حمص قصة عشق لاتنتهي
سمعان الديب · ٢٤ يوليو، الساعة ٢:١٤ ص ·
من حمص إلى بيت جالا إلى يافا - بلاجيا بلَّان الخوري:
ولدت في مدينة حمص ، وتعلمت في مدرسة الروم الأرثوذكس ، هي شقيقة الأديب أنطون بلان الذي درس في دار المعلمين الروسية في الناصرة وأوفد إلى روسيا نتيجة تفوقه حيث قضى فترة تعليم طويلة في معاهد موسكو وكييف وكان من أصدقائه مكسيم غوركي وأنطون تشيخوف وبعد عودته تم تكليفه بإدارة المعاهد الروسية العليا في بلاد الشام وكان مركزها مدينة الناصرة الفلسطينية وكان من طلابه الأديب الكبير ميخائيل نعيمة .
أقنع أنطون أخته بلاجيا بالذهاب إلى فلسطين للالتحاق بدور المعلمات الروسية في بيت جالا رغم معارضة الأهل في حمص ، وكان ذلك خلال الحرب العالمية الأولى.
بعد تخرجها تزوجت من البروفسورأديب سعادة الخوري وسكنا في مدينة يافا حي العجمي.
أسست جمعية السيدات العربيات الأرثوذكسيات في يافا في ثلاثينات القرن الماضي.
توفي زوجها في يافا عام ١٩٤٧ عن عمر يناهز الخمسين عاما ، فتولت هي أمور الأولاد والأحفاد فيما بعد، حتى استطاعت أن تعطي أحفادها بعد نصف قرن من تخرجها دروسا في التاريخ والجغرافيا والرياضيات.
بعد نكبة فلسطين ١٩٤٨ رفضت الرحيل من بيتها في يافا فأجبرت على حمل الهوية الإسرائيلية ورفضت تعلم اللغة العبرية فكانت تتكلم باللغة الروسية فقط إضافة للغة العربية. وقد انقطعت بعد ذلك زياراتها إلى حمص .
قدّم لها الشيخ أبو رباح(أحد وجهاء يافا ) قصره الشامخ في الشارع الرئيسي في يافا لتسكن فيه بعد أن قرر مغادرة يافا مع آلاف الفلسطينيين إلا أنها لم تسكن فيه وقامت بتأسيس حركة النساء العربيات في فلسطين وجعلت من القصر مركزا لهذه الحركة ، وكان هدفها أن يصمد من تبقى من عرب يافا في مدينتهم فشرعت في إقامة دورات اللغة والحساب والتاريخ والجغرافية والتطريز والحياكة والتدبير المنزلي وحقوق المرأة.
توفيت في ١٨ كانون الأول ١٩٧٨ ، وتكريما لها ولمدينة حمص أراد حفيدها مكرّم الخوري أن يعيد إلى حمص شيئا من الكثير الذي أعطتهم إياه جدته( تيتا بلاجيا ) فقرر إعطاء منحة جامعية سنوية على اسم جدته لطالبة من مدينة حمص.
لروحها السلام
- Hnade Aamoda
لروحها السلام ولذكرها المجد والفخار