقل في كل بيت شعري من كل قصيدة.
    يقول خوسي مانويل لوثيا مخياس في مقدمته أنه من السهل نسبيا ضمن ورقة أكاديمية كتابة: المعلقات، الشعر الذهبي لمرحلة ما قبل الإسلام، والتي تعود إلى القرن السادس من عصرنا الحالي. هنا البيانات وهنا النصوص، والتي من أجل أن تصل إلى هذه الصفحات تكون قد مررت عبر سنوات وسنوات طويلة من البحث والفرضيات والنقاش. وهنا أيضا أسماء الشعراء العشر الذين يميزون الخطوط الرئيسية لهذا الشعر الذي لا يزال يذهلنا حتى اليوم. أقتبسها بالترتيب كما وردت في الكتاب وفي زمن تأليفها: امرؤ القيس، طرفة بن العبد، زهير بن أبي سلمى، لبيد بن ربيعة، عمرو بن كلثوم، عنترة بن شداد العبسي، الحارث بن حلزة، الأعشى، النابغة الذبياني وعبيد بن الأبرص.
    ويستدرك “لكن ماذا يعني أن تقرأ اليوم، في القرن الـ21، نصوصا من حقبة ضاعت في غبار الزمن، من المناطق الجغرافية التي نحتاج إلى تحديدها في الهوامش، وبلغة وهيكل بنائي بعيد كل البعد عن العصر الحالي، مع الانتباه للعادات التي لم يعد لها وجود ولا حتى في ذاكرة القدماء، ولا حتى في الحكايات القديمة للشيوخ؟ ما الذي يضيفه لقارئ الشعر الحالي، سواء كان قارئا متمرسا في هذا النوع من التقاليد ولها علاقة بتجربته الشخصية، وبنظرته الخاصة التي نحتها في ذكرياته ومذكراته الخاصة؟”.
    الشعر الخالد

    المعلقات تفتح آفاق نحو أفكار وأشكال جديدة من التعبير والفهم الثقافييبدأ مخياس بالسؤال الذي طرحته على نفسي، كقارئ من القرن الحادي والعشرين، يشرع في معاينة هذا الكتاب وقراءة نصوصه المترجمة. في بداية كل شيء أتوقف عند الزمن، القرن السادس الميلادي. بماذا نشعر عند قراءة قصائد من القرن السادس الميلادي في القرن الحادي والعشرين؟ بادئ ذي بدء، الدهشة والمفاجأة. تتحرك أزمنة الحضارات والثقافات بمنطق لا علاقة له بالدروس المتناسقة في كتب التاريخ. إذا عدنا إلى القرن السادس، إلى تلك المنطقة التي تحتلها إسبانيا اليوم، والتي يشغلها قراء هذه القصائد اليوم: ماذا نجد؟ لا شيء أو أكثر بقليل من لا شيء. نجد أصداء لتقليد أدبي وشعري لاتيني وإغريقي، قد شهد أوقاتا من السمو في القرون السابقة. نجد أنفسنا مع فرضية عن بعض الأناشيد الريفية، وأناشيد المهرجانات، مع جوق من الناس تدور حول أساطيرهم وخرافاتهم، وعن حكاياتهم، لكننا لا نمتلك أي ذاكرة ولا أي بقايا من حطام نصوص سفينة الزمن.
    ويضيف “نجد أنفسنا مضطرين إلى الانتظار قرونا فيما بعد حتى نتمكن من تخيل نصوص مثل تلك التي قرأناها توا في القرن السادس، والتي ستكون بلغة لاتينية ستتضاعف تدريجيا لتشكل مجموع اللغات التي نتحدثها اليوم في إسبانيا، وفي معظم أنحاء أوروبا الرومانية. سنجد أنفسنا أمام تقليد جرماني سيترك، شيئا فشيئا، بصماته على الطرق الرومانية، وفي المعابد الرومانية، وفي القنوات الرومانية، وفي الكاتدرائيات الرومانية، وفي ذلك الحراك الثري الذي هو التمازج الدائم. نحن نتاج الاختلاط. نحن لأننا توليفة من كل ما جاء قبلنا على هذه الأرض. النقاء قيمته الوحيدة تكمن في عالم المعادن فحسب. أغنى جوهرة لدينا، أكثر الجواهر روعة وأكثرها إبداعا في الحياة هي تلك القادرة على إظهار أكبر قدر من التمازج، وما يجعل من هذا الخليط وحدة متكاملة. هذه هي جوهرة الحياة الحقيقية”.


    مبادرة أرامكو السعودية تبحث عن أفضل إبداعات الثقافات العالمية وجذور الإبداع العالمي والعربي



    ويتابع “أكثر من ستة قرون كان يجب أن تمر على الأراضي الأوروبية، وفي الأراضي الأوروبية الرومانية الطابع في جنوب فرنسا، حتى نتمكن من الحديث بامتلاكنا لقصيدة غنائية يمكن مقارنتها بالمعلقات العربية. قصيدة غنائية قادرة على خلق عالم شعري خاص. وأشير إلى شعر منشدي التروبادور البروفنسالي، (وهُم) الشعراء الجوالون الذين وضعوا أسس الغنائية الحالية وذلك في القرن الثاني عشر البعيد نسبيا”.
    ويضيف مخياس أن السؤال الثاني يتعلق بالفضاء. لا يقتصر الأمر على المكان الجغرافي المحدد، أو جغرافية الخرائط والأسماء، أو تلك الأسماء التي أصبحت، بمرور الوقت، إما أسطورة أو ببساطة نسيا منسيا. الصحراء هي جغرافية المعلقات. لكن الصحراء التي هي بالنسبة إلينا لا تعني شيئا، التعبير المثالي عن اللاشيء، جغرافية الاستمرارية والآفاق الخالية من الغموض، هي الحياة، وجغرافية الحياة في هذه القصائد. حياة يومية. حياة مرتحلة. حياة تكون فيها الخيام -مدننا وبلداتنا- الاستثناء وما بين قوسين واللحظة الآنية. ستختفي جميع هذه المخيمات، المؤقتة أو الدائمة، كما أنشد لبيد بن ربيعة في بداية معلقته. كل ما يلمسه الإنسان، كل ما يبنيه، كل ما يحلم به ويحارب من أجله، سيختفي كله. لكن ذلك لا يطال الصحراء. تلك الصحراء الموجودة دائما وهي ضرورية، والتي يجب أن يحارب من أجلها، بكرم وبإخلاص وبعزيمة ملحمية.
    ويستشهد بأبيات لعمرو بن كلثوم في معلقته يقول فيها: “فما وجدتْ كوجْدي أم سقْب/ أضلته فرجعت الحنينا/ ولا شمْطاء لمْ يتْركْ شقاها/ لها منْ تسْعة إلا جنينا/ وإن غدا وإن اليوْم رهْن/ وبعْد غد بما لا تعْلمينا/ بأنا نورد الرايات بيضا/ ونصْدرهن حمْرا قدْ روينا/ وأيام لنا غر طوال/ عصيْنا الملْك فيها أنْ ندينا”.
    والصحراء -هي الباقية- ضرورية مثل الخيمة و لحظة الحياة. وضروري المطر أو اللحظة التي تلد فيها الغزلان أو عندما تضع النعام بيضها. وفي هذا المشهد بلا أفق لمدننا وبلداتنا، في حقول الأسوار والممتلكات، في هذا السفر المحطم لحدود السرعة، دون الانتباه للمناظر الطبيعية التي تهدى لنا بعيدا عن منظار النوافذ؛ كيف يمكننا فهم الصحراء وعزلة الخيام عندما تمضي القافلة بحثا عن وجهة جديدة؟ لدينا الكثير لنتعلمه من الصحراء، من لحظة الصحراء الآنية، ومن خلود الصحراء. هذا هو أحد التحديات الكبرى عند قراءة هذه القصائد: دعوة لنا لنتخلى عن المشهد اليومي المعتاد ولندخل في المشهد اليومي المعتاد لشعرائهم ومستمعيهم منذ خمسة عشر قرنا.
    السؤال الثالث يتعلق بالموضوع وبنية القصائد ذاتها. المعلقات، كما تم شرحها بشكل مستفيض في المقدمات المتعددة لكل شاعر، تبدأ من بنية ثابتة، من تنظيم موضوعي، يقود من استحضار الحب الأولي، إلى وصف الشروع في الرحلة عبر الصحراء -مع المديح الرائع ووصف الأنام- لتنتهي بمديح حياة الشاعر، والمآثر المجيدة له ولقبيلته. قصائد ليست لها نهاية أبدا لأنها لا تنتهي، وكأن الصحراء انتهت بإسكات آخر أبياته الشعرية، ولنفقد الشاعر في الأفق أو خلف بعض الكثبان الرملية، أو المنشد الذي يمنح الأبيات الشعرية معنى وهو يقوم بتلاوتها أمام الجمهور وفي هذا النسق، يكون كل شاعر متفردا. وهنا تكمن عظمته.


    ​المعلقات العشر مادة أصيلة بقيت قرونا شاهدة على سليقة وملكة الإنسان اللغوية وقدرته على تطويعها وتشكيلها والتعبير عن ذاته من خلالها



    وتساءل مخياس “ما يهم أن تكون هذه القصائد قد كتبت في القرن السادس، أي قبل خمسة عشر قرنا؟ ما يهم أنهم قاموا بذلك لتكون مسموعة في الخيام، الدائمة والمؤقتة، حيث يجمع أهل البادية القوة للشروع بحياتهم في الصحراء؟ ماذا يهم إذا تحدثوا إلينا عن العادات والأماكن والمجتمعات البعيدة عن عصرنا، وأن حياتهم اليومية، التي تنعكس في هذه القصائد، لا علاقة لها بحياتنا إطلاقا؟”.
    ويقول “هذه هي عظمة الشعر. هذه هي عظمة المعلقات. هذه هي عظمة الشعر في أي عصر: فهو مكتوب من الحياة اليومية للشعراء لمشاركته مع الحياة اليومية للمستمعين والقراء، وتم التفكير به ليتكيف أدبيا وخطابيا يشترك فيه كل من المؤلف والمستمع، كرمز خاص بالإبداع والقراءة. لكن عندما يتم إنجاز القصيدة، عندما تكتب القصيدة فعلا، وعندما تنتشر القصيدة وتصبح صوتا لشعب ولقراء، في ذاكرتهم وذكرياتهم، حينئذ يختفي الزمن، ويتلاشى الفضاء، ولا ممارسات يومية، ولا أعراف، ولا تقاليد أدبية تباعد بيننا. كلنا واحد. وهذا ما يجب أن نشعر به”.
    ويختم مخياس مقدمته متوجها للقارئ “أيها القارئ المحب للاستطلاع، ها هي عظمة الشعر، الشعر الحقيقي القادر على تثبيت نفسه في الزمن الشعري. يسهل تركيبه في غرفة المعيشة اليومية لدينا على الرغم من حقيقة أنه يأتي من أزمنة بعيدة، ويملأ جميع الأثاث بغبار الصحراء. أيها القارئ المستطلع، اقرأ هذه الآيات بصوت عال، وامنحها الحياة مرة أخرى. اقرأها كما لو كنت تستمتع بجرة من النبيذ في حانة، أو على وشك أن تختفي في ركن من جسد المحبوب، قريبا سيحين الوقت لإزالة خيام الحياة. والشيء الوحيد الذي سنأخذه معنا هو ذكرى اللذة، أن تعلم أننا قد عشنا مع الأشعار والكلمات ورحيق ‘أحبك’ على الشفاه. يتساءل عنترة بن شداد العبسي ‘هل غادر الشعراء من متردم؟’. يا ترى هل ترك القراء قصائد لم يستمتعوا بها منذ ذلك الحين؟ الآن لديك الفرصة لدخول صحرائك الخاصة، في صحراء المعلقات، المكتوبة في القرن السادس الميلادي، كما تتذكر ذلك جيدا وقد قرأناها جميعنا في عدة صفحات أكاديمية“.








يعمل...
X