الرومانسية:
كانت حركة ثقافية بدأت في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر، وانتشرت في أمريكا اللاتينية. أكدت الرومانسية على الفردية والقومية، كما أكدّت على الحرية الفنّية في متابعة مواضيع وأشكال أدبية جديدة.
كان خوزيه ماريا هريديا من كوبا أحد أوائل الرومانسيين في أمريكا اللاتينية إذ كتب قصيدة سوداوية عن الطبيعة بعنوان على هرم خولولا (1820م). ويتصف بعض شعر أندريه بيلو في فنزويلا بعناصر رومانسية حاذقة وبشكل خاص قصيدة بعنوان قصيدة أوْد حول الزراعة في الإقليم الحار (1826م).
وفي القرن التاسع عشر تطور نوع من الرومانسية يُسمّى الأهلانية. عالج الكتاب الأهلانيون المميزات الإقليمية الرئيسية لبلادهم. فقد عبّر اصطبان اخيفيريا الأرجنتيني عن حبه لسهول البامبا الأرجنتينية الواسعة في شعره الغنائي. وأصبح أدب الغاوشو شائعًا بشكل خاص.
والغاوشو هم رعاة بقر رحّل، صُوّروا بمثابة خارجين على القانون بشكل رومانسي. كتب خوزيه هيرنانديز من الأرجنتين أفضل مثل معروف من أدب الغاوشو، وهي ملحمة بعنوان مارتن فيرو (1872-1879م). ويتحدث هذا العمل عن الحياة الموحشة لبطل من الغاوشو ومعاركه مع الهنود الأمريكيين والمعاملة القاسية التي يلقاها من حكومة متبلدة الأحاسيس.
ازدهرت الرواية خلال الفترة الرومانسية فكتب جورج إسحاق ـ من كولومبيا ـ رواية ماريا (1867م)، وهي قصة حب شديدة العاطفة، ومازالت تعتبر أكثر الأعمال شعبية في أدب أمريكا اللاتينية، وكان خوزيه مارمول، من الأرجنتين، وأغناثيو مانيول ألتاميرانو من المكسيك كاتبين ليبراليين كتبا روايات عارضت انعدام العدالة السياسية. ومزج كاتبُ سياسيُُ آخر هو دومينجو فوستينو سارمينتو من الأرجنتين المقالات وأدب القصة في كتابه الحضارة والبربرية: حياة خوان فكندو كويروغا (1845م).
وخلال القرن التاسع عشر الميلادي أصبح المفهوم الرومانسي للمتوحش النبيل موضوعًا شائقًا. وقد اعتبر الرومانسيون أن الشعوب غير الأوروبية مثل الهنود هم الأفضل لأن الحضارة الأوروبية لم تفسدهم. وفي البرازيل أُمتدِحَ شعر أنطونيو جونكالفيز دياز لتمجيده الهنود. وكان الهنود هم أبطال رواية أو غوراني (1857م) للكاتب خوسيه دو ألينكار من البرازيل، ورواية كومندا (1879م) للكاتب جوان ليون ميرا من الأكوادور، والقصيدة الملحمية طباري (1888م) للشاعر خوان زوريلادو سان مارتن من الأروجواي.
وابتدع الكاتب ريكاردو بالما من بيرو شكلاً أدبيًا فريدًا أُطلق عليه اسم الترادسيون. وتألف هذا الشكل الأدبي من صور نثرية جمعت بين التاريخ والأسطورة والإشاعات والقصص والفكاهة. وقد جُمعت صُوَرُ بالما هذه تحت عنوان تقاليد من بيرو نشرت بين عامي 1872 و1910م.
الواقعية:
كانت الواقعية حركة أدبية تطورت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. وقد حاول الكتاب فيها تصوير الواقع الظاهري بطريقة مفصّلة وموضوعية. وتُظهر أعمالهم أثر البيئة الاجتماعية في الناس. ولقد استعمل بعض الكتاب شكلاً من الواقعية أشدّ صرامة وتشاؤما عُرف باسم الطبيعية.
ومن قادة الحركة الواقعية في أدب أمريكا اللاتينية الروائيين ألبرتو بلَسْت غانا وبَلْدوميرو ليلو من تشيلي، وكلورندا ماتّو دو تيرنر من بيرو، ويوجنيو كامباسيريس من الأرجنتين، وفدريكو غامبوا من المكسيك. ولربما كان الروائي البرازيلي جواكيم ماريا ماشادو دي أسيس أهم كاتب واقعي. وتُبيِّن أشهر روايتين له في ذكرى رابح صغير (1881م) و دوم كاسمورو (1900م) براعة فائقة في التشخيص والتقنية القصصية.
أكد عدد من الكتاب على العادات المحلية والتقاليد في الأقاليم الأسبانية من أمريكا في صُوَر وقصص قصيرة وروايات، واشتهرت أعمالهم باسم كوستمبرسمو، ويُعد من أشهر كتاب الكوستمبرستا خافيـيردو فيانا من الأروجواى، وروبرتو جي بايرو من الأرجنتين، وتوماس كاراسكيلا من كولومبيا. وقد أكدّ جميع هؤلاء الكتاب على وصف المناظر الريفية المحلية وعلى الأنماط الإنسانية في قصصهم. وكان فلورنسيو سانشيز من الأرجنتين أشهر كاتب مسرحي واقعي، فقد كتب مسرحيات تعالج الصراع الإنساني في الأرجنتين الريفية.
الحداثة:
تُعدُّ الحداثة التي دامت من نحو 1888م حتى عام 1910م واحدة من أبرز الفترات الأدبية في أدب أمريكا اللاتينية. وكان الشعراء هم أهم الكتاب، إِذ أعطى الشاعر النيكاراجوي روبن داريو الحداثة شكلها. لقد اعتقد داريو بأنه يجب على الشاعر الابتعاد عن أي أهداف تعليمية، وبدلاً من ذلك عليه أن يحاول الحصول على الجمال في أنقى أشكاله، وأن يتحرر من الأساليب التقليدية. وسعيًا وراء ما هو غير عادي توجّه الشعراء نحو المصادر الغربية مثل الأساطير اليونانية والشرقية والإسكندينافية. وقد نشر ديوان شعر بعنوان أزول (1888م) في بدايه الحداثة. وكان ليوبولدو لوغونيس من الأرجنتين شاعرًا رئيسيًا آخر من شعراء الفترة.
ترك خوزيه إنريك رودو ـ وهو كاتب مقالات في الأروجواي ـ الأثر نفسه الذي تركه داريو ؛ إذ أصبحت مقالة رودو بعنوان إريال (1900م) علامة رئيسية للفكر الأمريكي اللاتيني. لقد ناشد رودو شباب أمريكا اللاتينية أن ينشدوا المثالية والأهداف الروحية العالية التي هددتها المادية الحديثة، وكان خوزيه مارتي من كوبا مفكرًا أمريكيًا لاتينيًا آخر ذا تأثير. وقد اشتهر كصحفي وكاتب مقالات وشاعر، ونال التكريم كوطني بعد أن توفي وهو يحارب من أجل استقلال كوبا.
كانت حركة ثقافية بدأت في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر، وانتشرت في أمريكا اللاتينية. أكدت الرومانسية على الفردية والقومية، كما أكدّت على الحرية الفنّية في متابعة مواضيع وأشكال أدبية جديدة.
كان خوزيه ماريا هريديا من كوبا أحد أوائل الرومانسيين في أمريكا اللاتينية إذ كتب قصيدة سوداوية عن الطبيعة بعنوان على هرم خولولا (1820م). ويتصف بعض شعر أندريه بيلو في فنزويلا بعناصر رومانسية حاذقة وبشكل خاص قصيدة بعنوان قصيدة أوْد حول الزراعة في الإقليم الحار (1826م).
وفي القرن التاسع عشر تطور نوع من الرومانسية يُسمّى الأهلانية. عالج الكتاب الأهلانيون المميزات الإقليمية الرئيسية لبلادهم. فقد عبّر اصطبان اخيفيريا الأرجنتيني عن حبه لسهول البامبا الأرجنتينية الواسعة في شعره الغنائي. وأصبح أدب الغاوشو شائعًا بشكل خاص.
والغاوشو هم رعاة بقر رحّل، صُوّروا بمثابة خارجين على القانون بشكل رومانسي. كتب خوزيه هيرنانديز من الأرجنتين أفضل مثل معروف من أدب الغاوشو، وهي ملحمة بعنوان مارتن فيرو (1872-1879م). ويتحدث هذا العمل عن الحياة الموحشة لبطل من الغاوشو ومعاركه مع الهنود الأمريكيين والمعاملة القاسية التي يلقاها من حكومة متبلدة الأحاسيس.
ازدهرت الرواية خلال الفترة الرومانسية فكتب جورج إسحاق ـ من كولومبيا ـ رواية ماريا (1867م)، وهي قصة حب شديدة العاطفة، ومازالت تعتبر أكثر الأعمال شعبية في أدب أمريكا اللاتينية، وكان خوزيه مارمول، من الأرجنتين، وأغناثيو مانيول ألتاميرانو من المكسيك كاتبين ليبراليين كتبا روايات عارضت انعدام العدالة السياسية. ومزج كاتبُ سياسيُُ آخر هو دومينجو فوستينو سارمينتو من الأرجنتين المقالات وأدب القصة في كتابه الحضارة والبربرية: حياة خوان فكندو كويروغا (1845م).
وخلال القرن التاسع عشر الميلادي أصبح المفهوم الرومانسي للمتوحش النبيل موضوعًا شائقًا. وقد اعتبر الرومانسيون أن الشعوب غير الأوروبية مثل الهنود هم الأفضل لأن الحضارة الأوروبية لم تفسدهم. وفي البرازيل أُمتدِحَ شعر أنطونيو جونكالفيز دياز لتمجيده الهنود. وكان الهنود هم أبطال رواية أو غوراني (1857م) للكاتب خوسيه دو ألينكار من البرازيل، ورواية كومندا (1879م) للكاتب جوان ليون ميرا من الأكوادور، والقصيدة الملحمية طباري (1888م) للشاعر خوان زوريلادو سان مارتن من الأروجواي.
وابتدع الكاتب ريكاردو بالما من بيرو شكلاً أدبيًا فريدًا أُطلق عليه اسم الترادسيون. وتألف هذا الشكل الأدبي من صور نثرية جمعت بين التاريخ والأسطورة والإشاعات والقصص والفكاهة. وقد جُمعت صُوَرُ بالما هذه تحت عنوان تقاليد من بيرو نشرت بين عامي 1872 و1910م.
الواقعية:
كانت الواقعية حركة أدبية تطورت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. وقد حاول الكتاب فيها تصوير الواقع الظاهري بطريقة مفصّلة وموضوعية. وتُظهر أعمالهم أثر البيئة الاجتماعية في الناس. ولقد استعمل بعض الكتاب شكلاً من الواقعية أشدّ صرامة وتشاؤما عُرف باسم الطبيعية.
ومن قادة الحركة الواقعية في أدب أمريكا اللاتينية الروائيين ألبرتو بلَسْت غانا وبَلْدوميرو ليلو من تشيلي، وكلورندا ماتّو دو تيرنر من بيرو، ويوجنيو كامباسيريس من الأرجنتين، وفدريكو غامبوا من المكسيك. ولربما كان الروائي البرازيلي جواكيم ماريا ماشادو دي أسيس أهم كاتب واقعي. وتُبيِّن أشهر روايتين له في ذكرى رابح صغير (1881م) و دوم كاسمورو (1900م) براعة فائقة في التشخيص والتقنية القصصية.
أكد عدد من الكتاب على العادات المحلية والتقاليد في الأقاليم الأسبانية من أمريكا في صُوَر وقصص قصيرة وروايات، واشتهرت أعمالهم باسم كوستمبرسمو، ويُعد من أشهر كتاب الكوستمبرستا خافيـيردو فيانا من الأروجواى، وروبرتو جي بايرو من الأرجنتين، وتوماس كاراسكيلا من كولومبيا. وقد أكدّ جميع هؤلاء الكتاب على وصف المناظر الريفية المحلية وعلى الأنماط الإنسانية في قصصهم. وكان فلورنسيو سانشيز من الأرجنتين أشهر كاتب مسرحي واقعي، فقد كتب مسرحيات تعالج الصراع الإنساني في الأرجنتين الريفية.
الحداثة:
تُعدُّ الحداثة التي دامت من نحو 1888م حتى عام 1910م واحدة من أبرز الفترات الأدبية في أدب أمريكا اللاتينية. وكان الشعراء هم أهم الكتاب، إِذ أعطى الشاعر النيكاراجوي روبن داريو الحداثة شكلها. لقد اعتقد داريو بأنه يجب على الشاعر الابتعاد عن أي أهداف تعليمية، وبدلاً من ذلك عليه أن يحاول الحصول على الجمال في أنقى أشكاله، وأن يتحرر من الأساليب التقليدية. وسعيًا وراء ما هو غير عادي توجّه الشعراء نحو المصادر الغربية مثل الأساطير اليونانية والشرقية والإسكندينافية. وقد نشر ديوان شعر بعنوان أزول (1888م) في بدايه الحداثة. وكان ليوبولدو لوغونيس من الأرجنتين شاعرًا رئيسيًا آخر من شعراء الفترة.
ترك خوزيه إنريك رودو ـ وهو كاتب مقالات في الأروجواي ـ الأثر نفسه الذي تركه داريو ؛ إذ أصبحت مقالة رودو بعنوان إريال (1900م) علامة رئيسية للفكر الأمريكي اللاتيني. لقد ناشد رودو شباب أمريكا اللاتينية أن ينشدوا المثالية والأهداف الروحية العالية التي هددتها المادية الحديثة، وكان خوزيه مارتي من كوبا مفكرًا أمريكيًا لاتينيًا آخر ذا تأثير. وقد اشتهر كصحفي وكاتب مقالات وشاعر، ونال التكريم كوطني بعد أن توفي وهو يحارب من أجل استقلال كوبا.