لين مصطفى زهرة كاتبة صغيرة السن تعبر عن قضايا كبيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لين مصطفى زهرة كاتبة صغيرة السن تعبر عن قضايا كبيرة

    لين مصطفى زهرة كاتبة صغيرة السن تعبر عن قضايا كبيرة


    الكاتبة لين مصطفى لـ"العرب": أكتب المواقف اليومية وقصص الناس بخيال واسع لا يهدأ.
    الخميس 2025/02/06
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    موهبة تبشر بكاتبة مهمة

    في هذا الحوار، تأخذكم صحيفة "العرب" في رحلة لمعرفة واحدة من أهم المواهب العربية في مجال الكتابة، هي السورية لين مصطفى زهرة، التي تكتب قصصا موجهة للأطفال لكنها تتطرق فيها إلى مواضيع مهمة، وقضايا إنسانية كبرى، لتسلط لكم الضوء على موهبة ناشئة اختارت الكتابة واللغة العربية في زمن الانفتاح على التكنولوجيا والوسائط المرئية.

    في عالم الأدب، حيث تتشابك الحروف لتنسج قصصا تلهم العقول وتصل القلوب، يبرز جيل جديد من الكتّاب الشباب الذين يبدعون بأقلامهم الخاصة ويجمعون أحلامهم في كلماتهم. واليوم، نقف مع لين مصطفى زهرة، موهبة شابة أبهرت الجميع بقلمها المميز، فهي أصغر كاتبة سورية وعربية، فتاة لم تتجاوز اثني عشر ربيعًا، إلا أنها استطاعت أن تخط اسمها في سجل الأدب العربي. سنكتشف في هذا الحوار قصتها، شغفها بالكتابة، وكيف تحدت سنها الصغيرة لتعبر عن قضايا كبيرة وأحلام واسعة.

    الكاتبة لين مصطفى هي فتاة سورية نشأت في كنف اللغة العربية وترعرعت على حبها، اللغة العربية بالنسبة إليها هي الأم والصديقة والحبيبة التي سمت بها وبأحلامها وطموحاتها نحو القمم، لين فتاة تسعى للتعبير عن مشاعرها وأفكارها من خلال الكتابة، وحصلت على جوائز تقديرية وجوائز عربية من مؤسسات ثقافية وخيرية مرموقة، وذلك عن أعمال قدمتها باللغة العربية الفصحى على شكل فيديوهات تعليمية، وكذلك جوائز عن أعمال أدبية شاركت بها في مسابقات عربية مثل جائزة بطلة الضاد مع عضوية مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية.


    فتاة تسعى للتعبير عن مشاعرها وأفكارها من خلال الكتابة وحصلت على جوائز تقديرية وجوائز عربية مرموقة


    سألتها صحيفة “العرب” هل الكتابة بالنسبة لها هدف أم وسيلة؟ وهل الموهبة وحدها تكفي ليكون الكاتب قادر على صياغة نص جيد؟ فأجابت: “الكتابة قد تكون هدفًا ووسيلة في آن واحد؛ فهي وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر، وهدف لتحقيق رسالة أو ترك إرث أدبي، أما الموهبة فهي الأساس، لكن لا تكفي وحدها؛ فالإبداع يتطلب تطويرًا مستمرًا من خلال القراءة والممارسة، والاستفادة من تجارب الآخرين. فالقراءة تفتح آفاق نحو عوالم أخرى.”

    وعن رسالتها التي تريد إيصالها من خلال في كتاباتها قالت: “رسالتي تكمن في نشر الأمل نشر الحكمة والوعي والطموح، والتأكيد على قوة الإنسان في التغلب على التحديات. أعتقد أن جزءًا كبيرًا من الرسالة وصل، ولكن الطموح دائمًا أكبر.”

    ولما سألناها كيف أصبحت لين كاتبة، أجابت: “بدأت رحلتي منذ الصغر، منذ كان عمري 6 سنوات، عندما كنت أعبر عن مشاعري برسومات وخربشات بسيطة أحولها في عقلي إلى أحداث لقصة جميلة عندما كنت أعبر عن مشاعري على الورق. مع الوقت، شجعتني قراءاتي وتجربتي الشخصية على كتابة نصوص تنبض بالحياة، وساعدتني عائلتي وأخص بالذكر أمي وأختي هند طبعًا، فأختي هند كاتبة أيضًا ولديها كتاب نثريات صدر منذ سنتين. كان أهلي ومازالوا دائمًا في صفي، يشجعونني على الاستمرار، وينتظرون بشغف كل جديد لدي. يستمعون لي ويتابعون ما أرسم وأكتب ويبثون في روح التحدي والإصرار.”

    وعن إقامتها في دولة الإمارات، سألناها ما الذي يعجبها في الدولة وماذا قدمت لها؟ فأجابت: “الإمارات أرض الفرص والتنوع الثقافي، أرض التحدي، هي أرض اللامستحيل، أرض تدعم وتشجع كل طموح ومثابر، الإمارات فتحت لي أبوابا لتحقيق طموحاتي، لقد أتاح لي العيش هنا لقاء أشخاص من مختلف الخلفيات، ما أغنى تجربتي الشخصية وموهبتي في الكتابة.”

    أما عن مؤلفاتها والمشاريع المستقبلية، فقالت: “لدي عدة مؤلفات وقصص ورواية جميلة على وشك الانتهاء. أول قصة لي كانت في عمر 6 سنوات وهي قصة قصيرة بعنوان ‘أمي والحلم الجميل’ هذه القصة التي فتحت لي أبواب عشق الكتابة على مصراعيها فقد فازت قصتي القصيرة بجائزة بطلة الضاد من مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة لأجمل قصة قصيرة. وصدرت لي بعدها قصة ‘البحار المندفع والبومة الحكيمة’، وقريبا لدي قصتان ستصدران في مهرجان الطفل القرائي ومعرض أبوظبي للكتاب.”

    وتوضح “هذه القصص تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية وتحمل عبرا ودروسًا للأطفال، بما أنني أكتب في أدب الطفل، وأسعى لإنهاء الجزء الأخير من روايتي التي تحمل في طياتها الواقع والخيال وتتحدث عن الحلم بحياة لطيفة بعيدا عن الحروب والشرور.”


    فتاة سورية نشأت في كنف اللغة العربية وترعرعت على حبها، اللغة العربية بالنسبة إليها هي الأم والصديقة والحبيبة


    وقالت لين لـ”العرب”: “تأثرت بالكثير من الكتاب وكان أولهم الكاتبة الرائعة هدى حرقوص التي كانت قصتها أول قصة تؤثر في، وكذلك قرأت للعديد من الكتاب مثل الكاتب المميز أحمد خيري العمري، والكاتبة الدكتورة عائشة الغيص والكاتب مهند العاقوص والكاتب عمر العامري والكثير من الكتاب العرب والأجانب الذين قرأت لهم قصصا مترجمة واستلهمت الكثير من كتاباتهم العميقة والملهمة والغزيرة.”

    وعن دور الأهل، وهل كانوا يشجعونها وبماذا ينصحونها، قالت: “كانوا أكبر داعم لي. عائلتي هي سندي وقوتي. تنصحني دائمًا بالاستمرار مهما كانت التحديات، وبالتمسك بالصدق والهدف السامي في كتاباتي.”

    ووجهت لين رسالة لوطنها سوريا ورسالة للأطفال السوريين، مشددة على أن “أقول لسوريا: ستبقين دائمًا نبض قلمي وملهمتي. سوريا كانت وستبقى منبع العلم والثقافة والأدب، وللأطفال السوريين لا تفقدوا الأمل، أنتم المستقبل والمستقبل لكم، ولديكم القدرة على تغيير الواقع بكل قوة.”

    وحين سألناها عن ردود الفعل على إصداراتها وتقييمها للإقبال على كتابها الأول، أجابت: “الإقبال كان مشجعًا للغاية، كنت في كل مرة أوقع فيها كتابي وأرى الكثير ممن يقتنونه أشعر بالإصرار والعزيمة على إعطاء المزيد.”

    وبالعودة إلى المواضيع التي تلهمها، قالت لين: “أراقب المواقف اليومية، وقصص الناس، بخيال واسع لا يهدأ. والطبيعة التي تحمل الكثير من الدروس الصامتة، وكل شيء يدور من حولي أشعر بأنه يمنحني الإلهام لكتابة القصص.”

    وتطمح لين في ختام حديثها لـ“العرب” أن تترك أثرًا إيجابيًا من خلال كتاباتها، وأن تساهم في رفع الوعي الثقافي. أما الأطفال من سنها فتقول لهم: “لا تتوقفوا عن الحلم، فأنتم مستقبل الأمة.”

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    عمر شريقي
    إعلامي سوري
يعمل...
X