الرؤى والخيال والدلالات بالشعر الحديث.مختارات عارف الساعدي: «ماس القصائد»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرؤى والخيال والدلالات بالشعر الحديث.مختارات عارف الساعدي: «ماس القصائد»



    «ماس القصائد»: مختارات عارف الساعدي وتجليات الشعر العربي الحديث

    20 - مارس - 2025م

    بغداد ـ «القدس العربي»: لاحظنا في العقود الأخيرة، وتحديداً في مطلع الألفية الثانية ظهور تيار جديد في القصيدة العربية العمودية، ذات الشطرين، تيار يعتمد وفي شكل واضح، على الرؤى والخيال والدلالات المولّدة والمبتكرة والمستحدثة في عالم الشعر حيثما كان. هذا الفن الشعري، هو امتداد متجدد لتاريخ الشعر العربي منذ امرئ القيس، وصولاً للسياب ورفاقه الشعراء المُحدثين. فشعراء هذا التيار لهم صلة عميقة بموسيقى الشعر، وفي النظر إلى نهر متدفق من إرث الشعر العربي، الساطع والكبير، والممتد إلى مئات السنوات من التواريخ السالفة والطاعنة في القِدم، إلى حيث العصور والحضارات الغابرة.
    ونتيجة لهذا التطور المستمر والمتواصل لتجديد البنية الإيقاعية للشعر العربي، نجد الأشكال الشعرية تتوالد وتتجدد على يد شعراء شباب مقتدرين ومتمكّنين، لتأسيس تقنيات شعرية مغايرة، تحمل طابع القصيدة الكلاسيكية الجديدة، متقنة المعمار من ناحية الجمال اللفظي والتشييد الفني، المتصلين بهندسة لغوية بليغة، وبيان تعبيري يلفت السامع، ويجعله يذوب في أمواج نغمية، متصاعدة من أوار البحور الشعرية المتلاطمة في قاع العروض. من هنا نجد أن هذا الشعر يعود بنا إلى نبض الشعر وهاجسه الأول، إلى حيث الأصل، إلى العالم المحبوك والمجدول والمتساوق مع الموسيقى، عبر الولوج من نافذة الإيقاع، لنلمس عبره ذلك التموج الإيقاعي بكل توتراته الميلودية. إنها عودة مظفرة إلى المعاني الكبيرة، ولكن بشكل مغاير وروح مختلفة وطعم شعري عذب، صاغه وجسّده ونحته شعراء عموديون جدد، ومن أبرز من كتب وفق هذا الاتجاه في العراق الشاعر عارف الساعدي، وهو شاعر مطبوع، ومتسلح بمقدرة شعرية مكينة، أهلته للعروج نحو مدار شعري رحب، ثري بالخيال والعلامات والتراتيل عالية الشدو، في سماء القصيدة العربية، قديمها وجديدها.
    وقد صدرت للشاعر عارف الساعدي في هذا المضمار، مختارات ضمن سلسلة سمّيت «ماس القصائد» عن «الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق».
    تتخلل مختارات الساعدي هذه قصائد حرة موزونة، وأخرى مكتوبة بشكل العمود، وهنا الشاعر يبرع في كلا الشكلين، براعة فيها الكثير من الدقة والرهافة والشفافية، وكذلك الكثير من الشاعرية، من أجواء هذه المختارات نختار المقاطع التالية:
    قالوا رحلتَ فقلتُ كلا
    بعُدَ العراقُ فصار أحلى
    كل الصباحات انطفتْ
    وقميصُ فجركَ ظلّ كُحلا.
    وفي قصيدة ثانية يقول:
    أنا الآنَ
    لا شأن لي
    غير أن أجمع الليلَ
    في ليلة واحدة
    وأجمعَ كلّ النساء اللواتي
    غفونَ على شفتيَّ
    بعاشقةٍ واحدة».
    ​​​​​​​

    «ماس القصائد»: مختارات عارف الساعدي وتجليات الشعر العربي الحديث

    20 - مارس - 2025م

    بغداد ـ «القدس العربي»: لاحظنا في العقود الأخيرة، وتحديداً في مطلع الألفية الثانية ظهور تيار جديد في القصيدة العربية العمودية، ذات الشطرين، تيار يعتمد وفي شكل واضح، على الرؤى والخيال والدلالات المولّدة والمبتكرة والمستحدثة في عالم الشعر حيثما كان. هذا الفن الشعري، هو امتداد متجدد لتاريخ الشعر العربي منذ امرئ القيس، وصولاً للسياب ورفاقه الشعراء المُحدثين. فشعراء هذا التيار لهم صلة عميقة بموسيقى الشعر، وفي النظر إلى نهر متدفق من إرث الشعر العربي، الساطع والكبير، والممتد إلى مئات السنوات من التواريخ السالفة والطاعنة في القِدم، إلى حيث العصور والحضارات الغابرة.
    ونتيجة لهذا التطور المستمر والمتواصل لتجديد البنية الإيقاعية للشعر العربي، نجد الأشكال الشعرية تتوالد وتتجدد على يد شعراء شباب مقتدرين ومتمكّنين، لتأسيس تقنيات شعرية مغايرة، تحمل طابع القصيدة الكلاسيكية الجديدة، متقنة المعمار من ناحية الجمال اللفظي والتشييد الفني، المتصلين بهندسة لغوية بليغة، وبيان تعبيري يلفت السامع، ويجعله يذوب في أمواج نغمية، متصاعدة من أوار البحور الشعرية المتلاطمة في قاع العروض. من هنا نجد أن هذا الشعر يعود بنا إلى نبض الشعر وهاجسه الأول، إلى حيث الأصل، إلى العالم المحبوك والمجدول والمتساوق مع الموسيقى، عبر الولوج من نافذة الإيقاع، لنلمس عبره ذلك التموج الإيقاعي بكل توتراته الميلودية. إنها عودة مظفرة إلى المعاني الكبيرة، ولكن بشكل مغاير وروح مختلفة وطعم شعري عذب، صاغه وجسّده ونحته شعراء عموديون جدد، ومن أبرز من كتب وفق هذا الاتجاه في العراق الشاعر عارف الساعدي، وهو شاعر مطبوع، ومتسلح بمقدرة شعرية مكينة، أهلته للعروج نحو مدار شعري رحب، ثري بالخيال والعلامات والتراتيل عالية الشدو، في سماء القصيدة العربية، قديمها وجديدها.
    وقد صدرت للشاعر عارف الساعدي في هذا المضمار، مختارات ضمن سلسلة سمّيت «ماس القصائد» عن «الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق».
    تتخلل مختارات الساعدي هذه قصائد حرة موزونة، وأخرى مكتوبة بشكل العمود، وهنا الشاعر يبرع في كلا الشكلين، براعة فيها الكثير من الدقة والرهافة والشفافية، وكذلك الكثير من الشاعرية، من أجواء هذه المختارات نختار المقاطع التالية:
    قالوا رحلتَ فقلتُ كلا
    بعُدَ العراقُ فصار أحلى
    كل الصباحات انطفتْ
    وقميصُ فجركَ ظلّ كُحلا.
    وفي قصيدة ثانية يقول:
    أنا الآنَ
    لا شأن لي
    غير أن أجمع الليلَ
    في ليلة واحدة
    وأجمعَ كلّ النساء اللواتي
    غفونَ على شفتيَّ
    بعاشقةٍ واحدة».
يعمل...