مهرجان الدرعية للرواية: ورش وفعاليات تدعم حركة الأدب العربي
المهرجان يستهدف بشكل رئيس محبي الأدب والرواية حيث يمثّل منصة للتفاعل مع أبرز الخبراء تُمكّن المهتمين من استكشاف عالم الرواية.
الاثنين 2025/02/10
ShareWhatsAppTwitterFacebook

لقاءات مهمة مع روائيين عرب
الدرعية (السعودية) - بأمسيات روائية وتجارب تفاعلية أطلق موسم الدرعية “مهرجان الدرعية للرواية” في الفترة ما بين الثلاثين من يناير الماضي وحتى الثامن من فبراير الجاري، بمشاركة أكثر من 150 متحدثا وخبيرا ومؤديا من أبرز المختصين في مجال الرواية، وأكثر من 50 دار نشر ومكتبة متخصصة. وأقيم المهرجان في 3 مناطق في الدرعية، وهي مطل البجيري، وفندق باب سمحان، ومزرعة الظويهرة، مستهدفا المهتمين بالرواية، من خلال التفاعل مع أبرز الخبراء في هذا المجال.
ورفع المهرجان في دورته الأولى شعار “نحيي الرواية” والذي يبدو كشعار مسقط في ظل واقع قراءة عربي تطغى عليه الرواية كجنس أدبي يحظى بنسبة القراءة الأكبر بين القراء العرب، إذ تفيد أغلب الإحصائيات بأن خلال السنوات الأخيرة استطاعت الرواية العربية فرض ذاتها في المشهد الأدبي، متجاوزة الشعر وباقي الأشكال الأدبية والمعرفية الأخرى، ويتزايد إقبال دور النشر على طبعها، بالتوازي مع ارتفاع طلب القراء عليها مقارنة بباقي الأنواع الأدبية، وذلك وفق ما تكشفه معطيات المعارض والمكتبات في قوائمها للكتب الأكثر مبيعا، فرغم التراجع العامّ في نسب القراءة، فإن للرواية قاعدة مهمة من القراء، خصوصا الشباب.
ويرجع بعض المفكرين ذلك إلى عوالم الرواية العجائبية، التي لها قدرة استثنائية على السفر بالقارئ إلى أزمنة وأمكنة مدهشة، تبعده عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والنفسي الصعب الذي صار يطبع أغلب الأفراد في المجتمعات العربية، لذلك يقبل قراء الروايات عليها للبحث عن فضاءات نفسية جديدة، تنقلهم ولو للحظات، بعيدا عن واقعهم المعيش.
ومثلت إحدى الميزات الرئيسية لمهرجان الدرعية للرواية معرضه الشامل، الذي مكن المشاركين من استكشاف مجموعة متنوعة من السرديات واكتشاف مؤلفين ومنشورات جديدة. كما شمل المهرجان أيضا سلسلة من ليالي السرد القصصي وهي عبارة عن جلسات تعمقت في العوالم التي أنشأها المؤلفون العرب أمثال الروائي المصري أحمد مراد، مقدمة نظرة حصرية على عملياتهم الإبداعية والتجارب الشخصية وراء القصص التي يحيونها، إلى جانب التجارب الذاتية خلف أغلفة الروايات التي تُكشف تفاصيلها للمرة الأولى.
◙ المهرجان تميز بـ"معتزل الكتابة" التفرغي الذي تضمن دورات لدعم الرواة السعوديين وتمكينهم من إنتاج رواياتهم وتصديرها
ويستهدف المهرجان بشكل رئيس محبي الأدب والرواية، حيث يمثّل منصة للتفاعل مع أبرز الخبراء في المجال، تُمكّن المهتمين من استكشاف عالم الرواية، عبر معرض شامل وأمسيات روائية مميزة، وجلسات حوارية نوعية تستعرض العوالم التي ابتكرها الكُتّاب والتجارب الشخصية خلف أغلفة الروايات التي تُكشف تفاصيلها للمرة الأولى، بالإضافة إلى ورش العمل الثرية المتخصصة التي تتناول عددا من الموضوعات المتخصصة، منها الكتابة والسرد القصصي، وصناعة الموسيقى، وجماليات الشاشة، وصناعة أغلفة الروايات، وتحويل الروايات إلى رسوم متحركة وأفلام سينمائية أو أعمال درامية.
وفي المجمل أقامت التظاهر اثنتين وثلاثين ورشة متخصصة في السرد والترجمة وتحويل الأعمال الروائية إلى السينما والمسرح، منها “روايتك الأولى” للروائي الإريتري حجي جابر، و”أغلفة الرواية: فن الصناعة ومدارسها” للمصمم والفنان السعودي عبدالرحمن الفايز، و”تقنيات الترجمة المحترفة للرواية” للكاتبة البحرينية بروين حبيب، و”الفوارق السردية بين القصة والرواية” للمترجم والكاتب التونسي رمزي بن رحومة، و”الاقتباس من الرواية للسينما” للروائي المصري محمد صادق، و”الذاكرة ودورها في صناعة الحكاية” للروائي السعودي جابر المدخلي.
وتضمّن المهرجان معرضا للروايات، وملاذا هادئا للقراءة، وجناحا لإصدار وتوقيع الروايات، ومسرحا للرواية والفنون الأدائية، وعددا من التجارب النوعية للزوار، كتجسيد الأدوار والنصوص السينمائية العالمية، وتجارب الطهي الحي، وتذوّق الأطباق المقتبسة من الروايات والأفلام العالمية، كما يضم منطقة “الراوي الصغير” التي تستهدف تنمية مهارات الأطفال عبر ورش عمل وعروض مسرحية مسلية، تهدف إلى تدريبهم على أساليب الرواية، وبناء ورسم القصص، وصناعة الدمى وتحريكها.
كما تميّز مهرجان الدرعية للرواية هذا العام بـ”معتزل الكتابة” التفرغي الذي يقام للمرة الأولى في الدرعية لمدة ثمانية أيام، حيث جمع مزيجا مختارا من الروائيين السعوديين الخبراء والصاعدين، وأقيم بعيدا عن صخب المدينة، تحت ضوء النجوم وبإطلالة خلّابة على وادي صفار في “منزال”، ويتضمّن المعتزل دورات تخصصية مكثفة يقدمها عدد من الخبراء العالميين لدعم الرواة السعوديين وتمكينهم من إنتاج رواياتهم وتصديرها للعالم.
ويأتي المهرجان ضمن حزمة من البرامج والأنشطة النوعية التي يقدّمها موسم الدرعية 2024 – 2025، تحت شعار “أرض ترويك”، ليمثّل مساحة جاذبة للمتخصصين والمبدعين، تشبع اهتماماتهم وتروي شغفهم، ومقصدا لمحبي هذا النوع من الأدب الذي يحظى بشريحة كبيرة من المهتمين والمتابعين في المملكة وحول العالم.
المهرجان يستهدف بشكل رئيس محبي الأدب والرواية حيث يمثّل منصة للتفاعل مع أبرز الخبراء تُمكّن المهتمين من استكشاف عالم الرواية.
الاثنين 2025/02/10
ShareWhatsAppTwitterFacebook

لقاءات مهمة مع روائيين عرب
الدرعية (السعودية) - بأمسيات روائية وتجارب تفاعلية أطلق موسم الدرعية “مهرجان الدرعية للرواية” في الفترة ما بين الثلاثين من يناير الماضي وحتى الثامن من فبراير الجاري، بمشاركة أكثر من 150 متحدثا وخبيرا ومؤديا من أبرز المختصين في مجال الرواية، وأكثر من 50 دار نشر ومكتبة متخصصة. وأقيم المهرجان في 3 مناطق في الدرعية، وهي مطل البجيري، وفندق باب سمحان، ومزرعة الظويهرة، مستهدفا المهتمين بالرواية، من خلال التفاعل مع أبرز الخبراء في هذا المجال.
ورفع المهرجان في دورته الأولى شعار “نحيي الرواية” والذي يبدو كشعار مسقط في ظل واقع قراءة عربي تطغى عليه الرواية كجنس أدبي يحظى بنسبة القراءة الأكبر بين القراء العرب، إذ تفيد أغلب الإحصائيات بأن خلال السنوات الأخيرة استطاعت الرواية العربية فرض ذاتها في المشهد الأدبي، متجاوزة الشعر وباقي الأشكال الأدبية والمعرفية الأخرى، ويتزايد إقبال دور النشر على طبعها، بالتوازي مع ارتفاع طلب القراء عليها مقارنة بباقي الأنواع الأدبية، وذلك وفق ما تكشفه معطيات المعارض والمكتبات في قوائمها للكتب الأكثر مبيعا، فرغم التراجع العامّ في نسب القراءة، فإن للرواية قاعدة مهمة من القراء، خصوصا الشباب.
ويرجع بعض المفكرين ذلك إلى عوالم الرواية العجائبية، التي لها قدرة استثنائية على السفر بالقارئ إلى أزمنة وأمكنة مدهشة، تبعده عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والنفسي الصعب الذي صار يطبع أغلب الأفراد في المجتمعات العربية، لذلك يقبل قراء الروايات عليها للبحث عن فضاءات نفسية جديدة، تنقلهم ولو للحظات، بعيدا عن واقعهم المعيش.
ومثلت إحدى الميزات الرئيسية لمهرجان الدرعية للرواية معرضه الشامل، الذي مكن المشاركين من استكشاف مجموعة متنوعة من السرديات واكتشاف مؤلفين ومنشورات جديدة. كما شمل المهرجان أيضا سلسلة من ليالي السرد القصصي وهي عبارة عن جلسات تعمقت في العوالم التي أنشأها المؤلفون العرب أمثال الروائي المصري أحمد مراد، مقدمة نظرة حصرية على عملياتهم الإبداعية والتجارب الشخصية وراء القصص التي يحيونها، إلى جانب التجارب الذاتية خلف أغلفة الروايات التي تُكشف تفاصيلها للمرة الأولى.

ويستهدف المهرجان بشكل رئيس محبي الأدب والرواية، حيث يمثّل منصة للتفاعل مع أبرز الخبراء في المجال، تُمكّن المهتمين من استكشاف عالم الرواية، عبر معرض شامل وأمسيات روائية مميزة، وجلسات حوارية نوعية تستعرض العوالم التي ابتكرها الكُتّاب والتجارب الشخصية خلف أغلفة الروايات التي تُكشف تفاصيلها للمرة الأولى، بالإضافة إلى ورش العمل الثرية المتخصصة التي تتناول عددا من الموضوعات المتخصصة، منها الكتابة والسرد القصصي، وصناعة الموسيقى، وجماليات الشاشة، وصناعة أغلفة الروايات، وتحويل الروايات إلى رسوم متحركة وأفلام سينمائية أو أعمال درامية.
وفي المجمل أقامت التظاهر اثنتين وثلاثين ورشة متخصصة في السرد والترجمة وتحويل الأعمال الروائية إلى السينما والمسرح، منها “روايتك الأولى” للروائي الإريتري حجي جابر، و”أغلفة الرواية: فن الصناعة ومدارسها” للمصمم والفنان السعودي عبدالرحمن الفايز، و”تقنيات الترجمة المحترفة للرواية” للكاتبة البحرينية بروين حبيب، و”الفوارق السردية بين القصة والرواية” للمترجم والكاتب التونسي رمزي بن رحومة، و”الاقتباس من الرواية للسينما” للروائي المصري محمد صادق، و”الذاكرة ودورها في صناعة الحكاية” للروائي السعودي جابر المدخلي.
وتضمّن المهرجان معرضا للروايات، وملاذا هادئا للقراءة، وجناحا لإصدار وتوقيع الروايات، ومسرحا للرواية والفنون الأدائية، وعددا من التجارب النوعية للزوار، كتجسيد الأدوار والنصوص السينمائية العالمية، وتجارب الطهي الحي، وتذوّق الأطباق المقتبسة من الروايات والأفلام العالمية، كما يضم منطقة “الراوي الصغير” التي تستهدف تنمية مهارات الأطفال عبر ورش عمل وعروض مسرحية مسلية، تهدف إلى تدريبهم على أساليب الرواية، وبناء ورسم القصص، وصناعة الدمى وتحريكها.
كما تميّز مهرجان الدرعية للرواية هذا العام بـ”معتزل الكتابة” التفرغي الذي يقام للمرة الأولى في الدرعية لمدة ثمانية أيام، حيث جمع مزيجا مختارا من الروائيين السعوديين الخبراء والصاعدين، وأقيم بعيدا عن صخب المدينة، تحت ضوء النجوم وبإطلالة خلّابة على وادي صفار في “منزال”، ويتضمّن المعتزل دورات تخصصية مكثفة يقدمها عدد من الخبراء العالميين لدعم الرواة السعوديين وتمكينهم من إنتاج رواياتهم وتصديرها للعالم.
ويأتي المهرجان ضمن حزمة من البرامج والأنشطة النوعية التي يقدّمها موسم الدرعية 2024 – 2025، تحت شعار “أرض ترويك”، ليمثّل مساحة جاذبة للمتخصصين والمبدعين، تشبع اهتماماتهم وتروي شغفهم، ومقصدا لمحبي هذا النوع من الأدب الذي يحظى بشريحة كبيرة من المهتمين والمتابعين في المملكة وحول العالم.