التشكيلي السوري محمد حافظ: الفن طريقة سحرية لاستعادة المفقود
أعمال الفنان التشكيلي "رحلات من حاضر غاب إلى ماض مفقود" تبرز وجهات النظر المتباينة عن سوريا التي مزقتها الحرب.
ركن لمنزل في حلب.. تركيب فني في نيويورك
لا حدود لخيال الفنان، وربما تظهر أغرب الأعمال الفنية وأكثرها ابتكارا من مواد هي الأقرب من المتناول، كما هو الحال بالنسبة إلى المادة التي يشكل منها صاحب هذا الحوار فنه. محمد حافظ فنان تشكيلي سوري، حصل على شهادة الهندسة المعمارية من الولايات المتحدة الأميركية، لكن الظروف التي حالت دون عودته إلى سوريا جعلته يستحضر تراجيديا الإنسان السوري في معارضه ومنحوتاته الفنية، التي أقيم أحدثها في معرض الشارقة للفنون الإسلامية في دولة الإمارات.
لم يعد اسم الفنان السوري محمد حافظ اسماً مغمورا في عالم الفن التشكيلي، وخاصة بالنسبة إلى المهتمين والمطلعين على آخر ابتكارات الفن التشكيلي المعاصر، صحيح أنه ما زال يقيم في أميركا ويعمل فيها كمهندس معماري، وجل المعارض التي شارك فيها ضمن حدود الولايات المتحدة الأميركية أو المملكة المتحدة البريطانية، إلا أنه مؤخرا طرق أبواب الوطن العربي وكان ضيفا وواحداً من أهم الفنانين المشاركين في معرض الشارقة للفن الإسلامي.
يعيش محمد حافظ السوري المولد والجنسية في أميركا التي وصل إليها في سن مبكرة قادماً من المملكة العربية السعودية التي قضى فيها طفولته ومراحل دراسته المدرسية، ويركز في أعماله الفنية ومنحوتاته على محاكاة سوريا بشوارعها ومنازلها، من خلال أعمال فنية غاية في الدقة والجمال.
تتنوع المنحوتات الفنية المعلّقة على جدار المعارض والمحمولة ضمن حقائب قديمة، فتجسد صورا لغرف ومنازل ومبان وشوارع ومناظر طبيعية لسوريا في لحظة ما، ترافق البعض منها أصوات حقيقية تروي قصصا لأشخاص حقيقيين. لكن أغلب تلك اللحظات لا تبدو وردية كما هي العادة لدى الفنانين التشكيلي، بل إن بعضا منها يحمل دماراً وخراباً في محاولة من الفنان لمحاكاة الواقع السوري كما هو، ولكنها رغم ذلك ستبهرك بجمالها، وسيصبح من العسير عليها أن تفارق عيني ومخيلة المشاهد حتى وإن لم يكن من هؤلاء المتذوقين للفن التشكيلي.
الإقامة الاضطرارية
لماذا اختار محمد حافظ نقل تلك المحاكاة فنياً؟ ومن أين حصل على كل تلك الحقائب القديمة التي أضافت بُعدا جمالياً؟
يقول محدثنا “وصلت إلى الولايات المتحدة بعمر السابعة عشرة لأدرس الهندسة المعمارية وكنت قادما حينها بفيزة طالب، ولكن القرار الذي أصدره الرئيس بوش حينها، شل حركتي واضطرني إلى البقاء في أميركا لسنوات، ومن ثم جاءت الأحداث متتابعة إلى إن وصلنا إلى الربيع العربي، وأصبحت مسألة عودتي إلى سوريا وزيارة بيتي وأهلي أصعب بكثير، فافتقدت مدينتي وكل ما يذكرني بها.
هذا بالإضافة إلى أنه مع بداية عام 2017 كان البعض من عائلتي وأفراد أسرتي قد أصبحوا لاجئين في السويد. كل الأمور السابقة مجتمعة، جعلتني أفكر بطريقة ما لنقل هذا الشوق من ناحية، ولتصوير تجربة اللجوء عبر الفن من ناحية أخرى، وأتتني فكرة الحقيبة التي ستحكي قصص العديد من اللاجئين ليس فقط السوريين، بل وأيضا اللاجئين من السودان وإيران وأفغانستان والعراق وغيرها، وأقمت أول معرض لـ UNPACKED استطاع أن يجول في أكثر من متحف أميركي تابع لجامعات أميركية”.
وتابع قائلا “لقي هذا المشروع ترحيبا كبيرا وخاصة من العائلات اليهودية والايرلندية في أميركا، على اعتبار الظروف المشابهة التي عاشها تحديداً اليهود الذين هاجروا إلى أميركا بعد الحرب العالمية الثانية، وما تعرض له آباؤهم وأجدادهم حينذاك من هجمات شرسة تشبه إلى حد كبير الهجمات التي يتعرض لها اللاجئون اليوم، فما كان منهم إلا أن أهدوني الحقائب التي تعود إلى آبائهم وأجدادهم والتي كانوا قد احتفظوا بها على مدى الثلاثين أو الأربعين عاماً الماضية”.
حكاية فنان
محمد حافظ: لوحتي صارت حقيبة وأنا صِرت السفر
لم يقتصر فن محمد الحافظ على نقل صورة اللاجئين السوريين وغيرهم، عبر تلك المنحوتات بل حاول تصويرهم وتقديمهم أيضا بصورة إنسانية بعيدة عن الرومانسية المفرطة في محاولة منه لمحو الصورة النمطية التي ألصقت بهم والتي حاولت أن تنعتهم بالإرهابيين ومثيري الشغب. يقول محمد الحافظ عن ذلك “في ذلك المعرض لم أحاول توجيه المشاهد لفكرة بعينها، بقدر ما حاولت عرض قصص بعض اللاجئين القادمين من بلدان عربية على أنهم أشخاص طبيعيون لهم ماضيهم المشرق مثلهم مثل غيرهم، أردت أن أخلق جسراً ما بين هؤلاء اللاجئين والشعوب التي لجأوا إليها”.
يحاول محمد حافظ أن يؤجل إظهار هويته كمسلم عربي سوري في معارضه التي يقيمها، وخاصة في المدارس والجامعات الأميركية، ويعلل ذلك بقوله “كمهندس معماري أعيش في أميركا منذ أكثر من 17 عاماً وعملي الأساسي في ناطحات السحاب، فإنه من النادر أن يجري التطرق إلى هويتي وديني. ورغم أن اسمي محمد فإن طريقة مناداتي بـ’موه’ جعلت البعض يعتقد أنني إيطالي الأصل، ولكن بعد أن قدمت أول أعمالي كفنان تشكيلي أحببت الحديث عن هويتي التي لم أخفها يوماً، وأردت أن أخبر الناس الذين حولي والذين يعرفونني منذ سنوات فقط كمهندس معماري أميركي الجنسية يحمل اسم محمد بأن لي وجهي الآخر؛ فأنا محمد الرجل العربي المسلم السوري. ولأن وسائل الإعلام ونشرات الأخبار والسياسة الأميركية تعمم صورا غير دقيقة وغير صحيحة عن العربي المسلم أحاول في معارضي التي أقيمها وخاصة في المدارس والجامعات الأميركية أن أتحدث بداية عن الفن التشكيلي ومن ثم، وبعد أن أريهم أعمالي وأستحوذ على اهتمامهم، أخبرهم بهويتي، ثم أمضي في الحديث عن قصص السوريين.
أحاول أن أقدم صورا لمدينتي دمشق وحلب ما قبل الحرب وما بعدها، أريهم أيضا صورا لأهلي وبيتنا ما قبل الحرب وما صرنا عليه اليوم، أخبرهم بأن عائلتي تضم خمسة إخوة وأن كل واحد منهم اليوم في بلد، بمعنى يأتي تأجيلي في التعريف بهويتي من رغبتي في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الأجانب الذين لو عرفوا منذ البداية هويتي لربما صموا آذانهم عن رسالتي”.
إعادة تدوير
الحقيبة التي تحكي قصص العديد من اللاجئين ليس فقط السوريين
في الجولة السريعة التي منحنا إياها الفنان محمد حافظ عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي مكنتنا من متابعته في الأستوديو الخاص بأعماله، تعرفنا على المواد التي يستخدمها والتي يحاول من خلالها محاكاة الواقع، فهو يستخدم مواد البلاستك، كما أنه يستعين بالراديوهات القديمة في عمله فيقوم بتفكيكها لاستخدام قِطعها الداخلية. ويستعين أيضاً بالنباتات المجففة وبالعديد من قطع الأساس المتناهية الصغر، كما يستخدم الخشب والمعادن وكل ما يمكن استخدامه بشكل مصغّر.
أما بالنسبة إلى الألوان فيستخدم منها الزيتية والأكريليك والألوان المذهبة، وأيضا الألوان التي يمكن أن تصدأ لتظهر وكأنها قديمة حقيقة وأثرية، كما يستخدم أحجار الموزاييك التي توقف عندها مطولاً وقد أثارت شجونه وجعلته يتكلم بحسرة قائلاً “هذه قطع الموزاييك المتبقية من معملنا في مدينة حلب الذي ذهب أدراج الرياح، ولم يتبق لي منه سوى البعض من تلك الأحجار“.
ويستخدم كذلك المجوهرات والحلي التي تتحول في حالات كثيرة إلى ثريا تنتظر بيتها الجديد، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة ومتنوعة من السيارات القديمة والجديدة بألوان وأشكال وموديلات مختلفة عديدة، فالسيارات لها معان مفعمة في بلادنا، ولذلك هي مهمة جدا بالنسبة إليه. كما يستخدم القماش الأغباني والدمشقي القديم، وأحيانا يقتني بعض الكراسي المتناهية الصغر من فرنسا، على اعتبارها مصنوعة بطريقة دقيقة وجميلة تحافظ على أصالتها ولا تبدو تجارية فالكرسي أيضا هام جدا وخاصة في ثقافتنا، كما يؤكد محمد حافظ، بالإضافة إلى أن الأستوديو يحتوي على العشرات من حقائب السفر القديمة.
شارك محمد الحافظ في معرض الشارقة للفنون الإسلامية بأعمال حملت عنوان “رحلات من حاضر غاب إلى ماض مفقود”، وقد حاول من خلالها إبراز وجهات النظر المتباينة عن بلاده التي مزقتها الحرب.
لمى طيارة
أعمال الفنان التشكيلي "رحلات من حاضر غاب إلى ماض مفقود" تبرز وجهات النظر المتباينة عن سوريا التي مزقتها الحرب.
ركن لمنزل في حلب.. تركيب فني في نيويورك
لا حدود لخيال الفنان، وربما تظهر أغرب الأعمال الفنية وأكثرها ابتكارا من مواد هي الأقرب من المتناول، كما هو الحال بالنسبة إلى المادة التي يشكل منها صاحب هذا الحوار فنه. محمد حافظ فنان تشكيلي سوري، حصل على شهادة الهندسة المعمارية من الولايات المتحدة الأميركية، لكن الظروف التي حالت دون عودته إلى سوريا جعلته يستحضر تراجيديا الإنسان السوري في معارضه ومنحوتاته الفنية، التي أقيم أحدثها في معرض الشارقة للفنون الإسلامية في دولة الإمارات.
لم يعد اسم الفنان السوري محمد حافظ اسماً مغمورا في عالم الفن التشكيلي، وخاصة بالنسبة إلى المهتمين والمطلعين على آخر ابتكارات الفن التشكيلي المعاصر، صحيح أنه ما زال يقيم في أميركا ويعمل فيها كمهندس معماري، وجل المعارض التي شارك فيها ضمن حدود الولايات المتحدة الأميركية أو المملكة المتحدة البريطانية، إلا أنه مؤخرا طرق أبواب الوطن العربي وكان ضيفا وواحداً من أهم الفنانين المشاركين في معرض الشارقة للفن الإسلامي.
يعيش محمد حافظ السوري المولد والجنسية في أميركا التي وصل إليها في سن مبكرة قادماً من المملكة العربية السعودية التي قضى فيها طفولته ومراحل دراسته المدرسية، ويركز في أعماله الفنية ومنحوتاته على محاكاة سوريا بشوارعها ومنازلها، من خلال أعمال فنية غاية في الدقة والجمال.
تتنوع المنحوتات الفنية المعلّقة على جدار المعارض والمحمولة ضمن حقائب قديمة، فتجسد صورا لغرف ومنازل ومبان وشوارع ومناظر طبيعية لسوريا في لحظة ما، ترافق البعض منها أصوات حقيقية تروي قصصا لأشخاص حقيقيين. لكن أغلب تلك اللحظات لا تبدو وردية كما هي العادة لدى الفنانين التشكيلي، بل إن بعضا منها يحمل دماراً وخراباً في محاولة من الفنان لمحاكاة الواقع السوري كما هو، ولكنها رغم ذلك ستبهرك بجمالها، وسيصبح من العسير عليها أن تفارق عيني ومخيلة المشاهد حتى وإن لم يكن من هؤلاء المتذوقين للفن التشكيلي.
الإقامة الاضطرارية
لماذا اختار محمد حافظ نقل تلك المحاكاة فنياً؟ ومن أين حصل على كل تلك الحقائب القديمة التي أضافت بُعدا جمالياً؟
يقول محدثنا “وصلت إلى الولايات المتحدة بعمر السابعة عشرة لأدرس الهندسة المعمارية وكنت قادما حينها بفيزة طالب، ولكن القرار الذي أصدره الرئيس بوش حينها، شل حركتي واضطرني إلى البقاء في أميركا لسنوات، ومن ثم جاءت الأحداث متتابعة إلى إن وصلنا إلى الربيع العربي، وأصبحت مسألة عودتي إلى سوريا وزيارة بيتي وأهلي أصعب بكثير، فافتقدت مدينتي وكل ما يذكرني بها.
هذا بالإضافة إلى أنه مع بداية عام 2017 كان البعض من عائلتي وأفراد أسرتي قد أصبحوا لاجئين في السويد. كل الأمور السابقة مجتمعة، جعلتني أفكر بطريقة ما لنقل هذا الشوق من ناحية، ولتصوير تجربة اللجوء عبر الفن من ناحية أخرى، وأتتني فكرة الحقيبة التي ستحكي قصص العديد من اللاجئين ليس فقط السوريين، بل وأيضا اللاجئين من السودان وإيران وأفغانستان والعراق وغيرها، وأقمت أول معرض لـ UNPACKED استطاع أن يجول في أكثر من متحف أميركي تابع لجامعات أميركية”.
وتابع قائلا “لقي هذا المشروع ترحيبا كبيرا وخاصة من العائلات اليهودية والايرلندية في أميركا، على اعتبار الظروف المشابهة التي عاشها تحديداً اليهود الذين هاجروا إلى أميركا بعد الحرب العالمية الثانية، وما تعرض له آباؤهم وأجدادهم حينذاك من هجمات شرسة تشبه إلى حد كبير الهجمات التي يتعرض لها اللاجئون اليوم، فما كان منهم إلا أن أهدوني الحقائب التي تعود إلى آبائهم وأجدادهم والتي كانوا قد احتفظوا بها على مدى الثلاثين أو الأربعين عاماً الماضية”.
حكاية فنان
محمد حافظ: لوحتي صارت حقيبة وأنا صِرت السفر
لم يقتصر فن محمد الحافظ على نقل صورة اللاجئين السوريين وغيرهم، عبر تلك المنحوتات بل حاول تصويرهم وتقديمهم أيضا بصورة إنسانية بعيدة عن الرومانسية المفرطة في محاولة منه لمحو الصورة النمطية التي ألصقت بهم والتي حاولت أن تنعتهم بالإرهابيين ومثيري الشغب. يقول محمد الحافظ عن ذلك “في ذلك المعرض لم أحاول توجيه المشاهد لفكرة بعينها، بقدر ما حاولت عرض قصص بعض اللاجئين القادمين من بلدان عربية على أنهم أشخاص طبيعيون لهم ماضيهم المشرق مثلهم مثل غيرهم، أردت أن أخلق جسراً ما بين هؤلاء اللاجئين والشعوب التي لجأوا إليها”.
يحاول محمد حافظ أن يؤجل إظهار هويته كمسلم عربي سوري في معارضه التي يقيمها، وخاصة في المدارس والجامعات الأميركية، ويعلل ذلك بقوله “كمهندس معماري أعيش في أميركا منذ أكثر من 17 عاماً وعملي الأساسي في ناطحات السحاب، فإنه من النادر أن يجري التطرق إلى هويتي وديني. ورغم أن اسمي محمد فإن طريقة مناداتي بـ’موه’ جعلت البعض يعتقد أنني إيطالي الأصل، ولكن بعد أن قدمت أول أعمالي كفنان تشكيلي أحببت الحديث عن هويتي التي لم أخفها يوماً، وأردت أن أخبر الناس الذين حولي والذين يعرفونني منذ سنوات فقط كمهندس معماري أميركي الجنسية يحمل اسم محمد بأن لي وجهي الآخر؛ فأنا محمد الرجل العربي المسلم السوري. ولأن وسائل الإعلام ونشرات الأخبار والسياسة الأميركية تعمم صورا غير دقيقة وغير صحيحة عن العربي المسلم أحاول في معارضي التي أقيمها وخاصة في المدارس والجامعات الأميركية أن أتحدث بداية عن الفن التشكيلي ومن ثم، وبعد أن أريهم أعمالي وأستحوذ على اهتمامهم، أخبرهم بهويتي، ثم أمضي في الحديث عن قصص السوريين.
أحاول أن أقدم صورا لمدينتي دمشق وحلب ما قبل الحرب وما بعدها، أريهم أيضا صورا لأهلي وبيتنا ما قبل الحرب وما صرنا عليه اليوم، أخبرهم بأن عائلتي تضم خمسة إخوة وأن كل واحد منهم اليوم في بلد، بمعنى يأتي تأجيلي في التعريف بهويتي من رغبتي في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الأجانب الذين لو عرفوا منذ البداية هويتي لربما صموا آذانهم عن رسالتي”.
إعادة تدوير
الحقيبة التي تحكي قصص العديد من اللاجئين ليس فقط السوريين
في الجولة السريعة التي منحنا إياها الفنان محمد حافظ عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي مكنتنا من متابعته في الأستوديو الخاص بأعماله، تعرفنا على المواد التي يستخدمها والتي يحاول من خلالها محاكاة الواقع، فهو يستخدم مواد البلاستك، كما أنه يستعين بالراديوهات القديمة في عمله فيقوم بتفكيكها لاستخدام قِطعها الداخلية. ويستعين أيضاً بالنباتات المجففة وبالعديد من قطع الأساس المتناهية الصغر، كما يستخدم الخشب والمعادن وكل ما يمكن استخدامه بشكل مصغّر.
أما بالنسبة إلى الألوان فيستخدم منها الزيتية والأكريليك والألوان المذهبة، وأيضا الألوان التي يمكن أن تصدأ لتظهر وكأنها قديمة حقيقة وأثرية، كما يستخدم أحجار الموزاييك التي توقف عندها مطولاً وقد أثارت شجونه وجعلته يتكلم بحسرة قائلاً “هذه قطع الموزاييك المتبقية من معملنا في مدينة حلب الذي ذهب أدراج الرياح، ولم يتبق لي منه سوى البعض من تلك الأحجار“.
ويستخدم كذلك المجوهرات والحلي التي تتحول في حالات كثيرة إلى ثريا تنتظر بيتها الجديد، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة ومتنوعة من السيارات القديمة والجديدة بألوان وأشكال وموديلات مختلفة عديدة، فالسيارات لها معان مفعمة في بلادنا، ولذلك هي مهمة جدا بالنسبة إليه. كما يستخدم القماش الأغباني والدمشقي القديم، وأحيانا يقتني بعض الكراسي المتناهية الصغر من فرنسا، على اعتبارها مصنوعة بطريقة دقيقة وجميلة تحافظ على أصالتها ولا تبدو تجارية فالكرسي أيضا هام جدا وخاصة في ثقافتنا، كما يؤكد محمد حافظ، بالإضافة إلى أن الأستوديو يحتوي على العشرات من حقائب السفر القديمة.
شارك محمد الحافظ في معرض الشارقة للفنون الإسلامية بأعمال حملت عنوان “رحلات من حاضر غاب إلى ماض مفقود”، وقد حاول من خلالها إبراز وجهات النظر المتباينة عن بلاده التي مزقتها الحرب.
لمى طيارة