"رحله الى فرانس كافكا"
1883-1924
وقصته القصيره "طبيب ريفي "
هكذا اسميت الزياره لمدينة براغ الجميلة هذه المره .
فرانس كافكا ذلك الكاتب الجدلي ،رائد الكتابة الكابوسية ،الواقعية ،العجائبية ،وألتي سميت لاحقا بألكفكاوية نسبة لأسمه .
وهو الذي قال عنه الكاتب الكبير غابرئيل غارسيا ماركيز ،"كافكا هو ألذي جعلني افهم انه يمكنني أن أكتب بشكل مختلف".
فأسلوبه في الكتابة مختلف ،انجز ببراعة وجرأة متاهة كابوسية ،يقع فيها إنسان مهزوم،يرمز الى الإغتراب الإجتماعي والعبثية ،وتعبير عن الظلم وفقدان العدالة.
كان كافكا مثل لاعب شطرنج بارع ،يُحرز نقلات كثيرة في عقله ،لكنه ينجز القليل منها على رقعة اللعب .
يستمتع بلعبة الكتابة ،يكتب بشغف ،لكنه اباد غالبية كتاباته ،
والقليل نُشر في حياته.
من اشهراعماله،المحاكمة،القلعة،
ألمسخ،طبيب ريفي ،مستعمرة العقاب ،فنان الجوع ،بنات اوى والعرب ،وغيرها.
اينما تذهب في براغ ترى اثرا لكافكا ،
فنرتاد انا وزوجي مقهى اللوفر الذي ارتاده كافكا مع أصدقائه
وأهمهم ماكس برود ،صاحب ألفضل بنشر أعمال كافكا بعد وفاته ،مخالفا وصيته بإبادتها.
ولا بد من زيارة التمثال المميز لرأس كافكا ، الرائع بتصميمه وبارتفاع عمارة من ٧ طوابق، حيث يتجمهر الناس كل ساعة لمشاهدة دوران صفائح المرايا لتشكل رأس كافكا بصورة عجيبة.
وتكون الذروة في زيارة المتحف ،"متحف كافكا".
بناية صغيره، تحوي سيرة كافكا وعائلته ،والمدينة في تلك الحقبة. وفي ألمقابل بناية صغيرة عبارة عن مكتبة ودكان لبيع الكتب والتذكارات .
وسط الزحمة، يناديني زوجي د. زياد : ساره،ساره ،وجدت الكتاب الذي تبحثين عنه، وكان يحمل بيده مجموعة من الكتب لكنه يلوح بكتاب صغير عنوانه "طبيب ريفي -لفرانس كافكا" .
زياد يعرف أني أفضل القراءة من الورق وليس عبر الشاشة .
مع أني سبق وقرأت الكتاب عبر الشبكة العنكبوتية .لكن لتصفح الكتاب الأصلي وملامسة الورق طعم مختلف ،فأعيد القراءة مرة أخرى ،وكأني اقرأ طبيب ريفي لأول مرة.
طبيب ريفي : قصة قصيرة لكنها تختصر كافكا الكاتب والإنسان .
البطل ألطبيب يجد نفسه أمام معضلة أخلاقية: ذعر ،وقلق،وشعور بألذنب.
حيث ينتظره مريض في قرية تبعد عنه عشرة أميال ،في يوم شتاء قارس وثلوح متراكمة .
العربة موجودة ،لكن ألحصان مات في تلك ألليلة .
الخادمة ألمخلصة روز تجوب القريه لإستعارة حصان ،لكن لا أحد يستجيب.
لكن تحدث المعجزه ،فمن اليأس يركل ألطبيب باب ألحظيرة ألمهجوره ،فيخرج ثنائي من ألخيول ومعها ألسائس ، لكنه أنسان غريب الأطوار، متوحش ،
يطلق العنان لخيوله لتأخذ ألطبيب الى ألمريض ،ويبقى هو مع نوايا شريرة، ليستفرد بألخادمة ألمسكينة روز .
وهذا ما يؤرق الطبيب طوال رحلته .
يصل الى بيت المريض فيرى شابا في مقتبل العمر ،يهمس الشاب للطبيب( ارجوك يا دكتور اتركني أموت).
يتمنى الطبيب ان تحدث المعجزة ،ليعود سريعا الى روز .
يقول ألطبيب : لقد كان أجري سيئا لكني كنت كريما وخدوما للفقراء،يجب علي أن اتأكد أن روز بخير،ولكن قد يموت ألفتى،يجب أن ابقى معه ،لكني سأتمنى ألموت لو حدث لها شيء.
وعندما يكشف على المريض يرى جرح غائر في جانبه الأيسر مليء بألديدان والدم المتخثر،
لكن الفتى همس هذه المره: هل ستنقذ حياتي؟
نفهم هنا أن ألمريض لا يريد أن يموت ،ربما في لحظة يأس قد تمنى الموت ،لكنه دائما ينتظر من ينقذه.
في طريق العودة، تسير الخيول ببطء ويزداد قلق الطبيب .
لا نعرف ماذا حل بألفتى ألمريض .ولا نعرف ماذا حل بألخادمه روزا .ولكن الطبيب كان منهكا بهاجس من سينعتونه بالخائن ، ان تخلى عن ألمريض أو عن ألخادمه.
بأختصار هي قصة تحتوي على جميع سمات حكايات كافكا .والذي كان يؤمن أن: اسوأ شيء ممكن أن يحصل للأنسان هو فقدان الكرامة .
وفقدان ألكرامة له اشكال متعددة...
____________________
مساهمة مشكورة من صديقة الصفحة الدكتورة سارة الحصري
#موجز_الكتب_العالمية
1883-1924
وقصته القصيره "طبيب ريفي "
هكذا اسميت الزياره لمدينة براغ الجميلة هذه المره .
فرانس كافكا ذلك الكاتب الجدلي ،رائد الكتابة الكابوسية ،الواقعية ،العجائبية ،وألتي سميت لاحقا بألكفكاوية نسبة لأسمه .
وهو الذي قال عنه الكاتب الكبير غابرئيل غارسيا ماركيز ،"كافكا هو ألذي جعلني افهم انه يمكنني أن أكتب بشكل مختلف".
فأسلوبه في الكتابة مختلف ،انجز ببراعة وجرأة متاهة كابوسية ،يقع فيها إنسان مهزوم،يرمز الى الإغتراب الإجتماعي والعبثية ،وتعبير عن الظلم وفقدان العدالة.
كان كافكا مثل لاعب شطرنج بارع ،يُحرز نقلات كثيرة في عقله ،لكنه ينجز القليل منها على رقعة اللعب .
يستمتع بلعبة الكتابة ،يكتب بشغف ،لكنه اباد غالبية كتاباته ،
والقليل نُشر في حياته.
من اشهراعماله،المحاكمة،القلعة،
ألمسخ،طبيب ريفي ،مستعمرة العقاب ،فنان الجوع ،بنات اوى والعرب ،وغيرها.
اينما تذهب في براغ ترى اثرا لكافكا ،
فنرتاد انا وزوجي مقهى اللوفر الذي ارتاده كافكا مع أصدقائه
وأهمهم ماكس برود ،صاحب ألفضل بنشر أعمال كافكا بعد وفاته ،مخالفا وصيته بإبادتها.
ولا بد من زيارة التمثال المميز لرأس كافكا ، الرائع بتصميمه وبارتفاع عمارة من ٧ طوابق، حيث يتجمهر الناس كل ساعة لمشاهدة دوران صفائح المرايا لتشكل رأس كافكا بصورة عجيبة.
وتكون الذروة في زيارة المتحف ،"متحف كافكا".
بناية صغيره، تحوي سيرة كافكا وعائلته ،والمدينة في تلك الحقبة. وفي ألمقابل بناية صغيرة عبارة عن مكتبة ودكان لبيع الكتب والتذكارات .
وسط الزحمة، يناديني زوجي د. زياد : ساره،ساره ،وجدت الكتاب الذي تبحثين عنه، وكان يحمل بيده مجموعة من الكتب لكنه يلوح بكتاب صغير عنوانه "طبيب ريفي -لفرانس كافكا" .
زياد يعرف أني أفضل القراءة من الورق وليس عبر الشاشة .
مع أني سبق وقرأت الكتاب عبر الشبكة العنكبوتية .لكن لتصفح الكتاب الأصلي وملامسة الورق طعم مختلف ،فأعيد القراءة مرة أخرى ،وكأني اقرأ طبيب ريفي لأول مرة.
طبيب ريفي : قصة قصيرة لكنها تختصر كافكا الكاتب والإنسان .
البطل ألطبيب يجد نفسه أمام معضلة أخلاقية: ذعر ،وقلق،وشعور بألذنب.
حيث ينتظره مريض في قرية تبعد عنه عشرة أميال ،في يوم شتاء قارس وثلوح متراكمة .
العربة موجودة ،لكن ألحصان مات في تلك ألليلة .
الخادمة ألمخلصة روز تجوب القريه لإستعارة حصان ،لكن لا أحد يستجيب.
لكن تحدث المعجزه ،فمن اليأس يركل ألطبيب باب ألحظيرة ألمهجوره ،فيخرج ثنائي من ألخيول ومعها ألسائس ، لكنه أنسان غريب الأطوار، متوحش ،
يطلق العنان لخيوله لتأخذ ألطبيب الى ألمريض ،ويبقى هو مع نوايا شريرة، ليستفرد بألخادمة ألمسكينة روز .
وهذا ما يؤرق الطبيب طوال رحلته .
يصل الى بيت المريض فيرى شابا في مقتبل العمر ،يهمس الشاب للطبيب( ارجوك يا دكتور اتركني أموت).
يتمنى الطبيب ان تحدث المعجزة ،ليعود سريعا الى روز .
يقول ألطبيب : لقد كان أجري سيئا لكني كنت كريما وخدوما للفقراء،يجب علي أن اتأكد أن روز بخير،ولكن قد يموت ألفتى،يجب أن ابقى معه ،لكني سأتمنى ألموت لو حدث لها شيء.
وعندما يكشف على المريض يرى جرح غائر في جانبه الأيسر مليء بألديدان والدم المتخثر،
لكن الفتى همس هذه المره: هل ستنقذ حياتي؟
نفهم هنا أن ألمريض لا يريد أن يموت ،ربما في لحظة يأس قد تمنى الموت ،لكنه دائما ينتظر من ينقذه.
في طريق العودة، تسير الخيول ببطء ويزداد قلق الطبيب .
لا نعرف ماذا حل بألفتى ألمريض .ولا نعرف ماذا حل بألخادمه روزا .ولكن الطبيب كان منهكا بهاجس من سينعتونه بالخائن ، ان تخلى عن ألمريض أو عن ألخادمه.
بأختصار هي قصة تحتوي على جميع سمات حكايات كافكا .والذي كان يؤمن أن: اسوأ شيء ممكن أن يحصل للأنسان هو فقدان الكرامة .
وفقدان ألكرامة له اشكال متعددة...
____________________
مساهمة مشكورة من صديقة الصفحة الدكتورة سارة الحصري
#موجز_الكتب_العالمية