النقد العشوائي المتسرع منذ الحلقات الأولى لا ينصف المسلسلات المغربية
الانفعالات العاطفية للجمهور لا تعكس حقيقة المستوى الفني للمسلسلات.
السبت 2025/03/22
ShareWhatsAppTwitterFacebook

الحكم على المسلسل من حلقته الأولى ظلم لصناعه (مسلسل رحمة)
تقتصر أغلب تقييمات المسلسلات الرمضانية المغربية لهذا العام على آراء انفعالية عاطفية يطلقها الجمهور أو نقد عشوائي يمارسه كتّاب وأفراد دون التزام بقواعد النقد الفني، وأكبر خطأ يقعون فيه هو تقييم المسلسل منذ حلقته الأولى، وهو أمر يتطلّب منّا التذكير بأسس عملية النقد الصحيحة، وكيف تمكّن من تعزيز الفن والثقافة في المغرب.
الرباط – بدأ النقد العشوائي للمسلسلات الدرامية في رمضان هذا العام بالمغرب مع انطلاق عرض الحلقات الأولى للأعمال، فتحوّلت منصات التواصل الاجتماعي إلى مسرح صاخب يضمّ جوقة من الآراء المتسرعة التي تفتقر إلى أيّ أساس منهجي أو تحليلي، إذ يتسم هذا السلوك غالبا بالهجوم الشخصي والشتائم وغياب التقييم الفني، كما حدث مع مسلسل “الدم المشروك” وأبطاله، أو مسلسل “رحمة”، أو حتى السيتكومات، وهذا لا يمكن اعتباره نقدا بالمعنى الحقيقي للكلمة، إنما مجرد تعبير عن نزعات عاطفية متشنجة، أو تصفية حسابات شخصية، وربما هو توجيه خارجي يهدف إلى التشويش على الأعمال المحلية.
ويأتي كتاب “نقد الدراما التلفزيونية.. بين مرجعيات المسرح والسينما” للناقد ماهر منصور كمرجع نظري يضع أسسا واضحة للنقد، مؤكدا أن النقد الحقيقي يتطلب تحليلا معمقا يستند إلى مشاهدة تامة لجميع حلقات المسلسل، أو ما لا يقل عن خمس إلى عشر حلقات لفهم البناء الدرامي، وتقييم نقاط القوة والضعف، واستيعاب الرؤية الفنية للعمل بعيدا عن إطلاق أحكام متسرعة من حلقة افتتاحية لا تعكس بعد جوهر العمل، وهذا المنهج يتماشى مع نظريات الدراما الكلاسيكية التي وضعها أرسطو في “فن الشعر”، حينما أكد على أهمية وحدة البناء الدرامي والتسلسل المنطقي للأحداث كمعايير لتقييم العمل الفني.
مرجع نظري يضع أسسا للنقد مؤكدا أن النقد الحقيقي يتطلب تحليلا معمقا يستند إلى مشاهدة جميع حلقات المسلسل
ويتجلى الفرق الجوهري بين النقد العشوائي والنقد المنهجي في غياب الأسس الفنية لدى الجمهور الذي يسارع إلى إطلاق الأحكام على المسلسلات، والأصح هو البدء من تحليل العناصر الدرامية الأساسية مثل البناء السردي والأداء التمثيلي والإخراج، كما أشار منصور في كتابه مستندا إلى مرجعيات المسرح والسينما، بينما نجد تعليقات في المغرب سطحية تتركز على هجوم شخصي ضد الممثلين أو انتقاد القصة دون سند تحليلي واضح.
وتعتبر الدراما التلفزيونية فنا مستمدا من تقاليد المسرح والسينما، وتتطلب مقاربة نقدية تأخذ في الاعتبار خصوصية الوسيط التلفزيوني، مثل الإيقاع السريع والتكثيف الدرامي اللذين يميزان المسلسلات عن الأفلام السينمائية أو المسرحيات، وهذا الطرح يتسق مع نظرية “التلقي” لهانز روبرت ياوس، التي ترى أن تقييم العمل الفني يعتمد على أفق توقعات المتلقي، لكن هذا الأفق يجب أن يكون مدعومًا بمعرفة فنية وليس مجرد انطباعات عابرة، بينما النقد العشوائي الذي يفتقر إلى هذه الأدوات التحليلية، هو مجرد ضجيج عاطفي منه إلى الحوار الفني البناء.
ويؤدي هذا النوع من الهجوم إلى تشويه صورة الأعمال الدرامية المغربية قبل أن تتبلور ملامحها الفنية الكاملة، ففي حين يدعو منصور إلى التركيز على عناصر مثل الدور الذي يجسده الممثل ومدى انسجامه مع الشخصية، وثنائية الحوار والبناء الدرامي الثلاثي، كمعايير لتقييم العمل، يميل الجمهور إلى تجاهل هذه الأبعاد المنطقية والتركيز على تفاصيل هامشية أو شخصية، مثل مظهر الممثل أو علاقاته الشخصية، وهذا يحرم الأعمال من فرصة تقييم عادلة تستند إلى معايير موضوعية، وهنا يمكن الاستفادة من نظرية الصراع الدرامي لهيغل، التي ترى أن جوهر الدراما يكمن في التوتر بين القوى المتصارعة داخل العمل، وليس في الصراعات الخارجية التي يفرضها الجمهور على العمل نفسه، فالنقد العشوائي بهذا المعنى، يحوّل الصراع من داخل النص إلى خارجه، و يشتت الانتباه عن القيمة الفنية الحقيقية حتى لو كانت رمزية.
ويقسم منصور تحليله إلى فصول مثل البناء الدرامي، الذي يركز على ترابط الأحداث وتطور الشخصيات، والمشاهد وترتيب اللقطات، ويبحث في العلاقة بين الأداء التمثيلي وتأطيره، وهذه الأدوات التحليلية تتجاوز الانطباعات العابرة وتوفر إطارا منهجيا مستمدا من الإرث النقدي للمسرح والسينما، بينما يمكن ربط منهج منصور بنظرية “الوحدات الثلاث” لأرسطو مثل البداية والوسط والنهاية، مع تعديلها وتكييفها لتناسب طبيعة المسلسلات التلفزيونية، لكن يظل النقد العشوائي مجرد ضجيج رقمي لا يسهم في تطوير الدراما المغربية ويعيق تقدمها.

وينبغي على الجمهور أن يدرك أن النقد الفني عملية تحليلية تبين وتوضح نقاط القوة ونقاط الضعف، وجودة الأعمال الدرامية أو زيفها. ويؤكد منصور أن فهم العلاقة المتشابكة بين الدراما التلفزيونية والمسرح والسينما يمكن أن يشكل مدخلا لقراءة المسلسل بدقة، بعيدا عن الحكم عليه من حلقة واحدة، وهذا النهج يتطلب صبرا ووعيا، وهو ما ينقص تعليقات السوشيال ميديا التي تحولت إلى ساحة للتنمر والشتائم بدلا من منصة للحوار الفني المثمر، وهذا ناتج عن فشل تلك الأقلام وجهلها بالاستناد إلى نظرية “المسافة الجمالية” لإدوارد بولو، التي تدعو إلى الانفصال العاطفي عن العمل لتقييمه بموضوعية، وهو ما يتعارض مع الانفعالات اللحظية التي تسيطر على النقد العشوائي.
ونخلص إلى أن الأقلام التي تهاجم قبل أن تشاهد، ليست ناقدة وفق مفهوم النقد وقواعده ونظرياته، بينما الإشارة إلى اسم المخرج أو الممثل كشخصية بعيدا عن الأدوار التي يجسدها يجب أن تكون محددة، كأن نقول إن مخرج فيلم كذا قد أخفق أو أبدع في جانب معين، ونقول إن فلانا قد أبدع أو أخفق في تجسيد شخصية كذا، مع توضيح الأسباب، وهذا ما يسمى نقدا وتحليلا، أما النعت بالصفات الشخصية فهو في الحقيقة يكشف عن افتقار الكاتب لأدوات التحليل، سواء كان ذلك من تلك الصفحات شبه الفنية التي تتسول الإعجاب والتعليقات والمتابعات، أو الأقلام التي تسعى إلى أن يقال عنها إنها متابعة للأعمال الدرامية في رمضان.
موضوع النقد العشوائي أثار جدلا واسعا حيث وُجهت اتهامات لممثلين باحتكار الأدوار الرئيسية في عدة مسلسلات
وأثار موضوع النقد العشوائي جدلا واسعا في الأوساط الفنية المغربية، حيث وُجهت اتهامات لعدد من الممثلين باحتكار الأدوار الرئيسية في عدة مسلسلات رمضانية، إذ يرى البعض أن هذا الاحتكار يتجسد في تكرار ظهور الأسماء نفسها في الأعمال التي تتنافس على شاشات التلفزيون خلال الشهر الفضيل. وبينما يعتبر البعض أن هذا التكرار يمنح الممثلين فرصة للتألق وتقديم أدوار متنوعة، يرى آخرون أنه يحدّ من فرص المواهب الصاعدة.
وعند الحديث عن الممثلين الذين يسيطرون على المشهد الدرامي المغربي، تبرز أسماء مثل رفيق بوبكر، عزيز الحطاب، ماجدولين الإدريسي، دنيا بوطازوت، طارق البخاري، سلوى زرهان، أمين الناجي، عزيز داداس وغيرهم، الذين يظهرون بشكل متكرر في الأعمال الرمضانية. لكن هل الممثل هو المتهم حقا؟ أم أن شركات الإنتاج هي من يتحكم في ذلك؟ أم أن بعض المخرجين يفضلون العمل مع فرق اعتادوا عليها لسهولة التعامل؟
الإجابة ببساطة هي لا، فمعظم هؤلاء النجوم لا يحددون اختياراتهم بأنفسهم، وإنما يتعاملون مع شركات الإنتاج وصنّاع القرار في القطاع الفني، الذين يملكون اليد العليا في تحديد “الكاستينغ” وتوزيع الأدوار، إذن لماذا تلك الأقلام العشوائية تتهم هؤلاء الممثلين وكأنهم هم من يتحكمون في هذا النظام الفني؟
ShareWhatsAppTwitterFacebook

عبدالرحيم الشافعي
ناقد سينمائي مغربي
الانفعالات العاطفية للجمهور لا تعكس حقيقة المستوى الفني للمسلسلات.
السبت 2025/03/22
ShareWhatsAppTwitterFacebook

الحكم على المسلسل من حلقته الأولى ظلم لصناعه (مسلسل رحمة)
تقتصر أغلب تقييمات المسلسلات الرمضانية المغربية لهذا العام على آراء انفعالية عاطفية يطلقها الجمهور أو نقد عشوائي يمارسه كتّاب وأفراد دون التزام بقواعد النقد الفني، وأكبر خطأ يقعون فيه هو تقييم المسلسل منذ حلقته الأولى، وهو أمر يتطلّب منّا التذكير بأسس عملية النقد الصحيحة، وكيف تمكّن من تعزيز الفن والثقافة في المغرب.
الرباط – بدأ النقد العشوائي للمسلسلات الدرامية في رمضان هذا العام بالمغرب مع انطلاق عرض الحلقات الأولى للأعمال، فتحوّلت منصات التواصل الاجتماعي إلى مسرح صاخب يضمّ جوقة من الآراء المتسرعة التي تفتقر إلى أيّ أساس منهجي أو تحليلي، إذ يتسم هذا السلوك غالبا بالهجوم الشخصي والشتائم وغياب التقييم الفني، كما حدث مع مسلسل “الدم المشروك” وأبطاله، أو مسلسل “رحمة”، أو حتى السيتكومات، وهذا لا يمكن اعتباره نقدا بالمعنى الحقيقي للكلمة، إنما مجرد تعبير عن نزعات عاطفية متشنجة، أو تصفية حسابات شخصية، وربما هو توجيه خارجي يهدف إلى التشويش على الأعمال المحلية.
ويأتي كتاب “نقد الدراما التلفزيونية.. بين مرجعيات المسرح والسينما” للناقد ماهر منصور كمرجع نظري يضع أسسا واضحة للنقد، مؤكدا أن النقد الحقيقي يتطلب تحليلا معمقا يستند إلى مشاهدة تامة لجميع حلقات المسلسل، أو ما لا يقل عن خمس إلى عشر حلقات لفهم البناء الدرامي، وتقييم نقاط القوة والضعف، واستيعاب الرؤية الفنية للعمل بعيدا عن إطلاق أحكام متسرعة من حلقة افتتاحية لا تعكس بعد جوهر العمل، وهذا المنهج يتماشى مع نظريات الدراما الكلاسيكية التي وضعها أرسطو في “فن الشعر”، حينما أكد على أهمية وحدة البناء الدرامي والتسلسل المنطقي للأحداث كمعايير لتقييم العمل الفني.

ويتجلى الفرق الجوهري بين النقد العشوائي والنقد المنهجي في غياب الأسس الفنية لدى الجمهور الذي يسارع إلى إطلاق الأحكام على المسلسلات، والأصح هو البدء من تحليل العناصر الدرامية الأساسية مثل البناء السردي والأداء التمثيلي والإخراج، كما أشار منصور في كتابه مستندا إلى مرجعيات المسرح والسينما، بينما نجد تعليقات في المغرب سطحية تتركز على هجوم شخصي ضد الممثلين أو انتقاد القصة دون سند تحليلي واضح.
وتعتبر الدراما التلفزيونية فنا مستمدا من تقاليد المسرح والسينما، وتتطلب مقاربة نقدية تأخذ في الاعتبار خصوصية الوسيط التلفزيوني، مثل الإيقاع السريع والتكثيف الدرامي اللذين يميزان المسلسلات عن الأفلام السينمائية أو المسرحيات، وهذا الطرح يتسق مع نظرية “التلقي” لهانز روبرت ياوس، التي ترى أن تقييم العمل الفني يعتمد على أفق توقعات المتلقي، لكن هذا الأفق يجب أن يكون مدعومًا بمعرفة فنية وليس مجرد انطباعات عابرة، بينما النقد العشوائي الذي يفتقر إلى هذه الأدوات التحليلية، هو مجرد ضجيج عاطفي منه إلى الحوار الفني البناء.
ويؤدي هذا النوع من الهجوم إلى تشويه صورة الأعمال الدرامية المغربية قبل أن تتبلور ملامحها الفنية الكاملة، ففي حين يدعو منصور إلى التركيز على عناصر مثل الدور الذي يجسده الممثل ومدى انسجامه مع الشخصية، وثنائية الحوار والبناء الدرامي الثلاثي، كمعايير لتقييم العمل، يميل الجمهور إلى تجاهل هذه الأبعاد المنطقية والتركيز على تفاصيل هامشية أو شخصية، مثل مظهر الممثل أو علاقاته الشخصية، وهذا يحرم الأعمال من فرصة تقييم عادلة تستند إلى معايير موضوعية، وهنا يمكن الاستفادة من نظرية الصراع الدرامي لهيغل، التي ترى أن جوهر الدراما يكمن في التوتر بين القوى المتصارعة داخل العمل، وليس في الصراعات الخارجية التي يفرضها الجمهور على العمل نفسه، فالنقد العشوائي بهذا المعنى، يحوّل الصراع من داخل النص إلى خارجه، و يشتت الانتباه عن القيمة الفنية الحقيقية حتى لو كانت رمزية.
ويقسم منصور تحليله إلى فصول مثل البناء الدرامي، الذي يركز على ترابط الأحداث وتطور الشخصيات، والمشاهد وترتيب اللقطات، ويبحث في العلاقة بين الأداء التمثيلي وتأطيره، وهذه الأدوات التحليلية تتجاوز الانطباعات العابرة وتوفر إطارا منهجيا مستمدا من الإرث النقدي للمسرح والسينما، بينما يمكن ربط منهج منصور بنظرية “الوحدات الثلاث” لأرسطو مثل البداية والوسط والنهاية، مع تعديلها وتكييفها لتناسب طبيعة المسلسلات التلفزيونية، لكن يظل النقد العشوائي مجرد ضجيج رقمي لا يسهم في تطوير الدراما المغربية ويعيق تقدمها.

وينبغي على الجمهور أن يدرك أن النقد الفني عملية تحليلية تبين وتوضح نقاط القوة ونقاط الضعف، وجودة الأعمال الدرامية أو زيفها. ويؤكد منصور أن فهم العلاقة المتشابكة بين الدراما التلفزيونية والمسرح والسينما يمكن أن يشكل مدخلا لقراءة المسلسل بدقة، بعيدا عن الحكم عليه من حلقة واحدة، وهذا النهج يتطلب صبرا ووعيا، وهو ما ينقص تعليقات السوشيال ميديا التي تحولت إلى ساحة للتنمر والشتائم بدلا من منصة للحوار الفني المثمر، وهذا ناتج عن فشل تلك الأقلام وجهلها بالاستناد إلى نظرية “المسافة الجمالية” لإدوارد بولو، التي تدعو إلى الانفصال العاطفي عن العمل لتقييمه بموضوعية، وهو ما يتعارض مع الانفعالات اللحظية التي تسيطر على النقد العشوائي.
ونخلص إلى أن الأقلام التي تهاجم قبل أن تشاهد، ليست ناقدة وفق مفهوم النقد وقواعده ونظرياته، بينما الإشارة إلى اسم المخرج أو الممثل كشخصية بعيدا عن الأدوار التي يجسدها يجب أن تكون محددة، كأن نقول إن مخرج فيلم كذا قد أخفق أو أبدع في جانب معين، ونقول إن فلانا قد أبدع أو أخفق في تجسيد شخصية كذا، مع توضيح الأسباب، وهذا ما يسمى نقدا وتحليلا، أما النعت بالصفات الشخصية فهو في الحقيقة يكشف عن افتقار الكاتب لأدوات التحليل، سواء كان ذلك من تلك الصفحات شبه الفنية التي تتسول الإعجاب والتعليقات والمتابعات، أو الأقلام التي تسعى إلى أن يقال عنها إنها متابعة للأعمال الدرامية في رمضان.
موضوع النقد العشوائي أثار جدلا واسعا حيث وُجهت اتهامات لممثلين باحتكار الأدوار الرئيسية في عدة مسلسلات
وأثار موضوع النقد العشوائي جدلا واسعا في الأوساط الفنية المغربية، حيث وُجهت اتهامات لعدد من الممثلين باحتكار الأدوار الرئيسية في عدة مسلسلات رمضانية، إذ يرى البعض أن هذا الاحتكار يتجسد في تكرار ظهور الأسماء نفسها في الأعمال التي تتنافس على شاشات التلفزيون خلال الشهر الفضيل. وبينما يعتبر البعض أن هذا التكرار يمنح الممثلين فرصة للتألق وتقديم أدوار متنوعة، يرى آخرون أنه يحدّ من فرص المواهب الصاعدة.
وعند الحديث عن الممثلين الذين يسيطرون على المشهد الدرامي المغربي، تبرز أسماء مثل رفيق بوبكر، عزيز الحطاب، ماجدولين الإدريسي، دنيا بوطازوت، طارق البخاري، سلوى زرهان، أمين الناجي، عزيز داداس وغيرهم، الذين يظهرون بشكل متكرر في الأعمال الرمضانية. لكن هل الممثل هو المتهم حقا؟ أم أن شركات الإنتاج هي من يتحكم في ذلك؟ أم أن بعض المخرجين يفضلون العمل مع فرق اعتادوا عليها لسهولة التعامل؟
الإجابة ببساطة هي لا، فمعظم هؤلاء النجوم لا يحددون اختياراتهم بأنفسهم، وإنما يتعاملون مع شركات الإنتاج وصنّاع القرار في القطاع الفني، الذين يملكون اليد العليا في تحديد “الكاستينغ” وتوزيع الأدوار، إذن لماذا تلك الأقلام العشوائية تتهم هؤلاء الممثلين وكأنهم هم من يتحكمون في هذا النظام الفني؟
ShareWhatsAppTwitterFacebook

عبدالرحيم الشافعي
ناقد سينمائي مغربي