شخصيات مؤثرة
صورة منزل الست وسيلة فى حى الباطنية القاهرة
حى الباطنية
فى البداية نتحدث عن منزل الست وسيلة
هو أحد البيوت الأثرية المبنية على طراز العصر العثماني ويقع المنزل بمنطقة "الباطنية" القاهرية ، تحديدا في شارع "عطفة العينى" على بعد أمتار قليلة من جامع الأزهر ، وقد أنشئ عام 1646م ، حيث قام الأَخَوان عبد الحق ولطفي أولاد محمد الكناني ببناء المنزل ، حيث يشير النص التأسيسى على إزار سقف مقعد بهذا المنزل، أن منشئه هو الحاج عبد الحق وشقيقه لطفى أولاد محمد الكنانى، ثم أخذت ملكية البيت في الإنتقال حتى عاشت به "الست وسيلة" بنت عبد الله معتوقة الست "عديلة هانم" زوجة الأمير "سليمان أغا"،
وكانت الست وسيلة هى آخر من سكنه، ولذلك عرف باسمها ونسب إليها، وتوفيت الست وسيلة في 4 مايو عام 1835م، وهي من الشخصيات المجهولة تاريخيًّا، فلا يعرف لها أي دور تاريخي، ولكن يبدو أنها كانت سيدة ذات نفوذ في الحي ، إذ حفظ الأهالي أباً عن جد إسمها وصارت علماً على البيت الأثري الرائع .
البيت مصمم كمعظم البيوت الإسلامية القديمة التي كانت تسعى إلى الحفاظ على الخصوصية ، مدخله منكسر حتى لا يجرح الضيوف أي ركن من أركان البيت، ثم يفتح بعد ذلك على «الصحن» أو الحوش والذي يحوي «الحواصل» أو الحجرات التي كانت تمثل مرافق المنزل، واستخدمت كمخازن للحبوب، واسطبل خيل، وطاحونة، وحجرة للخدم، ومندرة، وإلى يمين الباب توجد بئر المياه .
يمتاز بيت "الست وسيلة" بوجود قبتين مثمنتي الشكل، يعلوهما غطاء هرمي ووظيفتهما الإضاءة والإنارة ، اما فناء البيت فيتكون من مدخل صغير مكشوف بالواجهة الجنوبية الشرقية، ويضم الطابق الأرضي قاعة استقبال تتكون من إيوانين مستويين مرتفعين عن الأرض ، بينهما نافورة على عمق 90 سم ، تم إكتشافها مؤخراً ويرجع وجود هذه الإيوانات لكونها تُتيح لأكبر عدد ممكن من الحضور مشاهدة بعضهم خلال الجلسة، بالإضافة لكون الإرتفاعات والإنخفاضات بالقاعة تساعد على تحريك الهواء بداخلها، أما سقف البيت فيحتوي على العديد من النقوش العثمانية، بالإضافة إلى العديد من اللوحات الزيتية داخل قاعة النوم، وهي رسومات للأماكن المقدسة في الحجاز، وأخرى للمدينة المنورة ومنظر للكعبة المشرفة والحرم المكي، وتُطل على القاعة الرئيسية مجموعة من المشربيات وهى المكان الذى كان يجلس فيه النساء للاستماع إلى المطرب أو المغنى .
ما فناء المنزل فهو فناء مكشوف يتوسطه مقعد من «براطيم» خشبية وهي أخشاب غليظة يدعم بها البيت تحصر فيما بينها مستطيلات غائرة ، تزينها زخارف نباتية وهندسية وعليها كتابات نسخية . أما الدور الثاني فيضم قاعة أخرى وحماماً ويتكون من جزءين هما المغطس "مكان الاستحمام"، والموقد الذي تشعل فيه النيران لتسخين المياه وإلى جانبه توجد غرفة خلع الملابس، وبالأعلى يوجد السطح الذي لم يكن يمثل أهمية لأهل البيت .
حى الباطنية
من أشهر مناطق الدرب الأحمر، وعٌرفت في البداية باسم "الباطليّة"، وذلك نسبة إلى أول طائفة سكنت تلك المنطقة، فقد ذكر المقريزي فيما رواه عن ابن عبد الظاهر "وكان المعزّ لما قسم العطاء في الناس جاءت طائفة فسألت عطاء فقيل لها: أفرغ ما كان حاضرًا، ولم يبق شيء؛ فقالوا: رحنا نحن في الباطل، فسمّوا بـ"الباطليّة" يوجد روايه اخرى عن سبب التسميه الباطنية» هو اسم أُطلق على الإسماعيلية -إحدى فرق الشيعة فى العصور الوسطى والمعروف أن الإسماعيلية نجحوا فى إقامة الدولة العبيدية الفاطمية، فى المغرب ثم نقلوا مركزها إلى القاهرة، حيث بدأ عهد جديد فى عهد الدعوة الإسماعيلية، ويرجع سبب تسمية الباطنية على أولئك الإسماعيلية لاعتقادهم أن العقيدة باطنا وظاهرا، وتفسيرهم لكثير من الأحكام والشرائع طبقا لهذا الفهم، فقد اعتقدوا أن بوسع أى شخص الإفلات من العقاب.
. تعرضت المنطقة لحريق هائل عام 663هـ أدى لدمارها بالكامل، أعُيد تعميرها عام 785هـ على يد "الطواشي بهادر بن عبد الله النبهاني الرومي" مقدم المماليك السلطانية والذي تولى وظيفة نظارة الجامع الأزهر أي "المشرف على شؤونه" حيث أقام دار بها، وكان يُخصص لكل شيخ من مشايخ المذاهب الأربعة دار داخل المنطقة تعرف باسمه، ومن هنا تغير اسم المنطقة من الباطليّة إلى الباطنية أي "باطنة العلماء".
وكانت الباطنية من أرقى الأحياء فشيد بها الباشوات والبهوات منازلهم التي مازالت قائمه إلى الآن منها منزل زينب خاتون، وبيت الست وسيلة، وبيت الهواري، كما كانت مقراً لشيوخ الأزهر وعلمائه وطلابه الوافدين من جميع أنحاء العالم، وشيد بها مجموعة من الأثار الإسلامية منها مجموعة محمد بك أبو الدهب
اكتسب حي الباطنية برغم كونه منطقة أثرية عريقة ومهمة سمعة سيئة علقت به لفترات طويلة دامت لقرن لأنه كان مركزًا مهمًا لتجارة المخدرات في القاهرة، وبيعها علنًا، مما أكسبها سمعة سيئة ظلت عالقة في اذهان كل مَن يسمع اسم "الباطنية"