المترجمون - روبرت من تشيستر ، وأديلارد من باث .. السيمياء تنتقل من الشرق الى الغرب
المترجمون
تمت ترجمة وحفظ الأعمال العربية الممتزجة بالتأثيرات الهندية والصينية، والتي تناولت الطب والرياضيات والفلك والفلسفة والسيمياء.
ولم يحتفظ التاريخ بمعظم أسماء العرب واليهود الذين ترجموا كتبا وثيقة الصلة بالكيمياء. غير أن بعض الأسماء الأوروبية في هذا المجال ما زالت معروفة . فمثلا ترجم جيرالد من جريمونا أعمال الرازي وأرسطو وإقليدس وجالينوس وكتاب القانون لابن سينا حوالى العام 1150 ، وذلك غير اثنين آخرین نعرف شيئا عن تاريخ حياتهما، وهما روبرت من تشيستر، وأديلارد من بات.
روبرت من تشيستر، وأديلارد من باث
ربما كان روبرت من تشيستر وهو من أوائل المترجمين (حوالي (1150م) إنجليزيا ومرتبطا بالكنيسة المسيحية كرجل دين. وقد عاش هو وصديقه هنري الدلماتي في إسبانيا حيث كانا يدرسان علم التنجيم. وعندما التقيا ببطرس الموقر رئيس دير فرنسي للرهبان كان يبشر بحملات صليبية سلمية على شكل إرساليات)، طلب منهما أن يترجما القرآن، وبعد الانتهاء من هذه المهمة، قام روبرت بترجمة كتاب التركيبات في السيمياء».
كانت أوروبا الغربية مازالت تعتبر نفسها بقايا الإمبراطورية الرومانية وكانت تسمي اللغة التي تتحدثها اللاتينية، مع أن هذه اللغة كانت تتطور وتمتزج بالفرنسية والإيطالية والإنجليزية والألمانية . يقول روبرت في مقدمته للترجمة : حيث إن ماهية السيمياء لم يكن يعرفها بعد عالمكم اللاتيني فإنني سأقوم بشرحها في الكتاب الحالي (2) .
ترجم روبرت كذلك «الجبر » لعالم الرياضيات الخوارزمي، وهو الذي عرف أوروبا على هذا الجزء من الرياضيات. ويعد تزامن وصول أفكار أرسطو وفكرة التحول كأمر محتمل الحدوث - إلى أوروبا مع رياضيات اليونان والإمبراطورية الإسلامية، من أسباب تقبل أوروبا أخيرا لأرسطو كمرجع. ومع أن مفهوم الصفر ومفهوم الأعداد السالبة كانت على الأرجح هندية في الأصل (3) ، إلا أن الرياضيين العرب هم الذين أدخلوا هذه الأفكار في رياضياتهم، مع الأنظمة الرياضية الإغريقية والمصرية والبابلية. وبالنسبة للباحثين الأوروبين في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، فإن الجبر كان يبدو بمنزلة واحة من الصواب والرشد يشع بالدقة والوضوح اللطيفين وسط عالم من الباطنيات وتجميع التقنيات المتداخلة.
كان أديلارد إنجليزيا كذلك، وقد ترجم هو الآخر أعمالا في الرياضيات بما في ذلك الترجمة العربية لكتاب العناصر الإقليدس. ويقال إنه حصل على هذه النسخة المترجمة في إسبانيا عندما كان يرتحل متنكرا كطالب مسلم. وإذا كانت هذه القصة حقيقية، فإنه كان على دراية جيدة باللغة العربية، حتى أنه استطاع أن يحول الأنظار عن نفسه كمواطن ويشهد ذلك على مقدرته في الترجمة ولابد أنه كان رياضيا بارعا لأنه ألف ترجمة مختصرة لكتاب العناصر وطبعة أخرى مزودة بالتعقيبات. كان أديلارد مرتحلا عبر فرنسا وإيطاليا وسوريا وفلسطين وإسبانيا قبل عودته إلى إنجلترا ليصبح المعلم الخصوصي لمن كان مقدرا له أن يصير هنري الثاني.
كان أديلارد كاتبا علميا بارزا ، يعتقد أن المعارف الدنيوية الجديدة لا تتطابق دائما مع الأفكار الكنسية التقليدية. وقد أثبت بهذا الشكل أنه استبقى لنفسه بعضا من روح الفكر الحر الخاص بالشخصية العربية التي كان يتقمصها . شحذ فيض المعلومات شهية الأوروبيين نحو المزيد، وقام التجار والنبلاء والبابوات بإرسال وكلائهم إلى إسبانيا ليتعلموا العربية ويجلبوا معهم المخطوطات . وبدأت خزائن الرهبان في الامتلاء، وكان ذلك في الوقت المناسب تماما ، إذ سرعان ما توقف العالم الإسلامي عن تقديم المزيد .
المترجمون
تمت ترجمة وحفظ الأعمال العربية الممتزجة بالتأثيرات الهندية والصينية، والتي تناولت الطب والرياضيات والفلك والفلسفة والسيمياء.
ولم يحتفظ التاريخ بمعظم أسماء العرب واليهود الذين ترجموا كتبا وثيقة الصلة بالكيمياء. غير أن بعض الأسماء الأوروبية في هذا المجال ما زالت معروفة . فمثلا ترجم جيرالد من جريمونا أعمال الرازي وأرسطو وإقليدس وجالينوس وكتاب القانون لابن سينا حوالى العام 1150 ، وذلك غير اثنين آخرین نعرف شيئا عن تاريخ حياتهما، وهما روبرت من تشيستر، وأديلارد من بات.
روبرت من تشيستر، وأديلارد من باث
ربما كان روبرت من تشيستر وهو من أوائل المترجمين (حوالي (1150م) إنجليزيا ومرتبطا بالكنيسة المسيحية كرجل دين. وقد عاش هو وصديقه هنري الدلماتي في إسبانيا حيث كانا يدرسان علم التنجيم. وعندما التقيا ببطرس الموقر رئيس دير فرنسي للرهبان كان يبشر بحملات صليبية سلمية على شكل إرساليات)، طلب منهما أن يترجما القرآن، وبعد الانتهاء من هذه المهمة، قام روبرت بترجمة كتاب التركيبات في السيمياء».
كانت أوروبا الغربية مازالت تعتبر نفسها بقايا الإمبراطورية الرومانية وكانت تسمي اللغة التي تتحدثها اللاتينية، مع أن هذه اللغة كانت تتطور وتمتزج بالفرنسية والإيطالية والإنجليزية والألمانية . يقول روبرت في مقدمته للترجمة : حيث إن ماهية السيمياء لم يكن يعرفها بعد عالمكم اللاتيني فإنني سأقوم بشرحها في الكتاب الحالي (2) .
ترجم روبرت كذلك «الجبر » لعالم الرياضيات الخوارزمي، وهو الذي عرف أوروبا على هذا الجزء من الرياضيات. ويعد تزامن وصول أفكار أرسطو وفكرة التحول كأمر محتمل الحدوث - إلى أوروبا مع رياضيات اليونان والإمبراطورية الإسلامية، من أسباب تقبل أوروبا أخيرا لأرسطو كمرجع. ومع أن مفهوم الصفر ومفهوم الأعداد السالبة كانت على الأرجح هندية في الأصل (3) ، إلا أن الرياضيين العرب هم الذين أدخلوا هذه الأفكار في رياضياتهم، مع الأنظمة الرياضية الإغريقية والمصرية والبابلية. وبالنسبة للباحثين الأوروبين في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، فإن الجبر كان يبدو بمنزلة واحة من الصواب والرشد يشع بالدقة والوضوح اللطيفين وسط عالم من الباطنيات وتجميع التقنيات المتداخلة.
كان أديلارد إنجليزيا كذلك، وقد ترجم هو الآخر أعمالا في الرياضيات بما في ذلك الترجمة العربية لكتاب العناصر الإقليدس. ويقال إنه حصل على هذه النسخة المترجمة في إسبانيا عندما كان يرتحل متنكرا كطالب مسلم. وإذا كانت هذه القصة حقيقية، فإنه كان على دراية جيدة باللغة العربية، حتى أنه استطاع أن يحول الأنظار عن نفسه كمواطن ويشهد ذلك على مقدرته في الترجمة ولابد أنه كان رياضيا بارعا لأنه ألف ترجمة مختصرة لكتاب العناصر وطبعة أخرى مزودة بالتعقيبات. كان أديلارد مرتحلا عبر فرنسا وإيطاليا وسوريا وفلسطين وإسبانيا قبل عودته إلى إنجلترا ليصبح المعلم الخصوصي لمن كان مقدرا له أن يصير هنري الثاني.
كان أديلارد كاتبا علميا بارزا ، يعتقد أن المعارف الدنيوية الجديدة لا تتطابق دائما مع الأفكار الكنسية التقليدية. وقد أثبت بهذا الشكل أنه استبقى لنفسه بعضا من روح الفكر الحر الخاص بالشخصية العربية التي كان يتقمصها . شحذ فيض المعلومات شهية الأوروبيين نحو المزيد، وقام التجار والنبلاء والبابوات بإرسال وكلائهم إلى إسبانيا ليتعلموا العربية ويجلبوا معهم المخطوطات . وبدأت خزائن الرهبان في الامتلاء، وكان ذلك في الوقت المناسب تماما ، إذ سرعان ما توقف العالم الإسلامي عن تقديم المزيد .
تعليق