- *ملخص نقدي لتحفة "دوجفييل"/2003/ من بطولة نيكول كيدمان:
- *الابادة الانتقامية الشاملة ضمن الحمض النووي للغرب المتوحش!
- *بقلم الكاتب السينمائي: مهند النابلسي/عمان -الاردن
- *
*حيث يتم قبول امرأة هاربة من الغوغاء على مضض في مجتمع صغير في كولورادو مقابل العمل، ولكن عندما تزور البلدة، تكتشف أن دعمهم له ثمن. في وقت متأخر من إحدى الليالي، وصلت جريس (نيكول كيدمان)، شابة جميلة وأنيقة، إلى بلدة التعدين الجبلية القديمة دوجفيل هاربة؛ بعد صوت طلقات نارية من مسافة سمعها توم (بول بيتاني) الذي نصب نفسه المتحدث الأخلاقي للمدينة. وبعد إقناع توم، وافقت المدينة على إخفاء جريس، وفي المقابل تساعد السكان المحليين بحرية. ومع ذلك، عندما ينشر عمدة بلدة مجاورة إشعارًا مفقودًا، معلنًا عن مكافأة للكشف عن مكان وجودها، يطلب سكان المدينة صفقة أفضل من جريس، مقابل صمتهم؛ وعندما تعود الشريف بعد بضعة أسابيع بملصق مطلوب، على الرغم من أن المواطنين يعرفون أنها بريئة من التهم الكاذبة الموجهة إليها، فإن إحساس المدينة بالخير يأخذ منعطفًا شريرًا ويصبح ثمن حرية جريس عبء عمل ومعاملة شبيهة بمعاملة العبيد والحيوانات. لكن غريس لديها سر مميت سيواجهه سكان المدينة في النهاية؟
- *
*ويبلغ هذا ذروته في اجتماع عام في وقت متأخر من الليل حيث تروي جريس، بعد اقتراح توم، بهدوء كل ما تحملته من كل شخص في المدينة. بعد شعورهم بالحرج والإنكار التام، قرر سكان البلدة أخيرًا التخلص منها. عندما يخبر توم جريس بمواساتها، يحاول ممارسة الحب معها، لأنه كان الرجل البالغ الوحيد من سكان المدينة الذي لم يمارس الجنس معها. لكن جريس ترفض ممارسة الجنس معه. غاضبًا جزئيًا من رفض جريس، ولكن أكثر من نفسه لأنه أدرك أنه سينحني في النهاية ليفرض نفسه عليها مثل أي شخص آخر في المدينة، وينتهي الأمر بتوم بالاتصال شخصيًا بأفراد العصابات، ويقترح لاحقًا الموافقة بالإجماع على حبسها في كوخها.
- *
*عندما يصل رجال العصابات أخيرًا، يتم الترحيب بهم بحرارة من قبل توم ولجنة مرتجلة من سكان البلدة الآخرين. تم بعد ذلك إطلاق سراح جريس وعرفنا أخيرًا من هي حقًا: ابنة زعيم عصابة قوي هربت لأنها لم تستطع تحمل عمل والدها القذر. يواجهها والدها في سيارته الليموزين الكبيرة ويخبرها أنها متعجرفة لأنها لا تفرض على الآخرين نفس المعايير العالية التي تلتزم بها نفسها. في البداية رفضت الاستماع، ولكن عندما نظرت مرة أخرى إلى المدينة وسكانها، اضطرت إلى الموافقة: سيتعين عليها أن تحكم عليهم بأسوأ عقوبة ممكنة إذا ألزمتهم بمعاييرها الخاصة، وسيكون من غير الإنساني عدم القيام بذلك!.
- *
*لذلك قبلت أن تكون ابنة والدها مرة أخرى، وطالبت على الفور بالقضاء على المدينة بأكملها. على وجه الخصوص، أعطت الأمر بإلقاء نظرة على فيرا في مقتل كل من أطفالها، بعد أن قيل لها أن الأمر سيتوقف إذا تمكنت من حبس دموعها. ينتهي الفيلم بتصعيد من العنف: تُحرق المدينة ويُقتل جميع مواطنيها بوحشية على يد رجال العصابات بأمر مباشر من جريس، باستثناء توم، الذي تقتله شخصيًا بمسدس. بينما يتصاعد رماد دوجفيل من حولها، تجد وتنقذ الكلب الوحيد الباقي على قيد الحياة، موسى كلب دوجفيل. ومن المفارقات أن هذا "الكلب" الوحيد هو الوحيد الذي "لم يظلمها" ويعتبر كلب المدينة الذي اختفى بينما كانت المدينة تكشف عن طبيعتها الحقيقية.
-
*انفتح دوجفيل أمام المراجعات المستقطبة من النقاد. واعتبره البعض طنانًا أو مثيرًا للغضب وغير معقول. ونظر إليها الآخرون على أنها تحفة فنية، وقد نمت مكانتها الفريدة على نطاق واسع منذ إصدارها الأولي. تم إدراجه لاحقًا في استطلاع عام 2016 لأعظم الأفلام منذ عام 2000 الذي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية. أشاد صانعو الأفلام مثل كوينتين تارانتينو ودينيس فيلنوف بالفيلم.
*يتميز هذا الفيلم بطريقة تصويره الفريدةالمنفتحة من أعلى بلا حواجز وبيوت وديكورات وطرق وبشكل شفاف يسمح باستعراض جملة الأحداث /من أعلى بشكل قدري شامل لمجريات الأحداث اليومية في البلدة/ كما بلا حواجز وخصوصية وحركات كاميرا انتقالية/مشهدية مزعجة وكمثال حادث الاغتصاب السافر الأول للبطلة/حيث نستغرب لامبالاةالاخرين تجاه ذلك وكأنه أمر عادي/ ، كما يتميز بنمط السرد الروائي الكاشف/الشفاف وبتقسيم الأحداث الى سبعة فصول متتالية بنسق هارموني مترابط، وان كانت مشاهد القتل والعنف الختامية مزعجة وغير متوقعة بل ومستهجنة وربما صادمة!وللحقيقة فهناك شبه ترابط مجازي بين هذا الشريط وفيلمي "الجوكر" الحديث/2020-2024 من حيث قيام السيكوباث بقتل كل الشخصيات التي قامت باضطهاده وتركه لقزم متعاطف وامرأة سوداء تفهمت حالته، حيث نلاحظ أن البطلة الحسناء المنتقمة هنا السوية واللطيفة الشخصية/ التي لم تظهر خلال فترة السرد بوادر الامتعاض والاستهجان من سؤ معاملتها بل بدت وكأنها تقبل ذلك طواعية وصاغرة (وكاظمة للغيظ) حتى مقابل ممارسات الاغتصاب الحيوني المفاجىءوالتكبيل المعدني الشبيه بتكبيل الحيوانات /ثم فاجئتنا برغبة الانتقام الكاسحة المتفجرة دونما تمييز وقد استثنت الكلب فقط لتعاطفه "الغريزي" معها في محنتها عند بداية الأحداث كمثال...ونراه يستيقظ هاربا من نومة طويلة في آخر المشاهد!اعجبني هذا الفيلم القديم لخاصيته بطريقة السردالشفافة الغريبة، وثانيا لطرحه فكرة ابادة الخصم كليا دون استثناء كما شاهدنا في الأحداث الختامية حيث لم يستثنى الا "الكلب" النائم وربما يذكرنا بالعموم بحرب الابادة التي تشن حاليا ضد الفلسطينيين، كما بمنهج الغرب/المتصهين المتمثل بالنمط المافيوزي كالذي نشاهده في أفلام العصابات مع اختلاف التفاصيل!
تعليق