مثقفو حلب
Basel O Hariri
. حكاية كعك العيد في التراث الشعبي
ان عادة عمل الكعك قديمة, بدأت من العصر الفرعوني حيث كان الانسان المصري يقدم الكعك والاقراص قرابين وهدايا ونذور للآلهة, وان كعك العيد من عادة تقديم قرص المناولة في الكنائس عند الاقباط المصريين, ان لكعك العيد رموزا ودلالات دينية وأسطورية, لان البعض يرمز للكعك بالقمر او الشمس لاستدارته وارتباطه بالفلك, ومع تحول الزمن ارتبط بشهر رمضان يقدم في المناسبات والافراح وخاصة في الاعياد الدينية ومنها عيد الفطر والاضحى.
ويذكر الباحث عمر مهملات ان البعض يقول ان البحث في الاصول التاريخية لكعك العيد يعود الى العصر الاخشيدي 924م, وكذلك للعصر الفاطمي, حيث احدث خلاله جهاز رسمي لشؤون الكعك, او مؤسسة لإنتاجه وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين وأرباب الدولة, وعرفت هذه المؤسسة (دار الفطرة), وكانت تهتم بتجهيز الكميات اللازمة من كعك وحلوى وكعب الغزال لتوزيعها, ولإعداد سماط العيد الذي يحضره الخليفة, ويبدأ من شهر رجب وحتى منتصف رمضان, وبقيت الدار حتى العصر الايوبي, واستمرت العناية بالكعك وتوزيعه كصدقة طوال العصور الوسطى, حتى نص عليه في حج الوقف, اي يوزع على حجاج بيت الحرام, عند ذهابهم للديار المقدسة, ومنه تم صنع خبز (القسماط), وهو عبارة عن دوائر مفرغة من الوسط يجفف بواسطة الخيطان, ويخزن لحين قدوم موسم الحج.
كما نصت وقفية الاميرة (تتر الحجازية), على توزيع الكعك الناعم والخشن على الفقراء والمحتاجين والعلماء وتلاميذ الكتاتيب, وانتشرت مع الزمن عادة التباهي بالكعك وتبادله بين الاقارب والجيران, مقولة(صرلوا بيت وكعكتين وخيط),(الكعكة بخمسة), (اللي ما يحضر العيد ملو كعك).
واخيرا من عادات سكان حلب توزيع الكعك في المقابر على الفقراء ايام العيد والمناسبات الدينية, صدقة على ارواح موتاهم, وبلغ اهتمام المماليك بكعك العيد واعتبروه من أوجه البر والصدقات توزع على الفقراء وعلى المتصوفة في التكايا وكان الخلفاء يمدون سماط الكعك لتناوله بعد صلاة العيد, وكان الوزراء الاخشيديون يأمرون بحشو كعك العيد بالدنانير الذهبية ويسمونه (أفطن له) اي انظر ماذا في الكعك من دنانير, وتوزع على علية القوم.
--المصدر كتاب رمضان في التراث الشعبي للصحفي الباحث
عمر مهملات
-- مشاركة من صفحة د. محمد خواتمي
******************************
Ghaydaa Ahmad
- Raghda Alkilany
مرحبا بالماضي الجميل برائحة الكعك بكل الاعياد فرحا وسعادة . دام عزك استاذ باسل وعقبال كل سنة وضل بخير يارب