"الجزائر.. العاصمة" جماليات المدينة في معرض الفنان وليد تيغيوارت
الفنان التشكيلي وليد تيغيوارت يعرض 20 عملا فنيا وهي عبارة عن رسومات فنية حديثة تحاكي من خلال رؤية معاصرة مدينة الجزائر وتبرز تفاصيلها الجميلة.
الاثنين 2025/01/27
ShareWhatsAppTwitterFacebook
رسومات فنية حديثة
الجزائر- يحتفي الفنان التشكيلي الشاب وليد تيغيوارت، في مجموعته الفنية المنتجة حديثا، بمدينة الجزائر ويقترب من تفاصيلها المتعددة ليكشف عن سحرها وجمالها ويبرز موروثها العمراني والتراثي.
ويعرض تيغيوارت في رواق الفن التابع لمؤسسة أحمد ورابح عسلة بالجزائر العاصمة إلى غاية 22 فبراير القادم، 20 عملا فنيا تحت عنوان “الجزائر .. العاصمة”، وهي عبارة عن رسومات فنية حديثة تحاكي من خلال رؤية معاصرة مدينة الجزائر وتبرز تفاصيلها الجميلة عبر الأزياء والعمران والرموز وأيضا مساحاتها الخضراء وإطلالتها الساحرة على حوض البحر المتوسط.
ويقدم الفنان أعماله في معرض خاص لأول مرة، بعد أن اكتسب الخبرة من خلال المشاركة في المعارض الجماعية، حيث تكشف الأعمال المعروضة خياراته الفنية التي تمزج بين النظرتين الكلاسيكية والمعاصرة للحياة الثقافية في الجزائر، واشتغاله على تحويل المشاهد اليومية إلى لقطات فنية مرسومة بألوان زيتية متشبعة بإضاءة منبعها سماء الجزائر الزرقاء وشمسها السخية.
ومن بين الأعمال المعروضة صورتان فوتوغرافيتان بالأبيض والأسود، الأولى لواحد من الحرفيين الناشطين في قصبة الجزائر الذي مازال يحافظ على فن النجارة وتزيين الخشب، والثانية بعنوان “براءة طفل في القصبة” تعبر عن استمرارية الحياة في هذه المدينة القديمة.
ويقول الفنان عن اختياره لموضوع “الجزائر.. العاصمة” إن هذه المدينة “بأبعاد متوسطية وعالمية”، وفي نفس الوقت هي “مصدر إلهام كبير” للعديد من الرسامين والفنانين، سواء في السينما أو المسرح أو الفن التشكيلي، ناهيك عن تاريخها النضالي إبان الثورة التحريرية، كما أن سحرها -يضيف الفنان- “لا يزال قائما إلى اليوم، ولهذا فمن واجبنا أن نساهم في تخليد صورتها والترويج لمكانتها.”
وتحكي اللوحات المعروضة حكاية مدينة “تتحرك” و”تتنفس”، من خلال أزقتها وشوارعها الكبيرة وأيضا حدائقها وواجهتها البحرية الزرقاء، كما هو الحال في لوحة “امرأة بالحايك خارجة من الحمام”، حيث تظهر مرأة جميلة مغطاة بحايك (لباس تقليدي) أبيض ومطعّم برموز وأشكال زخرفية نجدها في بعض الأواني التقليدية الفخارية.
كما تظهر في لوحة “تسريحة تقليدية” تفاصيل فتاة جزائرية وهي تشد شعرها بـ”قردون”، وهو عبارة عن وشاح طويل من الكتان تستعمله المرأة الجزائرية لشد شعرها الطويل وتظهر عليها ملامح الجمال والأناقة بحلي براقة وعينين واسعتين تلمحان الأفق الأزرق.
واستطاع تيغيوارت أن يستلهم في لوحة “قلب حي الموزاييك الأربعة” من الزليج الجزائري خطوطا مستقيمة وأخرى منحنية، وأن يبرز أشكالا زهرية وأخرى تقترب من خياله ونزعته التكعيبية.
وقد وفر هذا الفنان التشكيلي العصامي، وهو من مواليد بولوغين بالعاصمة في 1995، لزوار المعرض جولة ممتعة بين أزقة مدينة الجزائر ومساجدها وشرفاتها وحديقتها الشهيرة “الحامة”، حيث تعكس كل لوحة شاعرية الفنان وتترجم الموسيقى الداخلية التي تسكنه.