"رسالة شارلي شابلن إلى ابنته".. أكبر كذبة في الإعلام الإيراني
لأول مرة بالعربية رسالة مثيرة للجدل تحولت من فانتازيا إلى حقيقة.
الاثنين 2025/02/17
ShareWhatsAppTwitterFacebook

وصايا متخيلة من أب إلى ابنته
أحيانا يصبح الخيال أشد قوة من الحقائق، حتى إنك لو حاولت دحضه أو إنكاره تصبح متهما وقد تواجه بعنف وازدراء، إنها قوة الخيال، وكم من قصة أو أقوال مؤلفة من الخيال ومنسوبة لأشخاص راحلين، ولكن يتبناها الكثيرون كحقائق لا تقبل أي شك. هذه هي حكاية رسالة شارلي شابلن الإيرانية التي عجز صاحبها عن إثبات أنها ليست حقيقة.
في عام 1996 كنت طالبا آنذاك في الفصل الثاني فرع الترجمة في مدينة عبادان، وطلب منا الأستاذ صادق إبراهيمي كاوري آنذاك بأن نترجم نصا من الفارسية إلى العربية. عرض علينا رسالة شارلي شابلين لابنته، وقد فوجئت بتمجيد الأستاذ لترجمتي التي كانت الأولى من نوعها، وحفزني لأمتهن ترجمة باقي النصوص الأدبية لتمسي هوايتي.
فرج الله صفا كتب رسالة شارلي شابلن إلى ابنته من قبيل الفانتازيا فتقبلها المجتمع الفني والثقافي على أنها حقيقية
مرت سنوات عديدة حتى شاهدت مقالا في إحدى الصحف الإيرانية كان قد بعثها لي صديق بعنوان “أكبر كذبة في الصحافة الإيرانية”، ويقول الكاتب الإيراني فرج الله صفا: قبل أكثر من ثلاثة عقود قررنا في مجلة “روشنفكر” (المثقف) بأن ندشن عمودا كالغربيين وندرج فيه كتابات فانتازية، واستمرت هذه الكتابات مما أمست مكررة ومملة، فوجهت نقدي للزملاء: “لمَ أصبحت المواد مكررة إلى هذه الدرجة؟” فردوا علي “إذن اكتب أنت شيئا مختلفا إن تدعي الشطارة.”
ويضيف فرج الله صفا “على أي حال كنت رئيسا للتحرير آنذاك فلم أرد التراجع وقررت إظهار العضلات. لكن حرت ماذا سأكتب ومن أين أبدأ كتابتي. فجأة لاحت ببصري صورة شارلي شابلن مع ابنته على صفحة مجلة كانت مرمية على طاولتي. للحظة نهضت، فأغلقت الباب وبدأت بكتابة رسالة على لسان شارلي شابلن لابنته. كان المصمم من جانب آخر يصر علي بأن أكمل النص بسرعة لننتهي من المجلة. وهذه السرعة ساعدت بأن يطبع المصمم الرسالة ويحذف عنوان العمود وهو عبارة (الفانتازيا). وهكذا تورطت بهذه النص لسنوات عديدة حتى هذه اللحظة.”
إقرأ أيضا

رسالة شارلي شابلن إلى ابنته: "العري آفة عصرنا"
ويوضح أنه ما إن انتشرت الرسالة حتى بدأت المصائب: “تبدلت بسرعة ‘رسالة شارلي شابلن’ إلى أشرطة صوتية، وتمت قراءتها في الأمسيات المختلفة والراديو والتلفاز أكثر من مئة مرة، بيعت قرب الجامعات والمعاهد، وكلما هتفنا وقلنا إن الرسالة ليست لشارلي شابلن لم تكن هناك آذان صاغية. والأجمل من كل شيء ترجمت الرسالة إلى اللغة التركية والألمانية والإنجليزية كذلك. في اجتماع سمعت أحدهم يقرؤها على المنصة فقمت بتكذيب الرسالة موضحا بأنها من كتابتي. لكن الآخرين كانوا ينبذونني قائلين “يا أخي لقد رأينا النسخة الإنجليزية الأم كذلك.”
سمحت الحكومة الإيرانية بأن تدرج هذه الرسالة في الكتب وتم عرضها في معرض طهران الدولي كنموذج للوثائق العالمية السيئة للعري.
إليكم ترجمتي للرسالة وهي لأول مرة تترجم إلى العربية، متمنيا بأن لا يجري في العالم العربي ما جرى لها في إيران، وإن حدث ذلك ربما هي في الأصل رسالة شارلي شابلن الحقيقية التي طفقت في كتابة فرج الله صفا.
ShareWhatsAppTwitterFacebook

حسين طرفي عليوي
لأول مرة بالعربية رسالة مثيرة للجدل تحولت من فانتازيا إلى حقيقة.
الاثنين 2025/02/17
ShareWhatsAppTwitterFacebook

وصايا متخيلة من أب إلى ابنته
أحيانا يصبح الخيال أشد قوة من الحقائق، حتى إنك لو حاولت دحضه أو إنكاره تصبح متهما وقد تواجه بعنف وازدراء، إنها قوة الخيال، وكم من قصة أو أقوال مؤلفة من الخيال ومنسوبة لأشخاص راحلين، ولكن يتبناها الكثيرون كحقائق لا تقبل أي شك. هذه هي حكاية رسالة شارلي شابلن الإيرانية التي عجز صاحبها عن إثبات أنها ليست حقيقة.
في عام 1996 كنت طالبا آنذاك في الفصل الثاني فرع الترجمة في مدينة عبادان، وطلب منا الأستاذ صادق إبراهيمي كاوري آنذاك بأن نترجم نصا من الفارسية إلى العربية. عرض علينا رسالة شارلي شابلين لابنته، وقد فوجئت بتمجيد الأستاذ لترجمتي التي كانت الأولى من نوعها، وحفزني لأمتهن ترجمة باقي النصوص الأدبية لتمسي هوايتي.
فرج الله صفا كتب رسالة شارلي شابلن إلى ابنته من قبيل الفانتازيا فتقبلها المجتمع الفني والثقافي على أنها حقيقية
مرت سنوات عديدة حتى شاهدت مقالا في إحدى الصحف الإيرانية كان قد بعثها لي صديق بعنوان “أكبر كذبة في الصحافة الإيرانية”، ويقول الكاتب الإيراني فرج الله صفا: قبل أكثر من ثلاثة عقود قررنا في مجلة “روشنفكر” (المثقف) بأن ندشن عمودا كالغربيين وندرج فيه كتابات فانتازية، واستمرت هذه الكتابات مما أمست مكررة ومملة، فوجهت نقدي للزملاء: “لمَ أصبحت المواد مكررة إلى هذه الدرجة؟” فردوا علي “إذن اكتب أنت شيئا مختلفا إن تدعي الشطارة.”
ويضيف فرج الله صفا “على أي حال كنت رئيسا للتحرير آنذاك فلم أرد التراجع وقررت إظهار العضلات. لكن حرت ماذا سأكتب ومن أين أبدأ كتابتي. فجأة لاحت ببصري صورة شارلي شابلن مع ابنته على صفحة مجلة كانت مرمية على طاولتي. للحظة نهضت، فأغلقت الباب وبدأت بكتابة رسالة على لسان شارلي شابلن لابنته. كان المصمم من جانب آخر يصر علي بأن أكمل النص بسرعة لننتهي من المجلة. وهذه السرعة ساعدت بأن يطبع المصمم الرسالة ويحذف عنوان العمود وهو عبارة (الفانتازيا). وهكذا تورطت بهذه النص لسنوات عديدة حتى هذه اللحظة.”
إقرأ أيضا

رسالة شارلي شابلن إلى ابنته: "العري آفة عصرنا"
ويوضح أنه ما إن انتشرت الرسالة حتى بدأت المصائب: “تبدلت بسرعة ‘رسالة شارلي شابلن’ إلى أشرطة صوتية، وتمت قراءتها في الأمسيات المختلفة والراديو والتلفاز أكثر من مئة مرة، بيعت قرب الجامعات والمعاهد، وكلما هتفنا وقلنا إن الرسالة ليست لشارلي شابلن لم تكن هناك آذان صاغية. والأجمل من كل شيء ترجمت الرسالة إلى اللغة التركية والألمانية والإنجليزية كذلك. في اجتماع سمعت أحدهم يقرؤها على المنصة فقمت بتكذيب الرسالة موضحا بأنها من كتابتي. لكن الآخرين كانوا ينبذونني قائلين “يا أخي لقد رأينا النسخة الإنجليزية الأم كذلك.”
سمحت الحكومة الإيرانية بأن تدرج هذه الرسالة في الكتب وتم عرضها في معرض طهران الدولي كنموذج للوثائق العالمية السيئة للعري.
إليكم ترجمتي للرسالة وهي لأول مرة تترجم إلى العربية، متمنيا بأن لا يجري في العالم العربي ما جرى لها في إيران، وإن حدث ذلك ربما هي في الأصل رسالة شارلي شابلن الحقيقية التي طفقت في كتابة فرج الله صفا.
ShareWhatsAppTwitterFacebook

حسين طرفي عليوي