عيد الكتاب في تطوان يحتفي بالزجال مالك بنونة وثقافات المتوسط
الحدث يؤكد انخراط المدينة المغربية المطلة على المتوسط في حركية ثقافية غير مسبوقة في تاريخها المعاصر.
الأربعاء 2025/04/09
ShareWhatsAppTwitterFacebook

الثقافة نقطة لقاء
الرباط - افتتحت مساء الإثنين بتطوان فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لعيد الكتاب، التي تحتفي بالأديب والزجال الراحل مالك بنونة، بحضور ثلة من المسؤولين والمثقفين والكتاب والشعراء والأدباء.
وتعرف هذه التظاهرة الثقافية، المنظمة من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- بتعاون مع عمالة إقليم تطوان وبدعم من مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة والمجلس الإقليمي وجماعة تطوان، مشاركة أكثر من خمسين عارضا، يمثلون أبرز دور النشر والكتبيين والمؤسسات الجامعية والهيئات الثقافية المغربية والأجنبية المستقرة بالمغرب.
ولربط هذا العيد بعمقه التاريخي والثقافي تم إهداء دورة هذه السنة إلى روح الأديب الزجال مالك بنونة، تكريما لعطاءاته الأدبية والثقافية عموما وللزجل المغربي عامة.
عيد الكتاب تظاهرة ثقافية متميزة ومتفردة ومتجذرة تحاول الرفع من نسبة الإقبال على القراءة وخلق حركية ثقافية
والزجال الراحل مالك بنونة باحث راسخ ومتمكن في مجاله، وقد اهتم على امتداد مسيرته منذ منتصف القرن العشرين بالشعر والغناء الأندلسي وما صنفه وأنجزه من مؤلفات تشهد بذلك، كما ساهم في دراسة الفكر الصوفي المقارن وصنعة الغناء الأندلسي الذي يعتبر مكونا رئيسيا في الثقافة المغربية، وقام كذلك بفهرسة مقارنة بين المدرسة المغربية ومدرسة الغناء الغرناطي بالجزائر ومدرسة المالوف بتونس.
ويمثل الزجال المغربي واحدا من رواد هذا الفن الشعري، لكنه كتب أيضا بالفصحى وحتى بالإسبانية التي أتقنها، ما جعل شعره نقطة التقاء حضاري هامة تجمع مختلف ثقافات حوض المتوسط، إذ يمثل الاحتفاء به احتفاء بالتعدد الثقافي من جهة وبعراقة الثقافة المغربية من جهة أخرى.
وأبرز المدير الإقليمي للثقافة بتطوان، العربي المصباحي، في تصريح له أن عيد الكتاب كان ولا يزال تظاهرة ثقافية متميزة ومتفردة ومتجذرة، طبعت مدينة الحمامة البيضاء منذ أربعينات القرن الماضي.
وأضاف المصباحي أنه يمكن اعتبار هذه الدورة الفضية دورة انتقالية نحو مستوى آخر، استعدادا للاحتفاء بتطوان عاصمة للثقافة والحوار بحوض البحر الأبيض المتوسط لسنة 2026، وهو ما اقتضى رفع عدد العارضين من 30 إلى 50 عارضا، ووضع برمجة متنوعة ومتميزة.
ويؤكد الحدث انخراط المدينة المغربية المطلة على المتوسط في حركية ثقافية غير مسبوقة في تاريخها المعاصر، والذي تجسده المشاريع الثقافية التي تستفيد منها المدينة، كما تشكل هذه الدورة من عيد الكتاب محطة مهمة في توطيد المكانة المرموقة لهذا الحدث الثقافي الذي تفردت به تطوان منذ أربعينات القرن الماضي، عبر إعادة توطينه في توقيته المعتاد خلال شهر أبريل الذي يصادف العيد العالمي للكتاب.
وأشار بلاغ المنظمين إلى أنه من أجل تكريس إدماج هذا المعرض في المشهد الثقافي المحلي باعتباره إرثا ثقافيا وحضاريا لتطوان الكبرى، كان لانخراط الجامعة والمؤسسات المنتخبة والإدارية وبعض مؤسسات المجتمع المدني أثر إيجابي في ربط هذا الحدث الثقافي المتميز بالمسيرة التنموية التي تشهدها المدينة.
التظاهرة تسعى إلى صياغة لحظة تواصل منتجة بين مختلف المتدخلين في صناعة الكتاب واقتنائه
وأشار المصباحي في هذا الصدد إلى أن هذه الدورة تعرف مشاركة فعلية لمجموعة من المؤسسات الجامعية والثقافية، من بينها جامعة عبدالمالك السعدي، التي سطرت برنامجا خاصا بها، ومؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة، وجمعية التراث والتنمية والمواطنة بتطوان.
وذكر المدير الإقليمي للثقافة بتطوان أن برنامج هذه التظاهرة الثقافية يستحضر كذلك البعد المتوسطي والأهمية الثقافية والأدبية لمدينة تطوان، من خلال تنظيم ندوات حول “ثقافة التطوع” و”الجامعة وسؤال الأدب” و”الجامعة وثقافة القيم”، بالإضافة إلى ندوة حول المسار الإبداعي للأديب والزجال مالك بنونة، مضيفا أن عيد الكتاب يواصل الانفتاح على محيطه من خلال سلسلة من اللقاءات الأدبية والشعرية والورشات التكوينية بالسجن المحلي لتطوان.
وبالموازاة مع معرض الكتاب خصص المنظمون خلال هذه الدورة، التي تستمر إلى غاية 14 أبريل الجاري، حيزا مهما للورشات الفنية والإبداعية، وللزيارات المؤطرة والموجهة لأطفال المدارس وجمعيات المجتمع المدني، مع تحفيز العارضين على تخصيص تخفيضات تضمن إقبال الشباب والأطفال على اقتناء الكتب من فضاء المعرض.
وعلى امتداد أيام عيد الكتاب، ستزدان ساحة العمالة بالحي الإداري في تطوان بفضاء للعرض، أعد لاستقبال أروقة الناشرين والكتبيين لعرض جديد الإصدارات، كما تنفتح بقية فقرات البرنامج الثقافي القيم على جديد الكتابات الفكرية والنقدية والإبداعية خصوصا في مدينة تطوان، وتقديم آخر الإصدارات.
كما تسعى التظاهرة إلى صياغة لحظة تواصل منتجة بين مختلف المتدخلين في صناعة الكتاب واقتنائه، وتحاول عبر أنشطتها المختلفة الرفع من نسبة الإقبال على القراءة وتكريسها كسلوك يومي وكمدخل من مداخل المعرفة، وإتاحة جديد دور النشر المغربية لجمهور القراء الذين يتوافدون على معرض الكتاب وعلى الندوات والفعاليات المنظمة بالتزامن مع عرض الكتب، وفي أماكن مختلفة من المدينة.
الحدث يؤكد انخراط المدينة المغربية المطلة على المتوسط في حركية ثقافية غير مسبوقة في تاريخها المعاصر.
الأربعاء 2025/04/09
ShareWhatsAppTwitterFacebook

الثقافة نقطة لقاء
الرباط - افتتحت مساء الإثنين بتطوان فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لعيد الكتاب، التي تحتفي بالأديب والزجال الراحل مالك بنونة، بحضور ثلة من المسؤولين والمثقفين والكتاب والشعراء والأدباء.
وتعرف هذه التظاهرة الثقافية، المنظمة من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- بتعاون مع عمالة إقليم تطوان وبدعم من مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة والمجلس الإقليمي وجماعة تطوان، مشاركة أكثر من خمسين عارضا، يمثلون أبرز دور النشر والكتبيين والمؤسسات الجامعية والهيئات الثقافية المغربية والأجنبية المستقرة بالمغرب.
ولربط هذا العيد بعمقه التاريخي والثقافي تم إهداء دورة هذه السنة إلى روح الأديب الزجال مالك بنونة، تكريما لعطاءاته الأدبية والثقافية عموما وللزجل المغربي عامة.

والزجال الراحل مالك بنونة باحث راسخ ومتمكن في مجاله، وقد اهتم على امتداد مسيرته منذ منتصف القرن العشرين بالشعر والغناء الأندلسي وما صنفه وأنجزه من مؤلفات تشهد بذلك، كما ساهم في دراسة الفكر الصوفي المقارن وصنعة الغناء الأندلسي الذي يعتبر مكونا رئيسيا في الثقافة المغربية، وقام كذلك بفهرسة مقارنة بين المدرسة المغربية ومدرسة الغناء الغرناطي بالجزائر ومدرسة المالوف بتونس.
ويمثل الزجال المغربي واحدا من رواد هذا الفن الشعري، لكنه كتب أيضا بالفصحى وحتى بالإسبانية التي أتقنها، ما جعل شعره نقطة التقاء حضاري هامة تجمع مختلف ثقافات حوض المتوسط، إذ يمثل الاحتفاء به احتفاء بالتعدد الثقافي من جهة وبعراقة الثقافة المغربية من جهة أخرى.
وأبرز المدير الإقليمي للثقافة بتطوان، العربي المصباحي، في تصريح له أن عيد الكتاب كان ولا يزال تظاهرة ثقافية متميزة ومتفردة ومتجذرة، طبعت مدينة الحمامة البيضاء منذ أربعينات القرن الماضي.
وأضاف المصباحي أنه يمكن اعتبار هذه الدورة الفضية دورة انتقالية نحو مستوى آخر، استعدادا للاحتفاء بتطوان عاصمة للثقافة والحوار بحوض البحر الأبيض المتوسط لسنة 2026، وهو ما اقتضى رفع عدد العارضين من 30 إلى 50 عارضا، ووضع برمجة متنوعة ومتميزة.
ويؤكد الحدث انخراط المدينة المغربية المطلة على المتوسط في حركية ثقافية غير مسبوقة في تاريخها المعاصر، والذي تجسده المشاريع الثقافية التي تستفيد منها المدينة، كما تشكل هذه الدورة من عيد الكتاب محطة مهمة في توطيد المكانة المرموقة لهذا الحدث الثقافي الذي تفردت به تطوان منذ أربعينات القرن الماضي، عبر إعادة توطينه في توقيته المعتاد خلال شهر أبريل الذي يصادف العيد العالمي للكتاب.
وأشار بلاغ المنظمين إلى أنه من أجل تكريس إدماج هذا المعرض في المشهد الثقافي المحلي باعتباره إرثا ثقافيا وحضاريا لتطوان الكبرى، كان لانخراط الجامعة والمؤسسات المنتخبة والإدارية وبعض مؤسسات المجتمع المدني أثر إيجابي في ربط هذا الحدث الثقافي المتميز بالمسيرة التنموية التي تشهدها المدينة.
التظاهرة تسعى إلى صياغة لحظة تواصل منتجة بين مختلف المتدخلين في صناعة الكتاب واقتنائه
وأشار المصباحي في هذا الصدد إلى أن هذه الدورة تعرف مشاركة فعلية لمجموعة من المؤسسات الجامعية والثقافية، من بينها جامعة عبدالمالك السعدي، التي سطرت برنامجا خاصا بها، ومؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة، وجمعية التراث والتنمية والمواطنة بتطوان.
وذكر المدير الإقليمي للثقافة بتطوان أن برنامج هذه التظاهرة الثقافية يستحضر كذلك البعد المتوسطي والأهمية الثقافية والأدبية لمدينة تطوان، من خلال تنظيم ندوات حول “ثقافة التطوع” و”الجامعة وسؤال الأدب” و”الجامعة وثقافة القيم”، بالإضافة إلى ندوة حول المسار الإبداعي للأديب والزجال مالك بنونة، مضيفا أن عيد الكتاب يواصل الانفتاح على محيطه من خلال سلسلة من اللقاءات الأدبية والشعرية والورشات التكوينية بالسجن المحلي لتطوان.
وبالموازاة مع معرض الكتاب خصص المنظمون خلال هذه الدورة، التي تستمر إلى غاية 14 أبريل الجاري، حيزا مهما للورشات الفنية والإبداعية، وللزيارات المؤطرة والموجهة لأطفال المدارس وجمعيات المجتمع المدني، مع تحفيز العارضين على تخصيص تخفيضات تضمن إقبال الشباب والأطفال على اقتناء الكتب من فضاء المعرض.
وعلى امتداد أيام عيد الكتاب، ستزدان ساحة العمالة بالحي الإداري في تطوان بفضاء للعرض، أعد لاستقبال أروقة الناشرين والكتبيين لعرض جديد الإصدارات، كما تنفتح بقية فقرات البرنامج الثقافي القيم على جديد الكتابات الفكرية والنقدية والإبداعية خصوصا في مدينة تطوان، وتقديم آخر الإصدارات.
كما تسعى التظاهرة إلى صياغة لحظة تواصل منتجة بين مختلف المتدخلين في صناعة الكتاب واقتنائه، وتحاول عبر أنشطتها المختلفة الرفع من نسبة الإقبال على القراءة وتكريسها كسلوك يومي وكمدخل من مداخل المعرفة، وإتاحة جديد دور النشر المغربية لجمهور القراء الذين يتوافدون على معرض الكتاب وعلى الندوات والفعاليات المنظمة بالتزامن مع عرض الكتب، وفي أماكن مختلفة من المدينة.