فوتوغرافيا
قصصٌ فائزة منزوعة الألوان .. مُكثّفة الإحساس
الصور منزوعة الألوان، الصور الكلاسيكية، صور الماضي العتيق، إنها الصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود التي تستحوذ على شغف الملايين حول العالم، والأسباب خلف هذا الشغف مختلفة ومتنوعة. ضمن الأعمال الفائزة بالمحور العام للدورة الثالثة عشرة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، نتناول اليوم الصور عديمة الألوان.
في المحور العام، الأبيض والأسود، لهذه الدورة، كان المركز الأول من نصيب المصورة الأمريكية "رينيه كابوزولا"، بصورةٍ بعنوان "رابطة الأعماق" نشاهد فيها أنثى الحوت الأحدب تسبح مع عِجلِها برشاقة في المياه التي يتسلل إليها نور الشمس قبالة تاهيتي. إن التناقض بين حجم الأم الهائل وشكل العِجل الأصغر حجماً لهو دليل على جَمَال علاقتهما الخالدة. هذه المخلوقات المُهيبة التي كانت تُصطاد في الماضي حتى أوشكت على الانقراض، صارت ترمز الآن إلى البقاء في مياه بولينيزيا الفرنسية الهادئة.
المركز الثاني انحاز للمصور "هيكادوا لياناج براسانثا فينود" من سريلانكا، بصورة مدهشة للنمِر السريلانكي الذي يتحرّك بدقةٍ متناهيةٍ مُتخفياً داخل التشابك الطبيعي في أعالي الشجرة المُغطّاة بالفطريات، يحدِّق وهو في حالة تأهب وتركيز. هذا النوع مُهدّد بالانقراض وهو الحيوان المفترس الأبرز في سريلانكا. إنه يُجسِّد التوازن الدقيق للنظام البيئي الذي لا يزال صامداً وسط التهديدات المتزايدة.
المصور الهنديّ "اتيب حسين" استحق المركز الثالث بمشهدٍ مُشوِّق لقطيعٍ من الأفيال يعبر قاع البحيرة الجافة المتشقّقة في متنزه أمبوسيلي الوطني بكينيا، ويتقدَّم المَسير فِيلة أمٌّ قوية الإرادة تتوقف بين الحين والآخر، وخرطومها ممدوداً كما لو أنها تمدُّ يدها لتَحنُو على المجموعة المتأخرة وراءها. تستغرق الرحلة ساعتين وصولاً إلى المستنقعات حيث آخر مصادر المياه .. في خِضَمِّ واحدةٍ من أسوأ موجات الجفاف التي حَلَّت منذ سنوات.
فلاش
تتعاظم فكرة القصة وتأثيرها على النفس .. فلا نشعر بغياب اللون !
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae