سوريا تحتفي بمسرح خيال الظل وتلقنه للأجيال الجديدة
الجمعة 2022/08/12
فن عريق ينمي الخيال
دمشق - في إطار تنفيذ خطة صون عنصر مسرح خيال الظل “كركوز وعيواظ” بعد تسجيله على قائمة الصون العاجل للتراث الإنساني العالمي بمنظمة “اليونيسكو”، تتابع الأمانة السورية للتنمية التدريب الاحترافي الثالث بعد دمشق والسويداء لتستهدف شباب مدينة حلب حيث أعلنت إطلاق برنامج تدريبي متقدم لاستقطاب “مخايلين” جدد بهدف تدريبهم على هذا العنصر السوري الأصيل.
وبيّن عمار حسن من برنامج التراث الحي في الأمانة في تصريح له أن التراث والهوية السورية يضمان حكايات وتفاصيل يجب نقلها للأجيال القادمة ومنها مسرح خيال الظل، موضحا أن هدف البرنامج التدريبي الذي حمل عنوان “مسرح خيال الظل كعنصر من التراث الثقافي اللامادي السوري” الحفاظ على هذا الإرث العريق وضمان استمراريته وصونه.
وأشار إلى أن تدريب حلب يأتي في هذا الإطار ويستهدف تدريب وتمكين ما يقارب 20 متدربا ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عاما على الخامات الأساسية لهذا العنصر ويمتلكون القدرات الصوتية والتحكم بطبقات الصوت إضافة إلى تمتعهم بحس الفكاهة والحركة ولديهم القدرة على الرسم والتصميم وتأليف القصص.
الاهتمام بإعادة إحياء مسرح خيال الظل يأتي بعد إدراجه على لائحة التراث الثقافي اللامادي باليونيسكو وإيمانا بدوره الثقافي
وعن مضمون البرنامج التدريبي لفت حسن إلى أنه تم اختيار أساتذة مختصين لدعم المهارات في مجال الصوت والتمثيل وتأليف القصص إلى جانب التدريب على ابتكار الشخصيات ورسمها ونقلها إلى خامة الجلد، مع الزخارف والألوان الضرورية لإبراز الدمى الجلدية والتدريب على تحريكها مع المهارات اللازمة لمطابقة الصوت والانفعال مع الحركة.
وعن آلية التقدم لهذا البرنامج التدريبي المحدد لمدة شهر بمعدل خمس ساعات يوميا بدءا من شهر سبتمبر المقبل بيّن حسن أن التقدم يتم عبر تعبئة استمارة الاشتراك إلكترونيا الموجودة على موقع الأمانة لتتم بعدها دعوة المتقدمين إلى اختبار رسم وتمثيل بالصوت بوجود لجنة مختصة من الأساتذة المعنيين بتخصصات خيال الظل لانتقاء من تتوافر لديهم معايير القبول للالتحاق ببرنامج التدريب.
أما النتيجة المتوقعة لهذا التدريب فهي وفق حسن تخريج نحو 20 متدربا ومتدربة يمتلكون مهارات خيال الظل وقادرين على تقديم عروض أمام الجمهور وإعادة إحياء عنصر خيال الظل في مدينة حلب.
ويذكر أن نتيجة تدريبات محافظتي دمشق والسويداء كانت تدريب 38 متدربا ومتدربة على امتلاك مهارات مسرح خيال الظل ما يعزز من حضور هذا العنصر في المجتمع السوري.
والأمانة السورية للتنمية منظمة معتمدة من قبل اليونيسكو منذ عام 2012 وهي عضو في هيئة التقييم لملفات التراث الدولية المرشحة للإدراج على قوائم التراث الإنساني باليونيسكو.
مسرح الظل اندثر نتيجة اختلاف ظروف الحياة التي برزت بشكل واضح خاصة مع ظهور التلفزيون
وفي نفس الإطار تضمنت فعاليات الورشة التدريبية التي أقامها اليوم مركز نغم وقلم بالتعاون مع المركز الثقافي العربي بطرطوس في قاعة التدريب بالمركز شرحا تعريفيا عن مسرح خيال الظل وشارك فيها 35 طفلا ويافعا بهدف تدريبهم على كيفية إعداد عمل مسرحي خاص يتناسب مع فن خيال الظل.
رئيس المركز الثقافي العربي بمدينة طرطوس ومركز نغم وقلم منى أسعد لفتت في تصريح لها إلى أن هذا النشاط سبقته ورشة تدريبية للمدربين لتكون ورشة اليوم بمثابة تعريف المشاركين بعناصر مسرح خيال الظل بدءا من كتابة النص وطريقة الأداء مع القدرة على تغيير نمط وطبقة الصوت وصولا إلى صنع الدمى الكرتونية بعد رسمها والتجهيزات التي يحتاجها المسرح لتقديم العمل عليه بشكله النهائي.
وأوضحت أنه ومع نهاية الدورة الصيفية لمركز نغم وقلم التابع لوزارة الثقافة سيكون هناك نتاج عمل مسرحي خاص بخيال الظل من صنع الأطفال يقدم للجمهور إضافة إلى نتاج عمل الورشات الفنية الأخرى.
وأشار مسؤول ثقافة الطفل في ثقافي طرطوس نورالدين معلا إلى الاهتمام بإعادة إحياء مسرح خيال الظل بعد إدراجه على لائحة التراث الثقافي اللامادي باليونيسكو، مبينا أن المدربين قدموا للأطفال معلومات عن هذا الفن وعملوا على تقسيمهم إلى مجموعات تقوم كل واحدة منها بإنجاز جزء معين من كتابة النص والتخيل مع تشكيل الشخصيات الكرتونية حسب دور كل منها لتكون مخرجاتها عملا مسرحيا من نتاج الأطفال أنفسهم.
ورحب الأطفال بالفكرة التي أكسبتهم خيالا أوسع للتفكير حول كيفية اختيار موضوع العمل وصياغته بأسلوب يتناسب مع هذا النوع من المسرح كما قالت ألمى شدود وحمزة عقدة، فضلا عن كونها عززت روح العمل الجماعي وتشارك الأفكار.
ويذكر أن مسرح خيال الظل عبارة عن رف خشبي تعلوه ستارة من القماش وتتوسطه قطعة من “قماش الشيفون الأبيض”، يوضع خلفهما سراج يُنار بالزيت، ويقف “الكراكوزاتي” خلف الستارة يحمل بيده عصا رفيعة يحرّك بها دمى “كراكوز وعيواظ” ثم يتكلّم الرجل بصوتين مختلفين ويبدّل صوته حسب الحوار بين الشخصيتين.
وكان الناس سابقا يجتمعون مساء كل يوم حيث تزدحم المقاهي بروادها ويجلس الشبّان في الصف الأول، وفي الصف الثاني يجلس كبار السن وهم يشربون نرجيلة “التنباك” متلهّفين للأخبار الساخرة التي سيتطرَّق لها “كراكوز وعيواظ”.
لكن مسرح الظل اندثر نتيجة اختلاف ظروف الحياة التي برزت بشكل واضح خاصة مع ظهور التلفزيون، رغم أنه يبقى إحدى المحاولات الأولى للتمرّد على عادات المجتمع السوداوية وإحدى أهم التجارب في تسليط بقعة ضوء على استياء الناس والتعبير عن غضبهم ووجهة نظرهم تجاه القضايا المطروحة.
الجمعة 2022/08/12
فن عريق ينمي الخيال
دمشق - في إطار تنفيذ خطة صون عنصر مسرح خيال الظل “كركوز وعيواظ” بعد تسجيله على قائمة الصون العاجل للتراث الإنساني العالمي بمنظمة “اليونيسكو”، تتابع الأمانة السورية للتنمية التدريب الاحترافي الثالث بعد دمشق والسويداء لتستهدف شباب مدينة حلب حيث أعلنت إطلاق برنامج تدريبي متقدم لاستقطاب “مخايلين” جدد بهدف تدريبهم على هذا العنصر السوري الأصيل.
وبيّن عمار حسن من برنامج التراث الحي في الأمانة في تصريح له أن التراث والهوية السورية يضمان حكايات وتفاصيل يجب نقلها للأجيال القادمة ومنها مسرح خيال الظل، موضحا أن هدف البرنامج التدريبي الذي حمل عنوان “مسرح خيال الظل كعنصر من التراث الثقافي اللامادي السوري” الحفاظ على هذا الإرث العريق وضمان استمراريته وصونه.
وأشار إلى أن تدريب حلب يأتي في هذا الإطار ويستهدف تدريب وتمكين ما يقارب 20 متدربا ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عاما على الخامات الأساسية لهذا العنصر ويمتلكون القدرات الصوتية والتحكم بطبقات الصوت إضافة إلى تمتعهم بحس الفكاهة والحركة ولديهم القدرة على الرسم والتصميم وتأليف القصص.
الاهتمام بإعادة إحياء مسرح خيال الظل يأتي بعد إدراجه على لائحة التراث الثقافي اللامادي باليونيسكو وإيمانا بدوره الثقافي
وعن مضمون البرنامج التدريبي لفت حسن إلى أنه تم اختيار أساتذة مختصين لدعم المهارات في مجال الصوت والتمثيل وتأليف القصص إلى جانب التدريب على ابتكار الشخصيات ورسمها ونقلها إلى خامة الجلد، مع الزخارف والألوان الضرورية لإبراز الدمى الجلدية والتدريب على تحريكها مع المهارات اللازمة لمطابقة الصوت والانفعال مع الحركة.
وعن آلية التقدم لهذا البرنامج التدريبي المحدد لمدة شهر بمعدل خمس ساعات يوميا بدءا من شهر سبتمبر المقبل بيّن حسن أن التقدم يتم عبر تعبئة استمارة الاشتراك إلكترونيا الموجودة على موقع الأمانة لتتم بعدها دعوة المتقدمين إلى اختبار رسم وتمثيل بالصوت بوجود لجنة مختصة من الأساتذة المعنيين بتخصصات خيال الظل لانتقاء من تتوافر لديهم معايير القبول للالتحاق ببرنامج التدريب.
أما النتيجة المتوقعة لهذا التدريب فهي وفق حسن تخريج نحو 20 متدربا ومتدربة يمتلكون مهارات خيال الظل وقادرين على تقديم عروض أمام الجمهور وإعادة إحياء عنصر خيال الظل في مدينة حلب.
ويذكر أن نتيجة تدريبات محافظتي دمشق والسويداء كانت تدريب 38 متدربا ومتدربة على امتلاك مهارات مسرح خيال الظل ما يعزز من حضور هذا العنصر في المجتمع السوري.
والأمانة السورية للتنمية منظمة معتمدة من قبل اليونيسكو منذ عام 2012 وهي عضو في هيئة التقييم لملفات التراث الدولية المرشحة للإدراج على قوائم التراث الإنساني باليونيسكو.
مسرح الظل اندثر نتيجة اختلاف ظروف الحياة التي برزت بشكل واضح خاصة مع ظهور التلفزيون
وفي نفس الإطار تضمنت فعاليات الورشة التدريبية التي أقامها اليوم مركز نغم وقلم بالتعاون مع المركز الثقافي العربي بطرطوس في قاعة التدريب بالمركز شرحا تعريفيا عن مسرح خيال الظل وشارك فيها 35 طفلا ويافعا بهدف تدريبهم على كيفية إعداد عمل مسرحي خاص يتناسب مع فن خيال الظل.
رئيس المركز الثقافي العربي بمدينة طرطوس ومركز نغم وقلم منى أسعد لفتت في تصريح لها إلى أن هذا النشاط سبقته ورشة تدريبية للمدربين لتكون ورشة اليوم بمثابة تعريف المشاركين بعناصر مسرح خيال الظل بدءا من كتابة النص وطريقة الأداء مع القدرة على تغيير نمط وطبقة الصوت وصولا إلى صنع الدمى الكرتونية بعد رسمها والتجهيزات التي يحتاجها المسرح لتقديم العمل عليه بشكله النهائي.
وأوضحت أنه ومع نهاية الدورة الصيفية لمركز نغم وقلم التابع لوزارة الثقافة سيكون هناك نتاج عمل مسرحي خاص بخيال الظل من صنع الأطفال يقدم للجمهور إضافة إلى نتاج عمل الورشات الفنية الأخرى.
وأشار مسؤول ثقافة الطفل في ثقافي طرطوس نورالدين معلا إلى الاهتمام بإعادة إحياء مسرح خيال الظل بعد إدراجه على لائحة التراث الثقافي اللامادي باليونيسكو، مبينا أن المدربين قدموا للأطفال معلومات عن هذا الفن وعملوا على تقسيمهم إلى مجموعات تقوم كل واحدة منها بإنجاز جزء معين من كتابة النص والتخيل مع تشكيل الشخصيات الكرتونية حسب دور كل منها لتكون مخرجاتها عملا مسرحيا من نتاج الأطفال أنفسهم.
ورحب الأطفال بالفكرة التي أكسبتهم خيالا أوسع للتفكير حول كيفية اختيار موضوع العمل وصياغته بأسلوب يتناسب مع هذا النوع من المسرح كما قالت ألمى شدود وحمزة عقدة، فضلا عن كونها عززت روح العمل الجماعي وتشارك الأفكار.
ويذكر أن مسرح خيال الظل عبارة عن رف خشبي تعلوه ستارة من القماش وتتوسطه قطعة من “قماش الشيفون الأبيض”، يوضع خلفهما سراج يُنار بالزيت، ويقف “الكراكوزاتي” خلف الستارة يحمل بيده عصا رفيعة يحرّك بها دمى “كراكوز وعيواظ” ثم يتكلّم الرجل بصوتين مختلفين ويبدّل صوته حسب الحوار بين الشخصيتين.
وكان الناس سابقا يجتمعون مساء كل يوم حيث تزدحم المقاهي بروادها ويجلس الشبّان في الصف الأول، وفي الصف الثاني يجلس كبار السن وهم يشربون نرجيلة “التنباك” متلهّفين للأخبار الساخرة التي سيتطرَّق لها “كراكوز وعيواظ”.
لكن مسرح الظل اندثر نتيجة اختلاف ظروف الحياة التي برزت بشكل واضح خاصة مع ظهور التلفزيون، رغم أنه يبقى إحدى المحاولات الأولى للتمرّد على عادات المجتمع السوداوية وإحدى أهم التجارب في تسليط بقعة ضوء على استياء الناس والتعبير عن غضبهم ووجهة نظرهم تجاه القضايا المطروحة.