حماد راويه
Hammad al-Rawiya - Hammad al-Rawiya
حَمّاد الرّاوية
(نحو 75-169هـ/نحو 694-786 م)
أبو القاسم، حمّاد بن هرمز (وقيل: ابن سابور، وابن ميسرة) أبو القاسم، ديلميّ الأصل، كوفيّ النّشأة، سُبي أبوه وبِيْعَ إلى بني بكر، وكان ولاؤه في بني شَيْبان.
علاّمة أخباري من أشهر رُواة الشّعر، وأعلم النّاس بأيّام العرب وأنسابهم وأخبارهم.
وكان مقربًّا مِنَ الخلفاء والوُلاة في زمن بني أُمَيّة وبني العبّاس.
اختلفوا في تحديد سنة ولادته ؛ فقيل: نحو سنة (75هـ)، وهو الأرجح، وربما كانت ولادته قبل ذلك. وقيل: سنة (95هـ)، وهو قول ضعيف.
كان في بداية حياته مصاحباً للِّصوص والصّعاليك، ويقال: إنّه وقع مرّةً على جزء فيه «من شعر الأنصار، فقرأه حمّاد فاسْتَحلاه وتحفّظه، ثمّ طلب الأدب والشِّعر وأيّام النّاس ولغات العرب بعد ذلك، وترك ما كان عليه، فبلغ في العلم ما بلغ».
عُرف بعلمه وكثرة روايته حتّى لُقِّب (الرّاوية)، واشتهر بذلك، وصار مقصد الخلفاء والوُلاة والنّاس ؛ يسألونه ويستمعون إليه، ويبذلون له الأعطيات. وله أخبار كثيرة في مجالسهم. يقول الأصفهاني في كتابه «الأغاني»: «وكانت ملوك بني أُميّة تقدّمه وتؤثره، وتستزيره، فيفد عليهم، وينادمهم ويسألونه عن أيام العرب وعلومها، ويجزلون له الصّلات».
وكان الخليفة الوليد بن يزيد، يرعاه، وكذلك يزيد بن عبد الملك إِذْ قويت عُرى الصّداقة بينهما. أمّا الخلفاء العبّاسيّون فكانت صلته بهم قليلة جدًّا.
وهو الذي جمع المعلّقات السّبع، وصاحب خبرها. وقد روى كثيرًا من الشّعر الجاهليّ والإسلاميّ ؛ ودواوين الشّعراء والقبائل وأخبار العرب. وله شيءٌ من الشّعر. وهو في مقدّمة رُواة الكوفة.
يُروى أنّ الوليد بن يزيد سأله عن سبب لقبه (الرّاوية)، فقال: «بأنّي أروي لكلِّ شاعرٍ تعرفه يا أمير المؤمنين أو سمعت به، ثمّ أروي لأكثر منهم ممن تعرف أنّك لا تعرفه ولا سمعت به، ثمّ لا أنشد شعرًا قديمًا ولا محدثًا إلاّ ميّزت القديم منه من المحدث». وهذا يدلّ أنّه كان متمكّنًا من أساليب العرب، مقتدرًا على التّمييز بين أشعار القدماء والمحدثين، ينظم على نسقها، فصعب تمييز نظمه من أشعارهم.
اتّصف حَمّاد الرّاوية بذكاء حادٍّ ؛ فقيل: كان أذكى النّاس، وبذاكرة قويّة خارقة، وكان حافظًا فَطِنًا، ويروى أنّ أبا عمرو بن العلاء كان إذا سُئل عنه يقدّمه على نفسه، وكذلك كان حَمّاد يفعل. إلاّ أنّه كان متّهمًا في روايته، لا يُقبَل منه كلّ ما يرويه، وأُخذ عليه أنّه كان يزيد في رواية الأشعار والأخبار، وينحل القدماء ما ليس لهم، وقيل: إنه كان يلحن أحياناً.
وكان المفضّل الضّبّي يرى أنّه «قد سُلِّط على الشّعر من حَمّاد الرّاوية، ما أفسده فلا يصلح أبداً». وخبره معه في مجلس المهدي، وإبطال روايته للشّعر فيه، معروف.
وتشير المصادر إلى أن حَمّادًا كان يتماجَن؛ ويعبث؛ ويُعاقِر الخمرة، وربّما اتّهموه بالزّنْدقة والشُّعوبيّة، ومع ذلك فثمّة روايات تشير إلى تديّنه ومحافظته على الطّاعات والفروض والواجبات.
وكما اختلفوا في تحديد سنة ولادته اختلفوا في تحديد سنة وفاته، وهي دون سنة 169هـ.
علي أبو زيد
ـ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني (دار الكتب العلمية، بيروت، 1992م).
ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت).
ـ فضل بن عمار العماري، حَمّاد الرّاوية بين الوهم والحقيقة (مكتبة التوبة، الرياض 1416هـ /1996م).
Hammad al-Rawiya - Hammad al-Rawiya
حَمّاد الرّاوية
(نحو 75-169هـ/نحو 694-786 م)
أبو القاسم، حمّاد بن هرمز (وقيل: ابن سابور، وابن ميسرة) أبو القاسم، ديلميّ الأصل، كوفيّ النّشأة، سُبي أبوه وبِيْعَ إلى بني بكر، وكان ولاؤه في بني شَيْبان.
علاّمة أخباري من أشهر رُواة الشّعر، وأعلم النّاس بأيّام العرب وأنسابهم وأخبارهم.
وكان مقربًّا مِنَ الخلفاء والوُلاة في زمن بني أُمَيّة وبني العبّاس.
اختلفوا في تحديد سنة ولادته ؛ فقيل: نحو سنة (75هـ)، وهو الأرجح، وربما كانت ولادته قبل ذلك. وقيل: سنة (95هـ)، وهو قول ضعيف.
كان في بداية حياته مصاحباً للِّصوص والصّعاليك، ويقال: إنّه وقع مرّةً على جزء فيه «من شعر الأنصار، فقرأه حمّاد فاسْتَحلاه وتحفّظه، ثمّ طلب الأدب والشِّعر وأيّام النّاس ولغات العرب بعد ذلك، وترك ما كان عليه، فبلغ في العلم ما بلغ».
عُرف بعلمه وكثرة روايته حتّى لُقِّب (الرّاوية)، واشتهر بذلك، وصار مقصد الخلفاء والوُلاة والنّاس ؛ يسألونه ويستمعون إليه، ويبذلون له الأعطيات. وله أخبار كثيرة في مجالسهم. يقول الأصفهاني في كتابه «الأغاني»: «وكانت ملوك بني أُميّة تقدّمه وتؤثره، وتستزيره، فيفد عليهم، وينادمهم ويسألونه عن أيام العرب وعلومها، ويجزلون له الصّلات».
وكان الخليفة الوليد بن يزيد، يرعاه، وكذلك يزيد بن عبد الملك إِذْ قويت عُرى الصّداقة بينهما. أمّا الخلفاء العبّاسيّون فكانت صلته بهم قليلة جدًّا.
وهو الذي جمع المعلّقات السّبع، وصاحب خبرها. وقد روى كثيرًا من الشّعر الجاهليّ والإسلاميّ ؛ ودواوين الشّعراء والقبائل وأخبار العرب. وله شيءٌ من الشّعر. وهو في مقدّمة رُواة الكوفة.
يُروى أنّ الوليد بن يزيد سأله عن سبب لقبه (الرّاوية)، فقال: «بأنّي أروي لكلِّ شاعرٍ تعرفه يا أمير المؤمنين أو سمعت به، ثمّ أروي لأكثر منهم ممن تعرف أنّك لا تعرفه ولا سمعت به، ثمّ لا أنشد شعرًا قديمًا ولا محدثًا إلاّ ميّزت القديم منه من المحدث». وهذا يدلّ أنّه كان متمكّنًا من أساليب العرب، مقتدرًا على التّمييز بين أشعار القدماء والمحدثين، ينظم على نسقها، فصعب تمييز نظمه من أشعارهم.
اتّصف حَمّاد الرّاوية بذكاء حادٍّ ؛ فقيل: كان أذكى النّاس، وبذاكرة قويّة خارقة، وكان حافظًا فَطِنًا، ويروى أنّ أبا عمرو بن العلاء كان إذا سُئل عنه يقدّمه على نفسه، وكذلك كان حَمّاد يفعل. إلاّ أنّه كان متّهمًا في روايته، لا يُقبَل منه كلّ ما يرويه، وأُخذ عليه أنّه كان يزيد في رواية الأشعار والأخبار، وينحل القدماء ما ليس لهم، وقيل: إنه كان يلحن أحياناً.
وكان المفضّل الضّبّي يرى أنّه «قد سُلِّط على الشّعر من حَمّاد الرّاوية، ما أفسده فلا يصلح أبداً». وخبره معه في مجلس المهدي، وإبطال روايته للشّعر فيه، معروف.
وتشير المصادر إلى أن حَمّادًا كان يتماجَن؛ ويعبث؛ ويُعاقِر الخمرة، وربّما اتّهموه بالزّنْدقة والشُّعوبيّة، ومع ذلك فثمّة روايات تشير إلى تديّنه ومحافظته على الطّاعات والفروض والواجبات.
وكما اختلفوا في تحديد سنة ولادته اختلفوا في تحديد سنة وفاته، وهي دون سنة 169هـ.
علي أبو زيد
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت).
ـ فضل بن عمار العماري، حَمّاد الرّاوية بين الوهم والحقيقة (مكتبة التوبة، الرياض 1416هـ /1996م).