معرض "عصمت داوستاشي ومقتنياته".. حوار بصري بين الموروث والحداثة
خارطة بصرية لأبرز التحولات في تجربة الفنان السكندري.
السبت 2025/02/08
ShareWhatsAppTwitterFacebook

محطات إبداعية متفردة
يضع عصمت داوستاشي نتاج مسيرة فنية مختلفة امتدت على أكثر من ستة عقود بما تتضمنه من مقتنياته الخاصة وأعماله الفريدة، أمام جمهور الفن التشكيلي، ليستعرض من خلالها أهم المراحل التي عاشها وكيف أثر في الفن المصري المعاصر وتأثر به.
القاهرة - انطلقت فعاليات معرض الفنان التشكيلي عصمت داوستاشي بعنوان “عصمت داوستاشي ومقتنياته”، الذي يضم مجموعة نادرة من لوحاته الفنية وأعماله الخاصة، بحضور نخبة من أبرز نجوم المشهد التشكيلي، منهم الفنان الدكتور إبراهيم غزالة، والتشكيلي فتحي عفيفي، والفنان عادل ثروت، والنحات مجدي أنور، ورسام الكاريكاتير سمير عبدالغني، إلى جانب إعلاميين وشخصيات عامة، في حفل افتتاحي جمع بين العراقة والحداثة.
تشكيلات تحاكي الطبيعة والإنسان
◙ أعمال تسعى إلى تحقيق توازن بين السرديات القديمة والوعي الروحي مع تحدي الأشكال والأساليب التقليدية
عبَّر داوستاشي عن سعادته بافتتاح المعرض الذي انطلق مساء الثلاثاء الماضي بغاليري بيكاسو إيست بالتجمع الخامس، مؤكدا أن المعرض يمثل رحلة بصريّة عبر محطات إبداعية متفردة، حيث يقدم أعمالا تجمع بين الرمزية التشكيلية والتقنيات المتنوعة، مع إبراز مقتنيات نادرة لفنانين تأثر بهم، مثل محمد ناجي ومحمود موسى، في حوار فني يُجسّد التواصل بين الأجيال التشكيلية.
وأوضح أن أعماله المعروضة تُشكل “خارطة بصرية لتحولاته الفنية”، بدءا من التشكيلات التعبيرية التي تعكس تأثره بالمدرسة الواقعية، مرورا بالمراحل التجريدية التي تلامس الرمزية الصوفية، وصولا إلى أعماله الأخيرة التي تدمج بين العمارة الفرعونية والخطوط المعاصرة، حيث يظهر الهرم كرمز تشكيلي مصري خالد، مُحاطا برموز فرعونية كالصقر الشمسي واللوتس، في تكوينات تُعيد تعريف الهوية المصرية عبر منظور تشكيلي مغاير عن السائد.
وكشف داوستاشي في لوحات معرضه أنها تتناغم مع جماليات الموروث الإنساني، حيث تظهر رموز مثل الكف الذي يراه تعبيرًا عن الجسد البشري كمنصة للتأمل الجمالي، والطيور التي تحوّلها فرشاته إلى خطوط حركية تعكس التحرر، بينما تتحول الثعابين والتماسيح إلى كائنات أسطورية في لوحات تُجسّد الصراع بين القوة والضعف. وأن السهم في أعماله ليس مجرد شكل هندسي، بل خط زمني يربط بين الماضي والحاضر عبر مساحة اللوحة.
من جانبه، أوضح رضا بيكاسو، صاحب الغاليري، أن المعرض صُمم ليكون “متحفا تشكيليا مصغرا”، قائلا “اخترنا تقسيم الأعمال إلى محاور فكرية، مثل مجموعة ‘الحرب والسلام’ التي تعبر عن الصراعات الإنسانية عبر تشكيلات درامية تدمج الألوان الحارة والباردة، ومجموعة ‘الكهف’ التي تستخدم الظل والنور لخلق جو تأملي، إلى جانب أعمال تُجسّد التفاعلات الاجتماعية بأسلوب سريالي.”
واحد من أبرز رموز التشكيل المصري المعاصر
وأشار بيكاسو إلى أن داوستاشي فنان تشكيلي يرفض الانسياق وراء الموجات العابرة، ويعيد تعريف الجماليات عبر خطوط تشكيلية تحمل بصمة خاصة، تجعل كل لوحة سردا بصريا مستقلا، لافتا إلى أن المعرض يضم أيضا كتابات نادرة للفنان توثق تاريخ الحركة التشكيلية في الإسكندرية.
بدوره أشاد الفنان عادل ثروت بتجربة داوستاشي، قائلا “أعماله تشكيلية بامتياز، تحمل عمقا فلسفيا يجعل المُشاهد يغوص في طبقات اللوحة، كأنها نص بصري مفتوح على تأويلات لا نهائية”، مضيفا أن الفنان يتميز بثبات رؤيته رغم تغير المدارس الفنية، حيث يُعيد إنتاج الواقع عبر تشكيلات تجريدية تحافظ على الجوهر الإنساني.
وتابع قائلا “المعرض ليس مجرد عرض لأعمال فنية، بل حوار بين الأجيال التشكيلية، حيث تتعانق لوحات داوستاشي مع مقتنياته النادرة لفنانين رواد مثل حليم الخادم ومحمود موسى ومحمد ناجى، كأنها محاولة لربط الحاضر بالماضي عبر لغة بصرية واحدة.”
إرث يستحق التكريم








PreviousNext
يستمر المعرض حتى الثامن والعشرين من فبراير الجاري، ويفتح أبوابه يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى التاسعة مساء. ويُنصح بزيارة المعرض للاستمتاع برحلة فنية تأخذ الزائر عبر مراحل تطور الفن التشكيلي المصري من خلال رؤية فنان مبدع تعكس رحلته الفنية الديناميكية التزامه بالابتكار وتأثيره الدائم على الفن المعاصر، حيث يقدم المعرض تجربة بصرية غنية، إذ تتناغم الألوان والخطوط والأشكال لتروي قصصا مستوحاة من الحياة اليومية والتراث المصري. ويُعد هذا المعرض فرصة ثمينة لعشاق الفن التشكيلي للتعرف على مسيرة فنان أثرى الساحة الفنية المصرية بإبداعاته ولوحاته القيمة.
في أعماله الحديثة، تطور أسلوبه نحو التصوف الديني، حيث تميزت أعماله بالجمع بين العناصر الشعبية والملاحم القديمة والعوالم الميتافيزيقية. وعُرف بتغير أسلوبه المستمر واستخدامه للأشياء القديمة في تركيبات ثلاثية الأبعاد تحمل نقدا ساخرا للقضايا الاجتماعية. تسعى أعماله إلى تحقيق توازن بين السرديات القديمة والوعي الروحي، مع تحدي الأشكال والأساليب التقليدية بحثا عن هوية فنية فريدة.
تخرج داوستاشي من كلية الفنون الجميلة عام 1967، متخصصا في فن النحت، غير أن رحلته الفنية بدأت قبل ذلك بكثير، حيث أقام أول معرض له للرسوم الزيتية والتصوير الفوتوغرافي عام 1962، قبل أن يبدأ دراسته لفن النحت في جامعة الإسكندرية.
استهل مسيرته الفنية بتشكيلات تجريدية مستوحاة من خبرته في التصوير الفوتوغرافي، معتمدا على تقنيات الكولاج المبتكرة (القص واللصق). وقد أظهرت أعماله المبكرة نهجا مميزا يمزج بين العناصر الديناميكية والأساليب التجريبية. لاحقا، تبنى لقب “الدادائي المستنير” وتوجه بأسلوبه نحو السريالية، مستندا إلى حركة الدادا، مع التركيز على الرمزية والألوان الزاهية والعناصر غير التقليدية.
◙ رحلة عبر مراحل تطور الفن التشكيلي المصري من خلال رؤية فنان تعكس تأثيره الدائم على الفن المعاصر
بين عامي 1968 و1972، قضى داوستاشي أربع سنوات في ليبيا حيث عمل في مجال الإخراج والرسم الصحفي، وأقام معرضا فنيا في بنغازي، وعند عودته إلى مصر، انضم إلى التلفزيون المصري كمساعد مخرج للبرامج الثقافية. وفي عام 1973، التحق بوزارة الثقافة، حيث تولى الإشراف على المعارض بالهيئة العامة للفنون الجميلة بالإسكندرية، لاسيما في متحف محمود سعيد.
شارك الفنان السكندري في أكثر من 61 معرضا فرديا منذ عام 1962، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من المعارض الجماعية، مما أكسبه مكانة بارزة في الفن المصري الحديث، توجد أعماله ضمن مجموعات فنية مرموقة، منها مقتنيات وزارة الثقافة ومتحف كلية الفنون الجميلة ومتحف الفن المصري الحديث بالقاهرة، حصل على العديد من الجوائز، بدءًا من الجائزة الأولى عن لوحته الزيتية “انتظار الفرج” عام 1962 في معرض نظمته رابطة طلاب الإسكندرية.
ويعد الفنان عصمت داوستاشي أحد أبرز رموز الفن التشكيلي في مصر، حيث تركت أعماله ولوحاته الفنية أثرا وبصمة فريدة عبر مسيرته الحافلة بالإبداع والتجديد، وترعرع وسط بيئة ثقافية وفنية أثرت بعمق في رؤيته التشكيلية، حيث كانت المدينة بمثابة نافذته الأولى إلى عالم الفن والجمال. منذ بداياته، تأثر داوستاشي بكبار الفنانين المصريين أمثال محمود سعيد وحامد ندا، كما استلهم من المدارس الفنية العالمية، خاصة التكعيبية والتعبيرية، مما أكسب أعماله طابعا خاصا يمزج بين الأصالة المصرية والروح الحداثية.
عبر رحلته الفنية الممتدة، قدم داوستاشي أعمالا تنوعت بين الرسم والنحت والتجهيز في الفراغ، معتمدا على رموز بصرية مستوحاة من التراث المصري والواقع الاجتماعي، مما جعله واحدا من أبرز المجددين في الحركة التشكيلية المصرية والعربية. ويُختتم معرضه نهاية فبراير الجاري، تاركا وراءه أسئلة عن دور الرمز في الفن التشكيلي المعاصر، وقدرة اللوحة على حمل رسائل تتجاوز الزمن. يُذكر أن داوستاشي يُعد أحد أبرز الفنانين الذين حافظوا على النقاء التشكيلي في أعمالهم، رافضين تحويل الفن إلى سلعة.
ShareWhatsAppTwitterFacebook

علي الشوكي
صحافي مصري
خارطة بصرية لأبرز التحولات في تجربة الفنان السكندري.
السبت 2025/02/08
ShareWhatsAppTwitterFacebook

محطات إبداعية متفردة
يضع عصمت داوستاشي نتاج مسيرة فنية مختلفة امتدت على أكثر من ستة عقود بما تتضمنه من مقتنياته الخاصة وأعماله الفريدة، أمام جمهور الفن التشكيلي، ليستعرض من خلالها أهم المراحل التي عاشها وكيف أثر في الفن المصري المعاصر وتأثر به.
القاهرة - انطلقت فعاليات معرض الفنان التشكيلي عصمت داوستاشي بعنوان “عصمت داوستاشي ومقتنياته”، الذي يضم مجموعة نادرة من لوحاته الفنية وأعماله الخاصة، بحضور نخبة من أبرز نجوم المشهد التشكيلي، منهم الفنان الدكتور إبراهيم غزالة، والتشكيلي فتحي عفيفي، والفنان عادل ثروت، والنحات مجدي أنور، ورسام الكاريكاتير سمير عبدالغني، إلى جانب إعلاميين وشخصيات عامة، في حفل افتتاحي جمع بين العراقة والحداثة.
تشكيلات تحاكي الطبيعة والإنسان

عبَّر داوستاشي عن سعادته بافتتاح المعرض الذي انطلق مساء الثلاثاء الماضي بغاليري بيكاسو إيست بالتجمع الخامس، مؤكدا أن المعرض يمثل رحلة بصريّة عبر محطات إبداعية متفردة، حيث يقدم أعمالا تجمع بين الرمزية التشكيلية والتقنيات المتنوعة، مع إبراز مقتنيات نادرة لفنانين تأثر بهم، مثل محمد ناجي ومحمود موسى، في حوار فني يُجسّد التواصل بين الأجيال التشكيلية.
وأوضح أن أعماله المعروضة تُشكل “خارطة بصرية لتحولاته الفنية”، بدءا من التشكيلات التعبيرية التي تعكس تأثره بالمدرسة الواقعية، مرورا بالمراحل التجريدية التي تلامس الرمزية الصوفية، وصولا إلى أعماله الأخيرة التي تدمج بين العمارة الفرعونية والخطوط المعاصرة، حيث يظهر الهرم كرمز تشكيلي مصري خالد، مُحاطا برموز فرعونية كالصقر الشمسي واللوتس، في تكوينات تُعيد تعريف الهوية المصرية عبر منظور تشكيلي مغاير عن السائد.
وكشف داوستاشي في لوحات معرضه أنها تتناغم مع جماليات الموروث الإنساني، حيث تظهر رموز مثل الكف الذي يراه تعبيرًا عن الجسد البشري كمنصة للتأمل الجمالي، والطيور التي تحوّلها فرشاته إلى خطوط حركية تعكس التحرر، بينما تتحول الثعابين والتماسيح إلى كائنات أسطورية في لوحات تُجسّد الصراع بين القوة والضعف. وأن السهم في أعماله ليس مجرد شكل هندسي، بل خط زمني يربط بين الماضي والحاضر عبر مساحة اللوحة.
من جانبه، أوضح رضا بيكاسو، صاحب الغاليري، أن المعرض صُمم ليكون “متحفا تشكيليا مصغرا”، قائلا “اخترنا تقسيم الأعمال إلى محاور فكرية، مثل مجموعة ‘الحرب والسلام’ التي تعبر عن الصراعات الإنسانية عبر تشكيلات درامية تدمج الألوان الحارة والباردة، ومجموعة ‘الكهف’ التي تستخدم الظل والنور لخلق جو تأملي، إلى جانب أعمال تُجسّد التفاعلات الاجتماعية بأسلوب سريالي.”

وأشار بيكاسو إلى أن داوستاشي فنان تشكيلي يرفض الانسياق وراء الموجات العابرة، ويعيد تعريف الجماليات عبر خطوط تشكيلية تحمل بصمة خاصة، تجعل كل لوحة سردا بصريا مستقلا، لافتا إلى أن المعرض يضم أيضا كتابات نادرة للفنان توثق تاريخ الحركة التشكيلية في الإسكندرية.
بدوره أشاد الفنان عادل ثروت بتجربة داوستاشي، قائلا “أعماله تشكيلية بامتياز، تحمل عمقا فلسفيا يجعل المُشاهد يغوص في طبقات اللوحة، كأنها نص بصري مفتوح على تأويلات لا نهائية”، مضيفا أن الفنان يتميز بثبات رؤيته رغم تغير المدارس الفنية، حيث يُعيد إنتاج الواقع عبر تشكيلات تجريدية تحافظ على الجوهر الإنساني.
وتابع قائلا “المعرض ليس مجرد عرض لأعمال فنية، بل حوار بين الأجيال التشكيلية، حيث تتعانق لوحات داوستاشي مع مقتنياته النادرة لفنانين رواد مثل حليم الخادم ومحمود موسى ومحمد ناجى، كأنها محاولة لربط الحاضر بالماضي عبر لغة بصرية واحدة.”
إرث يستحق التكريم









يستمر المعرض حتى الثامن والعشرين من فبراير الجاري، ويفتح أبوابه يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى التاسعة مساء. ويُنصح بزيارة المعرض للاستمتاع برحلة فنية تأخذ الزائر عبر مراحل تطور الفن التشكيلي المصري من خلال رؤية فنان مبدع تعكس رحلته الفنية الديناميكية التزامه بالابتكار وتأثيره الدائم على الفن المعاصر، حيث يقدم المعرض تجربة بصرية غنية، إذ تتناغم الألوان والخطوط والأشكال لتروي قصصا مستوحاة من الحياة اليومية والتراث المصري. ويُعد هذا المعرض فرصة ثمينة لعشاق الفن التشكيلي للتعرف على مسيرة فنان أثرى الساحة الفنية المصرية بإبداعاته ولوحاته القيمة.
في أعماله الحديثة، تطور أسلوبه نحو التصوف الديني، حيث تميزت أعماله بالجمع بين العناصر الشعبية والملاحم القديمة والعوالم الميتافيزيقية. وعُرف بتغير أسلوبه المستمر واستخدامه للأشياء القديمة في تركيبات ثلاثية الأبعاد تحمل نقدا ساخرا للقضايا الاجتماعية. تسعى أعماله إلى تحقيق توازن بين السرديات القديمة والوعي الروحي، مع تحدي الأشكال والأساليب التقليدية بحثا عن هوية فنية فريدة.
تخرج داوستاشي من كلية الفنون الجميلة عام 1967، متخصصا في فن النحت، غير أن رحلته الفنية بدأت قبل ذلك بكثير، حيث أقام أول معرض له للرسوم الزيتية والتصوير الفوتوغرافي عام 1962، قبل أن يبدأ دراسته لفن النحت في جامعة الإسكندرية.
استهل مسيرته الفنية بتشكيلات تجريدية مستوحاة من خبرته في التصوير الفوتوغرافي، معتمدا على تقنيات الكولاج المبتكرة (القص واللصق). وقد أظهرت أعماله المبكرة نهجا مميزا يمزج بين العناصر الديناميكية والأساليب التجريبية. لاحقا، تبنى لقب “الدادائي المستنير” وتوجه بأسلوبه نحو السريالية، مستندا إلى حركة الدادا، مع التركيز على الرمزية والألوان الزاهية والعناصر غير التقليدية.
◙ رحلة عبر مراحل تطور الفن التشكيلي المصري من خلال رؤية فنان تعكس تأثيره الدائم على الفن المعاصر
بين عامي 1968 و1972، قضى داوستاشي أربع سنوات في ليبيا حيث عمل في مجال الإخراج والرسم الصحفي، وأقام معرضا فنيا في بنغازي، وعند عودته إلى مصر، انضم إلى التلفزيون المصري كمساعد مخرج للبرامج الثقافية. وفي عام 1973، التحق بوزارة الثقافة، حيث تولى الإشراف على المعارض بالهيئة العامة للفنون الجميلة بالإسكندرية، لاسيما في متحف محمود سعيد.
شارك الفنان السكندري في أكثر من 61 معرضا فرديا منذ عام 1962، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من المعارض الجماعية، مما أكسبه مكانة بارزة في الفن المصري الحديث، توجد أعماله ضمن مجموعات فنية مرموقة، منها مقتنيات وزارة الثقافة ومتحف كلية الفنون الجميلة ومتحف الفن المصري الحديث بالقاهرة، حصل على العديد من الجوائز، بدءًا من الجائزة الأولى عن لوحته الزيتية “انتظار الفرج” عام 1962 في معرض نظمته رابطة طلاب الإسكندرية.
ويعد الفنان عصمت داوستاشي أحد أبرز رموز الفن التشكيلي في مصر، حيث تركت أعماله ولوحاته الفنية أثرا وبصمة فريدة عبر مسيرته الحافلة بالإبداع والتجديد، وترعرع وسط بيئة ثقافية وفنية أثرت بعمق في رؤيته التشكيلية، حيث كانت المدينة بمثابة نافذته الأولى إلى عالم الفن والجمال. منذ بداياته، تأثر داوستاشي بكبار الفنانين المصريين أمثال محمود سعيد وحامد ندا، كما استلهم من المدارس الفنية العالمية، خاصة التكعيبية والتعبيرية، مما أكسب أعماله طابعا خاصا يمزج بين الأصالة المصرية والروح الحداثية.
عبر رحلته الفنية الممتدة، قدم داوستاشي أعمالا تنوعت بين الرسم والنحت والتجهيز في الفراغ، معتمدا على رموز بصرية مستوحاة من التراث المصري والواقع الاجتماعي، مما جعله واحدا من أبرز المجددين في الحركة التشكيلية المصرية والعربية. ويُختتم معرضه نهاية فبراير الجاري، تاركا وراءه أسئلة عن دور الرمز في الفن التشكيلي المعاصر، وقدرة اللوحة على حمل رسائل تتجاوز الزمن. يُذكر أن داوستاشي يُعد أحد أبرز الفنانين الذين حافظوا على النقاء التشكيلي في أعمالهم، رافضين تحويل الفن إلى سلعة.
ShareWhatsAppTwitterFacebook

علي الشوكي
صحافي مصري