ما يتعلّمه صحفيو البيئة من الأفلام الوثائقية.. وأفلام عن الكوكب عليكم مشاهدتها
بواسطة مصطفى فتحي
Jun 4, 2021
إزالة الغابات، إعادة التدوير، الاحتباس الحراري، التنوع الحيوي، الدفن الصحي للمخلفات، الزراعة العضوية، والطاقة المتجددة.. نماذج لمصطلحات بيئية قد تبدو للوهلة الأولى معقدة، لكن بالنسبة لصحفيي البيئة الذين قضوا سنوات طويلة في هذا المجال فهي مصطلحات سهلة ومفهومة، والسبب في ذلك -بحسب بعضهم- يكمن بالأفلام الوثائقية البيئية التي كانت مصدرًا مهمًا ساعدهم في بداية حياتهم المهنية على فهم هذا النوع من الصحافة والنجاح فيه من دون تعقيد.
في السطور القادمة ستخبركم شبكة الصحفيين الدوليين بأهم ما يمكن تعلّمه من الأفلام الوثائقية البيئية بحال أردتم التخصص في مجال صحافة البيئة، كما سنعرض عليكم 5 من أجمل وأهم الأفلام التي تجعلكم تفهمون آلام كوكبنا بشكل أفضل.. لنبدأ.
أفلام البيئة.. أفضل تدريب مجاني للصحفيين
تؤمن الصحفية المصرية رضوى هاشم، زميلة برنامج حوار شباب المتوسط للبيئة التابع للاتحاد الأوروبي، ومؤسسة مبادرة مبادرون من أجل البيئة "Be-Eco" أن الأفلام الوثائقية واحدة من أهم الوسائل التي يجب أن يحرص كل صحفي بيئي على متابعتها إذا أراد أن يتفوق في مجاله، وتضيف أنها تساعد الصحفيين على فهم المصطلحات والقضايا البيئية بشكل مبسط يعتمد على الصورة المبهرة والقصة الشيقة.
على سبيل المثال، ترى هاشم الحائزة مؤخرًا على جائزة من السفارة الألمانية في فئة أفضل فيلم بيئي، أن ملف مثل المحميات الطبيعية في دولنا العربية لا يمكن أن يرسخ في ذهن الصحفي إذا قرأ عنه مجرد معلومات جامدة فقط، لكنه بالتأكيد لن ينساه إذا شاهده في فيلم وثائقي حي ينقل له بالصوت والصورة كل التفاصيل وكأنه توجه بنفسه إلى تلك المحميات وقضى بها بعض الوقت.
ووفق هاشم، فإنّ الأفلام الوثائقية هي أفضل تدريب مجاني أولي ممكن أن يحصل عليه الصحفي الذي يرغب في التخصص في الصحافة البيئة، والتي هي في الأساس صحافة عابرة للحدود وقضاياها دولية أكثر منها محلية، وتضيف أن أمور مثل التغير المناخي والجفاف والتصحر والتلوث وهجرة الطيور والطاقة المتجددة، كلها أمور يتشارك فيها الكوكب وليست حكرًا على الدولة التي يعيش على أرضها الصحفي.
ورأت أنّ الأفلام الوثائقية البيئية يمكن أن تجعل الصحفي البيئي قادرًا على فهم واقع الكوكب بشكل أفضل، وهذا سيفيده إذا حضر مؤتمرًا دوليًا عن البيئة في أحد الأيام، كما أنّ تعرفه على الاتفاقيات الدولية الخاصة بالبيئة هو وسيلة ناجحة لإلهام الصحفي بأفكار لقصص صحفية مبهرة تتناسب والدولة التي يعيش فيها، كما أنها تعرف الصحفي بخبرات الآخرين في مواجهة المشاكل، إذ إنها تقدم حلولًا إبداعية للمشاكل التي تعرضها.
وبشكل شخصي، لا تنكر هاشم أنّ برنامج عالم الحيوان الذي كان يعرضه التلفزيون المصري قبل سنوات طويلة كان خطوة أولى جعلها تحب البيئة وتحترم الكوكب وتبحث عن كل الطرق الممكنة لإنقاذه، وحتى اليوم تتابع هاشم بشكل دائم قناة ناشيونال جيوجرافيك ومنصة "نتفليكس" لمشاهدة الأفلام البيئية التي تفيدها في عملها الصحفي. وأضافت: "هناك أفلام وثائقية مهمة غيرت تفكيري عن البيئة، أبرزها فيلم "قبل الطوفان" الذي يأخذنا من خلاله الممثل ليوناردو دي كابريو في جولة حول العالم يلتقي فيها بخبراء وسياسيين ليكشف عن مشكلة التغير المناخي وتبعاتها وطرق حلها، إلى جانب فيلم "كوكب البشر" للمخرج جف غيبس، والذي أنتجه المخرج الشهير مايكل مور، وهو فيلم يظهر أن أكبر عدو لكوكبنا هو الإنسان".
"تسهل فهمنا للقضايا البيئية"
"الأفلام الوثائقية البيئية واحدة من أهم المصادر المفيدة للصحفي الراغب في التخصص في الكتابة البيئية، حيث تُعد الوسيلة الأسهل والأبسط في فهم الموضوعات البيئية والقضايا المرتبطة بها بطريقة أسرع"، هكذا يقول لشبكة الصحفيين الدوليين الصحفي شعبان بلال، وهو صحفي بيئي ومقدم برنامج تلفزيوني زراعي، وله عدة تحقيقات استقصائية عن قضايا البيئة، وحصل على جائزة نقابة الصحفيين فئة صحافة البيئة في العام 2018، وترشح لجائزة الصحافة العربية فئة الصحافة الاستقصائية في العام 2019، ويضيف أن "المواد البصرية وعلى رأسها الأفلام الوثائقية تُسهل عملية التعلم والفهم للقضايا البيئية التي تعد غامضة وعصية في الكثير من موضوعاتها وتحتاج إلى التخصص والفهم والقراءة بصورة كبيرة جدًا، وهو ما وفرته الأفلام الوثائقية للصحفيين بطريقة أسهل وأسرع".
ويرى أن الأفلام الوثائقية يمكن أن تكون مع عوامل أخرى منها القراءة وحضور ورش عمل وتدريبات خطوة أولية مهمة للصحفي لفهم البيئة بشكل أوسع، لكنه يشدد على أن البيئة كلمة واسعة وفضفاضة، وينصح كل الزملاء الراغبين في العمل بها معرفة أن هناك العديد من القطاعات البيئية التي يجب التخصص في إحداها ومعرفة معلومات جيدة عنها أكثر من باقي القطاعات الأخرى، كالتغيرات المناخية والتوازن البيئي والحياة البحرية والتلوث والمياه وغيرها، فكلما كان الصحفي البيئي متخصصًا أكثر، كلما كان ناجحًا.
ويقول إن هناك العديد من الأفلام التي أعدتها ناشيونال جيوجرافيك وكذلك دي دبليو وبعض القنوات الأجنبية الأخرى عن التغيرات المناخية وتأثيرها على الكائنات الحية ومنها البشر والحياة بصورة عامة وعلاقتها بالاحتباس الحراري وغيرها من القضايا البيئية الهامة، ومنها الفيلم الوثائقي "التغير المناخي في القطب الجنوبي - أبحاث على جليد هش"، والذي يرشحه بلال لقراء شبكة الصحفيين الدوليين.
ويرى أنّ "عالمنا العربي في احتياج لأفلام وثائقية أكتر لمساعدة الناس بشكل عام على فهم الكوكب وكيفية الحفاظ عليه، لأنها جذابة أكثر من القراءة بصورة كبيرة، خاصة وأن هذه الموضوعات لا تمثل محل اهتمام الكثير من الناس، لذلك من المهم تقديمها بشكل جذاب".
5 أفلام تساعدكم على فهم آلام كوكبنا بشكل أفضل
فيلم "Minimalism"
هل يمكن للصحفي الذي يكتب للناس عن أهمية الحفاظ على الكوكب أن يكون هو نفسه مهووسًا بشراء منتجات غير ضرورية تضر الكوكب؟ بالتأكيد لا، ومن هنا تأتي أهمية فيلم " Minimalism" (إنتاج عام 2015) والذي يحمل شعارًا مهمًا، وهو "وثائقي عن الأشياء المهمة"، في هذا الفيلم يقدّم لنا المخرج الأمريكي "مات دافيلا" تجارب بشر على كوكبنا اختاروا التجرّد كأسلوب للحياة، وقرروا عدم إنفاق نقودهم على شراء منتجات غير ضرورية يمكن أن تضر كوكبنا.
الفيلم متوفّرعلى منصة نيتفليكس.
فيلم "Before the Flood"
وثائقي مهم يتحدث عن تغير المناخ في عالمنا وكيفية تورط الإنسان في ذلك، وكيف يمكن للبشر المساهمة في وقف هذا الاضطراب، الفيلم من إخراج "فيشر ستيفنز"، وشارك في إنتاجه الممثل "ليوناردو دي كابريو"، والمنتج المنفذ هو "مارتن سكورسيزي".
عرض الفيلم لأول مرة في 30 أكتوبر/تشرين الأول، 2016 على قناة ناشيونال جيوجرافيك، وهو متاح بالمجان على منصات مختلفة.
فيلم "الفقراء والأغنياء والقمامة"
وثائقي من إنتاج "دي دبليو" يناقش أزمة القمامة في عصرنا الحالي، وبشكل فلسفي يظهر أنها دليل على عدم المساواة الاجتماعية في عالمنا، إذ أن الأغنياء يستهلكون سلعًا أكثر من الفقراء، وينتجون قمامة أكثر منهم بكثير.
يظهر لنا الفيلم أن ما يلقيه البعض في القمامة يصبح حملاً على الآخرين، وأن الفقراء الذين يعملون في جمع القمامة وإعادة تدويرها للتمكن من العيش، يتعرضون لمشاكل صحية، كما تتعرض بيئتنا لأزمات عديدة بسبب القمامة.
الفيلم متاح على يوتيوب من هنا.
فيلم "Trashed"
رغم أنه ليس من الأفلام الحديثة، إلا أن فيلم "Trashed" (إنتاج العام 2012)، يبين لنا بشكل صادم أن مشكلة النفايات أكبر بكثير مما نتصور، فهي لا تنتهي أبدًا عند مرحلة إلقائها في السلة المخصصة لها في منزلنا، لكن رحلتها الصعبة والمدمرة لكوكبنا تبدأ.
أحداث الفيلم تبدأ من شواطئ لبنان بصحبة الممثل جيريمي آيرونز، حيث نرى النفايات تتكدس على شاطئ البحر، ما يسبب أزمة كبيرة ليس في الشرق الأوسط فقط، بل وفي أوروبا أيضًا، ما يتسبب في أزمات عديدة للكوكب منها الأمراض والتشوهات الخلقية.
لكن الفيلم يعرض بعض الحلول العملية لأزمة النفايات ومنها إنتاج البيوغاز من بقايا الطعام.
فيلم "الهروب من أزمة المناخ"
وثائقي آخر من إنتاج "دي دبليو" يؤكد حقيقة مؤلمة، وهي أن نزوح البشر على مستوى العالم بسبب التغير المناخي بات يفوق النزوح بسبب الحروب، ورغم أن الفيلم يظهر أن قوانين العالم لا تعترف بما يطلق عليه "لاجئ المناخ"، إلا أن أعداد هؤلاء اللاجئين تزداد.
فيلم ممتع ومؤلم في نفس الوقت يظهر لنا أن سبعة دول في عالمنا من بينها الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند وألمانيا مسؤولة عن أكثر من 60 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.
الفيلم متاح للمشاهدة على يوتيوب من هنا.
مصطفى فتحي، صحفي مصري حاصل على ماجستير في الصحافة الإلكترونية من كلية الإعلام جامعة القاهرة، كتب للسفير اللبنانية وموقع رصيف٢٢ ونشرت له مجموعة كتب أحدثها "سواق توكتوك" الذي يوثق لحياة سائقي التوكتوك في مصر.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة كاستوري لاكسمي موهيت.
إقرأوا المزيد من المقالات لـ
مصطفى فتحي
مصطفى فتحي، صحفي مصري حاصل على ماجستير في الصحافة الإلكترونية من كلية الإعلام جامعة القاهرة، كتب للسفير اللبنانية وموقع رصيف٢٢ ونشرت له مجموعة كتب أحدثها "سواق توكتوك" الذي يوثق لحياة سائقي التوكتوك في مصر.