((رسالة الغفران)) لأبي العلاء المعري
1. مقدمة عن الكتاب?
رسالة الغفران هي من أبرز الأعمال الأدبية في التراث العربي كتبها أبو العلاء المعري ردًا على رسالة ابن القارح، لكنها تجاوزت كونها مجرد رد، لتصبح رحلة أدبية وفكرية وفلسفية في عالم الآخرة حيث يسخر المعري من التصورات الدينية والأدبية السائدة بأسلوب يجمع بين النقد الحاد والسخرية الذكية.
يُعتقد أن هذه الرسالة كانت من الإلهامات التي تأثر بها دانتي في الكوميديا الإلهية رغم الاختلافات الجوهرية بين العملين.
2. البنية والأسلوب?
ينقسم الكتاب إلى جزأين رئيسيين:
? الجزء الأول:
يتناول رد المعري على ابن القارح بأسلوب فكري ساخر، حيث يسرد رحلة خيالية إلى الجنة حيث يجد الشعراء واللغويين وقد غُفر لهم لكنه يعرضهم في مواقف ساخرة تكشف مفارقات حياتهم وأفكارهم.
? الجزء الثاني:
هو حديث أكثر مباشرة في مسائل دينية وأدبية ويحتوي على نقد لاذع للمجتمع وأسلوب تفكير العلماء والأدباء.
يمزج الأسلوب في رسالة الغفران بين النثر والشعر وبين الفكاهة والفلسفة، مما يجعلها نصًا غنيًا ومعقدًا.
3. الأفكار والمحاور الرئيسية?
أ //// السخرية من التصورات الدينية
المعري يعرض الجنة والنار بطريقة تخالف المفاهيم التقليدية حيث يجد فيها شعراء عاشوا حياةً فاسدة لكنهم يُغفر لهم بسبب أبيات شعرية مدحوا بها الله بينما علماء متشددون يُعاقبون بسبب تزمتهم.
هذه المفارقة تسخر من فكرة الغفران بناءً على الشكل لا الجوهر.
ب //// النقد الأدبي والتاريخي
يستعرض المعري العديد من الشعراء واللغويين الكبار،مثل امرئ القيس، فيضعهم في مواقف ساخرة تكشف نفاقهم أو ضعفهم الفكري، ما يعكس رؤيته تجاه الأدب والشعر.
ج //// الفلسفة
يتكرر في النص تساؤل المعري عن العدالة الإلهية، وكيف يمكن للغفران أن يُمنح لأشخاص دون غيرهم وهو جزء من رؤيته الفلسفية التي تميل إلى التشكيك في المسلمات.
4. أهمية الرسالة وتأثيرها?
? رسالة الغفران ليست مجرد نص أدبي، بل هي عمل نقدي ساخر يجمع بين الفلسفة والدين والأدب.
? أثرت على أدب الرحلة والتصورات الخيالية للأدب العربي.
? يُقال إنها ألهمت بعض العناصر في الكوميديا الإلهية لدانتي، رغم اختلاف الأهداف والروح العامة.
5. الخلاصة
رسالة الغفران هي عمل إبداعي وفكري فريد يعكس رؤية أبي العلاء المعري العميقة والساخرة للعالم، ويستحق القراءة ليس فقط كنص أدبي بل كنقد اجتماعي وفلسفي يثير الأسئلة أكثر مما يقدم الإجابات.
?عن المؤلف:
أبو العلاء المعري هو شاعر وأديب وفيلسوف عربي من العصر العباسي، اشتهر بآرائه الجريئة وفلسفته المثيرة للجدل في زمانه.
وُلِد في عام 363هـ في معرة النعمان بسوريا حيث فقد بصره في طفولته بسبب إصابته بمرض الجدري،لكنه لم يدع ذلك يمنعه من طلب العلم.
درس القراءات القرآنية على يد الشيوخ، وبدأ نظم الشعر في سن الحادية عشرة.
في عام 398هـ، رحل إلى بغداد حيث أقام عامًا وسبعة أشهر ثم عاد إلى معرة النعمان،واعتزل الناس لفترة، مما أكسبه لقب “رهين المحبسين”؛ إشارة إلى فقدانه البصر وعزلته في منزله.
إنتاجه الأدبي والفكري:
يُعد شعر المعري انعكاسًا لحكمته وفلسفته وأبرز دواوينه المطبوعة هما “سقط الزند واللزوميات” تُرجمت العديد من أشعاره إلى لغات مختلفة نظرًا لعمق أفكاره وتأثيره الواسع. أما مؤلفاته النثرية، فتشمل كتبًا عديدة، منها:
? “الأيك والغصون” في الأدب، وهو عمل ضخم يزيد على مئة جزء.
? “تاج الحرة” الذي يتناول النساء وأخلاقهن ومواعظهن.
? “عبث الوليد”، وهو شرح ونقد لديوان البحتري.
? “رسالة الملائكة”، وهي رسالة صغيرة.
? “رسالة الغفران”، والتي تُعد من أبرز أعماله النقدية والفكرية.
? “الفصول والغايات”، الذي يحمل طابعًا دينيًا وأدبيًا.
حياته وفلسفته:
كان المعري زاهدًا في الدنيا يتبنى أفكارًا متحررة في الفكر والأخلاق.
نادى بحقوق الحيوان وامتنع عن تناول اللحوم لمدة خمسة وأربعين عامًا كما كان يرتدي الملابس الخشنة.
امتلك آراءً خاصة في العقيدة، ما أدى إلى انقسام الناس حوله فبينما اتهمه البعض بالإلحاد، دافع عنه طه حسين في كتابه “مع أبي العلاء في سجنه”، معتبرًا أن فكره كان تعبيرًا عن عقل متحرر وليس خروجًا عن الدين.
وفاته وإرثه:
ظل المعري معتكفًا في منزله حتى وفاته عام 449هـ في معرة النعمان. أوصى أن يُكتب على قبره: “هذا جناه أبي عليَّ، وما جنيت على أحد.”، في إشارة إلى أن وجوده في الحياة كان نتيجة فعل والديه، وليس خياره الشخصي.
حضر جنازته عدد كبير من الأدباء والشعراء الذين رثوه بثمانين مرثاة، تخليدًا لإرثه الأدبي والفكري الذي ظل مؤثرًا عبر العصور.
ملاحظة ⚠️
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
https://www.hindawi.org/books/95904020/
#موجز_الكتب_العالمية
1. مقدمة عن الكتاب?
رسالة الغفران هي من أبرز الأعمال الأدبية في التراث العربي كتبها أبو العلاء المعري ردًا على رسالة ابن القارح، لكنها تجاوزت كونها مجرد رد، لتصبح رحلة أدبية وفكرية وفلسفية في عالم الآخرة حيث يسخر المعري من التصورات الدينية والأدبية السائدة بأسلوب يجمع بين النقد الحاد والسخرية الذكية.
يُعتقد أن هذه الرسالة كانت من الإلهامات التي تأثر بها دانتي في الكوميديا الإلهية رغم الاختلافات الجوهرية بين العملين.
2. البنية والأسلوب?
ينقسم الكتاب إلى جزأين رئيسيين:
? الجزء الأول:
يتناول رد المعري على ابن القارح بأسلوب فكري ساخر، حيث يسرد رحلة خيالية إلى الجنة حيث يجد الشعراء واللغويين وقد غُفر لهم لكنه يعرضهم في مواقف ساخرة تكشف مفارقات حياتهم وأفكارهم.
? الجزء الثاني:
هو حديث أكثر مباشرة في مسائل دينية وأدبية ويحتوي على نقد لاذع للمجتمع وأسلوب تفكير العلماء والأدباء.
يمزج الأسلوب في رسالة الغفران بين النثر والشعر وبين الفكاهة والفلسفة، مما يجعلها نصًا غنيًا ومعقدًا.
3. الأفكار والمحاور الرئيسية?
أ //// السخرية من التصورات الدينية
المعري يعرض الجنة والنار بطريقة تخالف المفاهيم التقليدية حيث يجد فيها شعراء عاشوا حياةً فاسدة لكنهم يُغفر لهم بسبب أبيات شعرية مدحوا بها الله بينما علماء متشددون يُعاقبون بسبب تزمتهم.
هذه المفارقة تسخر من فكرة الغفران بناءً على الشكل لا الجوهر.
ب //// النقد الأدبي والتاريخي
يستعرض المعري العديد من الشعراء واللغويين الكبار،مثل امرئ القيس، فيضعهم في مواقف ساخرة تكشف نفاقهم أو ضعفهم الفكري، ما يعكس رؤيته تجاه الأدب والشعر.
ج //// الفلسفة
يتكرر في النص تساؤل المعري عن العدالة الإلهية، وكيف يمكن للغفران أن يُمنح لأشخاص دون غيرهم وهو جزء من رؤيته الفلسفية التي تميل إلى التشكيك في المسلمات.
4. أهمية الرسالة وتأثيرها?
? رسالة الغفران ليست مجرد نص أدبي، بل هي عمل نقدي ساخر يجمع بين الفلسفة والدين والأدب.
? أثرت على أدب الرحلة والتصورات الخيالية للأدب العربي.
? يُقال إنها ألهمت بعض العناصر في الكوميديا الإلهية لدانتي، رغم اختلاف الأهداف والروح العامة.
5. الخلاصة
رسالة الغفران هي عمل إبداعي وفكري فريد يعكس رؤية أبي العلاء المعري العميقة والساخرة للعالم، ويستحق القراءة ليس فقط كنص أدبي بل كنقد اجتماعي وفلسفي يثير الأسئلة أكثر مما يقدم الإجابات.
?عن المؤلف:
أبو العلاء المعري هو شاعر وأديب وفيلسوف عربي من العصر العباسي، اشتهر بآرائه الجريئة وفلسفته المثيرة للجدل في زمانه.
وُلِد في عام 363هـ في معرة النعمان بسوريا حيث فقد بصره في طفولته بسبب إصابته بمرض الجدري،لكنه لم يدع ذلك يمنعه من طلب العلم.
درس القراءات القرآنية على يد الشيوخ، وبدأ نظم الشعر في سن الحادية عشرة.
في عام 398هـ، رحل إلى بغداد حيث أقام عامًا وسبعة أشهر ثم عاد إلى معرة النعمان،واعتزل الناس لفترة، مما أكسبه لقب “رهين المحبسين”؛ إشارة إلى فقدانه البصر وعزلته في منزله.
إنتاجه الأدبي والفكري:
يُعد شعر المعري انعكاسًا لحكمته وفلسفته وأبرز دواوينه المطبوعة هما “سقط الزند واللزوميات” تُرجمت العديد من أشعاره إلى لغات مختلفة نظرًا لعمق أفكاره وتأثيره الواسع. أما مؤلفاته النثرية، فتشمل كتبًا عديدة، منها:
? “الأيك والغصون” في الأدب، وهو عمل ضخم يزيد على مئة جزء.
? “تاج الحرة” الذي يتناول النساء وأخلاقهن ومواعظهن.
? “عبث الوليد”، وهو شرح ونقد لديوان البحتري.
? “رسالة الملائكة”، وهي رسالة صغيرة.
? “رسالة الغفران”، والتي تُعد من أبرز أعماله النقدية والفكرية.
? “الفصول والغايات”، الذي يحمل طابعًا دينيًا وأدبيًا.
حياته وفلسفته:
كان المعري زاهدًا في الدنيا يتبنى أفكارًا متحررة في الفكر والأخلاق.
نادى بحقوق الحيوان وامتنع عن تناول اللحوم لمدة خمسة وأربعين عامًا كما كان يرتدي الملابس الخشنة.
امتلك آراءً خاصة في العقيدة، ما أدى إلى انقسام الناس حوله فبينما اتهمه البعض بالإلحاد، دافع عنه طه حسين في كتابه “مع أبي العلاء في سجنه”، معتبرًا أن فكره كان تعبيرًا عن عقل متحرر وليس خروجًا عن الدين.
وفاته وإرثه:
ظل المعري معتكفًا في منزله حتى وفاته عام 449هـ في معرة النعمان. أوصى أن يُكتب على قبره: “هذا جناه أبي عليَّ، وما جنيت على أحد.”، في إشارة إلى أن وجوده في الحياة كان نتيجة فعل والديه، وليس خياره الشخصي.
حضر جنازته عدد كبير من الأدباء والشعراء الذين رثوه بثمانين مرثاة، تخليدًا لإرثه الأدبي والفكري الذي ظل مؤثرًا عبر العصور.
ملاحظة ⚠️
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
https://www.hindawi.org/books/95904020/
#موجز_الكتب_العالمية