ثلاث طرق أساسية وقوية لتحفيز الأطفال وتشجيعهم .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
الفصل السادس .
ثلاث طرق أساسية وقوية لتحفيز الأطفال وتشجيعهم
- استعمال الرغبات الطبيعية للطفل .
- استخدام مبدأ التمليح ( use the salt principle )
- استعمال الصور الكلامية العاطفية.
في سنة 1957 وفي مدينة سان فرانسيسكو بالذات، كان طفل طويل القامة نحيل الجسم عمره عشر سنوات ينتظر أمام ستاد القيصر عله يستطيع أن يتسلّل إلى داخل الستاد خلسة لحضور تلك المباراة التي كان ينتظرها بشغف. لقد أمضى سنة كاملة يمني النفس بها لحضور المباراة المنتظرة بين فريق سان فرانسيسكو وفريق كليفلاند براوان، وكان يتطلع بشكل خاص لرؤية اللاعب المشهور (Jim Bown) الذي كان مثاله الأعلى لكثرة ما ربح مباريات هامة وسجل أرقاماً قياسية في دوري كرة القدم الأمريكية. كان الطفل يعرف أنه بحلول الربع الرابع من المباريات، يغادر حراس بوابات الملعب أماكنهم، ويصبح متاحاً له أن يتسلّل إلى الداخل. وحتى لو كانت البوابات بدون حراس لن يكون من السهل عليه المشي والوصول إلى داخل الملعب. فقد ولد ونشأ في الحارات الفقيرة، وعاني من أمراض نقص التغذية وسوئها فتقوست ساقاه، وأصبح لا يستطيع المشي دون مساعدة عكازيه كما أن طوله كان عبئاً إضافياً عليه حد من حريته في المشي.
وأخيراً، وبعد أن شق طريقه بصعوبة بالغة إلى الستاد، وقف عند مدخل النفق الذي يدخله اللاعبون، وهم في طريق عودتهم من المباريات إلى المشالح التي يغيرون فيها ثيابهم، وبدأ ينتظر هناك بصبر انتهاء المباراة ومرور اللاعبين في هذا النفق. وعندما أطلق الحكم صفارة نهاية المباراة بدأ الصبي يتطاول في وقفته محاولاً أن لا تضيع عليه هذه الفرصة الذهبية. وأخيراً جاءت تلك اللحظة التي انتظرها طويلاً، ورأى اللاعب ( Jim Brown) يقطع زاوية الملعب، ويتقدم باتجاهه. وعندما اقترب منه اللاعب رفع الطفل بلطف بالغ ورقة بيضاء، وطلب منه أن يوقع عليها ليحتفظ بها كأوتوغراف. وقع جيمي براون الورقة بكرم ولطف، ثم حاول متابعة طريقه إلى المشالح، ولكن قبل أن ينجح في متابعة طريقه، وضع الصبي يده على قميص جيمي براون، فالتفت إليه ثم بدأ الصبي باعتزاز واضح اعترافاته : سيدي لقد وضعت صورك فوق جدران بيتي كلها، وعلى الرغم من أن عائلتي لا تملك تلفزيوناً إلا أنني لم أكن أفوت على نفسي حضور أية مباراة أنت فيها. إذ كنت أحضرها عند الجيران. أعرف كل إنجازاتك وأرقامك القياسية التي حققت أنت لا شك الأعظم، وأنا معجب بك للغاية فأنت بحق مثلي الأعلى.
وضع جيمي براون يده على كتف الصبي، وشكره بلطف، ثم حاول مرة أخرى أن يتابع طريقه إلى المشالح . ولكن الصبي تمسك بقميص جيمي براون مرة ثانية، فتوقف اللاعب مرة ثانية ونظر في عيني الصبي البنيتين الواسعتين، وسأله بنفاد صبر ((نعم ؟))
تنحنح الصبي قليلاً محاولاً تصفية صوته ليصبح أكثر وضوحاً. ثم عدل من وضعية كتفيه المتهدلين، ورفع رأسه بقدر ما يستطيع، وقال لبراون بلهجة واثقة كما لو أنها حقيقة مثبتة : ((سيد براون، في يوم ما ساكسر كل رقم من أرقامك القياسية هذه التي تعتز بها)).
تأثر جيمي براون كثيراً بما قال الصبي فتحوّل إليه بانتباه وسأله : ما اسمك يا بني ؟)).
أجاب الطفل: ((اسمي ( Orenthal james) سيدي ولكن أصدقائي ينادونني بـ OJ)).
في عام 1973 ، حطم OJ فعلاً الرقم القياسي المسجل لفترة طويلة باسم جيمي براون، وأصبح أول لاعب يتمكن من تجاوز رقم الألفي ذراع في الركض على أرض الملعب في أثناء المباريات الخاصة بكرة القدم الأمريكية".
اضطر OJ لاحقاً إلى التقاعد المبكر إثر إصابة قوية، وعندما تقاعد كان سجله كلاعب في الطليعة. حيث كان ترتيبه الثاني بعد جيمي براون في معدل الركض بالكرة .
لماذا كان OJ مصمماً لهذه الدرجة فما هو حافزه. ولماذا نجح هذا النجاح العظيم ؟.
هناك أسباب كثيرة دون شك تجعل المرء على درجة كبيرة من التحفيز والطموح والإرادة. قد يكون من بينها التصفيق وتشجيع الجماهير، وربح الجوائز وغير ذلك. ولكن في حالة ( فإن المحفزات التي جعلته يقطع هذا الشوط الطويل، ويتغلب على نفسه هي محفزات داخلية دون شك، فلو أنه نظر إلى إنجازات جيمي بروان على أنها إنجازات مستحيلة على صبي مثله، لربما انتهى إلى الجلوس في كرسي متحرك، وأنتظر مساعدات الآخرين له طيلة حياته . ولكنه لم ينظر إلى الأمر هكذا . آمن بنفسه وبقدرته، ووضع نصب عينيه أهدافاً محددة ودأب على العمل للوصول إليها حتى وصل.
عندما يحاول الطفل أن يستعمل طاقته وإمكانياته المختلفة لتحقيق غايات رسمها لنفسه فهو دون شك يمتلك الحافز المناسب لفعل ذلك. قد يكون ملهمه لفعل ذلك أحد أبويه أو أحد أصدقائه أو أحد أقربائه. ولكن
* (كرة القدم الأمريكية كرة بيضاوية يلعبها فريقان يحاول كل فريق إيصال هذه الكرة محمولة باليد إلى نهاية ملعب الفريق الآخر ركضاً ضد محاولات الفريق الآخر الإعاقة حامل الكرة ومنعه من الوصول إلى خط النهاية)
المهم في ذلك أن يكون لدى الطفل الطموح المناسب واليقين بأن طموحه ممكن التحقيق وأنه بتحقيقه سيستفيد وربما سيستفيد الآخرون أيضاً.
لاحظ بأننا أكدنا على أن يقوم الطفل بتحديد أهدافه وطموحاته. إذ أن هناك فرقاً بين وجود الحافز لدى الشخص ومحاولة السيطرة على الشخص وتحديد طموحاته، وعلى الآباء والأمهات على حد سواء توخي الحرص الزائد في تجنب استخدام أطفالهم لأغراض شخصية، أو رسم حياة أبنائهم كما يريدون هم بمعزل عن رغبة الأطفال وطموحاتهم وإمكانياتهم.
ينشأ الحافز الحقيقي عند شخص ما كنتيجة مباشرة لتوفر أحد هذين العاملين أو كليهما :
١ - الرغبة في الربح
٢- الخوف من الخسارة
تخيل لحظة إيقاظ طفل من أطفالك صباح يوم العيد عيد الميلاد ) لا يحتاج الطفل في هذه الحالة إلى أي قدر من التحفيز أو التشجيع . يقفز الطفل بحماس من فراشه لأنه يدرك أن هدية ما تنتظره تحت شجرة عيد الميلاد الطفل نفسه سوف لن يدس أصابعه في النار خوفاً من الألم والخسارة وهذا يحفزه على تجنب اللهب ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
وبحكم عملي لأكثر من ثلاثين سنة مع الأطفال والفتيان وطلاب الجامعات فقد تجمع لدي أكثر من عشرين طريقة لتحفيز الأشخاص.
والأساس الحقيقي لكل طريقة من هذه الطرق هو تفعيل أحد العاملين السابقين أو كليهما أي تفعيل الرغبة في الربح أو الخوف من الخسارة. وسنناقش في هذا الفصل بعض أساليب التحفيز الخاصة بالأطفال مستخدمين الطرق المناسبة للتواصل معهم . وفي الفصل اللاحق سنقدم حوالي 19 طريقة لتحفيز الأطفال .
الفصل السادس .
ثلاث طرق أساسية وقوية لتحفيز الأطفال وتشجيعهم
- استعمال الرغبات الطبيعية للطفل .
- استخدام مبدأ التمليح ( use the salt principle )
- استعمال الصور الكلامية العاطفية.
في سنة 1957 وفي مدينة سان فرانسيسكو بالذات، كان طفل طويل القامة نحيل الجسم عمره عشر سنوات ينتظر أمام ستاد القيصر عله يستطيع أن يتسلّل إلى داخل الستاد خلسة لحضور تلك المباراة التي كان ينتظرها بشغف. لقد أمضى سنة كاملة يمني النفس بها لحضور المباراة المنتظرة بين فريق سان فرانسيسكو وفريق كليفلاند براوان، وكان يتطلع بشكل خاص لرؤية اللاعب المشهور (Jim Bown) الذي كان مثاله الأعلى لكثرة ما ربح مباريات هامة وسجل أرقاماً قياسية في دوري كرة القدم الأمريكية. كان الطفل يعرف أنه بحلول الربع الرابع من المباريات، يغادر حراس بوابات الملعب أماكنهم، ويصبح متاحاً له أن يتسلّل إلى الداخل. وحتى لو كانت البوابات بدون حراس لن يكون من السهل عليه المشي والوصول إلى داخل الملعب. فقد ولد ونشأ في الحارات الفقيرة، وعاني من أمراض نقص التغذية وسوئها فتقوست ساقاه، وأصبح لا يستطيع المشي دون مساعدة عكازيه كما أن طوله كان عبئاً إضافياً عليه حد من حريته في المشي.
وأخيراً، وبعد أن شق طريقه بصعوبة بالغة إلى الستاد، وقف عند مدخل النفق الذي يدخله اللاعبون، وهم في طريق عودتهم من المباريات إلى المشالح التي يغيرون فيها ثيابهم، وبدأ ينتظر هناك بصبر انتهاء المباراة ومرور اللاعبين في هذا النفق. وعندما أطلق الحكم صفارة نهاية المباراة بدأ الصبي يتطاول في وقفته محاولاً أن لا تضيع عليه هذه الفرصة الذهبية. وأخيراً جاءت تلك اللحظة التي انتظرها طويلاً، ورأى اللاعب ( Jim Brown) يقطع زاوية الملعب، ويتقدم باتجاهه. وعندما اقترب منه اللاعب رفع الطفل بلطف بالغ ورقة بيضاء، وطلب منه أن يوقع عليها ليحتفظ بها كأوتوغراف. وقع جيمي براون الورقة بكرم ولطف، ثم حاول متابعة طريقه إلى المشالح، ولكن قبل أن ينجح في متابعة طريقه، وضع الصبي يده على قميص جيمي براون، فالتفت إليه ثم بدأ الصبي باعتزاز واضح اعترافاته : سيدي لقد وضعت صورك فوق جدران بيتي كلها، وعلى الرغم من أن عائلتي لا تملك تلفزيوناً إلا أنني لم أكن أفوت على نفسي حضور أية مباراة أنت فيها. إذ كنت أحضرها عند الجيران. أعرف كل إنجازاتك وأرقامك القياسية التي حققت أنت لا شك الأعظم، وأنا معجب بك للغاية فأنت بحق مثلي الأعلى.
وضع جيمي براون يده على كتف الصبي، وشكره بلطف، ثم حاول مرة أخرى أن يتابع طريقه إلى المشالح . ولكن الصبي تمسك بقميص جيمي براون مرة ثانية، فتوقف اللاعب مرة ثانية ونظر في عيني الصبي البنيتين الواسعتين، وسأله بنفاد صبر ((نعم ؟))
تنحنح الصبي قليلاً محاولاً تصفية صوته ليصبح أكثر وضوحاً. ثم عدل من وضعية كتفيه المتهدلين، ورفع رأسه بقدر ما يستطيع، وقال لبراون بلهجة واثقة كما لو أنها حقيقة مثبتة : ((سيد براون، في يوم ما ساكسر كل رقم من أرقامك القياسية هذه التي تعتز بها)).
تأثر جيمي براون كثيراً بما قال الصبي فتحوّل إليه بانتباه وسأله : ما اسمك يا بني ؟)).
أجاب الطفل: ((اسمي ( Orenthal james) سيدي ولكن أصدقائي ينادونني بـ OJ)).
في عام 1973 ، حطم OJ فعلاً الرقم القياسي المسجل لفترة طويلة باسم جيمي براون، وأصبح أول لاعب يتمكن من تجاوز رقم الألفي ذراع في الركض على أرض الملعب في أثناء المباريات الخاصة بكرة القدم الأمريكية".
اضطر OJ لاحقاً إلى التقاعد المبكر إثر إصابة قوية، وعندما تقاعد كان سجله كلاعب في الطليعة. حيث كان ترتيبه الثاني بعد جيمي براون في معدل الركض بالكرة .
لماذا كان OJ مصمماً لهذه الدرجة فما هو حافزه. ولماذا نجح هذا النجاح العظيم ؟.
هناك أسباب كثيرة دون شك تجعل المرء على درجة كبيرة من التحفيز والطموح والإرادة. قد يكون من بينها التصفيق وتشجيع الجماهير، وربح الجوائز وغير ذلك. ولكن في حالة ( فإن المحفزات التي جعلته يقطع هذا الشوط الطويل، ويتغلب على نفسه هي محفزات داخلية دون شك، فلو أنه نظر إلى إنجازات جيمي بروان على أنها إنجازات مستحيلة على صبي مثله، لربما انتهى إلى الجلوس في كرسي متحرك، وأنتظر مساعدات الآخرين له طيلة حياته . ولكنه لم ينظر إلى الأمر هكذا . آمن بنفسه وبقدرته، ووضع نصب عينيه أهدافاً محددة ودأب على العمل للوصول إليها حتى وصل.
عندما يحاول الطفل أن يستعمل طاقته وإمكانياته المختلفة لتحقيق غايات رسمها لنفسه فهو دون شك يمتلك الحافز المناسب لفعل ذلك. قد يكون ملهمه لفعل ذلك أحد أبويه أو أحد أصدقائه أو أحد أقربائه. ولكن
* (كرة القدم الأمريكية كرة بيضاوية يلعبها فريقان يحاول كل فريق إيصال هذه الكرة محمولة باليد إلى نهاية ملعب الفريق الآخر ركضاً ضد محاولات الفريق الآخر الإعاقة حامل الكرة ومنعه من الوصول إلى خط النهاية)
المهم في ذلك أن يكون لدى الطفل الطموح المناسب واليقين بأن طموحه ممكن التحقيق وأنه بتحقيقه سيستفيد وربما سيستفيد الآخرون أيضاً.
لاحظ بأننا أكدنا على أن يقوم الطفل بتحديد أهدافه وطموحاته. إذ أن هناك فرقاً بين وجود الحافز لدى الشخص ومحاولة السيطرة على الشخص وتحديد طموحاته، وعلى الآباء والأمهات على حد سواء توخي الحرص الزائد في تجنب استخدام أطفالهم لأغراض شخصية، أو رسم حياة أبنائهم كما يريدون هم بمعزل عن رغبة الأطفال وطموحاتهم وإمكانياتهم.
ينشأ الحافز الحقيقي عند شخص ما كنتيجة مباشرة لتوفر أحد هذين العاملين أو كليهما :
١ - الرغبة في الربح
٢- الخوف من الخسارة
تخيل لحظة إيقاظ طفل من أطفالك صباح يوم العيد عيد الميلاد ) لا يحتاج الطفل في هذه الحالة إلى أي قدر من التحفيز أو التشجيع . يقفز الطفل بحماس من فراشه لأنه يدرك أن هدية ما تنتظره تحت شجرة عيد الميلاد الطفل نفسه سوف لن يدس أصابعه في النار خوفاً من الألم والخسارة وهذا يحفزه على تجنب اللهب ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
وبحكم عملي لأكثر من ثلاثين سنة مع الأطفال والفتيان وطلاب الجامعات فقد تجمع لدي أكثر من عشرين طريقة لتحفيز الأشخاص.
والأساس الحقيقي لكل طريقة من هذه الطرق هو تفعيل أحد العاملين السابقين أو كليهما أي تفعيل الرغبة في الربح أو الخوف من الخسارة. وسنناقش في هذا الفصل بعض أساليب التحفيز الخاصة بالأطفال مستخدمين الطرق المناسبة للتواصل معهم . وفي الفصل اللاحق سنقدم حوالي 19 طريقة لتحفيز الأطفال .
تعليق