تصوير: ثامر الحسن
سـلافــــــة الفريح
المعارض الخارجية تمثل أصحابها
يجد المصور نفسه في مواجهة حرجة حين يُطلب منه المشاركة في معرض ما؛ لاسيما إن كان المعرض ذا سمة وطنية أو يعبر عن المملكة في الأيام الثقافية التي تقام في الخارج، حتى لو كان يملك من الأرشيف الثري ما يسهل عليه الاختيار؛ ويزيد الأمر صعوبة حين تنحصر المواضيع في التراث والآثار والحضارة "الحجرية" من مباني وغيرها! وتتوالى المعارض وتتداول الأيام والفكرة واحدة والشروط لا تتغير!! فمن المسؤول؟
من الوفاء أن يبرز المصورالأصالة والمخزون التراثي وماضي الأجداد ولكن ليس هذا كل شيء؛ فالشجرة لا تحيا بالجذور وحدها بل لابد من جذع وفروع وأوراق وأعشاش العصافير تتوسد الأغصان لتكتمل دورة الحياة. فما يحدث في المعارض الخارجية يحجّم قدرات المصور ويقتل جوانب الحياة الإنسانية التي يعيشها الناس في المملكة أكبر تنوع ثقافي ومعرفي تحمله دولة عربية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ماذا يريد أن يعرف الآخرون عن السعودية من الداخل؟ حتى تتبلور الصورة في أذهانهم بجانب ما يتابعونه في وسائل الإعلام الذي غالبا ما يكون غير منصف! هل بصورة الصحراء والجمل والأبواب الخشبية العتيقة أم بصور الأبراج الحديثة التي لا تقف منافسة أمام البنيان العالمي؟ أم بصور الأطلال المهجورة التي طمستها الريح؟ هل هذا يعكس حقيقة ما عليه البلد؟ تلك النوعية من الصور - التي غالبا تطلب للمشاركة - تنبئ المتلقي أن المملكة تعيش بلا بشر! أو بشر يعيشون بمعزل عن الحياة؛ لأن الإنسان الحاضر وحياته وسلوكياته وعلاقاته واحتفالاته واهتماماته والمجتمع الحي الذي يعيش فيه غائب عن الصورة! فهل هذه ثقافة المملكة التي نريد أن نعكسها؟!
تضييق وحصر وحكر على فئات معينة للمشاركة جعل تلك المعارض شبه خاصة قد لا يعلم عنها أحدا خارج وزارة الثقافة والإعلام سوى المعنيين بها، فمن المسؤول عن محدودية النظرة التي ينظر بها الآخر إلينا بالصورة النمطية التي لا تتعدى الصحراء والجمل والتعصب والانغلاق؟ هل الوزارة أم المنظمين أم المصور؟ معظم المعارض الخارجية إن لم تكن كلها محدودة بموضوع واحد يتكرر في كل محفل ثقافي بنفس البصمات كل مرة. والمصور على أهميته في المعرض إلا أنه الحلقة الأضعف ليس بيده الاختيار أو القرار فقط المشاركة بما يتيسر له من الأرشيف.
المعارض الخارجية ليست كالمعارض الفنية للصور الجميلة بل هي سلاح ذو حدين ترسل رسائل ذات دلالات خاصة لشعب آخر لا يعرف عنا شيئا، فما الرسالة التي تحب أن توصلها عن بلدك؟ قد يعجب زوار المعرض بما يشاهدونه وإن كان من جانب واحد فهذا لأنهم لا يعلمون بقية الجوانب ولا يمكن بعدد بسيط من الصور الوقوف على البعد الثقافي والزخم الفكري والفني والإنساني للمملكة المترامية الاأطراف.
مثلث المواضيع التقليدية والمصالح الشخصية والمصور التوثيقي أدى إلى ترسيخ الصورة البدائية التي يرانا بها الآخر؛ نحن من صنع تلك الصورة في عيون الآخرين ولو غيرناها لتغيرت الفكرة!
- شكر للمصورين على مشاركتهم قصائد ضوئية بالصور المشاركة في معرض الأيام الثقافية السعودية بألبانيا الذي أقيم في الأسابيع الماضية؛ وهي الأعمال التي عرضت في المتحف الوطني بالعاصمة تيرانا.
تصوير: ظافر الشهري
تصوير: سعيد العمري
تصوير: نجلاء الخليفة
تصوير: حسين العسكر
تصوير: منيرة الربيعان
تصوير: عزيزة القرني
تصوير: هند سعد
تصوير: مضاوي الزعير
تصوير: عيسى عنقاوي
تصوير: منار الهديان
تصوير: لمياء الرميح
تصوير: وداد الصبان