الفروق الفردية في التعبير والإبداع الفني؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفروق الفردية في التعبير والإبداع الفني؟

    الفروق الفردية في التعبير والإبداع الفني؟

    اهتمت الأبحاث والدراسات التربوية والنفسية والفنية الحديثة بالفروق الفردية "اختلاف وتفاوت التعبير وطرزه ومستوياته"، وثبت من خلالها أن البشر مختلفون ومتفاوتون في طبيعتهم وإحساسهم ونشاطهم وقدراتهم واستعداداتهم وميولهم، مهما تساوت أعمارهم ومعدلات ذكائهم.

    فإذا تساوى العمر الزمني لا تتساوى انفعالاتهم وعواطفهم وخيالهم وقدراتهم العامة والفنية، ولو طلبنا من متعلمين الصف الواحد المتساوين عمرياً أن يعبروا عن موضوع العيد مثلاً وكانت خاماتهم موحدة، لوجدنا أن إنتاجاتهم وتعبيراتهم الفنية مختلفة فلكل فرد طريقته الخاصة في التعبير وفي معالجته للخامة ولكل منهم انفعالاته وأسلوبه التعبيري وتصوراته وخيالاته وذاكرته البصرية الخاصة واهتماماته الخطية والشكلية وتفضيلاته اللونية وأساليبه التكوينية والتصميمية "الهيولية" وطرقه التنفيذية، وهذه الاختلافات والتفاوتات دلالة للفروق الفردية بين المتعلمين.

    وباعترافنا بالفروق الفردية على معلم أو مدرّب الفنون ألاّ يُعامل المتعلمين والمتدربين في المجموعة الواحدة معاملة واحدة وبأسلوب واحد، بل يجب أن يتعامل معهم بمرونة لتتاح لكل منهم فرصة العمل والاستفادة، ويجب أن تكون الموضوعات والخامات مناسبة للمتوسط العام، وألاّ يكون أسلوبه الفني ثابتاً وطريقته التدريسية التدريبية موحدة، بل يجب أن تتمشى مع ميول المتعلمين، وتتناسب مع قدراتهم تبعاً لما بينهم من فروق فردية.

    ولابد من دراسة خصائص التعبير الفني لدى كل مرحلة من المراحل العمرية، وتعتبر أساسا لعملنا في مجال تعليم الفنون بصفة عامة، حتى نرى أن هناك من يزيد في عمره الفني عن عمره الزمني (الموهوب أو المتفوق) ونتعرّف على من عمره الفني أقل من عمره الزمني (المتخلف أو ضعيف التعلّم) ونتعرف على العاديين والأسوياء، ويتبقى أن تكون مهمة الفنان المعلم الأساسية هي مساعدة كل متعلم حسب قدراته وميوله الفنية ليصل إلى مستوى أعلى، وزيادة قدرته على فهم وتقدير وتفسير أعمال الأفراد تقديراً يتمشى مع قدرة كل منهم، ومعاملة كل منهم بأسلوب يناسبه، ومعالجة كل حالة حسب ظروفها، وبذلك يتحقق لكل فرد نمو شخصيته وفرديته أيضا، وعلى معلم الفن أيضا احترام عمل المتعلم وقدراته والاعتراف بذاتيته وفهم وتحليل أعماله، وعلاج أخطائه دون هدم شخصيته، وتبيين نقاط قوته ولو كانت بسيطة، فذلك يساعد كثيراً على نمو تعبيره الفني نمواً طبيعياً سليماً.
    والتعبير الفني للأفراد يمتاز بأنماط تشكيلية مختلفة حتى مع اختلاف وسائطهم التعبيرية المتعددة سوءا كان ذلك في الرسم أو التصوير أو النحت أو أشغال الخشب والمعادن والخزف والفنون الرقمية... الخ وغير ذلك من الأعمال والأشكال الفنية، ونذكر فيما يلي بعض هذه الفروق والأنماط في التعبير الفني والتي تحتوي الصفات التالية:-

    1- شخص يهتم في تعبيره بالطبيعة والواقع، لاعتماده على خبرته البصرية ويحاول التمسك بما يراه في الطبيعة من حقائق وتفاصيل ومميزات ويُعرّف هذا النمط (بالبصري الطبيعي الفوتوغرافي).

    2- شخص يُظهر إحساسه وانفعالاته الذاتية في تعبيره الفني ويصطبغ إنتاجه الفني بذاتيته ويعرف هذا النمط (بالذاتي أو التعبيري).

    3- شخص يهتم بالخطوط وما ينشأ منها من مساحات وأشكال وتوافق الألوان والتكرارات وعلاقة كل جزءً بالآخر؛ ليحصل على قيم جمالية في قالب جديد يحمل قيماً خطية ولونية وعلاقات شكلية تبعاً لوجهة نظره ويعرف هذا بالنمط (الخطي أو الزخرفي).

    4- شخص يؤكد على الأثر الزمني للضوء على الأشياء ودلالاته الخط في تعبيره الفني ولا يحاول تغييره ويتوقف عن الإنتاج والعمل والتعبير إلى أن يعود الأثر أو الحركة أو الظل والنور إلى ما كان عليه، وذلك لاهتمامه بالأثر الوقتي ويعرف هذا النمط (بالانطباعي أو التأثيري).

    5- شخص تمتاز أعماله بالرقة في المواضيع العاطفية وفي جماليات الخطوط أو الألوان، كما تمتاز أعماله بالدقة الطبيعية ويغلب عليها المواضيع الشاعرية ويعرف هذا النمط (بالشاعر أو الرومانسي).

    كما يوجد أنماطا أخرى للتعبير الفني لدى الإفراد من أبرزها النمط الكلاسيكي، الواقعي، التجريدي، التعبيري اللوني، التركيبي، البنائي، التكعيبي، الهندسي، السريالي، الخيالي، الرمزي، الشعبي، والكتابي الحروفي، المفاهيمي، والرقمي الحاسوبي وغيرها من أنماط التعبير البصري المتنوعة والتصاميم الشكلية المختلفة في الكل والأجزاء.

    لكن المهم يجب على معلم الفنون أن يساعد كل فرد حسب اتجاهه الموضوعي الفكري ونمطه الفني العملي ويقدم ما يناسبه من معلومات ومهارات وصور وخبرات فنية تتماشى مع هذا النمط الخاص، فينوع من موضوعاته وخاماته، فلا يستعمل خامة مدة طويلة سواء أكانت هذه الخامة الألوان أو أقلام الرصاص أو الصلصال أو الخشب أو الفلين أو المعادن أو... الخ من خامات ومواد؛ لأن ذلك يجعل المتعلم يمل الخامة ويكرهها فلا يُقبل عليها، كما أن تكرار الموضوع الواحد في الصف أو الورشة الواحدة فيه تكرار للانفعالات وهذا يضعف الإثارة والدافعية والنشاط الابتكاري والإقبال على العمل والتعبير الفني، أيضاً على الفنان المعلم ألّا يفرض أفكاره ومواضيعه وأسلوبه الخاص مع المتعلم، وترك الحرية للدارس أثناء إنتاج تحطيط وتنفيذ عمله الفني، مع نقاشات وتوجيهات فنية مفيدة.
    د. عصام عسيري

    الصور #مقتنيات_خاصة من جميل إبداعات فنانينا العرب?
    تعليقاتكم أحبتي تثريني???
يعمل...