من أهم مخرجي السينما المصرية ..
شادي عبد السلام .. الرجل الذي أحصى السنين
في ذكرى ميلاده الـ 95
القاهرة ـ «سينماتوغراف»
رغم أنه لم يقدم في مشواره سوى فيلم روائي طويل هو "يوم أن تحصى السنين.. المومياء" فإن شادي عبد السلام الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده (15 مارس 1930)، أصبح واحداً من أهم 100 مخرج على مستوى العالم، وسط حفاوة شديدة وتقدير من الوسط السينمائي.
كما صنف فيلمه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم عربي في تاريخ السينما المصرية والعربية، ليؤكد على استحقاق المخرج شادي عبد السلام للوصول إلى السينما العالمية، وهي ليست منطقة التفوق الوحيدة في تاريخه، فهو كاتب ومصمم ديكور ومصمم ملابس، وصاحب مشروع فني طموح حاول من خلاله أن يعكس رؤيته للثقافة المصرية القديمة باختلاف أزمنتها، معبراً عن أصالة الروح المصرية في أفلامه.
رشحه المخرج أندرو مارتون في عام 1961 ليقوم بتصميم الديكورات والمناظر، كان أهمها ديكورات فيلم "وإسلاماه"، كما عمل خارج مصر مصمماً للديكور والملابس في الفيلم الأميركي "كليوباترا" مع جوزيف مانكوفيتش، وقام أيضاً بتصميم المركب الفرعوني في فيلم "كليوباترا"، وديكورات وملابس الفيلم البولندي "فرعون".
وفي عام 1966 كانت له تجربة في فيلم "الحضارة" مع المخرج الإيطالي روبرتو روسيليني الذي ترك أثراً فكرياً وفنياً على تجربة شادي عبد السلام الذي اختار أن يقدم أعمالاً تتميز بالبساطة والعملية في الوقت نفسه، وقرر أن يبدأ تجربته الإخراجية.
البحث عن الهوية المصرية وبثها في صورة إبداع سينمائي كانا يشغلان شادي عبد السلام، فكان صاحب مشروع مصري خالص عن الهوية والتاريخ، وهو ما عبر عنه المخرج الراحل في أحد لقاءاته قائلاً "إنني أسعى لسينما مفيدة، تعلم من خلال الفن، وكان علي أن أكتشف طريقة وأسلوبا سينمائيا جديدا، فيلم تعليمي دون جفاف، يعطي المعلومة ويراعي الإنسان ولا يخلو من المتعة، فيلم طريقة السرد به متقدمة، والمعلومات مبسطة، ويخلو من عبارات المتخصصين الضخمة ليصل للمتفرج العادي، لا بد أن نوصل بين إنسان اليوم وإنسان الأمس، وهي قضيتي".
التميز في تحويل اللوحات إلى مشاهد سينمائية وتميزه في الألوان عنصران ميزا تجربة شادي عبد السلام الذي قدم فيلمه القصير "الفلاح الفصيح" في عام 1970، والمأخوذ عن إحدى البرديات المصرية القديمة والمعروفة باسم "شكوى الفلاح الفصيح".
حاول المخرج من خلاله أن يعيد الاعتبار للإنسان المصري البسيط بأنه غير مستسلم للسلطة، وقد فاز بجائزة السيدالك في فينسيا في العام نفسه.
وفي "كرسي توت عنخ آمون" قدم تجربة مزج خلالها التسجيلي بالروائي، والماضي بالحاضر من خلال مهندس مسؤول عن ترميم كرسي ملك مصر "توت عنخ آمون" في المتحف المصري، حيث يصطحب المهندس معه إلى عمله ابن أخيه الطفل الذي يشبه ملك مصر الصغير شكلاً.
واستمر في مشروعه فقدم "جيوش الشمس"، و"الأهرامات وما قبلها" في عام 1984، و"رع رمسيس الثاني" في عام 1986.
في أواخر الستينيات من القرن الماضي قدم شادي عبد السلام فيلمه الطويل "المومياء"، وقد عالج من خلاله قضية الهوية والحفاظ على التراث الحضاري، حيث استهلم الفيلم من الحضارة المصرية القديمة.
وقال في لقاء له عن الفيلم "أردت أن أعبر عن نفسي وعن مصر، وعن شخصية الإنسان المصري الذي يستعيد أصوله التاريخية وينهض من جديد".
وقد نال الفيلم العديد من الجوائز في المهرجانات الدولة والعالمية، منها جائزة سادول، وجائزة النقاد في مهرجان قرطاج عام 1970، واختارت رابطة النقاد في فيينا شادي عبد السلام كأهم مخرج على مستوى العالم خلال تاريخ السينما في العالم، كما احتل "المومياء" المرتبة الأولى في استطلاع الأفلام الأجنبية الذي أجري في فرنسا.
بعد تجربة "المومياء" قرر شادي عبد السلام العمل على فيلم "أخناتون" الذي شرع في كتابته لسنوات طويلة، وأعلنت الممثلة المصرية نادية لطفي وقتها -التي ظهرت بمشهد في "المومياء"- أنها تستعد لتقديم أم أخناتون، وأثناء تحضيره تلقى عروضا إنتاجية لكنه رفضها لأنه لم يرغب في تقديم الفيلم بشكل تجاري، فكان يسعى إلى أن يكون العمل من إنتاج وزارة الثقافة التي لم تتمكن من توفير التكلفة الإنتاجية العالية، ليتوقف المشروع والحلم الأخير في حياته.
وفي أكتوبر 1986 توفي شادي عبد السلام تاركاً عدداً قليلاً من الأعمال السينمائية في الكم، لكنها مؤثرة كيفاً، ليصبح من أهم المخرجين ومهندسي الديكور في تاريخ السينما المصرية.
https://cinematographweb.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
شادي عبد السلام .. الرجل الذي أحصى السنين
في ذكرى ميلاده الـ 95
القاهرة ـ «سينماتوغراف»
رغم أنه لم يقدم في مشواره سوى فيلم روائي طويل هو "يوم أن تحصى السنين.. المومياء" فإن شادي عبد السلام الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده (15 مارس 1930)، أصبح واحداً من أهم 100 مخرج على مستوى العالم، وسط حفاوة شديدة وتقدير من الوسط السينمائي.
كما صنف فيلمه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم عربي في تاريخ السينما المصرية والعربية، ليؤكد على استحقاق المخرج شادي عبد السلام للوصول إلى السينما العالمية، وهي ليست منطقة التفوق الوحيدة في تاريخه، فهو كاتب ومصمم ديكور ومصمم ملابس، وصاحب مشروع فني طموح حاول من خلاله أن يعكس رؤيته للثقافة المصرية القديمة باختلاف أزمنتها، معبراً عن أصالة الروح المصرية في أفلامه.
رشحه المخرج أندرو مارتون في عام 1961 ليقوم بتصميم الديكورات والمناظر، كان أهمها ديكورات فيلم "وإسلاماه"، كما عمل خارج مصر مصمماً للديكور والملابس في الفيلم الأميركي "كليوباترا" مع جوزيف مانكوفيتش، وقام أيضاً بتصميم المركب الفرعوني في فيلم "كليوباترا"، وديكورات وملابس الفيلم البولندي "فرعون".
وفي عام 1966 كانت له تجربة في فيلم "الحضارة" مع المخرج الإيطالي روبرتو روسيليني الذي ترك أثراً فكرياً وفنياً على تجربة شادي عبد السلام الذي اختار أن يقدم أعمالاً تتميز بالبساطة والعملية في الوقت نفسه، وقرر أن يبدأ تجربته الإخراجية.
البحث عن الهوية المصرية وبثها في صورة إبداع سينمائي كانا يشغلان شادي عبد السلام، فكان صاحب مشروع مصري خالص عن الهوية والتاريخ، وهو ما عبر عنه المخرج الراحل في أحد لقاءاته قائلاً "إنني أسعى لسينما مفيدة، تعلم من خلال الفن، وكان علي أن أكتشف طريقة وأسلوبا سينمائيا جديدا، فيلم تعليمي دون جفاف، يعطي المعلومة ويراعي الإنسان ولا يخلو من المتعة، فيلم طريقة السرد به متقدمة، والمعلومات مبسطة، ويخلو من عبارات المتخصصين الضخمة ليصل للمتفرج العادي، لا بد أن نوصل بين إنسان اليوم وإنسان الأمس، وهي قضيتي".
التميز في تحويل اللوحات إلى مشاهد سينمائية وتميزه في الألوان عنصران ميزا تجربة شادي عبد السلام الذي قدم فيلمه القصير "الفلاح الفصيح" في عام 1970، والمأخوذ عن إحدى البرديات المصرية القديمة والمعروفة باسم "شكوى الفلاح الفصيح".
حاول المخرج من خلاله أن يعيد الاعتبار للإنسان المصري البسيط بأنه غير مستسلم للسلطة، وقد فاز بجائزة السيدالك في فينسيا في العام نفسه.
وفي "كرسي توت عنخ آمون" قدم تجربة مزج خلالها التسجيلي بالروائي، والماضي بالحاضر من خلال مهندس مسؤول عن ترميم كرسي ملك مصر "توت عنخ آمون" في المتحف المصري، حيث يصطحب المهندس معه إلى عمله ابن أخيه الطفل الذي يشبه ملك مصر الصغير شكلاً.
واستمر في مشروعه فقدم "جيوش الشمس"، و"الأهرامات وما قبلها" في عام 1984، و"رع رمسيس الثاني" في عام 1986.
في أواخر الستينيات من القرن الماضي قدم شادي عبد السلام فيلمه الطويل "المومياء"، وقد عالج من خلاله قضية الهوية والحفاظ على التراث الحضاري، حيث استهلم الفيلم من الحضارة المصرية القديمة.
وقال في لقاء له عن الفيلم "أردت أن أعبر عن نفسي وعن مصر، وعن شخصية الإنسان المصري الذي يستعيد أصوله التاريخية وينهض من جديد".
وقد نال الفيلم العديد من الجوائز في المهرجانات الدولة والعالمية، منها جائزة سادول، وجائزة النقاد في مهرجان قرطاج عام 1970، واختارت رابطة النقاد في فيينا شادي عبد السلام كأهم مخرج على مستوى العالم خلال تاريخ السينما في العالم، كما احتل "المومياء" المرتبة الأولى في استطلاع الأفلام الأجنبية الذي أجري في فرنسا.
بعد تجربة "المومياء" قرر شادي عبد السلام العمل على فيلم "أخناتون" الذي شرع في كتابته لسنوات طويلة، وأعلنت الممثلة المصرية نادية لطفي وقتها -التي ظهرت بمشهد في "المومياء"- أنها تستعد لتقديم أم أخناتون، وأثناء تحضيره تلقى عروضا إنتاجية لكنه رفضها لأنه لم يرغب في تقديم الفيلم بشكل تجاري، فكان يسعى إلى أن يكون العمل من إنتاج وزارة الثقافة التي لم تتمكن من توفير التكلفة الإنتاجية العالية، ليتوقف المشروع والحلم الأخير في حياته.
وفي أكتوبر 1986 توفي شادي عبد السلام تاركاً عدداً قليلاً من الأعمال السينمائية في الكم، لكنها مؤثرة كيفاً، ليصبح من أهم المخرجين ومهندسي الديكور في تاريخ السينما المصرية.
https://cinematographweb.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك