العالم وأصحاب الدين الجديد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العالم وأصحاب الدين الجديد

    العالم وأصحاب الدين الجديد
    تحت عنوان
    عالم قائم على الخرافة
    بقلم: البارون الأخير محمود صلاح الدين
    نعم، فهناك في هذه الأيام دين جديد لا ينتمي إلى الأديان السماوية على هذه الأرض، وسوف نسعى بهذه السطور لمعرفة شكل ومساحة انتشار هذا الدين.
    العنوان .... حروب دينية، ولكن الأصل هو المال والسلطة تُشن الحروب وتُباد المجتمعات، وكان لا بد من وجود محرك لكل تلك الإيرادات والأحداث التي نرى ونسمع عنها اليوم، فكان لابد من الاستعانة بالخرافة والأساطير المروية، ومنها ينطلق كل شيء في هذا العالم لتُباع الأوهام للعامة من خلال النصوص القديمة التي لا يعلم بها إلا الله بكتبها.
    هناك في هذه الأيام نجد حُمَّى التوقعات والنبوءة التي تُسهِّل على مُطلِقها رسم خطوط السيطرة على هذا العالم. وليس هذا بالأمر المستحدث، وإذا ما عدنا للتاريخ سوف نجد أن مناهج الدجل والسحر كانت تُعد من شرائع قيام الأنظمة الحاكمة، وتعود بالغالب إلى ما يُعرف بالسلطة الدينية.
    أكذوبة المخلص أو ما يعرف برجل آخر الزمان وأصل هذه الحكاية يبدأ من الديانة الهندوسية، ثم انتقلت بمرور الزمن إلى الروايات السردية اليهودية إلى ما قبل بعثة رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ثم انتقلت إلى الفارسية ومنها إلى الإسلام. فهناك روايات حسب التوقيتات التقويم اليهودي تشير إلى أن شخصية الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) هي التي تتحدث عنها الروايات، ولكن بسبب أنه لم يُبعث من بطانة الديانة اليهودية، لم يحظَ بالتأييد منهم.
    ومن هنا نفهم طبيعة تلك التنبؤات التي يُراد منها رسم العالم حسب الطلب. فاليوم ترى الكثير من يُردد هذه النوعيات من الأحاديث العبثية. فتارةً الرايات السود، وأخرى الرايات الصفر، وشخصية الدجال الأسطورية التي لم يرد ذكرها في القرآن. فمن غير المعقول أن شخصية وحدثًا بهذا الحجم لم يرد ذكرها في الآيات القرآنية. وهذا ما يجعله شيئًا يقبل التصديق أو التكذيب.
    الحروب ووجهها الحقيقي... الكثير يتحدث عن أن الحروب في أنحاء العالم هي حروب ذات طابع ديني، ولكن الحقيقة لها وجه آخر. فكل شيء في هذا العالم يُحرِّكه المال وشهوة السلطة، ولا وجود للرب فيما يحصل. وهذه هي الحقيقة المطلقة. فالإسراف في القتل وسفك الدماء هو الفساد الذي جاء ذكره في حوار الذات الإلهية مع الملائكة في بداية الشروع في الخلق.
    دولة اليهود الكبرى وتلك النبوءة البائسة وتلك النبوءة البائسة لا أصل لها فيما جرى أو ما سوف يحدث. ولكن أصل القصة هو أن المجتمع الأوروبي المسيحي المتدين يحمل الحقد على أصحاب الديانة اليهودية، بسبب أنهم يعتقدون أنهم من صلب المسيح. وبمرور الزمن ازداد النقمة على هذه الفئة، فكان لا بد من استئصالهم من أوروبا بشكل كامل. ولكي يكون هذا، كان يجب التمهيد له، فلم يجدوا سوى إطلاق الخرافات والنبوءات ليكون الخلاص منهم بشكل لا يثير الريبة عن الآخرين.
    ودليلي في هذا هو أن القارة العجوز شهدت عقودًا طويلة من الظلام. لم تكن في ذلك الوقت فكرة إقامة دولة لهم قائمة حتى جاء القادة القوميون في أوروبا، وأطلقوا هذه الفكرة. كانت أول مرة على لسان نابليون، قائد الثورة الفرنسية في ذلك الوقت.
    الحديث عن الغيب ... ليكون هنا حديث أعظم الخلق، رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم): "لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير"، صدق رسول الله. وبهذا الحديث يُبطل كل الأحاديث التي وردت على لسان المُحدِّثين بخصوص التنبؤ، حتى تلك التي تحدثت عن ما يُعرف بعلامات يوم القيامة. وشاهدي في هذا هو قول الله تعالى: "وتأتيكم بغتة"، أي دون مقدمات أو علامات تُذكر. والحديث بغير هذا يكون فيه شرك بالله عز وجل.
    اليوم وضعف الإيمان ... لنعود ليومنا هذا. ترى الكثير يسأل: ماذا سوف يحصل غدًا؟ وهذا يأتي من ضعف الإيمان. فمن كان يثق بالله عز وجل، فلينهَ نفسه عن السؤال. فهناك قاعدة ثابتة في قضية الإيمان المطلق: أن الله هو القادر والقوي المتمكن في مقادير ومصائر الخلق.
    الخاتمة ... هناك مثل شعبي يصب في أصل الموضوع، مفاده: "الله ما شافوه بالعقل عرفوه". وهذا دليل على أن أقصر الطرق لمعرفة الله هو العقل. أما اتباع النبوءة أو التوقعات أو الروايات مهما كان مصدرها، فهو شيء منافي للعقل. وهذا ما سوف يدفع الكثير لاتباع خطوات الجهل والتخلف، التي أبرز ميزاتها اتباع روايات ومرويات ما أنزل الله بها من سلطان.
    اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.
يعمل...
X