تويت
#قراءة_2025 (7)
صورة الإسلام في أوروبا، ريتشارد سوذرن، ١٧١ صفحة.
...........
من الكتب الجميلة ويتميز بالدقة والموضوعية والترابط بين الأفكار والجمل، وعرض الموضوع بطريقة جميلة.
قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أقسام وهي فترات رؤية أوروبا للإسلام والمسلمين، كانت الفترة الأولى هي فترة الجهل بطبيعة الإسلام وعدم معرفتها أي شيء عنه سوى الموجود في الكتاب المقدس، ثم المتخيل الأوروبي عنه وهو غير حقيقي.
والفترة الثانية هي فترة التعقل والأمل وذلك مع رؤية المسلمين عن قرب في الحملات الصليبية خاصة الحملة الخامسة وانتصار المسلمين في دمياط.
عرض الكتاب آراء كثير من المفكرين الغربيين في العصور الوسطى حول الإسلام، وتطور الصورة بعد فتح القسطنطينية عن قبلها، ورحلات الكثير إلى البلاد الإسلامية وإلى المغول والتتار لاكتشاف العدو الجديد الذي كان يهدد أوروبا في ذلك الوقت ومحاولة معرفة أفكاره وهدفه، وتضاربت هذه الآراء حول السلام معهم أو حربهم.
كان البعض يرى أن التعايش السلمي والحوار مع المسلمين قد يؤدي إلى نتيجة إيجابية في تحويلهم إلى المسيحية، بينما رأى البعض أن هذا سلاح ذو حدين قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، والبعض الآخر يرى الحل في الحروب الصليبية مع صعوبة تحقيقها بعد سقوط إستانبول والمجر في يد العثمانيين.
في الحقيقة نظرة أوروبا العصور الوسطى للمسلمين وعدم الاهتمام بهم أو معرفة أخبارهم من باب "الأنا والآخر" هي نفس نظرة العثمانيين في القرن ١٦ م لأوروبا وعدم الاهتمام بها.
رأى بعض المفكرين في العصور الوسطى أن عدو أوروبا ليس الإسلام لأنه يحترم الآخر ويتعايش معه، إنما العدو الأصلي هو "الكنيسة" وحب الدنيا والبعد عن الدين، وفسروا أن هزيمة أوروبا أمام العثمانيين هو عقاب الرب لها لبعدها عن الدين.
الترجمة جميلة جدا، وسلسة، والموضوع تمت معالجته وعرضه بطريقة احترافية، والترابط بين الأحداث بديع، وهو كتاب خفيف الظل، أثبت أن أوروبا في العصور الوسطى كانت تجهل الإسلام وماهيته واعتمدت على التصورات الخاطئة، وعرفت حقيقته وقوته مؤخرا بعد فوات الأوان وسقوط إستانبول والمجر والبلقان في يد العثمانيين فبدأت البحث عن المصدر وترجمة القرآن الكريم والتعرف على تراث المسلمين.
رابط الكتاب:
https://t.me/osmanlihistory86/1748
د. محمد عبد العاطي محمد
صورة الإسلام في أوروبا، ريتشارد سوذرن، ١٧١ صفحة.
...........
من الكتب الجميلة ويتميز بالدقة والموضوعية والترابط بين الأفكار والجمل، وعرض الموضوع بطريقة جميلة.
قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أقسام وهي فترات رؤية أوروبا للإسلام والمسلمين، كانت الفترة الأولى هي فترة الجهل بطبيعة الإسلام وعدم معرفتها أي شيء عنه سوى الموجود في الكتاب المقدس، ثم المتخيل الأوروبي عنه وهو غير حقيقي.
والفترة الثانية هي فترة التعقل والأمل وذلك مع رؤية المسلمين عن قرب في الحملات الصليبية خاصة الحملة الخامسة وانتصار المسلمين في دمياط.
عرض الكتاب آراء كثير من المفكرين الغربيين في العصور الوسطى حول الإسلام، وتطور الصورة بعد فتح القسطنطينية عن قبلها، ورحلات الكثير إلى البلاد الإسلامية وإلى المغول والتتار لاكتشاف العدو الجديد الذي كان يهدد أوروبا في ذلك الوقت ومحاولة معرفة أفكاره وهدفه، وتضاربت هذه الآراء حول السلام معهم أو حربهم.
كان البعض يرى أن التعايش السلمي والحوار مع المسلمين قد يؤدي إلى نتيجة إيجابية في تحويلهم إلى المسيحية، بينما رأى البعض أن هذا سلاح ذو حدين قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، والبعض الآخر يرى الحل في الحروب الصليبية مع صعوبة تحقيقها بعد سقوط إستانبول والمجر في يد العثمانيين.
في الحقيقة نظرة أوروبا العصور الوسطى للمسلمين وعدم الاهتمام بهم أو معرفة أخبارهم من باب "الأنا والآخر" هي نفس نظرة العثمانيين في القرن ١٦ م لأوروبا وعدم الاهتمام بها.
رأى بعض المفكرين في العصور الوسطى أن عدو أوروبا ليس الإسلام لأنه يحترم الآخر ويتعايش معه، إنما العدو الأصلي هو "الكنيسة" وحب الدنيا والبعد عن الدين، وفسروا أن هزيمة أوروبا أمام العثمانيين هو عقاب الرب لها لبعدها عن الدين.
الترجمة جميلة جدا، وسلسة، والموضوع تمت معالجته وعرضه بطريقة احترافية، والترابط بين الأحداث بديع، وهو كتاب خفيف الظل، أثبت أن أوروبا في العصور الوسطى كانت تجهل الإسلام وماهيته واعتمدت على التصورات الخاطئة، وعرفت حقيقته وقوته مؤخرا بعد فوات الأوان وسقوط إستانبول والمجر والبلقان في يد العثمانيين فبدأت البحث عن المصدر وترجمة القرآن الكريم والتعرف على تراث المسلمين.
رابط الكتاب:
https://t.me/osmanlihistory86/1748
د. محمد عبد العاطي محمد