"قم ترى" دعوة فنية للتأمل في المرأة والطبيعة والمدن العتيقة
الفنانة الجزائرية سامية شلوفي تتبنّى دور حارسة للتقاليد والقيم العريقة التي تقدّمها بسخاء في نهج مبتكر.
الأربعاء 2025/02/12
ShareWhatsAppTwitterFacebook

تأمل في الأشياء البسيطة
الجزائر - تمتاز تجربة الفنانة التشكيليّة الجزائرية، سامية شلوفي، التي تعرض مجموعة من أعمالها بغاليري قسوم بالجزائر العاصمة، تحت عنوان “قم ترى”، بأسلوب إبداعيّ يجمع بين ثلاثية “المرأة الجزائرية”، و”المدن العتيقة”، و”الطبيعة الحيّة.”
وتدعو لوحاتُ هذه الفنانة الجمهور إلى تأمُّل الأشياء البسيطة في الحياة، والتفكير في تناغم الأشكال والألوان، مع الاحتفال بالحنين والذكريات كعناصر أساسيّة لاستعادة التقاليد العائلية والأنساب، التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من ثراء التراث الثقافي الجزائري. عبر 40 لوحة فنيّة، قدّمت التشكيليّة سامية شلوفي، أعمالها التي تنتمي إلى المدرسة الشكلية – الساذجة، معتمدة على مهارات متنوّعة من التقنيات، سواء على القماش أو على الورق.
وتُظهر الأعمال المعروضة رؤية مبتكرة، ونظرة جديدة، ممزوجة بأسلوب أصلي وفريد، يدفع الجمهور دفعًا إلى البهجة وفرحة الحياة، من خلال أعمال تتألق بالانتعاش، مُصمّمة بأشكال معاد تصوُّرها، تحمل بصمة الحداثة في الأسلوب، وجريئة في دمج ألوان غير مسبوقة تستحضر الطبيعة المتجدّدة والمرأة الجزائرية في مختلف مواقف الحياة.
ومن أبرز عناوين اللّوحات المعروضة، “أرس إريه”، و“جنينة للا سامية”، و“ثلاثي شرقي”، و“بنت خالتي باهية”، و“باب لحنا”، و“مدينة 8”، و“المدينة الوردية”، و“قم ترى”، و“يا مرايتي”، و“شكراً بابا، شكراً ماما”، وأيضاً “مسكن السلطان.”
◙ عبر 40 لوحة فنيّة قدّمت شلوفي أعمالها التي تنتمي إلى المدرسة الشكلية – الساذجة معتمدة على مهارات متنوّعة من التقنيات
ومن أهمّ خصوصيات أعمال الفنانة سامية شلوفي استخدام الألوان الزاهية، على غرار الأخضر، والأحمر، والأزرق، والوردي، والأصفر، والبرتقالي، وهذا ما منح اللّوحات بريقًا وإشراقًا دون الحاجة إلى استخدام اللّون الأبيض، وهو الأمر الذي أشارت إليه الفنانة، سامية شلوفي، لدى تقديمها لأعمالها أمام الجمهور.
ومع أنّ هذه الفنانة الموهوبة، التي انخرطت في فنّ الرسم، منذ سنّ الثامنة، ما تزال أعمالها تُمثّل سعيًا لا يكلُّ نحو إدراك قيم الجمال والتعبير عنها بكلّ الصُّور، خاصّة بالمزج بين الحنين للتقاليد والذكريات البعيدة. وتتبنّى الفنانة شلوفي دور حارسة للتقاليد والقيم العريقة التي تقدّمها بسخاء في نهج مبتكر، وهذا الأمر لم يمنعها من سرد قصّتها، إذ تعكس لوحاتها روحها المرحة، ومزاجها الجيّد، وابتسامتها الدائمة التي تسكنها ولا تفارقها أبدًا.
ويُشير الفنان التشكيلي، خالد بلحاج، في انطباع أوّليّ إلى أن “معرض سامية شلوفي يتميّز بغنى لونيٍّ، وتنوُّع زخرفيّ يُذكّرُنا بالتقاليد الزخرفيّة المغاربيّة، مع إدماج حداثة تعبيرية لافتة، فمثلًا هناك لوحة معروضة تحت عنوان “بنات خالتي باهية” تزخر بالشخصيات النسائيّة في جوّ احتفالي مفعم بالألوان، إذ تخلق الزخارف الزهرية، والمربعاتُ، اهتزازًا بصريًّا رائعًا؛ ويرى المشاهد فيها كيف أنّ اللّون الأحمر الطاغي يُعزّز لديه دفء المشهد وطاقته؛ إنّها قصّة كاملة يمكن لسامية شلوفي أن ترويها لك حول هذه اللّوحة”.
ويضيف: “أمّا تلك اللّوحة التي تحمل عنوان “باذنجان”، وتحتوي على الرمان والبصل؛ فإنّ هذه التراكيب النباتية، التي تكاد تكون فاخرة، تُجسّد الخصوبة والوفرة، حيث تتباين الأشكال المستديرة والسخيّة للثمار مع الخلفيات النابضة والمحفورة.”
ويختم بلحاج بالقول: “المجموعة بأكملها تشهد على براعة في استخدام الزخرفة واللّون، إذ يتحاور التقليد والحداثة بتناغم رائع، وكلُّ هذا مغلّفٌ بلحظات رائعة مع أشخاص رائعين، ممّا يجعلُ المعرض تجربة تستحقُّ الإعادة، وتدفع الجمهور إلى عدم إضاعة فرصة الاستماع إلى سامية شلوفي وهي تروي القصص المذهلة خلف كلّ عمل فني.”
يُشار إلى أنّ التشكيليّة الجزائرية، سامية شلوفي، فنانةٌ عصاميّة، يُعدُّ معرضُها الحالي “قم ترى”، المعرض الثاني الذي تقيمه بالجزائر العاصمة، وقد سبق لها أن شاركت في معارض دوليّة، في تونس، وفرنسا.
الفنانة الجزائرية سامية شلوفي تتبنّى دور حارسة للتقاليد والقيم العريقة التي تقدّمها بسخاء في نهج مبتكر.
الأربعاء 2025/02/12
ShareWhatsAppTwitterFacebook

تأمل في الأشياء البسيطة
الجزائر - تمتاز تجربة الفنانة التشكيليّة الجزائرية، سامية شلوفي، التي تعرض مجموعة من أعمالها بغاليري قسوم بالجزائر العاصمة، تحت عنوان “قم ترى”، بأسلوب إبداعيّ يجمع بين ثلاثية “المرأة الجزائرية”، و”المدن العتيقة”، و”الطبيعة الحيّة.”
وتدعو لوحاتُ هذه الفنانة الجمهور إلى تأمُّل الأشياء البسيطة في الحياة، والتفكير في تناغم الأشكال والألوان، مع الاحتفال بالحنين والذكريات كعناصر أساسيّة لاستعادة التقاليد العائلية والأنساب، التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من ثراء التراث الثقافي الجزائري. عبر 40 لوحة فنيّة، قدّمت التشكيليّة سامية شلوفي، أعمالها التي تنتمي إلى المدرسة الشكلية – الساذجة، معتمدة على مهارات متنوّعة من التقنيات، سواء على القماش أو على الورق.
وتُظهر الأعمال المعروضة رؤية مبتكرة، ونظرة جديدة، ممزوجة بأسلوب أصلي وفريد، يدفع الجمهور دفعًا إلى البهجة وفرحة الحياة، من خلال أعمال تتألق بالانتعاش، مُصمّمة بأشكال معاد تصوُّرها، تحمل بصمة الحداثة في الأسلوب، وجريئة في دمج ألوان غير مسبوقة تستحضر الطبيعة المتجدّدة والمرأة الجزائرية في مختلف مواقف الحياة.
ومن أبرز عناوين اللّوحات المعروضة، “أرس إريه”، و“جنينة للا سامية”، و“ثلاثي شرقي”، و“بنت خالتي باهية”، و“باب لحنا”، و“مدينة 8”، و“المدينة الوردية”، و“قم ترى”، و“يا مرايتي”، و“شكراً بابا، شكراً ماما”، وأيضاً “مسكن السلطان.”
◙ عبر 40 لوحة فنيّة قدّمت شلوفي أعمالها التي تنتمي إلى المدرسة الشكلية – الساذجة معتمدة على مهارات متنوّعة من التقنيات
ومن أهمّ خصوصيات أعمال الفنانة سامية شلوفي استخدام الألوان الزاهية، على غرار الأخضر، والأحمر، والأزرق، والوردي، والأصفر، والبرتقالي، وهذا ما منح اللّوحات بريقًا وإشراقًا دون الحاجة إلى استخدام اللّون الأبيض، وهو الأمر الذي أشارت إليه الفنانة، سامية شلوفي، لدى تقديمها لأعمالها أمام الجمهور.
ومع أنّ هذه الفنانة الموهوبة، التي انخرطت في فنّ الرسم، منذ سنّ الثامنة، ما تزال أعمالها تُمثّل سعيًا لا يكلُّ نحو إدراك قيم الجمال والتعبير عنها بكلّ الصُّور، خاصّة بالمزج بين الحنين للتقاليد والذكريات البعيدة. وتتبنّى الفنانة شلوفي دور حارسة للتقاليد والقيم العريقة التي تقدّمها بسخاء في نهج مبتكر، وهذا الأمر لم يمنعها من سرد قصّتها، إذ تعكس لوحاتها روحها المرحة، ومزاجها الجيّد، وابتسامتها الدائمة التي تسكنها ولا تفارقها أبدًا.
ويُشير الفنان التشكيلي، خالد بلحاج، في انطباع أوّليّ إلى أن “معرض سامية شلوفي يتميّز بغنى لونيٍّ، وتنوُّع زخرفيّ يُذكّرُنا بالتقاليد الزخرفيّة المغاربيّة، مع إدماج حداثة تعبيرية لافتة، فمثلًا هناك لوحة معروضة تحت عنوان “بنات خالتي باهية” تزخر بالشخصيات النسائيّة في جوّ احتفالي مفعم بالألوان، إذ تخلق الزخارف الزهرية، والمربعاتُ، اهتزازًا بصريًّا رائعًا؛ ويرى المشاهد فيها كيف أنّ اللّون الأحمر الطاغي يُعزّز لديه دفء المشهد وطاقته؛ إنّها قصّة كاملة يمكن لسامية شلوفي أن ترويها لك حول هذه اللّوحة”.
ويضيف: “أمّا تلك اللّوحة التي تحمل عنوان “باذنجان”، وتحتوي على الرمان والبصل؛ فإنّ هذه التراكيب النباتية، التي تكاد تكون فاخرة، تُجسّد الخصوبة والوفرة، حيث تتباين الأشكال المستديرة والسخيّة للثمار مع الخلفيات النابضة والمحفورة.”
ويختم بلحاج بالقول: “المجموعة بأكملها تشهد على براعة في استخدام الزخرفة واللّون، إذ يتحاور التقليد والحداثة بتناغم رائع، وكلُّ هذا مغلّفٌ بلحظات رائعة مع أشخاص رائعين، ممّا يجعلُ المعرض تجربة تستحقُّ الإعادة، وتدفع الجمهور إلى عدم إضاعة فرصة الاستماع إلى سامية شلوفي وهي تروي القصص المذهلة خلف كلّ عمل فني.”
يُشار إلى أنّ التشكيليّة الجزائرية، سامية شلوفي، فنانةٌ عصاميّة، يُعدُّ معرضُها الحالي “قم ترى”، المعرض الثاني الذي تقيمه بالجزائر العاصمة، وقد سبق لها أن شاركت في معارض دوليّة، في تونس، وفرنسا.