الليث حجو تحت المجهر: انتقادات لمشهد عاطفي جريء في "البطل"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الليث حجو تحت المجهر: انتقادات لمشهد عاطفي جريء في "البطل"

    الليث حجو تحت المجهر: انتقادات لمشهد عاطفي جريء في "البطل"


    التنافسية الشديدة بين القنوات الفضائية ومنصات العرض في سبيل جذب المشاهدين جعلها تتبنى مواضيع أكثر جراة وإثارة للجدل.
    الجمعة 2025/03/21
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    الممثلان يلعبان دور حبيبين في المسلسل

    أخرج الليث حجو مسلسل “البطل” وهو عمل درامي سوري يعرض حاليا في رمضان على قنوات “أم.بي.سي”، ويتناول العمل قضايا اجتماعية تعكس واقع المجتمع السوري في ظل الأحداث التي شهدتها سوريا قبل سقوط نظام بشار الأسد.

    تتركز أحداث العمل حول قرية تتعرّض للقصف العنيف مما خلق حالة من الخوف والهلع بين السكان، وقد سعى صناع العمل للتركيز على العلاقات الإنسانية وردود الأفعال في ظل الظروف الصعبة في محاولة تقديم صورة واقعية في ظل الحرب التي عانتها سوريا ومدى تأثيرها العميق على المجتمع السوري، إلا أن مشهدا اعتبره الكثير من المتابعين جريئا أثار ضجة وأعاد إلى الواجهة قضية المشاهد الجريئة في رمضان ولاسيما المشاهد العاطفية.


    على المخرجين والكتاب أن يكونوا أكثر حساسية في معالجة المواقف العاطفية والإنسانية خاصة في أوقات الأزمات وفي شهر رمضان


    في إحدى الحلقات الفائتة من المسلسل، تذهب مريم (نور علي) للبحث عن خطيبها مروان (خالد شباط) أثناء القصف، لتجده في منزله يتحضر للهرب، وعلى عكس ما كنا نتوقعه فإن المشهد بينهما تحول إلى لحظة عاطفية اعتبرها بعض المشاهدين غير مناسبة للوضع الذي يعيشونه من خوف ورعب، وهذا ما عرّض العمل وصنّاعه لانتقادات بسبب ما اعتبره البعض عدم ملائمة للوضع الكارثي الذي تعيشه الشخصيات.

    ورأى الجمهور أن اللحظة العاطفية بين مريم ومروان كانت مفروضة وغير منطقية في ظل القصف والخوف الذي يسيطر على القرية، وكان من الممكن توظيف المشهد بشكل آخر، مثل إظهار خوف مريم على مروان دون الدخول في تفاصيل عاطفية تبدو غير مناسبة للسياق ولا مبرر لها في هذا الشهر الذي يستوجب احترام حرمته وعدم خدش مشاعر المشاهدين الصائمين، وكان من الممكن تقديمه بشكل أكثر حساسية واحتراما لمشاعر المتابعين. وهنا يتم طرح السؤال الآتي: لماذا يلجأ المخرجون والكتاب إلى هذه المشاهد في المسلسلات التي تعرض خلال رمضان؟

    في الحقيقة شهر رمضان يعتبر موسما ذهبيا للمسلسلات العربية، حيث يزداد عدد المشاهدين بشكل كبير، لذلك، يحاول المخرجون والكتاب تقديم أعمال درامية قوية تجذب الانتباه وتثير النقاش، وفي بعض الأحيان، يتم اللجوء إلى مشاهد مثيرة للجدل لزيادة التفاعل مع العمل، سواء كان ذلك من خلال المشاهد العاطفية أو السياسية أو الاجتماعية، ومع ذلك يرى كثيرون أنه يجب أن تكون هذه المشاهد متوازنة وتتناسب مع طبيعة الشهر وقيمه الروحية.

    وقد يتبادر إلى الأذهان ما إذا باتت الدراما العربية معنية بحضور الممنوع المسموح به، سواء من الحوار أو من حيث بعض المشاهد الجريئة التي يجد فيها المشاهد العربي ذاته ويتابعها ويتماهى معها، بل وتعكس الكثير من جوانبه الحياتية والشخصية، وما تحدثه هذه الحوارات والمشاهد الجريئة من انقسامات في مجتمع منقسم على نفسه على أكثر من اتجاه.

    إن هذا التحول يمكن تفسيره بعدة عوامل منها: تأثير العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ أصبح المشاهد العربي أكثر انفتاحا على العالم من حوله، مما ساهم في تغير توقعاته من المحتوى الدرامي، وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بفتح باب النقاش حول موضوعات كانت في الماضي من المحرمات.


    ولا يمكن التغاضي عن حقيقة التنافسية الشديدة مع تزايد عدد القنوات الفضائية ومنصات العرض التي أشعلت حمى المنافسة والسعي في سبيل جذب المشاهدين وهذا الأمر جعلها تتبنى مواضيع أكثر جراة وإثارة للجدل.

    وهناك من يتخذ من السعي وراء الواقعية دريئة ومبررا لإثارة مثل هذه المشاهد بدعوى أنها تعكس حياة الناس اليومية بكل تعقيداتها بعيدا عن الصورة النمطية المثالية التي كانت تقدم في الماضي.

    ومع ذلك تظل لمجتمعاتنا خصوصية لا بد من احترامها خاصة في شهر رمضان لذا يجب على المخرجين والكتاب أن يكونوا أكثر حساسية في معالجة المواقف العاطفية والإنسانية، خاصة في أوقات الأزمات وفي شهر له مكانة خاصة عند المسلمين دون التنازل عن الواقعية في تصوير القصص الدرامية التي لا تختص بمشاهد الجرأة العاطفية فحسب.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    سامر سالم أحمد
    كاتب سوري
يعمل...