**أهمية الخلفية في الصورة الفوتوغرافية ...
*انور الدرويش
........................................
ان كل ما يشغل المساحة ضمن كادر الصورة الفوتوغرافية وينحسر بين اضلاعها الاربعة هو جزء مهم منها بضمنها خلفية الموضوع . ومن المؤسف جدا ان نرى بعض الصور الفوتوغرافية التي قد تجاهل مصوروها اهمية الخلفية واهملها . فهي جزء مكلمل ومهم في المشهد . بل هي اساس لبنائه وخصوصا في تصوير الطبيعة كما في الشكل رقم ( 1 ) او المشاهد العامة كمحور الناس في الشارع وغيرها من المحاور كما في الشكل رقم ( 2 ) .. واحيانا تكون الخلفية محايدة في تصوير البورتريه ومن نفس جنس لون الموضوع لمنح الشكل نوعا من التناغم والهدوء كما في الشكل رقم ( 3 ) وفي البورتريه ايضا تكون الخلفية بمثابة عزل للموضوع تعزز من قيمته الشكلية وخصوصا في التصوير بالاسود والابيض والكثير من هذه الصور استثمر المصورون فيها الخلفية السوداء القاتمة لتعزيز قيمة الموضوع وابرازه كما في الشكل ( 4 ) او تصوير المايكرو للاشكال الدقيقة او الزهور او الحشرات عندما تخرج الخلفية عن نقطة التركيز اي تصبح ضمن الاوت فوكس بفضل استخدام فتحة عدسة واسعة ويكون الغواش بمثابة عزل جيد للموضوع كما في الشكل رقم ( 5 ) وعكس ما تكلمنا عنه هو الاخطاء الشائعة في عدم الاهتمام بالخلفية فمثلا عند التصوير داخل القاعات واستخدام الفلاش يشوه الظل ( ظل الموضوع ) الخلفيه في اغلب الاحيان . وكذلك عند تصوير العرسان في حفلات الزفاف لا ينتبه بعض المصورين الى ماحول العرسان فنجد احيانا رأس طفل فضولي يبتسم عند طرف الصورة او اي قطعة قماش مهملة ساقطة لا ضرورة لها . وفي التصوير السياحي مثلا لا ينتبه المصور الى غصن مكسور يتدلى بشكل غير مناسب في المشهد . او عند تصوير صديق قرب جامع لا تنتبه الى المئذنه وتضعها خلفه تماما وكأنها تخرج من رأسه او كتفه مثلا ... هي اخطاء بسيطة وشائعة لكنها قاتلة في ذات الوقت في التصوير بشكل عام ... على المصور تجنبها دائما ..
انور الدرويش /
فنان تشكيلي / مصور فوتوغرافي / ناقد فني