السيمياء الأوروبية .. تطور السيمياء الأوروبية
السيمياء الأوروبية
كان السيميائيون الأوروبيون بالتالي عددا وافرا ، لكنه حذر ومحترس ولم يطلقوا لخيالهم الجامح العنان. وظهر عدد من المخطوطات السيميائية لكنها في الأساس كانت تكرارا لما كان قد قيل سابقا، كما أجري عدد من التجارب، لكنها كانت في أساسها تكرارا لما كان قد أجري من قبل. قام السيميائيون بتغليف أعمالهم بالرمزية والغموض - مفترضين أنهم يخبئون السر الأعظم - لكن من المحتمل أن يكون هذا الغموض قد استخدم لغرض آخر : من الصعب اتهام أحد بالانحراف عن الرأي القويم إذا لم يكن في الإمكان فهم ما يقوله فعلا .
كان يشار للزئبق مثلا بأسماء الحاجب، بلسمنا، عسلنا يعود ضمير المتكلم هنا على زمرة السيميائيين زيت بول، ندى مايو البيضة الأم الفرن السري الفرن، النار الحقيقية، التنين السام، ترياق المنجم المتوهج الأسد الأخضر، طائر هرمز (رسول) الآلهة عند الإغريق والسيف ذي الحدين الذي يحرس شجرة الحياة (3) . وكانت الطيور التي تطير إلى السماء ثم تعود ترمز للتسامي والتقطير . أما الأسد المفترس فكان يشير للحمض الأكال أو الحات الذي تتآكل فيه الفلزات). وكانت الأفعى أو التنين تمثل المادة في حالتها غير السوية يمكن تتبع هذه الفكرة حتى زوسيموس من سيميائيي الإسكندرية). ويرمز الزواج أو الاتحاد الجنسي إلى العملية السيميائية نفسها يمكن تتبع ذلك حتى ماري اليهودية من سيميائيي الإسكندرية). وقد استخدمت رموز شائعة من الديانة المسيحية لوصف العمليات السيميائية . كان التوازى قائما بين الموت السيميائي وإعادة ميلاد الفلزات وبعث المسيح، وبين الثالوث الإلهى المقدس وثالوث الملح والكبريت والزئبق، وهي التي كانت تعد جزءا من جميع الفلزات.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن عند هذه النقطة هو: إذا كان عندهم سر ثمين بهذا الشكل، بحيث لابد أن يكتب بالشفرة، إذن لماذا كتب -السيميائيون كتبا - سواء مشفرة أو غير مشفرة - مجازفين بأن يتمكن أحد من فك الشفرة ومعرفة السر؟ إن إحدى الإجابات المحتملة هي المكسب الذي يحصلون عليه من بيع الكتب إلى سيميائيين آخرين. كان معظم السيميائيين من رجال الدين وهم المجموعة الأكثر أهلية لمعرفة القراءة والكتابة المعدمين إما نتيجة للظروف، وإما أنهم أخذوا على أنفسهم عهدا أمام الكنيسة ألا يتملكوا شيئا . وفى الوقت الذي كانوا يدعون فيه أنهم يحترفون السيمياء من أجل مجد الكنيسة المسيحية، فإن الكنيسة تؤيد هذه الأعمال حتى النهاية. كان لابد من شراء المعدات، وكانت الأجهزة الزجاجية رديئة سهلة الكسر. وكان لابد من مضاعفة أجر الحرفيين عدة مرات ليقبلوا العمل في سرية، لأن السيميائيين لم تكن لديهم موافقة من الجهات العليا، أو حتي ثقة في جيرانهم. وقد يكون السبب خوفهم من أن يكتشف أحد ما كانوا يقومون به من أعمال ويحاول أن ينتزع منهم السر الذي لا يملكونه بالقوة.
ومهما كان الدافع وراء ذلك، فإن هالة الغموض التي كانت تحيط بالكتابات وجو الأسرار الذي رافق الممارسة، كل ذلك ولد موجة من عدم الثقة في صنعة السيمياء. كان هناك فصيل آخر من السيميائيين لم يفعل الشيء الكثير لتهدئة النفوس المتوقدة للعلم والمعرفة، لكنه كان ذا روحمبدعة. نأوا بأنفسهم عن الاعتماد على أي سلطة استخفافا وتحديا لهذه السلطة، لقد ترفعوا فوق مستنقع الغموض ليكتشفوا الطريقة الحقيقية لاكتساب الذهب، إنهم السيميائيون الغشاشون.
السيمياء الأوروبية
كان السيميائيون الأوروبيون بالتالي عددا وافرا ، لكنه حذر ومحترس ولم يطلقوا لخيالهم الجامح العنان. وظهر عدد من المخطوطات السيميائية لكنها في الأساس كانت تكرارا لما كان قد قيل سابقا، كما أجري عدد من التجارب، لكنها كانت في أساسها تكرارا لما كان قد أجري من قبل. قام السيميائيون بتغليف أعمالهم بالرمزية والغموض - مفترضين أنهم يخبئون السر الأعظم - لكن من المحتمل أن يكون هذا الغموض قد استخدم لغرض آخر : من الصعب اتهام أحد بالانحراف عن الرأي القويم إذا لم يكن في الإمكان فهم ما يقوله فعلا .
كان يشار للزئبق مثلا بأسماء الحاجب، بلسمنا، عسلنا يعود ضمير المتكلم هنا على زمرة السيميائيين زيت بول، ندى مايو البيضة الأم الفرن السري الفرن، النار الحقيقية، التنين السام، ترياق المنجم المتوهج الأسد الأخضر، طائر هرمز (رسول) الآلهة عند الإغريق والسيف ذي الحدين الذي يحرس شجرة الحياة (3) . وكانت الطيور التي تطير إلى السماء ثم تعود ترمز للتسامي والتقطير . أما الأسد المفترس فكان يشير للحمض الأكال أو الحات الذي تتآكل فيه الفلزات). وكانت الأفعى أو التنين تمثل المادة في حالتها غير السوية يمكن تتبع هذه الفكرة حتى زوسيموس من سيميائيي الإسكندرية). ويرمز الزواج أو الاتحاد الجنسي إلى العملية السيميائية نفسها يمكن تتبع ذلك حتى ماري اليهودية من سيميائيي الإسكندرية). وقد استخدمت رموز شائعة من الديانة المسيحية لوصف العمليات السيميائية . كان التوازى قائما بين الموت السيميائي وإعادة ميلاد الفلزات وبعث المسيح، وبين الثالوث الإلهى المقدس وثالوث الملح والكبريت والزئبق، وهي التي كانت تعد جزءا من جميع الفلزات.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن عند هذه النقطة هو: إذا كان عندهم سر ثمين بهذا الشكل، بحيث لابد أن يكتب بالشفرة، إذن لماذا كتب -السيميائيون كتبا - سواء مشفرة أو غير مشفرة - مجازفين بأن يتمكن أحد من فك الشفرة ومعرفة السر؟ إن إحدى الإجابات المحتملة هي المكسب الذي يحصلون عليه من بيع الكتب إلى سيميائيين آخرين. كان معظم السيميائيين من رجال الدين وهم المجموعة الأكثر أهلية لمعرفة القراءة والكتابة المعدمين إما نتيجة للظروف، وإما أنهم أخذوا على أنفسهم عهدا أمام الكنيسة ألا يتملكوا شيئا . وفى الوقت الذي كانوا يدعون فيه أنهم يحترفون السيمياء من أجل مجد الكنيسة المسيحية، فإن الكنيسة تؤيد هذه الأعمال حتى النهاية. كان لابد من شراء المعدات، وكانت الأجهزة الزجاجية رديئة سهلة الكسر. وكان لابد من مضاعفة أجر الحرفيين عدة مرات ليقبلوا العمل في سرية، لأن السيميائيين لم تكن لديهم موافقة من الجهات العليا، أو حتي ثقة في جيرانهم. وقد يكون السبب خوفهم من أن يكتشف أحد ما كانوا يقومون به من أعمال ويحاول أن ينتزع منهم السر الذي لا يملكونه بالقوة.
ومهما كان الدافع وراء ذلك، فإن هالة الغموض التي كانت تحيط بالكتابات وجو الأسرار الذي رافق الممارسة، كل ذلك ولد موجة من عدم الثقة في صنعة السيمياء. كان هناك فصيل آخر من السيميائيين لم يفعل الشيء الكثير لتهدئة النفوس المتوقدة للعلم والمعرفة، لكنه كان ذا روحمبدعة. نأوا بأنفسهم عن الاعتماد على أي سلطة استخفافا وتحديا لهذه السلطة، لقد ترفعوا فوق مستنقع الغموض ليكتشفوا الطريقة الحقيقية لاكتساب الذهب، إنهم السيميائيون الغشاشون.
تعليق