التواصل مع الأطفال بطريقة عاطفية مؤثرة - اسمح لنفسك بهامش من الإخفاق في حياتك .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
التواصل مع الأطفال بطريقة عاطفية مؤثرة
الشيء اللافت الثاني الذي يتذكره أطفالنا عن طفولتهم هو الحكايا الكثيرة التي كنا نحكيها لهم. لقد رويت لأطفالي كل أنواع الحكايا تقريباً، طبعاً حكايا الأطفال المعتادة، ولكني كنت دائماً أتعمد أن تكون الحكايا عاطفية.
وهذا النوع من الحكايا تحديداً هو الذي مازال إلى الآن عالقاً بأذهانهم. ويقدر ما تكون جرعة الدراما في القصة كبيرة وبقدر ما تلامس حوادثها مشاعر الأطفال، فهم يتذكرونها أكثر، ويستفيدون من حكمها بشكل أعمق.
في بعض الأحيان كنت اختلق الحكايات اختلاقاً، ولكني غالباً ما كنت أروي لهم تجاربي في الحياة ومغامراتي الشخصية عندما كنت طفلاً.
وقد أدهشني فعلاً أنه في أثناء اجتماعاتنا الأسروية ومناقشاتنا فإن أطفالي يذكرونني دائماً بتلك القصص التي رويتها لهم عن سني طفولتي، لا سيما تلك القصص التي كنت أتعرض فيها لبعض الأخطار. وبعض هذه الحكايا كانت عن والدي وأخوتي وأخواتي أو أصدقائي ولكن معظمها كان حول تلك المخاطر خاصة التي كنت أزج نفسي فيها، في مراحل معينة من طفولتي في ولاية واشنطن، وقد لاحظت أن هذه القصص بالذات كان لها التأثير الأعظم عليهم.
في أوقات كثيرة كنت أجمع أطفالي الثلاثة حولي لأقول لهم: ((هل ترغبون بسماع ما حدث لي عندما كنت طفلاً صغيراً مثلكم؟)). ولأوقظ فضولهم كنت أقول : أراهن أنكم ستتعجبون كيف استطعت أن أخرج نفسي من تلك الورطة الكبيرة التي أوقعتها فيها . وكنت أروي لهم مثلاً كيف وقعت فوق كومة من الرماد لأكتشف لاحقاً أنها كومة رماد حارة ، وكيف عبرت هذه الكومة وماذا حدث لاحقاً لقدمي، أو كنت أروي لهم كيف سقطت ضمن كومة من جذوع الأشجار وقصص أخرى مثل ذلك.
لا أدري ربما لأن هذه القصص كانت حقيقية، أو ربما لأنها تتعلق بوالدهم، أو ربما لأسباب أخرى كان أطفالي يستمعون لهذه القصص بفضول كبير، وبعيون مفتوحة، وباهتمام منقطع النظير.
الحياة في الشمال الغربي من أمريكا حيث توجد بشكل أساسي الغابات الكثيفة وصناعة الأخشاب كانت مثيرة، ففي كل زاوية من هذا المكان الذي يعج بالغموض والحركة والنشاط كان هناك احتمال التعرض المغامرة ما أو حادث دراماتيكي. ما يدهشني الآن أن ذاكرة أطفالي المتعلقة بتلك الحكايا هي ذاكرة نشطة ولكنها في الوقت نفسه مشوشة ومتداخلة، وخارج سياق تلك الحكايا نفسها . فهم يتذكرون الحقائق بشكل مختلف، ومعظمهم لديهم تصور خاطئ حولها . ولكن ما يتذكرونه فعلاً هو أن والدهم كان في خطر وقد عانى للخروج منه. فهم يتذكرون مثلاً تلك الحادثة التي صادفت فيها جحراً كبيراً للأفاعي المجلجلة حيث كانت هذه الأفاعي في حالة سبات شتوي متجمعة مع بعضها البعض. هم يتذكرون بشكل أساسي الموقف الدراماتيكي المخيف الذي واجهته والإثارة التي يحملها مثل هذا الموقف، وكيف نجوت منه سالماً، وإلى الآن لا يتذكرون تلك القصة فقط ولكنهم يطلبون مني أن أرويها ثانية على أسماعهم. وأظن أنهم سيطلبون مني أن أرويها لأطفالهم ثانية في يوم ما .
قرأت على أسماع أطفالي الكثير من القصص الدينية من الإنجيل المقدس، ومرة ثانية، فإن أكثر القصص الدينية تأثيراً عليهم كانت تلك القصص العاطفية. فقد أحبوا مثلاً تلك القصة عن السيد المسيح التي طرد فيها الشيطان من عالمه وعالم تلاميذة المسيح. ولم يكن بمقدور تلامذة السيد المسيح طرد الشيطان لولا مساعدة السيد المسيح نفسه.
كنت أقول لأطفالي : ((هل تريدون أن تعرفوا كيف تمنعون الشيطان منعاً مطلقاً من أن يتلبسكم ويدخل إلى عوالمكم الجميلة؟))، وبعيون مفتوحة واهتمام بالغ كانوا يجيبون ((لا... لا نريد أن يدخل فينا أي شيطان)). وأجيبهم عليكم إذا أن تبقوا على ضميركم نظيفاً تجاه الله عز وجل وتجاه الناس يا إلهي كانت هذه الطريقة ناجحة جداً في تربيتهم، إذ كانوا يعترفون بكل خطأ ارتكبوه وبكل صغيرة وكبيرة فعلوها ويشعرون بأنها قد تكون معصية تغضب الله أو تؤذي البشر. نعم لقد فعلت الشيء نفسه أنا أيضاً . في واقع الأمر ، فإن رواية الحكايا للأطفال أثرت علي أيضاً بقدر ما أثرت على أطفالي وأنا أتذكر الآن بعض تلك الليالي كما لو أنني أعيشها لتوي فقد كنت أتمدد على سريري في الظلام أراجع نفسي وتدور في ذهني بعض الخواطر الشاردة عما فعلت، وعما يجب أن أكون قد فعلت.
ومن القصص الأخرى التي يتذكرها أطفالي، تلك القصة عن التمساح. وعندما كانت القصة تبلغ ذروتها من الإثارة والتوقع، كنت أنظر في عيون أطفالي لأجدها مفتوحة ومدهوشة وفيها بريق لامع هو خليط من الفضول والمتعة والترقب وكنت أحس بقلوبهم الصغيرة تخفق بسرعة في صدورهم وهم يتعجلون نهاية القصة لمعرفة ماذا حدث. وعندما يكون الموقف مثيراً ومخيفاً في القصة كانوا يقفزون إلى السرير ليضعوا أنفسهم تحت الغطاء ثم يلتصقون بي كما لو أنهم يودون أن يغيبوا في قلبي.
أليس مدهشاً أن كل القصص الأخرى العادية البسيطة والمريحة قد امعت من ذاكرتهم وبقيت فقط تلك القصص التي أمسكت بشفاف
قلوبهم وهيجت مشاعرهم وأخافتهم بكل تفاصيلها الدقيقة وتسلسل أحداثها .؟ الآن، وكأب قرأ الكثير من الحكايا لأطفاله، أصبح لدي مدد جيد من الحكايات على الأقل أعرف بعض نهايات الحكايات، وأستطيع أن أختلق الباقي ليتناسب مع هذه النهايات. وأستطيع أن أضيف لهذه القصص بعضاً من الإثارة والتشويق والمواقف المخيفة... إلخ. وعندما ألاحظ بأن انتباه الأطفال إلى قصتي بدأ يخبو أبادر فأقول : ((أوه لا أستطيع إكمال القصة فبقيتها مرعبة ولا يجدر بي إخافتكم)). وبالطبع عندما أقول هذا أكون أفكّر : (( مالذي يمكنني أن أضيفه للقصة لتصبح مخيفة ومثيرة (؟)).
فأنا لا أريد حقاً أن أخيفهم أو أن أساهم في تحويلهم إلى مرتابين وخوافي، ثم أتابع القول لإثارة اهتمامهم : لا أعتقد بأنكم كبار بما يكفي لتتحملوا أحداث هذه القصة )) . وأسمعهم بصوت واحد : ((أبي أبي .. نحن كبار، ونستطيع تحمل القصة ... هيا تابع من فضلك تابع......
ودائماً أحاول أن أضمن القصة حكمة أو معنى دينياً أو أخلاقياً مفيداً للأطفال. فقد تكون هذه الحكمة أو المعنى الديني مما يتعلق بالمسامحة، أو الصدق أو احترام الناس وتقديرهم وعدم تحقير أي من مخلوقات الله، أو عن معنى محبة الله ورعايته لنا، وأنه سينقذنا من بعض المشاكل الصعبة التي تواجهنا ويعطينا ما هو أفضل وذلك عندما نعطيه، ونعمل بأوامره وتعليماته، ونساعد أنفسنا على تهيئة الظروف لحدوث هذا التغيير. لقد استمتعت جداً باختلاق هذه القصص واستفدت منها بقدر ما استفاد منها أطفالي.
التواصل مع الأطفال بطريقة عاطفية مؤثرة
الشيء اللافت الثاني الذي يتذكره أطفالنا عن طفولتهم هو الحكايا الكثيرة التي كنا نحكيها لهم. لقد رويت لأطفالي كل أنواع الحكايا تقريباً، طبعاً حكايا الأطفال المعتادة، ولكني كنت دائماً أتعمد أن تكون الحكايا عاطفية.
وهذا النوع من الحكايا تحديداً هو الذي مازال إلى الآن عالقاً بأذهانهم. ويقدر ما تكون جرعة الدراما في القصة كبيرة وبقدر ما تلامس حوادثها مشاعر الأطفال، فهم يتذكرونها أكثر، ويستفيدون من حكمها بشكل أعمق.
في بعض الأحيان كنت اختلق الحكايات اختلاقاً، ولكني غالباً ما كنت أروي لهم تجاربي في الحياة ومغامراتي الشخصية عندما كنت طفلاً.
وقد أدهشني فعلاً أنه في أثناء اجتماعاتنا الأسروية ومناقشاتنا فإن أطفالي يذكرونني دائماً بتلك القصص التي رويتها لهم عن سني طفولتي، لا سيما تلك القصص التي كنت أتعرض فيها لبعض الأخطار. وبعض هذه الحكايا كانت عن والدي وأخوتي وأخواتي أو أصدقائي ولكن معظمها كان حول تلك المخاطر خاصة التي كنت أزج نفسي فيها، في مراحل معينة من طفولتي في ولاية واشنطن، وقد لاحظت أن هذه القصص بالذات كان لها التأثير الأعظم عليهم.
في أوقات كثيرة كنت أجمع أطفالي الثلاثة حولي لأقول لهم: ((هل ترغبون بسماع ما حدث لي عندما كنت طفلاً صغيراً مثلكم؟)). ولأوقظ فضولهم كنت أقول : أراهن أنكم ستتعجبون كيف استطعت أن أخرج نفسي من تلك الورطة الكبيرة التي أوقعتها فيها . وكنت أروي لهم مثلاً كيف وقعت فوق كومة من الرماد لأكتشف لاحقاً أنها كومة رماد حارة ، وكيف عبرت هذه الكومة وماذا حدث لاحقاً لقدمي، أو كنت أروي لهم كيف سقطت ضمن كومة من جذوع الأشجار وقصص أخرى مثل ذلك.
لا أدري ربما لأن هذه القصص كانت حقيقية، أو ربما لأنها تتعلق بوالدهم، أو ربما لأسباب أخرى كان أطفالي يستمعون لهذه القصص بفضول كبير، وبعيون مفتوحة، وباهتمام منقطع النظير.
الحياة في الشمال الغربي من أمريكا حيث توجد بشكل أساسي الغابات الكثيفة وصناعة الأخشاب كانت مثيرة، ففي كل زاوية من هذا المكان الذي يعج بالغموض والحركة والنشاط كان هناك احتمال التعرض المغامرة ما أو حادث دراماتيكي. ما يدهشني الآن أن ذاكرة أطفالي المتعلقة بتلك الحكايا هي ذاكرة نشطة ولكنها في الوقت نفسه مشوشة ومتداخلة، وخارج سياق تلك الحكايا نفسها . فهم يتذكرون الحقائق بشكل مختلف، ومعظمهم لديهم تصور خاطئ حولها . ولكن ما يتذكرونه فعلاً هو أن والدهم كان في خطر وقد عانى للخروج منه. فهم يتذكرون مثلاً تلك الحادثة التي صادفت فيها جحراً كبيراً للأفاعي المجلجلة حيث كانت هذه الأفاعي في حالة سبات شتوي متجمعة مع بعضها البعض. هم يتذكرون بشكل أساسي الموقف الدراماتيكي المخيف الذي واجهته والإثارة التي يحملها مثل هذا الموقف، وكيف نجوت منه سالماً، وإلى الآن لا يتذكرون تلك القصة فقط ولكنهم يطلبون مني أن أرويها ثانية على أسماعهم. وأظن أنهم سيطلبون مني أن أرويها لأطفالهم ثانية في يوم ما .
قرأت على أسماع أطفالي الكثير من القصص الدينية من الإنجيل المقدس، ومرة ثانية، فإن أكثر القصص الدينية تأثيراً عليهم كانت تلك القصص العاطفية. فقد أحبوا مثلاً تلك القصة عن السيد المسيح التي طرد فيها الشيطان من عالمه وعالم تلاميذة المسيح. ولم يكن بمقدور تلامذة السيد المسيح طرد الشيطان لولا مساعدة السيد المسيح نفسه.
كنت أقول لأطفالي : ((هل تريدون أن تعرفوا كيف تمنعون الشيطان منعاً مطلقاً من أن يتلبسكم ويدخل إلى عوالمكم الجميلة؟))، وبعيون مفتوحة واهتمام بالغ كانوا يجيبون ((لا... لا نريد أن يدخل فينا أي شيطان)). وأجيبهم عليكم إذا أن تبقوا على ضميركم نظيفاً تجاه الله عز وجل وتجاه الناس يا إلهي كانت هذه الطريقة ناجحة جداً في تربيتهم، إذ كانوا يعترفون بكل خطأ ارتكبوه وبكل صغيرة وكبيرة فعلوها ويشعرون بأنها قد تكون معصية تغضب الله أو تؤذي البشر. نعم لقد فعلت الشيء نفسه أنا أيضاً . في واقع الأمر ، فإن رواية الحكايا للأطفال أثرت علي أيضاً بقدر ما أثرت على أطفالي وأنا أتذكر الآن بعض تلك الليالي كما لو أنني أعيشها لتوي فقد كنت أتمدد على سريري في الظلام أراجع نفسي وتدور في ذهني بعض الخواطر الشاردة عما فعلت، وعما يجب أن أكون قد فعلت.
ومن القصص الأخرى التي يتذكرها أطفالي، تلك القصة عن التمساح. وعندما كانت القصة تبلغ ذروتها من الإثارة والتوقع، كنت أنظر في عيون أطفالي لأجدها مفتوحة ومدهوشة وفيها بريق لامع هو خليط من الفضول والمتعة والترقب وكنت أحس بقلوبهم الصغيرة تخفق بسرعة في صدورهم وهم يتعجلون نهاية القصة لمعرفة ماذا حدث. وعندما يكون الموقف مثيراً ومخيفاً في القصة كانوا يقفزون إلى السرير ليضعوا أنفسهم تحت الغطاء ثم يلتصقون بي كما لو أنهم يودون أن يغيبوا في قلبي.
أليس مدهشاً أن كل القصص الأخرى العادية البسيطة والمريحة قد امعت من ذاكرتهم وبقيت فقط تلك القصص التي أمسكت بشفاف
قلوبهم وهيجت مشاعرهم وأخافتهم بكل تفاصيلها الدقيقة وتسلسل أحداثها .؟ الآن، وكأب قرأ الكثير من الحكايا لأطفاله، أصبح لدي مدد جيد من الحكايات على الأقل أعرف بعض نهايات الحكايات، وأستطيع أن أختلق الباقي ليتناسب مع هذه النهايات. وأستطيع أن أضيف لهذه القصص بعضاً من الإثارة والتشويق والمواقف المخيفة... إلخ. وعندما ألاحظ بأن انتباه الأطفال إلى قصتي بدأ يخبو أبادر فأقول : ((أوه لا أستطيع إكمال القصة فبقيتها مرعبة ولا يجدر بي إخافتكم)). وبالطبع عندما أقول هذا أكون أفكّر : (( مالذي يمكنني أن أضيفه للقصة لتصبح مخيفة ومثيرة (؟)).
فأنا لا أريد حقاً أن أخيفهم أو أن أساهم في تحويلهم إلى مرتابين وخوافي، ثم أتابع القول لإثارة اهتمامهم : لا أعتقد بأنكم كبار بما يكفي لتتحملوا أحداث هذه القصة )) . وأسمعهم بصوت واحد : ((أبي أبي .. نحن كبار، ونستطيع تحمل القصة ... هيا تابع من فضلك تابع......
ودائماً أحاول أن أضمن القصة حكمة أو معنى دينياً أو أخلاقياً مفيداً للأطفال. فقد تكون هذه الحكمة أو المعنى الديني مما يتعلق بالمسامحة، أو الصدق أو احترام الناس وتقديرهم وعدم تحقير أي من مخلوقات الله، أو عن معنى محبة الله ورعايته لنا، وأنه سينقذنا من بعض المشاكل الصعبة التي تواجهنا ويعطينا ما هو أفضل وذلك عندما نعطيه، ونعمل بأوامره وتعليماته، ونساعد أنفسنا على تهيئة الظروف لحدوث هذا التغيير. لقد استمتعت جداً باختلاق هذه القصص واستفدت منها بقدر ما استفاد منها أطفالي.
تعليق