استخدام مبدأ التمليح - ٢ - ثلاث طرق أساسية وقوية لتحفيز الأطفال وتشجيعهم .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
استخدام مبدأ التمليح
مبدأ التمليح وسيلة للتحفيز هامة جداً لا سيما إذا استعملت بحيث تنسجم مع ميول الطفل ورغباته. فمثلاً أستطيع أن استخدم رغبة غريغ في أن يصبح طياراً لتحفيز همة ونشاط غريغ لفهم العديد من القضايا الأخرى، ولفعل العديد من الأعمال الهامة إذا أحسنت الربط بين رغبته تلك والموضوع الجديد الذي أريد لغريغ أن يفهمه أو يعمله .
في إحدى المرات كنت أتحدث إلى طيار مدني، وعلمت منه بأنه يمنع الطيارين من قيادة الطيارة إذا كانوا يتعاطون أدوية أو عقاقير معينة. ولا بد في هذه الحالة لمن يود أن يصبح طياراً من قسم اليمين بأنه لن يتعاطى هذه الأدوية، ولن يستعمل أنواعاً محددة من المخدرات . وعليه أيضاً أن ينجح في اختبار نفي الكذب . ولأنني أعتقد أن هذه المعلومات هامة ومفيدة لغريغ، فقد دعوت هذا الطيار وطلبت إليه الالتقاء بفريغ والحديث معه في هذه الأمور. وقبل موعد اللقاء قمت ((بتمليح)) غريغ قليلاً . قلت له : هل تعرف بأن هناك شيئاً ما إذا ارتكبته قد يفقدك تماماً فرصة أن تصبح طياراً كما تريد ؟ )) . وبطبيعة الحال فإن غريغ أظهر الدهشة والفضول اللذين كنت أتوقعهما منه لمعرفة هذا الشيء والتوسع بالحديث عن هذا الموضوع. ولكنني أخبرته بأنني أفضل أن يسمع هذا الشيء من فم الطيار نفسه، وعندما اجتمعنا نحن الثلاثة. بادر الطيار غريغ بسؤاله فيما إذا قد تعاطى أي نوع من المخدرات ولو من باب التجربة. فأجاب غريغ: (لا) لم أتعاط أي نوع من المخدرات ولكن لماذا السؤال (؟) عندها قال الطيار الغريغ هذا جميل غريغ والسبب في السؤال هو أنه إذا تعاطيت أياً من هذه المخدرات ستفقد فرصتك تماماً في أن تصبح طياراً مدنياً محترفاً . لا تستطيع حتى أن تجرب هذه الأشياء، وإلا ستنسى موضوع أن تصبح طياراً)).
* (هناك آلات كهربائية تكشف الكذب، وذلك بقياس التوتر ودرجة التعرق ومعدل النبض والتنفس عند الشخص الخاضع للفحص . (المترجم ) .
ما جرى في ذلك اللقاء من حديث لا سيما ما قاله الطيار كان أكثر فاعلية وجدوى في تحفيز غريغ من أسلوب النصح المباشر بغض النظر عن أي شيء أقوله له في هذا المجال.
لن تكون النتيجة بأي حال من الأحوال بفاعلية ما قاله الطيار الغريغ في هذا الموضوع. وبالطبع يعود الفضل في هذا التأثير المضمون إلى استعمال مبدأ التمليح الذي نتحدث عنه الآن. كان لدي أستاذ قدير عندما كنت في المدرسة الثانوية، وكان ماهراً في استعمال مبدأ (( التمليح)) أو التشويق هذا ليشجعنا على قراءة الكتب. كان يبدأ بقراءة قصة من كتاب ما، وعندما يصل إلى ذروة حبكة القصة كان يتوقف فجأة فتشرئب أعناقنا باتجاهه لنسأل: وماذا حدث بعد ذلك ؟
- ((ما حدث موجود في الكتاب))
- في أي صفحة ؟))
- ستعثرون على رقم الصفحة إذا قرأتم)).
وهكذا يستنفر الكثير منا ، فيذهب إلى المكتبة، ونستعير الكتاب. وفي كثير من الأحيان نقرأ الكتاب كله . ولكي نعرف ماذا حدث، ونكمل القصة كلها ، وقد نقرأ غيرها أيضاً . ولقد استعملت نورما زوجتي هذه الطريقة نفسها لتحفيز أطفالنا على القراءة في الصيف. وقد كانت هذه الطريقة فعالة لدرجة أن أولادنا قد قرؤوا مجتمعين أكثر من 50 كتاباً في صيف واحد .
انظر حولك ولاحظ العدد الكبير من الناس الذين يستعملون مبدأ التمليح والتشويق هذا لزيادة رواج بضائعهم . يعطيك التلفزيون ملخصاً يستمر لثلاثين ثانية فقط عن برامجه القادمة ليحفز اهتمامك بمشاهدة هذا البرنامج، ويختار لك أكثر المشاهد إثارة وتشويقاً دون أن يعطيك زبدة الموضوع أو حل لغز المشكلة، ويترك لك حرقة التشوق لرؤية البرنامج ومعرفة ما حدث.
سهرات القيل والقال فيها الكثير من التمليح يستعمل بشكل سلبي. إذ تستطيع أن تتوجه بالحديث إلى أحدهم قائلاً . من المستحيل أن تتوقع ما حدث لفلان أو فلانة في الأمس. والاستجابة الطبيعية لمحدثك ستكون بالطبع ما حدث ؟. فإذا قلت له : ((حسن، لقد وعدت بأن لا أشي بالسر لأحد)) تكون قد رفعت درجة فضوله إلى القمة . هذا المثال يعطيك فكرة عن كيفية استعمال مبدأ التمليح بشكل سلبي، ويريك بوضوح فاعلية هذا الأسلوب في إثارة فضول الآخر والإمكانية الكبيرة لهذه الطريقة للتلاعب بمشاعر الآخرين واستفزاز حسّ المعرفة لديهم. ولكن هذا المبدأ يمكن استعماله أيضاً بطريقة إيجابية لتوسيع أفق أطفالك وتهذيبهم وإغناء أدمغتهم بالمعلومات المفيدة والخبرات الجيدة.
استخدام مبدأ التمليح
مبدأ التمليح وسيلة للتحفيز هامة جداً لا سيما إذا استعملت بحيث تنسجم مع ميول الطفل ورغباته. فمثلاً أستطيع أن استخدم رغبة غريغ في أن يصبح طياراً لتحفيز همة ونشاط غريغ لفهم العديد من القضايا الأخرى، ولفعل العديد من الأعمال الهامة إذا أحسنت الربط بين رغبته تلك والموضوع الجديد الذي أريد لغريغ أن يفهمه أو يعمله .
في إحدى المرات كنت أتحدث إلى طيار مدني، وعلمت منه بأنه يمنع الطيارين من قيادة الطيارة إذا كانوا يتعاطون أدوية أو عقاقير معينة. ولا بد في هذه الحالة لمن يود أن يصبح طياراً من قسم اليمين بأنه لن يتعاطى هذه الأدوية، ولن يستعمل أنواعاً محددة من المخدرات . وعليه أيضاً أن ينجح في اختبار نفي الكذب . ولأنني أعتقد أن هذه المعلومات هامة ومفيدة لغريغ، فقد دعوت هذا الطيار وطلبت إليه الالتقاء بفريغ والحديث معه في هذه الأمور. وقبل موعد اللقاء قمت ((بتمليح)) غريغ قليلاً . قلت له : هل تعرف بأن هناك شيئاً ما إذا ارتكبته قد يفقدك تماماً فرصة أن تصبح طياراً كما تريد ؟ )) . وبطبيعة الحال فإن غريغ أظهر الدهشة والفضول اللذين كنت أتوقعهما منه لمعرفة هذا الشيء والتوسع بالحديث عن هذا الموضوع. ولكنني أخبرته بأنني أفضل أن يسمع هذا الشيء من فم الطيار نفسه، وعندما اجتمعنا نحن الثلاثة. بادر الطيار غريغ بسؤاله فيما إذا قد تعاطى أي نوع من المخدرات ولو من باب التجربة. فأجاب غريغ: (لا) لم أتعاط أي نوع من المخدرات ولكن لماذا السؤال (؟) عندها قال الطيار الغريغ هذا جميل غريغ والسبب في السؤال هو أنه إذا تعاطيت أياً من هذه المخدرات ستفقد فرصتك تماماً في أن تصبح طياراً مدنياً محترفاً . لا تستطيع حتى أن تجرب هذه الأشياء، وإلا ستنسى موضوع أن تصبح طياراً)).
* (هناك آلات كهربائية تكشف الكذب، وذلك بقياس التوتر ودرجة التعرق ومعدل النبض والتنفس عند الشخص الخاضع للفحص . (المترجم ) .
ما جرى في ذلك اللقاء من حديث لا سيما ما قاله الطيار كان أكثر فاعلية وجدوى في تحفيز غريغ من أسلوب النصح المباشر بغض النظر عن أي شيء أقوله له في هذا المجال.
لن تكون النتيجة بأي حال من الأحوال بفاعلية ما قاله الطيار الغريغ في هذا الموضوع. وبالطبع يعود الفضل في هذا التأثير المضمون إلى استعمال مبدأ التمليح الذي نتحدث عنه الآن. كان لدي أستاذ قدير عندما كنت في المدرسة الثانوية، وكان ماهراً في استعمال مبدأ (( التمليح)) أو التشويق هذا ليشجعنا على قراءة الكتب. كان يبدأ بقراءة قصة من كتاب ما، وعندما يصل إلى ذروة حبكة القصة كان يتوقف فجأة فتشرئب أعناقنا باتجاهه لنسأل: وماذا حدث بعد ذلك ؟
- ((ما حدث موجود في الكتاب))
- في أي صفحة ؟))
- ستعثرون على رقم الصفحة إذا قرأتم)).
وهكذا يستنفر الكثير منا ، فيذهب إلى المكتبة، ونستعير الكتاب. وفي كثير من الأحيان نقرأ الكتاب كله . ولكي نعرف ماذا حدث، ونكمل القصة كلها ، وقد نقرأ غيرها أيضاً . ولقد استعملت نورما زوجتي هذه الطريقة نفسها لتحفيز أطفالنا على القراءة في الصيف. وقد كانت هذه الطريقة فعالة لدرجة أن أولادنا قد قرؤوا مجتمعين أكثر من 50 كتاباً في صيف واحد .
انظر حولك ولاحظ العدد الكبير من الناس الذين يستعملون مبدأ التمليح والتشويق هذا لزيادة رواج بضائعهم . يعطيك التلفزيون ملخصاً يستمر لثلاثين ثانية فقط عن برامجه القادمة ليحفز اهتمامك بمشاهدة هذا البرنامج، ويختار لك أكثر المشاهد إثارة وتشويقاً دون أن يعطيك زبدة الموضوع أو حل لغز المشكلة، ويترك لك حرقة التشوق لرؤية البرنامج ومعرفة ما حدث.
سهرات القيل والقال فيها الكثير من التمليح يستعمل بشكل سلبي. إذ تستطيع أن تتوجه بالحديث إلى أحدهم قائلاً . من المستحيل أن تتوقع ما حدث لفلان أو فلانة في الأمس. والاستجابة الطبيعية لمحدثك ستكون بالطبع ما حدث ؟. فإذا قلت له : ((حسن، لقد وعدت بأن لا أشي بالسر لأحد)) تكون قد رفعت درجة فضوله إلى القمة . هذا المثال يعطيك فكرة عن كيفية استعمال مبدأ التمليح بشكل سلبي، ويريك بوضوح فاعلية هذا الأسلوب في إثارة فضول الآخر والإمكانية الكبيرة لهذه الطريقة للتلاعب بمشاعر الآخرين واستفزاز حسّ المعرفة لديهم. ولكن هذا المبدأ يمكن استعماله أيضاً بطريقة إيجابية لتوسيع أفق أطفالك وتهذيبهم وإغناء أدمغتهم بالمعلومات المفيدة والخبرات الجيدة.
تعليق