"جذور" لبنان وفلسطين بريشة البريطاني توم يانغ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "جذور" لبنان وفلسطين بريشة البريطاني توم يانغ

    "جذور" لبنان وفلسطين بريشة البريطاني توم يانغ


    مجموعة "جذور" تستكشف شعور الانتماء إلى الأرض التي تظل صامدة رغم الحرب على مدار الشهور الماضية.
    الأربعاء 2025/03/19
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    رسالة دعم وانتماء إلى الأرض

    صيدا (لبنان) - يواصل الفنان البريطاني توم يونغ تجربته في استحضار ذاكرة الأماكن والشخوص في لبنان والشرق الأوسط وإحيائها من خلال مشروعه الفني الذي انطلق في العمل عليه منذ سنوات من أحياء بيروت القديمة حيث الماضي لا يزال يلقي بظلاله على المباني القديمة المعمّرة على الطراز الكولونيالي، وفي مبان أخرى شُيّدت من قبل الاستعمار بمئات السنين.

    هذه المرة اختار أن يعيد تصور الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة والعدوان الذي شنته على لبنان، اللذين تركا أثرا في نفس الفنان البريطاني توم يونغ، فجسدهما بمجوعة لوحات رسمها بريشته لتكون نوافذ تُطل على الواقع وتجسد قصصا قد لا ترويها الكلمات.

    مجموعة اللوحات التي تحمل اسم “جذور” عُرضت داخل الحمام التراثي بمدينة صيدا القديمة جنوب لبنان، الذي يعود تاريخه إلى قبل 300 عام، في سياق معرض يونغ الذي افتتح عام 2020 وبقي مفتوحا حتى اليوم.

    واختار الفنان قاعة “بيت النار”، لعرض لوحاته، والقاعة هي المساحة الوحيدة التي تأثّرت بالحرب الإسرائيلية على لبنان خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، إذ دمّرت قذيفة إسرائيلية سقف الغرفة، وتمّ استبداله بسقف مؤقت من الحديد.

    وتخصص نسبة من مبيعات لوحات المعرض لتمويل مؤسسة شرقي للإنماء والابتكار الثقافي (خاصة) التي أنشأها المهندس سعيد باشو رئيس المؤسسة في العام 2019 لإدارة عدة مواقع أثرية في صيدا القديمة.


    ◙ رؤية فنية عميقة تلامس القلب وتستحضر الذاكرة من خلال أعمال يونغ التي تروي حكايات الألم والصمود والأمل


    وتم عرض المجموعة الجديدة جنبا إلى جنب مع بقية مجموعات المعرض الذي يستكشف التاريخ السلمي للمبنى كمكان للقاء المتناغم لأشخاص من خلفيات إثنية متنوعة. كما تستضيف قاعة المدخل الكبرى عددا من الحفلات الموسيقية الحية كما فعلت على مدار السنوات الأربع الماضية في شهر رمضان.

    وقدم الفنان البريطاني توم يونغ، بريشته المبدعة وألوانه الصادقة، عبر لوحات زيتية رؤية فنية عميقة تلامس القلب وتستحضر الذاكرة، من خلال أعماله التي تروي حكايات الألم والصمود والأمل.

    وتضم المجموعة رسومات متنوعة، مثل أشجار الزيتون القديمة، والدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان وقطاع غزة، ومواطنين يواجهون آلة الحرب الإسرائيلية. وتستكشف مجموعة “جذور” شعور الانتماء إلى الأرض التي تظل صامدة رغم الحرب على مدار الشهور الماضية.

    وقال يونغ إن فكرة لوحاته إرسال رسالة دعم للشعبين اللبناني والفلسطيني جراء الصدمة والظلم اللذين أصاباهما جراء الإبادة في غزة والعدوان الأخير على لبنان، عبر رسم حقيقة ما حصل ليعرفه الناس. وأضاف “أريد إرسال رسالة ثقافية لرسم التناقض بين الظلم والأمل، لأن هناك اتصالا بين الفكرتين.”

    وتابع “في إحدى اللوحات رسمت شجرة الزيتون المهمة لأبناء الجنوب اللبناني والدمار في المنازل الذي تسببت به الحرب، لأظهر هذا التناقض وللقول إن هناك ربيعا بعد الشتاء وإن الناس صامدون.”

    من جهته قال صاحب الحمام الجديد رئيس مؤسسة شرقي للإنماء والابتكار الثقافي سعيد باشو إن معرض جذور الذي أطلقته المؤسسة خلال شهر رمضان هو أحدث نشاط للمؤسسة خلال العام الجاري. ولفت باشو في حديثه للأناضول إلى أن الهدف من المعرض تسليط الضوء على المعاناة التي مر بها الناس خلال الإبادة في غزة والعدوان على لبنان على مدار 18 شهرا.

    وأوضح أن أهمية المعرض تكمن في “أنه يجسد معاناة الإنسانية ويسلط الضوء على نقطة أساسية وهي انتماء الإنسان إلى أرضه، لذلك أطلقنا اسم جذور على المعرض الذي افتتحناه في الخامس عشر من مارس الحالي ويستمر إلى ما بعد رمضان.” الزائرة حوراء مشورب قالت إن “لوحات المعرض جسدت وعبرت عن الكثير من المشاعر التي عشناها أيام الحرب من الدمار والغارات والانفجارات.”

    وذكرت أن إحدى اللوحات “عبرت عن المرأة اللبنانية الجنوبية الصامدة التي تمثلنا جميعا من خلال وقوفها أمام الدبابة الإسرائيلية التي دخلت إحدى بلدات الجنوب.” وأضافت “عندما نشاهد تلك اللوحات الموجودة نتذكر مشاعرنا والآلام التي عشناها أيام الحرب.”

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...