في ذكرى وفاة أم كلثوم… ثلاث من أجمل أغانيها ارتبطت بأفلامها السينمائية
السينما كانت البوابة الأولى لكوكب الشرق نحو الشهرة.
الثلاثاء 2025/02/11
ShareWhatsAppTwitterFacebook

صوت لن يكرره التاريخ
بعد مرور نصف قرن على رحيلها، لا تزال أم كلثوم تتربع على عرش الموسيقى العربية، كمطربة استثنائية لم ينجب التاريخ مثلها، لكن الغالبية يعرفونها بأغنياتها، ولا يعلمون أن سيدة الطرب العربي خاضت تجارب سينمائية قد لا تبدو مهمة في رأي نقاد الفن السابع لكنها تجارب عرّفت بموهبتها الصوتية وأسهمت في خلود بعض أشهر أغنياتها.
يصادف هذا العام مرور الذكرى الخمسين لوفاة كوكب الشرق أم كلثوم (1898 – 1975)، سيدة الطرب المصري والعربي والتي كانت مالئة الدنيا وشاغلة الناس في القرن العشرين بصوتها الشجي وأغانيها التي خلدها التاريخ لجمال كلامها وألحانها.
بداية أم كلثوم الحقيقية في السينما كانت حين قدمت ستة أفلام لا تنسى ابتداء من عام 1934 حتى عام 1948
لكن فاطمة (إسمها الأصلي) ابنة المؤذن سيد البلتاجي التي جاءت إلى القاهرة مع والدها بدايات القرن العشرين وأذهلت كل من سمع صوتها، لم تكن بدايتها الحقيقية في الغناء فقط بل كانت في السينما حيث قدمت ستة أفلام لا تنسى ابتداء من عام 1934 حتى عام 1948، وبعدها أصبحت أم كلثوم المطربة التي نعرفها التي تفرغت للغناء فقط في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، حيث كانت تقدم أغنية واحدة كل فترة على المسرح الذي يمتلئ بالجماهير الذين يأتون من كل أنحاء مصر من أجل إطراب أنفسهم بصوتها.
هي التي افتتحت الإذاعة المصرية عام 1934 بأغنية لها، وقبل عامين من ذلك ظهرت أغانيها في أول فيلم مصري ناطق واسمه “أولاد الذوات” عام 1932، كما غنت بعده بثلاث عقود أغاني فيلم “رابعة العدوية” الشهير.
غنت أم كلثوم أغنيتها الشهيرة “على بلد المحبوب وديني” وهي من كلمات أحمد رامي وألحان محمد القصبجي ورياض السنباطي في فيلمها الأول “وداد” الذي صدر عام 1936 وأخرجه المخرج الألماني فريتز غرامب وأنتجه أستديو مصر لصاحبه طلعت حرب، وأدت فيه أم كلثوم دور الجارية وداد ذات الصوت الجميل والتي يعشقها سيدها التاجر الكبير باهر الذي جاء بها إلى قصره فأحبها كثيرا وتعلق بها، لكنه يخسر في تجارته في أحد الأيام فيفلس ماديا الأمر الذي يجعلها تبيع مصاغها الذهبي وتعطيه ثمنه كي يبدأ تجارته من جديد، لكن هذا الأمر لا ينفعه فتضطر في نهاية الفيلم أن تطلب منه بيعها وبثمنها يعود إلى تجارته من جديد، وتطلب منه أن يعود ليشتريها بعد أن يصبح ثريا، كل هذا سببه عشقها الكبير له وعدم قدرتها على فراقه. ولهذا الغرض ظهرت أغنية “على بلد المحبوب وديني” وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا أثناء عرضه في دور السينما في حينها وإيرادات مادية كبيرة.
أما أغنية “افرح يا قلبي جالك حبيب” فقد ظهرت في فيلم “أناشيد الأمل” عام 1936 والذي أخرجه أحمد بدرخان وأدت فيه أم كلثوم دور المرأة المسكينة التي يهجرها زوجها النذل إسماعيل الذي يسيء معاملتها فتبقى هي وابنتها الصغيرة تربيها، ثم تتعرف بالصدفة على الدكتور عاصم الذي يسمع صوتها ويعجب به كثيرا فيقوم بتعريفها إلى الطبقة الأرستقراطية كي تغني لها في المناسبات وتصبح مشهورة لكنها تختار حبها له على الشهرة وتتزوجه في نهاية الفيلم ولهذا السبب ظهرت أغنية “افرح يا قلبي”.
غنت أم كلثوم أغنيتها الشهيرة "على بلد المحبوب وديني" في فيلمها الأول "وداد" الذي صدر عام 1936
أما أغنية “الورد جميل جميل الورد” فقد غنتها أم كلثوم في فيلمها الأخير “فاطمة” الصادر عام 1948 والذي أخرجه أيضا أحمد بدرخان وأدى البطولة إلى جانب أم كلثوم نجم السينما المصرية حينها أنور وجدي في أول ظهور لهما مع بعضهما. بعدها اعتزلت أم كلثوم السينما نهائيا وتفرغت للغناء.
أدت أم كلثوم في الفيلم دور الممرضة فاطمة التي تنحدر من حارة شعبية مصرية ولا تتوانى عن خدمة ومساعدة كل جيرانها وأهل الحارة فيطلبها في إحدى المرات الباشا المدعو سليمان نجيب إلى قصره لتقوم بطبابته فيتعرف عليها أخوه الفتى الوسيم واللعوب فتحي (أنور وجدي) فتعجبه ويحاول التحرش بها لكنها تصده فيقنعها بأن يتزوجها زواجا عرفيا فتوافق من طيبة قلبها، لكنه يرميها بعد أن تنجب منه أولادا لأن أصلها لا يشرف طبقته الأرستقراطية، فتضطر إلى العودة إلى حارتها وتربية أولادها. يتكاتف معها كل أهل الحارة ويساعدونها متذكرين أفضالها عليهم عندما كانت تسكن عندهم.
بهذا الفيلم كانت نهاية عهد أم كلثوم مع السينما وتفرغت بعدها للغناء على المسرح فقط وقدمت لنا الروائع من “سيرة الحب” إلى “فكروني” إلى “دارت الأيام” إلى “رباعيات الخيام” إلى “الأطلال”، ومازالت حتى هذه اللحظة تطرب من يسمعها فصوتها عابر للأزمنة والعصور وقد خلده التاريخ.
ولم تعد أم كلثوم إلى السينما لاحقا إلا بصوتها لتغني أغاني فيلم “رابعة العدوية” الذي أخرجه نيازي مصطفى عام 1964، والذي يسرد قصة عن الزاهدة رابعة بنت إسماعيل العدوي. قام ببطولته ببراعة الفنانة نبيلة عبيد، وعماد حمدي وفريد شوقي وزوزو نبيل. وتدور قصة الفيلم حول علية سيدة محسنة تتصدق على الفقراء ومن بينهم رابعة العدوية التي طلبت منها الحضور إليها في مدينة البصرة، وتتفاجأ رابعة بهجوم اللصوص عليها وعلى المسافرين إلى مدينة البصرة ولكن ينقذها فارس مقدام يدعى عصام، من اللصوص، الذي يخبرها أنه سيلحق بها إلى البصرة، وتتوالى الأحداث.
ShareWhatsAppTwitterFacebook

إلياس حموي
كاتب سوري
السينما كانت البوابة الأولى لكوكب الشرق نحو الشهرة.
الثلاثاء 2025/02/11
ShareWhatsAppTwitterFacebook

صوت لن يكرره التاريخ
بعد مرور نصف قرن على رحيلها، لا تزال أم كلثوم تتربع على عرش الموسيقى العربية، كمطربة استثنائية لم ينجب التاريخ مثلها، لكن الغالبية يعرفونها بأغنياتها، ولا يعلمون أن سيدة الطرب العربي خاضت تجارب سينمائية قد لا تبدو مهمة في رأي نقاد الفن السابع لكنها تجارب عرّفت بموهبتها الصوتية وأسهمت في خلود بعض أشهر أغنياتها.
يصادف هذا العام مرور الذكرى الخمسين لوفاة كوكب الشرق أم كلثوم (1898 – 1975)، سيدة الطرب المصري والعربي والتي كانت مالئة الدنيا وشاغلة الناس في القرن العشرين بصوتها الشجي وأغانيها التي خلدها التاريخ لجمال كلامها وألحانها.

لكن فاطمة (إسمها الأصلي) ابنة المؤذن سيد البلتاجي التي جاءت إلى القاهرة مع والدها بدايات القرن العشرين وأذهلت كل من سمع صوتها، لم تكن بدايتها الحقيقية في الغناء فقط بل كانت في السينما حيث قدمت ستة أفلام لا تنسى ابتداء من عام 1934 حتى عام 1948، وبعدها أصبحت أم كلثوم المطربة التي نعرفها التي تفرغت للغناء فقط في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، حيث كانت تقدم أغنية واحدة كل فترة على المسرح الذي يمتلئ بالجماهير الذين يأتون من كل أنحاء مصر من أجل إطراب أنفسهم بصوتها.
هي التي افتتحت الإذاعة المصرية عام 1934 بأغنية لها، وقبل عامين من ذلك ظهرت أغانيها في أول فيلم مصري ناطق واسمه “أولاد الذوات” عام 1932، كما غنت بعده بثلاث عقود أغاني فيلم “رابعة العدوية” الشهير.
غنت أم كلثوم أغنيتها الشهيرة “على بلد المحبوب وديني” وهي من كلمات أحمد رامي وألحان محمد القصبجي ورياض السنباطي في فيلمها الأول “وداد” الذي صدر عام 1936 وأخرجه المخرج الألماني فريتز غرامب وأنتجه أستديو مصر لصاحبه طلعت حرب، وأدت فيه أم كلثوم دور الجارية وداد ذات الصوت الجميل والتي يعشقها سيدها التاجر الكبير باهر الذي جاء بها إلى قصره فأحبها كثيرا وتعلق بها، لكنه يخسر في تجارته في أحد الأيام فيفلس ماديا الأمر الذي يجعلها تبيع مصاغها الذهبي وتعطيه ثمنه كي يبدأ تجارته من جديد، لكن هذا الأمر لا ينفعه فتضطر في نهاية الفيلم أن تطلب منه بيعها وبثمنها يعود إلى تجارته من جديد، وتطلب منه أن يعود ليشتريها بعد أن يصبح ثريا، كل هذا سببه عشقها الكبير له وعدم قدرتها على فراقه. ولهذا الغرض ظهرت أغنية “على بلد المحبوب وديني” وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا أثناء عرضه في دور السينما في حينها وإيرادات مادية كبيرة.
أما أغنية “افرح يا قلبي جالك حبيب” فقد ظهرت في فيلم “أناشيد الأمل” عام 1936 والذي أخرجه أحمد بدرخان وأدت فيه أم كلثوم دور المرأة المسكينة التي يهجرها زوجها النذل إسماعيل الذي يسيء معاملتها فتبقى هي وابنتها الصغيرة تربيها، ثم تتعرف بالصدفة على الدكتور عاصم الذي يسمع صوتها ويعجب به كثيرا فيقوم بتعريفها إلى الطبقة الأرستقراطية كي تغني لها في المناسبات وتصبح مشهورة لكنها تختار حبها له على الشهرة وتتزوجه في نهاية الفيلم ولهذا السبب ظهرت أغنية “افرح يا قلبي”.

أما أغنية “الورد جميل جميل الورد” فقد غنتها أم كلثوم في فيلمها الأخير “فاطمة” الصادر عام 1948 والذي أخرجه أيضا أحمد بدرخان وأدى البطولة إلى جانب أم كلثوم نجم السينما المصرية حينها أنور وجدي في أول ظهور لهما مع بعضهما. بعدها اعتزلت أم كلثوم السينما نهائيا وتفرغت للغناء.
أدت أم كلثوم في الفيلم دور الممرضة فاطمة التي تنحدر من حارة شعبية مصرية ولا تتوانى عن خدمة ومساعدة كل جيرانها وأهل الحارة فيطلبها في إحدى المرات الباشا المدعو سليمان نجيب إلى قصره لتقوم بطبابته فيتعرف عليها أخوه الفتى الوسيم واللعوب فتحي (أنور وجدي) فتعجبه ويحاول التحرش بها لكنها تصده فيقنعها بأن يتزوجها زواجا عرفيا فتوافق من طيبة قلبها، لكنه يرميها بعد أن تنجب منه أولادا لأن أصلها لا يشرف طبقته الأرستقراطية، فتضطر إلى العودة إلى حارتها وتربية أولادها. يتكاتف معها كل أهل الحارة ويساعدونها متذكرين أفضالها عليهم عندما كانت تسكن عندهم.
بهذا الفيلم كانت نهاية عهد أم كلثوم مع السينما وتفرغت بعدها للغناء على المسرح فقط وقدمت لنا الروائع من “سيرة الحب” إلى “فكروني” إلى “دارت الأيام” إلى “رباعيات الخيام” إلى “الأطلال”، ومازالت حتى هذه اللحظة تطرب من يسمعها فصوتها عابر للأزمنة والعصور وقد خلده التاريخ.
ولم تعد أم كلثوم إلى السينما لاحقا إلا بصوتها لتغني أغاني فيلم “رابعة العدوية” الذي أخرجه نيازي مصطفى عام 1964، والذي يسرد قصة عن الزاهدة رابعة بنت إسماعيل العدوي. قام ببطولته ببراعة الفنانة نبيلة عبيد، وعماد حمدي وفريد شوقي وزوزو نبيل. وتدور قصة الفيلم حول علية سيدة محسنة تتصدق على الفقراء ومن بينهم رابعة العدوية التي طلبت منها الحضور إليها في مدينة البصرة، وتتفاجأ رابعة بهجوم اللصوص عليها وعلى المسافرين إلى مدينة البصرة ولكن ينقذها فارس مقدام يدعى عصام، من اللصوص، الذي يخبرها أنه سيلحق بها إلى البصرة، وتتوالى الأحداث.
ShareWhatsAppTwitterFacebook

إلياس حموي
كاتب سوري