جرائم بحق اثارالعراق لو تصورت نفسك في ذلك الزمان وحللت ضيفا في قاعة عرش الملك الاشوري - سرجون الثاني -721-705 قبل الميلاد ملك الدولة الاشورية العراقية والد الملك - سنحاريب - وجد الملوك - اسرحدون واشوربانيبال - هذه القاعة كانت جزء من قصرالملك الاشوري سرجون الثاني - القاعة اليوم موجودة بعض محتوياتها في المتحف العراقي ضمن الجناح الاشوري حين تكون وسطها تشعر انك في مشهد بانوراما اشوري عراقي تاريخي وتعتلي بدنك الرهبة من عظمة وفخامة الثماثيل والنقوش التي تزين جدران القاعة التي يحميها من الجن والانس -شيدولاماسو- زوجان من الثورالمجنح - هذه القاعة ما تحويه تمثل صفحة من الحضارة الاشورية فيها قطع اثرية ضخمة تسرالناظر وترعبه - انها عظمة اشور- موقعها الاصلي كانت في مدينة - النمرود - العاصمة الحربية للدولة الاشورية وانها تمثل ايام المجد العسكري الاشوري - القاعدة تعطي لضيوفها وزائريها مشاعر الفرح والرهبة معا - من يدخل اطلالها اليوم الكائنة في خرائب النمرود ضمن مدينة الموصل سوف يعتصر قلبه الالم والحسرة ويشعر بمدى التخريب الهمجي وحجم الجريمة التي ارتكبها منقبي الاثار - لايارد - هرمز رسام - هنري رولنسون - لوفتس - روس - اشهر- باول اميل بوتا - بموافقة وتنسيق بين الجانب البريطاني والعثماني فقد اشتركوا جميعا في تدمير الصورة الرائعة للحضارة الاشورية العراقية وحطموا اطارها الفني الذي يحتويها ويمثلها خير تمثيل كانت فيها تماثيل الثيران المجنحة والاسود و الالاف من المنحوتات الاثرية نقلوها الى المنافي بعيدا عن وطنها الام - العراق - لقد قام البريطانيون وعملائهم في سالف الزمن الغابر بتدمير قصورالملوك الاشوريون كل من - اشورناصربال الثاني - توكلتي نينورتا الثاتي - سنحاريب - اسرحدون - اشوربانيبال - فيما قام الفرنسيون والامريكان بتدمير القصرالعظيم للملك الاشوري - سرجون الثاني - ونهب جميع محتوياته وتم تمزيق قلوب وشراين هذا القصور والمعابد وسلبوا منها جمالها وتركوها انقاض مدمرة حيث كانت تلك القصور وما تحوي اشبه بعقد لؤلؤ ثمنين انفرطت حباته وتناثرت في الارض بعد ان تناقلتها ايدي السراق وتجار المتاحف العالمية والهيئات الدبلوماسية ان المتاحف التالية - البريطاني - اللوفر - برلين - المتروبوليتان - شيكاغو - كانت وراء هذا الجرائم تجاه الحضارة الرافدينية العراقية بعدان تسببوا في وضع منهجية تعتمد على الاستحواذ وسرقة الكنوزالاثرية الاشورية تحت تبريرات لا يرتضونها لانفسهم ولكنهم كانوا قساة تجاه ميراث العراق الحضاري الذي كان يئن تحت احتلالهم واستعبادهم متذرعين بحقوق لا تسند الى الاخلاق والاعراف الدولية - اشهر هولاء السراق هو الفرنسي - باول اميل بوتا - قنصل فرنسا في مدينة الموصل ابان العهد العثماني - طلب منه المستشرقون الفرنسيون ان ينقب في عدد من المدن الاشورية القديمة فنقب سنة 1842 ميلادية في مدينة - نينوى - وفي سنة-1843 ميلادية نقب في مدينة -خرسباد- بعدها نقب في تل -معلثايا- الذي يقع شمال مدينة الموصل وقريب من مدينة دهوك -وقد اراد -بوتا -ان ينقب في اول الامر في تل -النبي يونس - ولكن وجود الجامع القائم فوق هذا التل حال دون ذلك فانتقل الى التنقيب في تل قوينجق- نينوى - المقابل لتل النبي يونس - تل التوبة - فكشف عن القصرالشمالي الذي يعود الى الملك الاشوري -سنحاريب- 704-681 قبل الميلاد وفي هذه الاثناء ورده خبر العثورعلى منحوتات وتماثيل في - خرسباد - التي تعبد عن مدينة الموصل بمسافة - 14 - ميل فانتقل للعمل فيها وفي مدة اسبوع من عمله كشف عن قصراشوري عظيم يحوي منحوتات وتماثيل وكتابات فاعتقد انه ينقب الان في مدينة - نينوى - الحقيقية وان تل قوينجق-لم يكن العاصمة الاشورية التي كانت فيما مضى عاصمة العالم القديم فابرق الى باريس بانه اكتشف - نينوى - على ان هذه المدينة التي باشر فيها - بوتا - التنقيب هي مدينة - شوركين - عاصمة اعظم ملك اشوري هو - سرجون- الثاني - وان القصر الذي كشف عنه هو بلاط الملك والتحق به في الحال الفنان الفرنسي المعروف -فلاندن- الذي قام برسم المنحوتات المكتشفة واستنساخ الكتابات المسمارية - في سنة 1846 ميلادية وعندما اكمل حملة التنقيب في مدينة خورساباد الاثرية -عاصمة الإمبراطورية الآشورية - في عهد الملك - سرجون الثاني - في منتصف القرن التاسع عشر قام -بوتا- بشحن و نقل 235 صندوقا من التماثيل مع آثار مختلفة على قارب وطوافات متجهة إلى البصرة كي تشحن من هناك الى باريس هذه الشحنة نجحت ولكن شحنة اخرى غرقت عند مدينة - القرنة - حيث هاجم السفن والاكلاك التي تقل الاثار جماعة من سكان الاهوار اعتقدوا انها صناديق مملؤة بالذهب فاغرقوها هذه الحادثة وقعت في سنة 1855 ميلادية اشاراليها عالم الاثارالبريطاني -سيتون لويد- في كتابه - اثاربلاد الرافدين - معتبرا ان ما حصل يعد كارثة اثرية كبيرة وفي مذكراته التي نشرها تحت عنوان - اسس في التراب - اشار لويد إلى ان الاثارالغارقة قرب مدينة - القرنة - تكفي لافتتاح اربعة متاحف عالمية - اختفت تلك الكنوز الاثرية وفشلت كل محاولات التنقيب في العثورعليها مما اثار الكثيرمن التكهنات لا تتوفر معلومات تفصيلية عن الاثار الغارقة لكن الرسام الفرنسي - فلاندين - الذي رافق المنقب الفرنسي - بوتا - خلال اعمال التنقيب في عدد من المواقع الاثرية في مدينة الموصل رسم بعض القطع قبل نقلها وغرقها وتشير الرسومات الى ان من بين المفقودات ثيران مجنحة والواح حجرية ماخوذة من قصر الملك - اشوربانيبال -685-627 قبل الميلاد -نها جرائم ارتكبها هولاء بالتعاون والتنسيق مع الولاة العثمانين في اواسط القرن التاسع عشر الميلادي مستندين الى قوانين وضعوها لمصلحتهم والضد من مصلحة اهل العراق - قد يقول قائل انهم حفظوا تلك الاثار لنا وهذا هو عين الصواب لكن في المحصلة النهائية هم لصوص وهم من سرقوا اثار العراق ولابد من يرجعوها في يوم ما - عبارة قال الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد في قصيدة سفر التكوين - العراق مهما طال حوله الخناق الا قام وانتصر- تاج من الذهب عثرعليه في القصرالاشوري الشمالي منطقة النمرود تحديدا في مقبرة الملكة -يابا- زوجة الملك الاشوري - تجلات بلاسر - 744-722 قبل الميلاد التاج وجد على راس امراءة شابة تركت بجوار التاج لعنة منقوشة على رقيم طيني تثير والوجدان - الويل لمن يلمس اجسادنا - الويل لمن يسرق حلانا - يموت مريضا ولا يدخل الجنة - هذه اللعنة كانت موجهة لاولئك الذين يجرئون على فتح قبرها او الاستيلاء على مجوهراتها او ازعاجها في مرقدها وهو لن يعرف الراحة ابدا لافي الحياة ولا في الموت وستحل لعنتها الابدية بارضه وناسه وينتشر فيها الخراب - ولعل اكبر جريمة تساير هذه اللعنة الاشورية التاريخية هي تلك الجريمة التي ارتكبتها القوات الامريكية التي احتلت العراق عام 2003 م متمثلة بسرقة -كنز النمرود -الاشوري - حيث قامت القوات الامريكية المحتلة وبدلالة احد المتعاونيين معها من العملاء بالتوجه الى موقع تخزين كنزالنمرود الاشوري الخرافي في احد اقبية البنك المركزي العراقي والاستيلاء على اكثر من - 650 - قطعة ذهبية اثرية مختلفة الاحجام لا تقدر بثمن وقامت القوات الامريكية بعرض هذه النفائس الذهبية الاثرية امام جمهور المتحف العراقي اواخر عام 2003 م بحضور - بول بريمر- الحاكم المدني الامريكي للعراق الذي اعتبر الامر فتحا امريكا كبيرا قبل ان تبدءا موجودات الكنز الذهبي الاشوري بالتناقص شيئا فشيئا حتى اختفت تماما في ظل اجواء الرعب والفوضى التي سادت العراق ابان سنوات العنف الدامية - وجاء دور تنظيم داعش الارهابي من خلال فترة سيطرته على مدينة الموصل حيث قال هذا التنظيم للناس ان قطع الاثار والتماثيل هي في الواقع - اوثان - وقد دمرها بموجب واجب شرعي حسب فكرهم لكن في واقع الحال انهم سرقوا وباعوا القطع الاثرية التي وفرت لهم دخل اقتصادي - هذا وقد اجرت داعش عمليات نبش وحفر منظمة بحثا عن قطع اثار قيمة في مواقع اثرية في مدينة الموصل كانت تحت سيطرتها وهربوا البعض منها - يذكر ان اكثر من - 1700 - موقع اثري وديني في الموصل وقعت تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي وقد تم نهب وتخريب معضمها ------ رزاق الملا
المصادر
كتاب سرقة حضارة الطين والحجر - ص 326 - 327 - حميد الشمري
كتاب كتبوا على الطين - ص 60 - ادوارد كييرا
قبس من مقال في موسوعة العراق ماخوذ من موقع سبوتنيك الروسي الذي يتحدث عن ناحية
النمرود الاثرية في الموصل
صفحة موقع ديارنا - قبس من مقال عن تهريب نتظيم داعش قطع الاثارالعراقية في الموصل مؤرخ يوم 17 - 10 -2020
قبس من مقال في ملاحق صحيفة المدى تحت رقم - 5049 يوم 24 - 10 - 2021
المصادر
كتاب سرقة حضارة الطين والحجر - ص 326 - 327 - حميد الشمري
كتاب كتبوا على الطين - ص 60 - ادوارد كييرا
قبس من مقال في موسوعة العراق ماخوذ من موقع سبوتنيك الروسي الذي يتحدث عن ناحية
النمرود الاثرية في الموصل
صفحة موقع ديارنا - قبس من مقال عن تهريب نتظيم داعش قطع الاثارالعراقية في الموصل مؤرخ يوم 17 - 10 -2020
قبس من مقال في ملاحق صحيفة المدى تحت رقم - 5049 يوم 24 - 10 - 2021