"النقيب" عمل درامي يحاكي قصة أسطورة الاستخبارات العراقي حارث السوداني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "النقيب" عمل درامي يحاكي قصة أسطورة الاستخبارات العراقي حارث السوداني

    "النقيب" عمل درامي يحاكي قصة أسطورة الاستخبارات العراقي حارث السوداني


    أول مسلسل يتناول قضية الاستخبارات ويقدم رسالة للأجيال الجديدة.
    الثلاثاء 2025/02/18
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    المسلسل يقدم قضية وطن بعيداً عن التزييف

    تعتبر الدراما على رأس القوى الناعمة التي يمكنها صناعة الوعي والتأريخ ومحاربة العديد من الظواهر على رأسها التشدد والإرهاب، وعلى خطى الدراما المصرية التي نجحت في استعادة قصص أبطالها في محاربة الإرهاب، تسعى الدراما العراقية هذا العام إلى تجسيد بطولة العراقيين في مواجهة عصابات داعش من خلال استلهام قصة حارث السوداني.
    أحمد سميسم


    بغداد - في معركة التحرير ضد عصابات داعش الإرهابية وعلى أرض العراق، خطَّ أبناء الرافدين ملاحم بطولية تعددت حكاياتها وقصصها بما تحمله من معاني البطولة والتضحية، وفي تلك المعركة التي لا تزال مواقفها منقوشة في ذاكرة الزمن، تجلت قصة الشهيد الشجاع، حارث السوداني، "أسطورة الاستخبارات" و"صائد الدواعش"، الذي تمكن من اختراق عصابات داعش الإرهابية واستطاع أن يقضي على 18 انتحاريا ويكشف 400 عجلة مفخخة وأعدادا لا تحصى من العبوات الناسفة والانفلاقية وتفجيرها.

    قصة الشهيد حارث، جسدت شجاعة العراقيين على مدى العصور بعد أن خط هذا البطل حكاية سيخلدها التاريخ لتكون خارطة للتضحية والشجاعة، وها هي تنتقل إلى الدراما التي تجسدها في عمل جديد.
    استذكار الرموز


    جسدت حكاية الشهيد حارث السوداني من خلال عمل درامي ملحمي بعنوان “النقيب” سيعرض في شهر رمضان على شاشة العراقية ضمن منحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لدعم الدراما، لتعطي هذه الشخصية الوطنية حقها من خلال هذا العمل الذي سيحاكي الدور البطولي الذي قام به الشهيد المغوار، حتى تطّلع الأجيال على حكاية ما كان لفصولها أن تنتهي برحيل بطلها، لتبقى خالدة في الأذهان والضمائر.

    بطل هذا العمل الملحمي الكبير، الفنان حيدر أبوالعباس، يتحدث عند تجسيده لشخصية الشهيد حارث قائلا "مسلسل ‘النقيب‘ قد يكون الأول والأهم على مستوى الحدث الاستخباراتي، وذلك لأنه لم ينتج مسلسل عن بطولات وصولات الاستخبارات العراقية بعد عام 2003".

    ويضيف "أجسد في المسلسل شخصية الشهيد البطل العراقي، حارث السوداني الذي استشهد على أيدي عصابات داعش الإرهابية بعد أن شق صفوفهم ضمن عمل استخباراتي دقيق، تمكن من خلاله من الإيقاع بالعديد من الشبكات الإرهابية التي كانت جاهزة للنيل من الأبرياء العراقيين، لكنه استشهد حينما كشف الإرهابيون هويته".

    العمل الدرامي يستخدم أسلوبا مغايرا في الرؤية الإخراجية ليكون ضمن دائرة التشويق ولفت الانتباه منذ الحلقة الأولى

    ويشير إلى أن "المسلسل قد كتب منذ عام 2018 وبعد موافقة لجنة منحة رئيس الوزراء لدعم الدراما، على محتوى المسلسل ليدخل ضمن المنافسة مع الأعمال الدرامية الأخرى ليكون العمل الأبرز ضمن أعمال اللجنة".

    ويبيّن أبوالعباس "عشت لحظة بلحظة مع أصدقاء الشهيد وبعض من أفراد أسرته واطلعت على أسلوب حياته، عاداته وأزماته.. طريقة مشيته، أكله وكلامه، حركاته وانفعالاته وتعامله وعلاقاته. حتى حيثيات استشهاده من الألف إلى الياء لمدة ستة أشهر من العمل المتواصل حتى أتمكن من تقمص هذه الشخصية الشجاعة عن دراية كاملة وأصبحت أنا ‘حارث‘ من دون أن أشعر ضمن مجريات الأحداث الفنية".

    ويؤكد أن "المسلسل يقدم قضية وطن بعيدا عن التزييف، بأحداث تقشعر لها الأبدان ضمن مجريات حقيقية مؤلمة تثير الشجون".

    بدوره، يقول مدير الدراما في شبكة الإعلام العراقي، المخرج وديع نادر إنه "وضمن مبادرة منحة رئيس الوزراء لدعم قطاع الدراما تم إنتاج أعمال درامية لهذا الموسم نستطيع أن نصفها بالمميزة والرصينة، ومن ضمن هذه الأعمال مسلسل ‘النقيب‘ من تأليف جعفر تايه وإخراج وثاب الصكر".

    ويضيف أن "مسلسل ‘النقيب‘ يجسد بطولات القوات الأمنية والحشد الشعبي والاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، كونهم سطروا أروع الانتصارات خلال فترى صعبة مرت على العراق إبان تحرير الأرض من دنس داعش الإرهابي".

    المسلسل يأتي بمثابة الرسالة الفنية الهادفة إلى استذكار رموز العراق الذين قدموا الكثير ولم يبخلوا بالتضحية لأجل وطنهم

    ويشير إلى أن "المسلسل جاء تخليدا ووفاء وعرفانا لقواتنا الأمنية ومن منطلق الرسالة الفنية الهادفة لمجال الدراما في استذكار رموز البلد الذين قدموا الكثير ولم يبخلوا بما تجود بها أنفسهم".

    ويوضح أن "لجنة دعم الدراما أرادت أن تسلط الأضواء على الشخصيات التي ضحت بأنفسها من أجل الوطن في أعمال درامية خالدة، لتكون سيرة وتوثيقا للأجيال القادمة الشباب الذين لم يشهدوا تلك الحقب الصعبة"، مؤكدا أن المسلسل يعد "هرم الأعمال الدرامية العراقية المنافسة في هذا الموسم ضمن منحة رئيس الوزراء لدعم الدراما بأحداث واقعية بحتة بعيدة عن الخيال، الذي يحاكي قصة الشهيد البطل حارث السوداني الذي قدم نفسه قربانا للوطن".

    وينوه بأن "المسلسل يقع في 15 حلقة تلفزيونية ضمن أحداث تشويقية مؤثرة قريبة من المشهد السينمائي". مشيرا إلى أن المسلسل شاركت فيه نخبة من الفنانين العراقيين وهو من بطولة الفنان حيدر أبوالعباس، الفنان إياد الطائي، ومجوعة كبيرة من الوجوه الفنية الشابة.

    ويعرب نادر عن "شكره العميق لرئاسة شبكة الإعلام العراقي، كونها الحاضنة الأولى لكل الأعمال الفنية المشاركة في موسم رمضان برؤية مختلفة وعصرية من حيث العناصر الفنية".

    ويوضح أن "الكاتب جعفر تايه والمخرج وثاب الصكر قد استطاعا أن يخلقا جوا فنيا مشوقا متناغما مع جميع الفنانين المشاركين في المسلسل، وهذا أحد أسرار نجاح المسلسل الذي أتوقع له حضورا مهما لافتا بين سائر الأعمال الفنية الأخرى".
    أسلوب مغاير



    ليست قصة بطل بل قصة وطن


    من جانبه، يقول المخرج وثاب الصكر إن "مسلسل ‘النقيب‘ أول عمل استخباراتي أمني في العراق بعد التغيير، بكوادر عربية عراقية مشتركة، يتحدث عن أحداث ما بين عامي 2015 و2016 والأحداث التي تلتها".

    ويضيف "حاولنا أن نستخدم أسلوبا مغايرا في الرؤية الإخراجية ليكون المسلسل ضمن دائرة التشويق ولفت الانتباه منذ الحلقة الأولى والى آخر مشهد في المسلسل"، مؤكدا أن "المسلسل يتكون من 15 حلقة تلفزيونية فقط إلا أنه يحمل في طياته الكثير من الأحداث المتداخلة والمواقع والأكشن كفيلة بشد انتباه المشاهد بشغف كبير".

    بدوره، يقول المؤلف، جعفر تايه إن "العمل يتحدث عن قصة الشهيد النقيب، حارث السوداني وكيف تمكن من اختراق داعش هذا التنظيم السري الذي يعتمد على نظام الشبكات العنقودية التي تجعل عملية اختراقه صعبة جدا".

    ويضيف "ما قام به الشهيد حارث السوداني ورفاقه من وكالة الاستخبارات نقلة نوعية بنظام العمل الاستخباراتي في العراق، لذلك تم طرح خلال المسلسل معاني إنسانية كثيرة أبرزها، ألاّ ننسى من ضحى بنفسه من أجلنا ومن أجل العراق".

    ويشير إلى أن "فكرة الكتابة تولدت بعد 11 شهرا من استشهاد الشهيد حارث، حيث قابلت عن طريق الصدفة شخصا من أقارب الشهيد وتحدث لي عن قصته البطولية فبدأت بالكتابة عن هذا الشهيد البطل".

    ويوضح أنه "استغرق في الكتابة فترات طويلة لكن هي رحلة مستمرة من عام 2018 إلى غاية 2022 وبعدها بدأت رحلة تطويرية في منتصف 2024 لغاية 2025، والصعوبات التي واجهتها، هي أن الشخصيات والأحداث حقيقية فكانت هناك صعوبة بخلق الجو الدرامي وكانت عملية أشبه بالسير وسط حقل ألغام كبير".

    ويبيّن أن "النص كان مكتملا لكن بعد أن اطلعت على ملف الاستخبارات بشأن قضية الشهيد حارث، عرفت المزيد من المعلومات وهي تختلف عمّا هو موجود في النص السابق وهذا ما وضعني أمام رحلة تعديلات شاقة لكنها رائعة وأضافت إلى النص مساحات إبداعية جديدة".

    وأضاف "رغم كل الصعوبات إلا أنني كنت أشعر بوجود حارث السوداني معي دائما وهذا ما جعلني أصمد إلى غاية اكتمال النص الجديد".
يعمل...
X