ديمة محمد الشايع - إلا وطني لا تمسوه
استطلاع- سلافة الفريح
الجمعة 15 شوال 1431 هـ - 24 سبتمبر 2010م - العدد 15432
بين مطرقة الإحباط وسندان التقليد يأتي السؤال:
أين الأعمال الوطنية الهادفة في رصيد الفوتوغرافيين؟
المصور الفوتوغرافي يرى مالا يراه الآخرون، ويشعر بما وراء ما يشعر به الآخرون ؛ وعلى هذا فمن المتوقع من المصورين الفوتوغرافيين أن يشاركوا في جميع المناسبات (الوطنية والاجتماعية والدينية) بأعمال تعبر عن فكرهم وإحساسهم وولائهم للوطن، وإرسال رسائل إيجابية تعلق بوجدان الناس وأذهانهم. ولكن من يتابع أعمال المصورين يجد الفقر والتكرار والسطحية في كثير من الأعمال الوطنية إلا من بعض المحاولات الجادة والهادفة . فكيف ترى أيها المصور وطنك؟ ومالذي قدمته للوطن؟ وهل تشربت الوطنية بشكل كافٍ يجعلك تعبر عن وطنيتك من خلال فنك؟ وماهي أسباب تقصير المصورين في هذا الجانب؟ ومن هو المسؤول؟ أسئلة كثيرة وهموم كبيرة توجهنا بها إلى عدد من الفنانين فكانت الإجابة..
العنقاوي: الجمعية السعودية للتصوير لم تقدم للمصور سوى الخلافات
عدم الدعم والتشجيع يحبط المصور
يقول الفنان عيسى عنقاوي: نعم هناك تقصير مشترك من المصورين ومن التنظيمات ومن المسؤولين على حد سواء، فالفوتوغرافي يريد جهة معينة تنظم له فعاليات ومحاضرات ثقافية ومسابقات ومعارض لإخراج نتاج فوتوغرافي ذا قيمة وليس مجرد إقامة معرض وحسب. والحقيقة هناك توصيات وأفكار كثيرة ولكن عند التطبيق يكون التراجع لأسباب متشعبة. وعن تأخر ثقافة الاحتفال باليوم الوطني لدى المجتمع وبالتالي لدى المصوريقول: إن كنا لم نعرف الاحتفال باليوم الوطني إلا من قبل سنوات قليلة مضت فهنا يجب أن نبدأ من حيث انتهى إليه الآخرون لا أن نبدأ من قبل ثلاثين عاما!
السقاف: المصور يركِّز على تاريخ المملكة وينسى حضارتها
ويرد العنقاوي أسباب ضعف النتاج الوطني لدى المصورين بقوله :الإحباط الذي يعاني منه المصور من عدم الدعم وقلة التشجيع يجعله يتوقف عن الابتكار والتطوير ويجعله لا ينتج، ومن ناحية أخرى كثرة الجماعات الفوتوغرافية التي من سلبياتها أنها أصبحت تخدم مصالحها أكثر من خدمة الوطن إضافة إلى وجود محاربي النجاح والناجحين واللهث وراء السلطة يقف وراء هذا الجمود والتراجع. ومن هنا أقول من لم يستطع القيام بمسؤولياته وتقديم خدمات للمصورين فليتنح ويترك الفرصة لغيره
عبدالله الشثري - يد واحدة
ويضيف: يجب أن يكون تقديم الدعم للفن الفوتوغرافي يتناسب مع طموحات المصور، فهو لم يعد يطمح لمجرد المشاركة في معرض فوتوغرافي بل يطمح لوجود كلية تصويرعلى سبيل المثال. أما عن دور الجمعية السعودية للتصوير قال: الجمعية لم تقدم شيئا للمصور الفوتوغرافي سوى الخلافات. ثم يختم العنقاوي حديثه بقوله: إن لم يكن هناك إصلاح داخل ذواتنا من أين لنا بالوطنية ! الولاء والانتماء يكون لمن يعطي ويحتضن والمصور بالتالي سيقدم فنه بقدر ما تشبع وتشرّب من الوطن.
الرميح: نفتقد الأعمال الوطنية المدروسة عوضاً عن الأفكار الهادفة
المملكة تاريخ وحضارة
أما الفنان عادل السقاف يقول: لابد للمصور أن يكون له دور ومشاركة فعالة وهادفة في اليوم الوطني ويضيف: المملكة تاريخ وحضارة والمصور أصبح للأسف في الغالب يركز على التاريخ وينسى الحضارة في المملكة من خلال إبراز مظاهر التطور العمراني – الصناعي – الزراعي – التكنولوجيا وثورة المعلومات .. إلخ . ويختم قوله: مللنا التقليد والتكرار في الأفكار، يجب أن نقدم أعمالا تليق بقيمة الوطن وبمستوى الحدث وبمستوى تطور أداء وثقافة المصور السعودي.
فهد المفرج _ رايتنا خفاقة
كثرة الجماعات الفوتوغرافية يضعف التواصل
وللفنانة لمياء الرميح إضافتها فتقول: هناك اجتهادات من المصورين لإخراج أعمال بهذه المناسبة إما بالخروج في نفس اليوم لتغطية الاحتفالات – إن كانت هناك احتفالات – وإما بتصوير أفكار تعبيرية وفلسفية عن حب الوطن قبل المناسبة. ولكن النتاج الوطني برأيي ضعيف وغير كاف، لعدة أسباب منها أننا لم نتشرب اليوم الوطني كما يجب كما أننا لا نرى استعدادا منظما يسبق الاحتفال باليوم الوطني بعدة أشهر كما في دول الخليج مثلا، حتى في الشارع لا نجد روح وثقافة الاحتفال التي تضيع غالبا ما بين قمع المحتفلين من جهة وبين تجاوزات بعض الناس من جهة أخرى.
مها سليمان - أحب وطني
إضافة إلى ضعف حلقة الوصل بين المصورين في المملكة؛ فبالرغم من تواصل المصورين عبر الفيس بوك أوالمنتديات وطرح أعمال وأفكار واقتراحات ومناقشات إلا أننا مازلنا منفصلين بسبب كثرة الجماعات الفوتوغرافية في جميع المناطق بالمملكة وانحصارها في بيئتها وأحيانا نجد أكثر من جماعة وتنظيم في المدينة الواحدة. وتستطرد: نريد دمج الثقافات المتعددة لكل تلك المناطق لتجتمع وتصب جميعها في حب وخدمة الوطن. وتضيف: ربما احتفالنا باليوم الميلادي يكون عاملا آخر من عوامل الضعف لاختلافه عن التاريخ الهجري كأن يكون في رمضان أو العيد أو أوقات أخرى ينشغل المصور بها وبالتالي تؤثر على عطائه.
وتختم بقولها: نفتقد إلى الأعمال الوطنية المدروسة وليس للأفكار الجميلة فحسب ويجب أن نسعى لتقديم أعمال للوطن نفتخر بها وتضيف: وقبل ذلك من المفترض تنظيم محاضرات واجتماعات تدعم ثقافة التصوير بشكل عام ولليوم الوطني بشكل خاص، والحقيقة أن المسؤولين لم يولوا اهتماما لهذا الموضوع وإن كنا «كلنا مسؤولون» .
محمد المالكي - المظلي
عدم توفر الإمكانات
المصور يلقي باللوم على المسؤول والمسؤول يلقي باللوم على قلة الدعم وضعف الإمكانات. يقول الأستاذ عبدالله با حطاب رئيس جمعية الثقافة والفنون بجدة: أقمنا احتفالية الأربعاء الماضي بمناسبة اليوم الوطني في المكتبة العامة بجدة تضمن بعضا من الفنون الأدبية والشعرية والفنية والمسرحية وكان من المفترض إقامة معرض فوتوغرافي مصاحب لهذه المناسبة كالمعرض الذي أقمناه العام الماضي ولكن موقع الحفل هذه السنة لا توجد به صالة مناسبة لإقامة المعرض.
تفاؤل وفرحة واحتفال
تقول الفنانة وفاء يريمي: اليوم الوطني يوم تاريخي يفرح فيه الفنانون ويستقبلونه بإنتاج أعمال فوتوغرافية وتشكيلية تعبر عن وطنيتهم وولاؤهم والأعمال جيدة ولله الحمد وتضيف: أرى الوطن من خلال حب المليك لشعبه ووفاء الشعب لمليكه وأحب أن أظهره في أعمالي.
وتكرر قصائد ضوئية دعوتها للفنانين والفنانات بإنتاج أعمال وطنية هادفة ومبتكرة لإقامة معرض محوره مناسبات المملكة وستعلن التفاصيل في حينه.. بانتظار إبداعاتكم..
سلافة الفريح - وردة إلى وطني