معرض القاهرة للكتاب يحتفي بالعلاقات المصرية - العُمانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معرض القاهرة للكتاب يحتفي بالعلاقات المصرية - العُمانية

    معرض القاهرة للكتاب يحتفي بالعلاقات المصرية - العُمانية


    الأدب الأفريقي حاضر في المعرض ونقاشات حول قصيدة النثر.
    الاثنين 2025/01/27

    العلاقات العمانية - المصرية في قلب النقاشات

    تقدم فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب العديد من الفعاليات الثقافية المصاحبة، والتي تقوم على مبدأ الانفتاح الثقافي وبحث المشتركات الثقافية العربية – العربية أو العربية - الأفريقية، علاوة على نقاش قضايا الشعر وغيرها من القضايا الثقافية.

    تتواصل بالعاصمة المصرية فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي تقام خلال الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل، تحت شعار “اقرأ.. في البدء كان الكلمة”، بمشاركة 1345 ناشرًا من 80 دولة. المعرض الذي يشهد على مدار أيامه 600 فعالية فكرية وثقافية وفنية متنوعة، شهد عددا من الندوات والجلسات الحوارية والأنشطة التي جذبت جمهورا غفيرا من زوّار المعرض.
    العلاقات العمانية - المصرية


    في إطار اختيار سلطنة عمان ضيف شرف هذه الدورة من المعرض، تم تنظيم ندوة بعنوان “العلاقات العمانية – المصرية.. مرتكزات ومواقف”، أدارها الإعلامي عاصم الشيدي. وركزت الندوة على ثلاثة محاور، الأول: التفاهم المشترك وتبادل الخبرات (الثقافة والإعلام نموذجًا)، وتحدث فيه الدكتور عبدالمنعم الحسني وزير الإعلام العماني الأسبق، وأستاذ الإعلام في جامعة قابوس.

    وجاء المحور الثاني بعنوان “التاريخ المشترك للعلاقات العمانية – المصرية.. الجذور التاريخية والروابط القديمة بين البلدين وأثرها على العلاقات الحالية”، بحضور كل من الدكتور علي الدين هلال دسوقي وزير الشباب الأسبق، والدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق. أما المحور الثالث فتناول “التعاون السياسي والدبلوماسي والتنسيق حول القضايا الراهنة”، وتحدث فيه الدكتور علي العيسائي سفير عمان الأسبق. وأشاد الإعلامي عاصم الشيدي بعمق العلاقات المصرية – العمانية في المجالات كافة.

    وقال الدكتور علي الدين هلال دسوقي وزير الشباب المصري الأسبق “ترتبط مصر وسلطنة عُمان بعلاقات قول وفعل واحترام متبادل، وعدم تدخل في الشؤون الداخلية، وعلاقات دبلوماسية تاريخية متميزة تمتد لأكثر من 50 عامًا، أرسى دعائمها السلطان قابوس بن سعيد، إيمانًا منه بمكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة.”


    ◙ المعرض نظم في دورته الحالية عددا من الجلسات الشعرية التي احتفت بتجارب شعراء من مصر والعالم العربي


    وأضاف أن تاريخ العلاقات العمانية – المصرية راسخ ومتواصل، مشيرًا إلى أن التواصل الحضاري ممتد بين العمانيين والأسر الفرعونية، واستمر ذلك التواصل في العصر الحديث بين القاهرة ومسقط، وهناك عدة محطات مهمة أثبتت صلابة هذه العلاقات ورسوخها.

    وأشار إلى دور سلطنة عمان وموقفها من مصر أثناء عملية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، والتي نتجت عنها استعادة مصر لبقية أرضها في سيناء، وهو من أكثر المواقف السياسية المشهودة بين مسقط والقاهرة. وقال الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري الأسبق إن الشعب المصري يتذكر بكل التقدير والاحترام الموقف المشهود للقيادة العمانية آنذاك، حيث كان القرار التاريخي للسلطان قابوس بن سعيد والنهج السياسي والثقافي في صالح مصر.

    وأضاف عرب “ذهبت إلى سلطنة عُمان أستاذًا مساعدًا للتاريخ الحديث والمعاصر بجامعة السلطان قابوس، كنت في منتصف الثلاثينات من عمري، لم أكن أعرف كثيرًا عن هذا البلد العربي العريق إلا ما درسته كطالب في الجامعة وما دَرّسته لطلابي بعد ذلك عن دور العمانيين في مقاومة الغزو البرتغالي، أو ما قرأته من كتابات جمال زكريا قاسم، و’مذكرات أميرة عربية’ للسيدة سالمة بنت سعيد المترجم من اللغة الألمانية، وكانت الاستعدادات قائمة على قدم وساق استعدادًا لافتتاح جامعة السلطان قابوس لأول مرة في العام الدراسي 1986- 1987.”

    وتابع أنه سبقته إلى الجامعة مجموعة من الأساتذة الكبار، وكانوا كل يوم في اجتماعات لمراجعة المناهج، وتزويد المكتبة بأهم الإصدارات في مختلف المعارف الإنسانية، وتحديد عدد الساعات الدراسية لكل مقرر وفق ما يسمى بنظام الساعات المعتمدة، وتدارس القضايا الجوهرية حول جدوى تدريس بعض المقررات، كالفلسفة واللغة اللاتينية والتاريخ واللغة العربية واللغة الإنجليزية والحضارة الإسلامية.

    وأكد الدكتور عبدالمنعم الحسني أن التعاون الثقافي والإعلامي ركيزة مهمة لتطوير العلاقات المصرية – العمانية، وأن مصر واحدة من المدارس الإعلامية المهمة، والتي حرصت سلطنة عمان على الاستفادة منها. وأضاف أن العلاقات المصرية – العمانية تتميز بالتفاهم والتعاون على الأصعدة كافة، مؤكدا حرص السلطنة على مد جسور التعاون مع المؤسسات الصحفية في أنحاء العالم.

    وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية المشتركة، موضحا أهمية الزيارة التاريخية التي قام بها السلطان هيثم بن طارق مؤخرًا إلى مصر والتي تؤكد حرص قيادتي البلدين على الدفع نحو تنمية العلاقات الأخوية المصرية – العمانية.

    وأكد الدكتور علي بن أحمد العيسائي، السفير السابق لسلطنة عمان لدى مصر، أن العلاقات العمانية – المصرية تمثل محور ارتكاز مهما على الساحة العربية، بفضل الانسجام والتناغم في الرؤى والسياسات المشتركة للبلدين، حيث يسعى البلدان دائما إلى حل كل الخلافات في المنطقة بالحوار والتفاوض، والدعوة إلى إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا.
    الأدب الأفريقي



    ◙ المعرض شهد ندوة بعنوان "الأدب الأفريقي" ضمن محور "تجارب ثقافية"


    شهد المعرض ندوة بعنوان “الأدب الأفريقي” ضمن محور “تجارب ثقافية”، وذلك بحضور كل من الكاتبة والفنانة التشكيلية أبرا كريستيان من توغو، والكاتب نديوغو سامب ممثل وزارة الثقافة في السنغال والكاتب مادوهونا أرونا من توغو، وأدارتها الإعلامية منى الدالي، وجاءت الندوة باللغتين العربية والفرنسية وصاحبتها ترجمة بلغة الإشارة.

    وتناولت الندوة موضوعا مهما حول التكوين الثقافي وتأثير الثقافات الأخرى على الأدب والفن الأفريقيين، مع التركيز على دور اللغة العربية في تشكيل هذا التأثير. وبدأت الندوة بكلمات الكاتب السنغالي نديوغو سامب الذي أكد أن اللغة العربية لعبت دورا محوريا في تشكيل الثقافة السنغالية منذ دخول الإسلام إلى البلاد قبل مئات السنين.

    وأوضح أن اللغة العربية أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للسنغاليين، حيث كانت اللغة الرسمية في المراسلات الإدارية والدبلوماسية خلال العصور السابقة. وأشار إلى أن اللغة العربية فقدت بعضا من زخمها مع دخول الاستعمار الفرنسي، الذي فرض اللغة الفرنسية كلغة رئيسية في التعليم والإدارة. ورغم ذلك مازالت هناك مدارس ومطبوعات تدرس وتنشر باللغة العربية، مؤكدا أن اللغة العربية مازالت تحمل قيمة ثقافية كبيرة في السنغال.

    فيما تناولت الكاتبة والفنانة التشكيلية أبرا كريستيان أثر التعددية الثقافية على المبدعين الأفارقة، وأشارت إلى أن الفنانين والكتاب الأفارقة عادة ما يمتلكون مهارات متعددة، حيث يدمجون بين الفنون المختلفة، مثل الجمع بين الفن التشكيلي والأدب. وأرجعت هذا التوجه إلى التنوع الثقافي في أفريقيا والتأثير المتبادل بين الثقافات المختلفة بما فيها العربية والفرنسية. وأكدت أن هذا التنوع يمنح الفنانين فرصة للتعبير عن أنفسهم بطرق متعددة، لكنه يمثل أيضا تحديا في تحقيق التوازن بين المهارات المختلفة.
    في إطار اختيار سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، تم تنظيم ندوة تناولت العلاقات العمانية - المصرية

    من جانبه، تحدث الكاتب مادوهونا أرونا عن تجربة توغو في مواجهة هيمنة اللغة الفرنسية، موضحا أن اللغة الفرنسية أصبحت طاغية على الحياة اليومية، ما حد من استخدام اللغات المحلية في المجالات الأدبية والإبداعية. ومع ذلك بدأت الدولة تدرك أهمية إحياء اللغات المحلية من خلال تنظيم ورش عمل ومبادرات لدعم استخدامها، ما يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية.

    كما أشار إلى دعم الدولة للفنانين، موضحا أن هذا الدعم يشجعهم على الجمع بين مواهب مختلفة. ومع ذلك عبر عن رأيه بأن التخصص في مجال واحد يمكن أن يتيح للفنان أو الكاتب تقديم إنتاج أكثر تميزا وعمقا. بينما تطرقت أبرا كريستيان إلى التحديات التي تواجهها المرأة الأفريقية في المجال الثقافي، مؤكدة أن المرأة تبذل جهودا مضاعفة لإثبات وجودها في المشهد الثقافي، سواء كفنانة أو كاتبة. ورغم الدعم الذي تقدمه الدول الأفريقية للفنانات ورائدات الأعمال، إلا أن الطريق لا يزال مليئا بالتحديات.

    وأشارت إلى أن التعددية الثقافية تسهم في تمكين المرأة من التعبير عن نفسها بطرق مختلفة، ما يعزز مكانتها في المجتمع. وسلّط نديوغو سامب الضوء على الأدب السنغالي، موضحا أنه لا يقتصر على التأثر باللغة العربية، بل شهد أيضا تطورا ملحوظا وصل إلى الساحة العالمية. وتحصلت بعض الأعمال الأدبية السنغالية على جوائز مرموقة، وتمت ترجمتها إلى عدة لغات، ما يعكس مدى ثراء وتنوع هذا الأدب.

    كما أشار إلى أهمية تعزيز التعاون الثقافي بين الدول الأفريقية لتعميق الروابط الثقافية والاجتماعية، مستشهدًا بعلاقات المصاهرة بين السنغال وموريتانيا كأحد الأمثلة على هذا التعاون. واختتمت الندوة بالإشادة بأهمية تعزيز التعددية الثقافية والمحافظة على الهوية الأفريقية في مواجهة التأثيرات الأجنبية.
    حضور الشعر



    ◙ حوار حول الأدب الأفريقي


    في ندوة خاصة للشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، أدارها الشاعر والإعلامي سامح محجوب، ناشد حجازي المسؤولين إعادة تنظيم مهرجان القاهرة الدولي للشعر، مؤكدا أن هذا الملتقى ليس فقط لإنقاذ اللغة العربية، بل لإنقاذ وجودنا جميعًا. وأضاف “المصريون والعرب ينتظرون عودة هذا المهرجان الذي يعد منصة لتجديد الشعر العربي والحفاظ على الفصحى.”

    وعن موقفه من قصيدة النثر قال حجازي “أرفض قصيدة النثر لأنها تفتقر للأدوات الشعرية اللازمة لتحويل اللغة من وظائفها اليومية إلى لغة أخرى، لكن هذا لا يمنع إعجابي ببعض كتاباتها.”

    وتواصلت ضمن فعاليات المعرض الأمسيات الشعرية التي يُشارك فيها شعراء من مصر والعالم العربي والعالم، وفي هذا الإطار شارك الشعراء أحمد سويلم وأمل جمال وأوراث الإيراني (اليمن) وعبدالكريم قاصد (العراق) وعبده المصري وعلي عطا ومسعود شومان وهشام محمود ومبارك السريفي (المغرب) في أمسية أدارها الشاعر حسام جايل.


    حجاج سلامة
    كاتب مصري
يعمل...
X