"غرافيتي بغداد" يحول مضامين ثقافية إلى جداريات قريبة من العراقيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "غرافيتي بغداد" يحول مضامين ثقافية إلى جداريات قريبة من العراقيين


    "غرافيتي بغداد" يحول مضامين ثقافية إلى جداريات قريبة من العراقيين


    فن الغرافيتي ينجح في إخراج الفن التشكيلي من صالات العرض المكيّفة ونثره في الشوارع.
    السبت 2025/04/05
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    إحياء لسيرة علماء ومفكرين ومثقفين

    بغداد - فن الغرافيتي هو فن الشوارع المتمرّد بامتياز، فن نجح في إخراج الفن التشكيلي من صالات العرض المكيّفة ونثره في الشوارع، يولد على الجدران وواجهات المنازل والمؤسسات وأصبح جزءا من الحياة اليوميّة في أغلب العواصم العربية ومن بينها بغداد، حيث يبث رسائل بسيطة وعميقة، ويختصر الكثير من حال البلدان والمجتمعات، ويأتي بمبادرات فردية وجماعية.

    وفي مبادرة لجعل المضمون الثقافي شاخصا في الفضاء العام وأمام أنظار الناس وهم يتابعون بعض الجمل والعبارات التي تعود إلى شخصيات ثقافية وفكرية عراقية، أنجز رواق “بصمة بغدادية” مشروعا بعنوان “غرافيتي بغداد”، حيث رسم عشرة أعمال من جداريات الغرافيتي الثقافي، خمسة منها في جانب الكرخ وخمسة أخرى في جانب الرصافة بالعاصمة العراقية.

    المشروع نفذه عدد من الرسامين والخطاطين العراقيين، قاموا بتوظيف تقنيات عديدة لإبراز جماليات الرسم والخط العربي.

    وقال المشرف على رواق “بصمة بغدادية” الشاعر حسام السراي “المجتمع اليوم، أو لنقل جزء غير قليل منه، مهموم ومشغول بأشياء أخرى هي التي تشكل حياته، وهو بعيد عن المضمون الثقافي وربما لا يصله أساسا، سألنا كثيرين من هو محمد فاضل الجمالي ومن هو فالح عبدالجبار ومن هو محمد مكية ومن هو رفعت الجادرجي وتذكر بعضهم أنه يعرف علي الوردي لكنه لم يعد يقرأ ويتابع، هذا هو الواقع في الشارع وهذه المبادرة جعلتنا في مواجهته.”

    وأوضح “ما قمنا به نواة لأعمال ومشاريع مقبلة، بما تمثله من طموح بأن تؤثر حتى في تفكير وسلوك الإنسان الذي تصادفه في شوارع بغداد.”

    المشروع نفذه عدد من الرسامين والخطاطين العراقيين، وظفوا تقنيات عديدة لإبراز جماليات الرسم والخط العربي

    وقد تكون فريق تنفيذ المبادرة من الفنانين: محمد كاطع، يوسف مجيد، حيدر خيال، عمار الشمري، سجاد حسين. وصمم الأعمال الأكاديمي د.إياس العباس، بينما أشرف الصحافي كوكب السياب على المتابعة والتوثيق، وكان المشروع من فكرة واختيار الشاعر حسام السراي.

    أما الشخصيات التي تم اختيارها في المبادرة فهي: علي الوردي، محمد مكية، رفعت الجادرجي، فالح عبدالجبار، فوزي كريم، حيدر سعيد، زهير الجزائري، لاهاي عبدالحسين، لميعة عباس عمارة، محمد فاضل الجمالي.

    وتعرض الجداريات صورا للمثقفين وأشهر أقوالهم ومؤلفاتهم، ومن بينها جدارية لعالم الاجتماع د. علي الوردي تدعو إلى “الاهتمام بالعلم والصناعة والنظام،” حيث جاءت فيها صورته وإلى جانبها قوله “علموا الأطفال بأن القوة التي تحكم العالم اليوم ليست هي قوة فرد إزاء فرد أو سيف إزاء سيف، إنها قوة العلم والصناعة والنظام،” فيما تحدثت جدارية الباحث والكاتب محمد فاضل الجمالي عن أهمية الأخلاق، ونقلت الجدارية تساؤلا كان قد طرحه الباحث حول “ما قيمة الشهادة المدرسية إذا كان حاملها غير متحل بالأخلاق الفاضلة؟ عالمنا يحتاج إلى ثورة أخلاقية يقوم بها كل فرد منا مبتدئا بنفسه.”

    أما جدارية عالم الاجتماع د. فالح عبدالجبار فدعت إلى حل النزاعات وفق القيم المدنية والقانونية مستعرضة قول المفكر الراحل “نحتاج إلى تنامي الوعي بحيث تشيع القيم المدنية والقانونية لحل النزاعات وليس العودة إلى الأساليب البدائية.”

    وتحمل كل جدارية من الجداريات العشر رسالة ما موجهة إلى الجمهور، وهناك جداريات تعرض صورا مصغرة عن أشهر مؤلفات أصحابها، وجداريات لنساء مفكرات، منهن الأكاديمية وعالمة الاجتماع الدكتورة لاهاي عبدالحسين، تؤكد أن “العراقي ليس سهلا ويشق طريقه قدما،” كما جاء فيها قولها “العراقيون مقاومون أشداء لما يفرض عليهم عنوة وهم يصنعون تاريخهم ويقدمون التضحيات الجمة على هذا الطريق.”

    وتحضر أيضا ذكرى الشاعرة لميعة عباس عمارة وكلماتها التي تقول فيها “لمها الرصافة في الهوى سفر.. لعيونها يتفجر الشعر.. يا ثقل كرخي نجاذبه.. لطف الهوى ووصاله نزر.”

يعمل...