مراجعة رواية "الرواية المسروقة" للروائي المصري "حسن كمال".

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مراجعة رواية "الرواية المسروقة" للروائي المصري "حسن كمال".

    ?️?️ مراجعة رواية "الرواية المسروقة" للروائي المصري "حسن كمال".

    القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، بوكر 2025

    (في المراجعة حرق نسبي لأحداث الرواية ونهايتها؛ فاقتضى التنويه)

    نتتبّع في "الرواية المسروقة" نمطاً مشابهاً للمسلسلات التركية، تلك الأعمال التي تخوض في بحرٍ من الدراما، مليئة بالمكائد، الخيانات الزوجية، والمشاكل العاطفية. من خلال حكاية الفتاة "سلمى" التي يمرّ في حياتها أربعة رجال ولكلّ واحدٍ منهم معها قصة تُحكى.

    الأول: هو "سيّد البواب" الذي يتحرّش بجسدها في مصعد البناية، وستتحاشى "سلمى" إخبار أهلها خوفاً من انتقام "سيّد" البوّاب وتهديده لها.

    الثاني: هو الكاتب "أمجد سليم" الذي يتلاعب بعواطفها من خلال رواياته الشاعريّة التي يكتبها بلطفٍ وحنان، ما جعله الكاتب الأثير عند جمهورٍ عريضٍ من الفتيات المراهقات. يعرف هذا الكاتب "أمجد سليم" كيف يستفزّ قلب الفتيات من خلال استخدام لغة شاعرية وحيويّة، مُشعلاً في قلوبهنّ شعوراً لا يقاوم بالتعاطف والانجذاب. وسنرى كيف ستتقرّب منه "سلمى" وسيدفعها لتكتب روايتها الأولى مستلهمةً أحداثاً من حياتها الشخصيّة.

    الثالث: هو "حمدي" الرجل الذي تتزوّجه "سلمى" دون أن تحبّه، بل يعترم في قلبها كرهاً وليداً له بسبب خياناته المتكرّرة لها، يزيد كرهها له حماتها العدوانية، وحرمانها من حقها بالأمومة.

    الرابع: تتعرّف "سلمى" بالداعية الشهير "مالك" وستنغرم بأسلوبه الدّعوي وتصير إحدى مريديه الكثر. وسنرى كيف سيتراجع "مالك" عن دعوته إلى الله ثمّ تجرفه تيارات هذيانية تقلبه إلى الردّة والإلحاد فينخلع عنه معجبوه ويصير (تريند) تلوكه ألسنة النّاس!!

    كل أولئك الرجال أثّروا في حياة بطلة الرواية وشكّلوا شخصيّتها، لقد عرف كل واحدٍ منهم كيف يستدعي دموعها أو يزيح أحزانها، كيف يُشعرها بمزيج الحبّ والألم، السعادة والحزن.

    في الرواية التي كتبتها "سلمى" عن حياتها (ثمّ سرقها الكاتب أمجد سليم) سنجد في كل صفحةٍ منها كشفاً جديداً عن حياتها ومُفترقات الطرق التي مرّت بها. لقد حوّلت حياتها الشخصية إلى فنٍّ أدبي، لتلهم الآخرين للنّظر عن كثبٍ في تفاصيلهم اليوميّة واكتشاف الجمال أو المنغّصات في كل شيءٍ مهما كان بسيطاً. رأيتُ في قصصها أنّها ليست مجرّد حكايات، بل هي دعوةٌ لاستكشاف العمق والجمال الموجود في كلٍّ منّا. وهكذا، فإن الكتابة لديها لم تكن موهبة فحسب، بل هي انعكاسٌ صادقٌ لحياتها ورؤيتها للعالم.

    في الصفحات الأربع الاخيرة من الرواية يفاجئنا الكاتب "حسن كمال" بما لم نتوقعه، لقد كانت الصدمات والمشاكل الكثيرة التي مرّ بها أولئك الرجال الأربعة مكائد مُخطّطاً لها بالفعل وهي انتقام "سلمى" المُمنهج منهم عمّا مضى من حياتها الكئيبة معهم.

    - ابتعد الكاتب كليّاً عن العاميّة، والتزم لغةً فُصحى دون مبالغاتٍ أو محسّناتٍ بديعية. وسيمرّ في الرواية شخصيّاتٌ كثر: مثل "نانسي" الطبيبة النفسية، و"سامح" الزميل في الجامعة، و"أميرة بدراوي"، و"ريما" الشخصية المُتخيّلة التي ترافق "سلمى" منذ طفولتها كأنّها ملاكها الحارس الذي يلومها ويعاتبها أو ينصحها ويشجعها فيما تفعل. حرص الكاتب أن يركّز على تطوّر هذه الشخصيات وتغيّراتها النفسية الحاصلة مع تقادم الزمن.

    ملخص القول: أرى أنّ الرواية لم تقدّم طرحاً جديداً على المستوى الفنّي أو القصصي، والسرد الطويل فيها والنجوى (حديث النفس) الذي يقتحم الرواية كثيراً في فصولها يبعث على السأم والملال، ويؤخرها عن مصاف الروايات الجميلة التي أنصح بها.

    • الرواية المسروقة
    • حسن كمال
    • الناشر: ديوان
    • الطبعة الأولى 2024 . صفحة 284.
يعمل...