التهذيب في البيت - ٢ - اسمح لنفسك بهامش من الإخفاق في حياتك .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
التهذيب في البيت
عندما كنا نمارس عقوبة الضرب بحق المسيئين من أولادنا، كنا دائماً حريصين على أن نؤكد لأطفالنا بأننا نحبهم قبل واجبنا في تهذيبهم وفي أثنائه وبعده، وأننا نعدهم أصدقاء، وأننا بدافع حبنا لهم وغيرتنا عليهم ولمصلحتهم الشخصية نقوم بذلك. التدريب السوي لأطفالنا كان أساسياً في نظام أسرتنا . ولقد حاولنا أن نفهم كل طفل من أطفالنا بأن أفضل خصلة في الحياة عليه أن يتعلمها ، ويتمسك بها هي احترام مخلوقات الله من حوله بشراً وحيوانات وأشياء وعدم إيذاء أو تحقير أي من هذه المخلوقات بشكل فيزيائي مباشر أو بالتحقير المعنوي عبر الكلمات. وقد علمنا أطفالنا خصلة الاحترام والتقدير للجميع وقد فعلنا هذا مراراً وتكراراً، وكلما لاحت لنا فرصة مناسبة لذلك.
والآن ونحن نقوم تجربتنا في تنشئة أطفالنا، نعتقد بأن مبدأ الاحترام هو حقاً أفضل خصلة قدمناها لأطفالنا وأقنعناهم بالالتزام بها لتصبح جزءاً من سلوكهم اليومي والدائم. لقد جاء هذا المبدأ خامساً في عقد الأسرة الذي أبرمناه مع أطفالنا ، لو أنني سأبدأ الآن ومن جديد بكتابة عقد أسرة جديد لوضعت هذا المبدأ أولاً لأنني اكتشفت أن هذا المبدأ يغطي ويرمي بظلاله الإيجابية على كل مناحي الحياة الأخرى.
أعتقد أن من الأهمية بمكان الإشارة إلى أننا لم نصفع أطفالنا على وجوههم ولم نستعمل أيدينا لضربهم بشكل مباشر. الروح المعنوية للأطفال هامة جداً بالنسبة لنا. وعندما كنا نشعر بأن عقوبة الضرب ضرورية جداً كنا نمارسها بطريقة لطيفة وغير مؤذية ولا تحطم كبرياء الطفل المعاقب. وكنا نحرص دائماً على أن نأخذ وقتنا كاملاً لنقنع أطفالنا بتبعات أخطائهم والحكمة من العقوبة، ونتأكد من أنهم قد فهموا الدرس الذي نود تعليمهم إياه جيداً .
وعندما كانت نورما زوجتي هي المشرفة على تهذيب الأطفال، كانت قبل أن تقوم بذلك تأخذ الطفل المعاقب إلى غرفته الخاصة، وتجلس معه على السرير، وكانت تنظر في عيني الطفل مباشرة، وتسأله : (( ماذا فعلت؟)). كانت ردود فعل الأطفال مختلفة، فكاري ومايك كانا يعترفان مباشرة بما فعلا، أما غريغ فكان يتلكأ قليلاً، ويأخذ وقتاً أطول لكي يعترف بما فعل، ففي بعض الأحيان كان يتطلب الأمر معه أكثر من ساعتين. كنا نشعر أنه من الضروري أن يعترف الطفل المذنب بذنبه ولكن غريغ لم يكن سهل الإقناع ورغبته بالاعتراف بذنبه كانت في حدودها الدنيا، وكنا حريصين على أن نتعانق مع الطفل المعاقب بعد تنفيذ العقوبة لتأكيد حبنا للطفل، ولكن غريغ لم يكن مقتنعاً بكل ذلك، ولم يكن راغباً في ذلك أبداً . كنا نعرف أن غريغ ذو شخصية قوية، وهو معتد بنفسه كثيراً ولذا فإنّه كان صعب المراس، ولكننا في الوقت نفسه كنا حريصين على أن يفهم أن هناك أنظمة وقوانين أسروية عليه إطاعتها والالتزام بها وفهم ما نود أن نعلمه إياه. وقد كانت نورما تجلس لساعات طويلة مع غريغ تحاول إقناعه بطريقتنا في التأديب والتهذيب. وقد احتجنا لأكثر من سنة من المحاولات اليومية الجادة حتى بدأ غريغ يقتنع بهذه الطريقة، ويوافق عليها، ويسمح لنا بمعانقته بعد عمليات التهذيب، ولقد تعلمنا نحن أيضاً أشياء هامة من سلوك غريغ.
توقفنا تماماً عن ضرب أطفالنا بعد بلوغهم سن العاشرة. فإذا استمر الأبوان بإصرار على القيام بتهذيب وتأديب أطفالهم من البداية، فبعد بلوغهم سن العاشرة أو الحادية عشرة يكونون قد أصبحوا مطيعين ومهذبين ومنسجمين مع توجهات الأسرة العامة. بعد سن العاشرة، وحتى قبل ذلك كنا نشرك الأطفال بصياغة القواعد والأحكام الناظمة للأسرة.
وبعد هذه السن فإن فقدان الامتيازات والحرمان من الأنشطة المحببة للأطفال هي أفضل العقوبات التي يمكن تطبيقها على الأطفال الخارجين على نظام الأسرة، وهي أكثرها فعالية.
وحتى غريغ طفلنا الذي كان صعب المراس وقوي الشخصية بدأ يتعامل مع قوانين الأسرة برضا وسهولة، وذلك بعد أن بلغ العاشرة من عمره. إن تطبيق القوانين بصرامة وجدية أشبه ما يكون باستعمال الرسن أو اللجام على مهر جامح، يقاوم في البداية، لكنه لا يلبث أن يستجيب، وينسجم مع الوضع الجديد. هذا ما حدث لنا مع غريغ. كان غريغ في طفولته يختبرنا ، ويسبر مدى جديتنا في تطبيق قوانين الأسرة ولكن ما إن بلغ العاشرة حتى أصبح شاباً مرحاً يتفهم بعمق أهمية تطبيق القوانين الأسروية والالتزام بها والفائدة المرجوة من إطاعتها . بعد أن أصبح أطفالنا كلهم بعمر العاشرة فما فوق تحوّل العقد الأسروي إلى ما يشبه دستوراً حقيقياً للأسرة. قرار كهذا تطلب مشاركة الجميع الذين صوتوا بالإجماع وبالموافقة على هذه الخطوة. وعندما كانت تحدث مخالفة واضحة لهذا الدستور العائلي، كنا نجتمع كعائلة كما لو أننا محكمة عليا . وحيث أن دستور الأسرة واضح و بنوده تغطي أحكاماً بمختلف التجاوزات التي يمكن أن تحصل، ولذلك فإن الضرب والصراخ والتذمر وكل أشكال المشاكسة تصبح أشياء نادرة، ولم يعد هناك أي مسوغ لحدوثها .
بدأت هذه اللعبة تصبح أكثر إقناعاً لنا جميعاً، وبدأنا نجري تعديلات سنوية على دستور الأسرة بما يتناسب والأوضاع الجديدة. وبدأت صيغ التفاهم والود والحميمية تصبح هي الأرضية المشتركة التي تجمعنا كأسرة. لذلك فأنا أشجع جميع العائلات على أن تحذو حذونا ، وتكتب دستورها المناسب. أعتقد أن المعلومات المقدمة في الفصل الرابع عن العقود في الأسرة يمكن أن تشكل اقتراحات مهمة يمكن لكل أسرة أن تستفيد منها لتكريس عملية تأديب وتهذيب هادئة في كثير من الأسر التي تتطلع إلى ذلك.
عندما كان غريغ ابني يخالف بنود دستور أسرتنا، كنا نعاقبه بحرمانه من بعض الامتيازات التي يحب الاستمتاع بها لفترة 24 ساعة.
كان الضرب أقل العقوبات شعبية وتطبيقاً في أسرتنا، ولكن غريغ لازال إلى الآن يذكر تلك المرات القليلة التي تعرض فيها لعقوبة الضرب. لا زال إلى الآن يذكر تلك المرات بألم كبير بالنسبة له إنها ذكريات لا تنسى.
الأمر مع مايك مختلف تماماً، كان عدد المرات التي عوقب فيها بالضرب قليلة، وهو يبدو متفهماً ومتسامحاً فيما يتعلق بهذا الموضوع. أما كاري فكانت الأقل تعرضاً لعقوبة الضرب بين أطفالي، وقد كانت كاري بطبيعتها ميالة لأن تكون منسجمة مع قوانين الأسرة ومحبة لتطبيق النظام، وليس لديها رغبات تتجاوز قوانين الأسرة وتخل بنظامها .
إذا أتيحت لك فرصة قراءة كتابي الذي كتبته بالمشاركة مع (John Trent) والمعنون بـ وجهان للحب (The Two sides of love) ستعرف بعض ملامح أنواع الشخصيات المختلفة عند البشر، وستدرك بأن نوعين من أنواع الشخصيات هذه لا تنسجم مع ولا تقبل عقوبة الضرب، والأطفال الذين ينضوون تحت هذين النوعين من الشخصيات مستعدون لأن يفعلوا كل شيء من شأنه أن يبعد بهم عن حالة تورطهم بالخضوع إلى عقوبة الضرب هذه كاري ومايكل من هذا النوع من الشخصيات، وقد كانا يفعلان المستحيل لا سيما عندما كبرا قليلاً لتجنيب نفسيهما ووالديهما حرج الوقوع في الخطأ الذي يستوجب عقوبة الضرب.
لاشك أنك كوالد أو والدة تتمنى لو أن الله يمنحك أطفالاً من هذا النوع هذا النوع من الأطفال دون شك رائع ومن السهل تنشئته وتربيته دون مشاكل تذكر . ولكن حكمة الله تشاء دائماً أن يكون هناك في العائلة مزيج من الشخصيات المختلفة. فكاري ومايك كانا الولدين المطيعين الموافقين دائماً الساعين دائماً لإرضاء والديهما. ولكن كان لدينا غريغ أيضاً. غريغ كان ذلك النوع من الشخصيات الذي أطلقنا عليه (جون وأنا شخصية الأسد . غريغ كان ولازال شخصية قوية وصعبة المراس في كثير من أوجه تصرفاته.
ولكي أضع الأمور في نصابها الحقيقي علي أن أضيف بأننا لم نعان حقيقة من مشاكل أسروية عاصفة كثيرة على الرغم من أن أنه كان يهياً لنا أن بعض مشاكلنا من هذا النوع وذلك بسبب التوتر الكبير والقلق الذي يعترينا لحظة مواجهتنا لمثل هذه المشاكل. لم يفاجئني أبداً قرار كاري ومايك من أنهما سيطبقان مفهوم دستور الأسرة في تربيتهما لأطفالهما، فقد كانا كلاهما، منسجمين مع هذا الدستور ومطيعين له. ولكن صدق أو لا تصدق . فقد قرر غريغ هو الآخر - أن يفعل شيئاً كهذا أيضاً في تنشئته لأولاده القادمين. لقد أقنعني هذا التوجه بان ما فعلته كان صحيحاً دون شك.
وكما أشرت سابقاً، وربما كررت أكثر من مرة بأن أحد أهم بنود دستور الأسرة يجب أن يتضمن مبدأ ((تقديس الله واحترام كل مخلوقاته)). هذه هي القاعدة الأساسية والحقيقة المطلقة التي أحببنا أن يكون أطفالنا ممتلئين بها . عندما يقدس الأطفال الله سبحانه وتعالى ويخشونه عن علم فإنهم دون شك، سيحترمون الناس والحيوانات والأشياء الأخرى التي خلق.
التهذيب في البيت
عندما كنا نمارس عقوبة الضرب بحق المسيئين من أولادنا، كنا دائماً حريصين على أن نؤكد لأطفالنا بأننا نحبهم قبل واجبنا في تهذيبهم وفي أثنائه وبعده، وأننا نعدهم أصدقاء، وأننا بدافع حبنا لهم وغيرتنا عليهم ولمصلحتهم الشخصية نقوم بذلك. التدريب السوي لأطفالنا كان أساسياً في نظام أسرتنا . ولقد حاولنا أن نفهم كل طفل من أطفالنا بأن أفضل خصلة في الحياة عليه أن يتعلمها ، ويتمسك بها هي احترام مخلوقات الله من حوله بشراً وحيوانات وأشياء وعدم إيذاء أو تحقير أي من هذه المخلوقات بشكل فيزيائي مباشر أو بالتحقير المعنوي عبر الكلمات. وقد علمنا أطفالنا خصلة الاحترام والتقدير للجميع وقد فعلنا هذا مراراً وتكراراً، وكلما لاحت لنا فرصة مناسبة لذلك.
والآن ونحن نقوم تجربتنا في تنشئة أطفالنا، نعتقد بأن مبدأ الاحترام هو حقاً أفضل خصلة قدمناها لأطفالنا وأقنعناهم بالالتزام بها لتصبح جزءاً من سلوكهم اليومي والدائم. لقد جاء هذا المبدأ خامساً في عقد الأسرة الذي أبرمناه مع أطفالنا ، لو أنني سأبدأ الآن ومن جديد بكتابة عقد أسرة جديد لوضعت هذا المبدأ أولاً لأنني اكتشفت أن هذا المبدأ يغطي ويرمي بظلاله الإيجابية على كل مناحي الحياة الأخرى.
أعتقد أن من الأهمية بمكان الإشارة إلى أننا لم نصفع أطفالنا على وجوههم ولم نستعمل أيدينا لضربهم بشكل مباشر. الروح المعنوية للأطفال هامة جداً بالنسبة لنا. وعندما كنا نشعر بأن عقوبة الضرب ضرورية جداً كنا نمارسها بطريقة لطيفة وغير مؤذية ولا تحطم كبرياء الطفل المعاقب. وكنا نحرص دائماً على أن نأخذ وقتنا كاملاً لنقنع أطفالنا بتبعات أخطائهم والحكمة من العقوبة، ونتأكد من أنهم قد فهموا الدرس الذي نود تعليمهم إياه جيداً .
وعندما كانت نورما زوجتي هي المشرفة على تهذيب الأطفال، كانت قبل أن تقوم بذلك تأخذ الطفل المعاقب إلى غرفته الخاصة، وتجلس معه على السرير، وكانت تنظر في عيني الطفل مباشرة، وتسأله : (( ماذا فعلت؟)). كانت ردود فعل الأطفال مختلفة، فكاري ومايك كانا يعترفان مباشرة بما فعلا، أما غريغ فكان يتلكأ قليلاً، ويأخذ وقتاً أطول لكي يعترف بما فعل، ففي بعض الأحيان كان يتطلب الأمر معه أكثر من ساعتين. كنا نشعر أنه من الضروري أن يعترف الطفل المذنب بذنبه ولكن غريغ لم يكن سهل الإقناع ورغبته بالاعتراف بذنبه كانت في حدودها الدنيا، وكنا حريصين على أن نتعانق مع الطفل المعاقب بعد تنفيذ العقوبة لتأكيد حبنا للطفل، ولكن غريغ لم يكن مقتنعاً بكل ذلك، ولم يكن راغباً في ذلك أبداً . كنا نعرف أن غريغ ذو شخصية قوية، وهو معتد بنفسه كثيراً ولذا فإنّه كان صعب المراس، ولكننا في الوقت نفسه كنا حريصين على أن يفهم أن هناك أنظمة وقوانين أسروية عليه إطاعتها والالتزام بها وفهم ما نود أن نعلمه إياه. وقد كانت نورما تجلس لساعات طويلة مع غريغ تحاول إقناعه بطريقتنا في التأديب والتهذيب. وقد احتجنا لأكثر من سنة من المحاولات اليومية الجادة حتى بدأ غريغ يقتنع بهذه الطريقة، ويوافق عليها، ويسمح لنا بمعانقته بعد عمليات التهذيب، ولقد تعلمنا نحن أيضاً أشياء هامة من سلوك غريغ.
توقفنا تماماً عن ضرب أطفالنا بعد بلوغهم سن العاشرة. فإذا استمر الأبوان بإصرار على القيام بتهذيب وتأديب أطفالهم من البداية، فبعد بلوغهم سن العاشرة أو الحادية عشرة يكونون قد أصبحوا مطيعين ومهذبين ومنسجمين مع توجهات الأسرة العامة. بعد سن العاشرة، وحتى قبل ذلك كنا نشرك الأطفال بصياغة القواعد والأحكام الناظمة للأسرة.
وبعد هذه السن فإن فقدان الامتيازات والحرمان من الأنشطة المحببة للأطفال هي أفضل العقوبات التي يمكن تطبيقها على الأطفال الخارجين على نظام الأسرة، وهي أكثرها فعالية.
وحتى غريغ طفلنا الذي كان صعب المراس وقوي الشخصية بدأ يتعامل مع قوانين الأسرة برضا وسهولة، وذلك بعد أن بلغ العاشرة من عمره. إن تطبيق القوانين بصرامة وجدية أشبه ما يكون باستعمال الرسن أو اللجام على مهر جامح، يقاوم في البداية، لكنه لا يلبث أن يستجيب، وينسجم مع الوضع الجديد. هذا ما حدث لنا مع غريغ. كان غريغ في طفولته يختبرنا ، ويسبر مدى جديتنا في تطبيق قوانين الأسرة ولكن ما إن بلغ العاشرة حتى أصبح شاباً مرحاً يتفهم بعمق أهمية تطبيق القوانين الأسروية والالتزام بها والفائدة المرجوة من إطاعتها . بعد أن أصبح أطفالنا كلهم بعمر العاشرة فما فوق تحوّل العقد الأسروي إلى ما يشبه دستوراً حقيقياً للأسرة. قرار كهذا تطلب مشاركة الجميع الذين صوتوا بالإجماع وبالموافقة على هذه الخطوة. وعندما كانت تحدث مخالفة واضحة لهذا الدستور العائلي، كنا نجتمع كعائلة كما لو أننا محكمة عليا . وحيث أن دستور الأسرة واضح و بنوده تغطي أحكاماً بمختلف التجاوزات التي يمكن أن تحصل، ولذلك فإن الضرب والصراخ والتذمر وكل أشكال المشاكسة تصبح أشياء نادرة، ولم يعد هناك أي مسوغ لحدوثها .
بدأت هذه اللعبة تصبح أكثر إقناعاً لنا جميعاً، وبدأنا نجري تعديلات سنوية على دستور الأسرة بما يتناسب والأوضاع الجديدة. وبدأت صيغ التفاهم والود والحميمية تصبح هي الأرضية المشتركة التي تجمعنا كأسرة. لذلك فأنا أشجع جميع العائلات على أن تحذو حذونا ، وتكتب دستورها المناسب. أعتقد أن المعلومات المقدمة في الفصل الرابع عن العقود في الأسرة يمكن أن تشكل اقتراحات مهمة يمكن لكل أسرة أن تستفيد منها لتكريس عملية تأديب وتهذيب هادئة في كثير من الأسر التي تتطلع إلى ذلك.
عندما كان غريغ ابني يخالف بنود دستور أسرتنا، كنا نعاقبه بحرمانه من بعض الامتيازات التي يحب الاستمتاع بها لفترة 24 ساعة.
كان الضرب أقل العقوبات شعبية وتطبيقاً في أسرتنا، ولكن غريغ لازال إلى الآن يذكر تلك المرات القليلة التي تعرض فيها لعقوبة الضرب. لا زال إلى الآن يذكر تلك المرات بألم كبير بالنسبة له إنها ذكريات لا تنسى.
الأمر مع مايك مختلف تماماً، كان عدد المرات التي عوقب فيها بالضرب قليلة، وهو يبدو متفهماً ومتسامحاً فيما يتعلق بهذا الموضوع. أما كاري فكانت الأقل تعرضاً لعقوبة الضرب بين أطفالي، وقد كانت كاري بطبيعتها ميالة لأن تكون منسجمة مع قوانين الأسرة ومحبة لتطبيق النظام، وليس لديها رغبات تتجاوز قوانين الأسرة وتخل بنظامها .
إذا أتيحت لك فرصة قراءة كتابي الذي كتبته بالمشاركة مع (John Trent) والمعنون بـ وجهان للحب (The Two sides of love) ستعرف بعض ملامح أنواع الشخصيات المختلفة عند البشر، وستدرك بأن نوعين من أنواع الشخصيات هذه لا تنسجم مع ولا تقبل عقوبة الضرب، والأطفال الذين ينضوون تحت هذين النوعين من الشخصيات مستعدون لأن يفعلوا كل شيء من شأنه أن يبعد بهم عن حالة تورطهم بالخضوع إلى عقوبة الضرب هذه كاري ومايكل من هذا النوع من الشخصيات، وقد كانا يفعلان المستحيل لا سيما عندما كبرا قليلاً لتجنيب نفسيهما ووالديهما حرج الوقوع في الخطأ الذي يستوجب عقوبة الضرب.
لاشك أنك كوالد أو والدة تتمنى لو أن الله يمنحك أطفالاً من هذا النوع هذا النوع من الأطفال دون شك رائع ومن السهل تنشئته وتربيته دون مشاكل تذكر . ولكن حكمة الله تشاء دائماً أن يكون هناك في العائلة مزيج من الشخصيات المختلفة. فكاري ومايك كانا الولدين المطيعين الموافقين دائماً الساعين دائماً لإرضاء والديهما. ولكن كان لدينا غريغ أيضاً. غريغ كان ذلك النوع من الشخصيات الذي أطلقنا عليه (جون وأنا شخصية الأسد . غريغ كان ولازال شخصية قوية وصعبة المراس في كثير من أوجه تصرفاته.
ولكي أضع الأمور في نصابها الحقيقي علي أن أضيف بأننا لم نعان حقيقة من مشاكل أسروية عاصفة كثيرة على الرغم من أن أنه كان يهياً لنا أن بعض مشاكلنا من هذا النوع وذلك بسبب التوتر الكبير والقلق الذي يعترينا لحظة مواجهتنا لمثل هذه المشاكل. لم يفاجئني أبداً قرار كاري ومايك من أنهما سيطبقان مفهوم دستور الأسرة في تربيتهما لأطفالهما، فقد كانا كلاهما، منسجمين مع هذا الدستور ومطيعين له. ولكن صدق أو لا تصدق . فقد قرر غريغ هو الآخر - أن يفعل شيئاً كهذا أيضاً في تنشئته لأولاده القادمين. لقد أقنعني هذا التوجه بان ما فعلته كان صحيحاً دون شك.
وكما أشرت سابقاً، وربما كررت أكثر من مرة بأن أحد أهم بنود دستور الأسرة يجب أن يتضمن مبدأ ((تقديس الله واحترام كل مخلوقاته)). هذه هي القاعدة الأساسية والحقيقة المطلقة التي أحببنا أن يكون أطفالنا ممتلئين بها . عندما يقدس الأطفال الله سبحانه وتعالى ويخشونه عن علم فإنهم دون شك، سيحترمون الناس والحيوانات والأشياء الأخرى التي خلق.
تعليق