روائع الحضارة الإسلامية كنوز نادرة تروي تاريخ الفن والعلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • روائع الحضارة الإسلامية كنوز نادرة تروي تاريخ الفن والعلم

    روائع الحضارة الإسلامية كنوز نادرة تروي تاريخ الفن والعلم


    متحف الشارقة للحضارة الإسلامية يقدم تشكيلة رائعة من نوادر المقتنيات والمجموعات الفريدة للحضارة الإسلامية.
    الثلاثاء 2025/03/25
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    المعرض يكشف عن الإبداع الإسلامي

    طلال المعمري

    مسقط - يقدم معرض روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية المقام حاليًا في المتحف الوطني العماني، تشكيلة رائعة من نوادر المقتنيات والمجموعات الفريدة للحضارة الإسلامية.

    فإلى جانب أول مصحف مطبوع بتقنية الطباعة الحجرية من تركيا العثمانية والذي يعود للفترة (1277-1293هـ / 1861-1876م)، تعرض مجموعة من القطع الفنية النادرة، من بينها كأس فضية مزينة بنقوش نباتية تحمل طغراء السلطان العثماني عبدالحميد الثاني.

    والمصحف المشار إليه هو نسخة نادرة وفريدة طبعت في تركيا باستخدام الورق والحبر الأسود، مع تزيينات ملونة وطلاءات مذهبة. يبلغ طول المصحف 125 مم وعرضه 195 مم، ويضم 13 سطرًا في كل صفحة.

    تتزين الصفحتان الافتتاحيتان بآيات من سورة الفاتحة جهة اليمين والآيات الأولى من سورة البقرة جهة اليسار، وهما محاطتان بزخارف زهرية ونباتية ملونة على خلفية مذهبة. أما بقية الصفحات، فهي مؤطرة بإطارات مذهبة، بينما تظهر أسماء السور داخل مستطيلات مزخرفة بالأخضر والأحمر والأبيض على أرضية ذهبية. كما تميزت الهوامش بعلامات مذهبة على شكل دلايات لتحديد مواضع السجدات والأجزاء والأحزاب. وفي خاتمة المصحف، وثّق الخطاط بخط يده أمر السلطان بتكليفه نسخ المصحف وتاريخ إنجازه.

    المعرض المقام في مسقط يضم ثلاثة أقسام رئيسة هي قسم "فنون الخط"، و"العلوم والابتكارات" و"التناغم والتنوع"

    كما يضم المعرض مبخرة على شكل قطة مصنوعة من خليط النحاس، صُممت بشكل يسمح بانحناء الرأس إلى الخلف لوضع الفحم الساخن والبخور داخل الجسم المجوف، بينما زُين الجسم بزخارف نباتية متشابكة ذات فتحات لتسهيل انتشار الروائح العطرية، أما الذيل فهو بمثابة مقبض يُستعمل لنقل المبخرة. وقد اشتهر هذا النوع من المباخر في أوائل العقود الإسلامية في إيران، ويظهر بوضوح مهارة صناع المشغولات المعدنية.

    ومن المعروضات أيضًا إبريق لاجفاردينا مصنوع من الفخار المذهب ومزين بالمينا فوق التزجيج، يعود إلى القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي. كما يضم المعرض منضدة سداسية الشكل مصنوعة من خليط النحاس، تعود إلى مصر في القرن التاسع عشر/ العشرين الميلادي. صُممت هذه المنضدة على هيئة كرسي عشاء، وزُينت باسم السلطان الناصر محمد بن قلاوون، حيث قُسم كل جانب من جوانبها الستة إلى أربعة أقسام عمودية زخرفت بإتقان من خلال الحفر والحز والتخريم والتكفيت بالفضة عليها كتابات نُفذت بخط الثلث تضمنت ألقاب السلطان الناصر محمد بن قلاوون.

    ومن بين المعروضات أيضًا مخطوط طبي نفيس مترجم إلى اللغة العربية، يعود إلى القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، ومنشأه سوريا أو العراق. كُتب المخطوط على ورق باستخدام الحبر الأسود والأحمر، ويعد من أهم المخطوطات الطبية المترجمة عن اللغة اليونانية، حيث تولى ترجمته حبيش بن الحسن الأعسم الدمشقي، أحد أبرز المترجمين في ذلك العصر، والذي كان من أنبغ تلامذة وخدام خاله الطبيب والمترجم الشهير حنين بن إسحاق العبادي.

    يعود أصل هذا المخطوط إلى الطبيب الإغريقي الشهير جالينوس (129 – 216م)، الذي مارس الطب في أنحاء الإمبراطورية الرومانية وترك إرثًا علميًا ضخمًا. ويتضمن المخطوط الذي يحمل عنوان “حيلة البرء” 14 مقالة من مؤلفات جالينوس، وقد كُتبت نصوصه بخط النسخ باستخدام المداد البني الغامق، بينما زُينت العناوين بالمداد الأحمر. ويتكون من 180 ورقة محفوظة داخل غلاف جلدي بني اللون مختوم على الطراز المغربي.

    ويحتوي المعرض كذلك على درهم فضي نادر يُعد أول عملة إسلامية مغولية ضُربت في بغداد بعد سقوط الدولة العباسية على يد المغول عام 656هـ / 1258م.

    كما يضم المعرض صندوقًا فاخرًا مصنوعًا من خليط النحاس المطعّم بالنحاس والفضة، ومبطن بالخشب وبتطعيمات خشبية متعددة الألوان، يعود إلى القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، ومنشؤه القاهرة أو دمشق. يتميز الصندوق بزخارف دقيقة وكتابات نُفذت بخط الثلث تغطي جميع جوانبه وتتوزع بين الأدعية والألقاب، ومن الأعلى نُقش عليه “يا عليم”، ومن الجوانب “يا من نالني” يا حنان”، “يا منان.”


    إرث عريق


    ويبرز هذا الصندوق جماليات فن التحف المعدنية المطعمة الذي يعد من أبرز إنجازات الحضارة الإسلامية منذ عصورها الأولى، فقد أبدع الصنّاع المسلمون في زخرفة المعادن بالنقوش الكتابية والزخارف الهندسية والنباتية، مستخدمين خطوطًا متنوعة مثل الكوفي والثلث والفارسي لإضفاء لمسات جمالية متميزة ومعانٍ دينية أو زخرفية على تلك الأعمال. وربما استُخدم هذا الصندوق لأغراض متعددة مثل حفظ أدوات الخط أو الحلي أو المقتنيات الثمينة، ما يعكس مكانة هذه القطعة كعنصر فني ووظيفي في آنٍ واحد. يبلغ ارتفاع الصندوق 93 مم، وعرضه 204 مم، وعمقه 129 مم.

    يشار إلى أن المعرض المستمر حتى 3 مايو المقبل ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي قسم “فنون الخط”، و”العلوم والابتكارات”، و”التناغم والتنوع”، حيث يسلط كل قسم الضوء على جانب مميز من الإبداع الإسلامي. فقسم فنون الخط يعنى بإبراز جماليات الخط العربي، حيث يأخذ الزوار في رحلة عبر تاريخ الخط العربي وتطوره، عبر مجموعة من المخطوطات الإسلامية والمنسوجات والمسكوكات.

    تشمل المعروضات مصاحف وصفحات قرآنية، وستائر المسجد النبوي، وإطارا مطرزا من كسوة الكعبة (القنديل)، إلى جانب أدوات الكتابة ومسكوكات تعود للفترتين الأموية والعباسية. ويبرز القسم كيف ألهم الإعجاز القرآني الخطاطين والفنانين، ما انعكس في تنوع الخطوط وفنون التذهيب والتزيين.

    أما قسم العلوم والابتكارات فيسلط الضوء على إنجازات العلماء المسلمين في مجالات الفلك والطب، من خلال عرض نماذج للأسطرلابات والكرات السماوية، ومخطوط طبي مترجم إلى العربية من اليونانية يعود للقرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، أعده حبيش بن الحسن الدمشقي عن كتاب للطبيب الإغريقي جالينوس. كما يضم القسم أدوات طبية مثل أدوات طب الأسنان والكي، ما يعكس تقدم المسلمين في العلوم الطبية.

    فيما يعرض قسم التناغم والتنوع جمالية الفن الإسلامي من الزخارف الهندسية والنباتية والتصويرية، وتطوره ما بين القرنين الثاني – الرابع عشر الهجري/ الثامن – العشرين الميلادي، من خلال مجموعة فريدة من المقتنيات تمثل الحياة الاجتماعية وتأثير التبادل التجاري والفني في مختلف دول العالم الإسلامي من بينها أدوات مائدة متنوعة تشمل الأباريق والأوعية والجرار الفخارية المزججة والمعدنية، بالإضافة إلى القوارير الزجاجية والمعدنية، والمباخر، والمصابيح، والشمعدانات.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...